Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حماس" تطلق عملية تشاور واسعة لاختيار خليفة إسماعيل هنية

خالد مشعل الأقرب لتولي رئاسة المكتب السياسي للحركة ينافسه كل من خليل الحية وأسامة حمدان وموسى أبو مرزوق

على رغم صعوبة التنبؤ بمن قد يخلف هنية في الوقت الراهن يرجح كثر تكليف مشعل (67 سنة) لقيادة مرحلة موقتة (اندبندنت عربية)

ملخص

بحسب النظام الأساسي للحركة، فإن أعضاء مجلس الشورى المركزي، الذي يضم نحو 50 عضواً، من بينهم أعضاء المكتب السياسي المركزي للحركة، هم من ينتخبون الرئيس.

أطلقت حركة "حماس" أمس السبت، عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد لمكتبها السياسي، بعد اغتيال إسماعيل هنية، في طهران الأربعاء الماضي.

وقالت الحركة في بيان نشرته عبر تطبيق "تيليغرام"، إنه "منذ الساعات الأولى لعملية الاغتيال الصهيونية الآثمة، والإجرامية التي استهدفت هنية، عقد المكتب السياسي، وهيئة مجلس شورى الحركة، اجتماعات سادتها المعاني الإيمانية والأخوية". وأضافت "وبعد نقاشات معمقة اتسمت بالمسؤولية العالية، تم الاتفاق على أن الحركة تمتاز بمؤسسيتها، وشوريتها الراسخة التي عكستها الوقائع خلال العقود الماضية التي شهدت استشهاد عدد من قياداتها، إذ كانت تسارع إلى اختيار بدائل، وفق لوائح وأنظمة الحركة".

وأشارت "حماس" إلى أنه باغتيال هنية "بدأت قيادة الحركة إجراء عملية تشاور واسعة في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار خليفة له. ومؤسسات الحركة التنفيذية وأطرها الشورية تواصل أعمالها، ولديها الآليات الفاعلة، والعملية لاستمرار مسيرة المقاومة في أصعب الظروف، وستبادر إلى الإعلان عن نتائج مشاوراتها حال الانتهاء منها".

وبحسب النظام الأساسي للحركة، فإن أعضاء مجلس الشورى المركزي، الذي يضم نحو 50 عضواً، من بينهم أعضاء المكتب السياسي المركزي للحركة، هم من ينتخبون الرئيس.

 

ونفت "حماس" ما تتداوله بعض وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي عن تكليف أسماء معينة، بشغل موقع رئاسة الحركة، مؤكدة أن هذه الإشاعات "لا أساس لها من الصحة".

وأشادت الحركة بالرئيس السابق للمكتب السياسي. وقالت في البيان إن "هنية ليس فقيد الحركة، بل هو فقيد الشعب الفلسطيني، والأمة العربية والإسلامية، وأحرار العالم وشرفائه، ولعل هذا التفاعل والتضامن الواسع في مشارق الأرض ومغاربها يدل دلالة واضحة على ذلك".

ولفتت "حماس" إلى أن "اغتيال إسماعيل هنية لن يزيد الحركة والمقاومة الفلسطينية إلا قوة وإصراراً على مواصلة طريقه ونهجه، ودماءه الطاهرة الذكية ستلهب نار المقاومة، وتزيدها اشتعالاً وتصاعداً".

الشخصية الأبرز

ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" كان هنية، الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران، الشخصية الأبرز التي تدير العلاقات الدولية لـ"حماس"، وأحد الوجوه الأكثر شهرة في الحركة على مستوى العالم، وبحسب ما يوضح محللون وخبراء لـ"اندبندنت عربية" لن تتأخر "حماس" كثيراً في اختيار الاسم الذي سيخلف هنية في منصب رئيس المكتب السياسي للحركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويستندون في ذلك إلى قدرتها العالية في التعاطي مع سياسة الاغتيالات منذ نشأتها، فقد تم تنصيب الرنتيسي بعد 24 ساعة من اغتيال إسرائيل مؤسس الحركة أحمد ياسين عام 2004. وحسب النظام الأساس للحركة فإن أعضاء مجلس الشورى المركزي (أعلى هيئة تشريعية في الحركة)، الذي يضم نحو 50 عضواً، من بينهم أعضاء المكتب السياسي المركزي للحركة في كل من غزة والضفة الغربية والشتات، هم من ينتخبون الرئيس إلى جانب اللجنة التنفيذية (أعلى هيئة سياسية في الحركة) التي تتكون من 18 عضواً بواقع ستة أعضاء من كل إقليم.

كما أن النظام الأساس في "حماس" يفترض أن كل رئيس منطقة يعد نائباً لرئيس الحركة سياسياً، وعليه قد تتجه قيادة "حماس" وفقاً لمحللين، إلى الاختيار بين خالد مشعل رئيس حركة "حماس" في الخارج أو يحيى السنوار رئيس الحركة في قطاع غزة أو زاهر جبارين، الذي يتولى حالياً قيادة "حماس" في الضفة الغربية، لتولي منصب رئيس المكتب السياسي.

كفة مشعل

وعلى رغم صعوبة التنبؤ بمن قد يخلف هنية في الوقت الراهن يرجح كثر تكليف مشعل (67 سنة) لقيادة مرحلة موقتة، إلى حين انتهاء الحرب في غزة وإجراء الانتخابات التي تتم كل أربع سنوات، وتكون في المناطق التنظيمية، وكان آخرها عام 2021 حين نصب إسماعيل هنية رئيساً للحركة.

 

ويرى مراقبون أن قيادة مشعل الحركة في الخارج وثقله التنظيمي في رئاسة المكتب السياسي لـ"حماس" بين أعوام 1996 و2017 يعزز من فرص ترشيحه مجدداً خلفاً لهنية، فالسنوار المختفي عن الأنظار منذ بداية الحرب منشغل في إدارة المعركة عسكرياً داخل قطاع غزة، وجبارين يترأس مكتب الضفة خلفاً لصالح العاروري الذي اغتالته إسرائيل في مطلع يناير (كانون الثاني) من العام الحالي في بيروت.

كما أن مساعي "حماس" إلى أن يكون رئيسها موجوداً خارج المناطق الفلسطينية يلعب عاملاً مهماً في الاختيار، لتسهيل مهام تنقله ومشاركاته الخارجية في الزيارات التي تنظمها الحركة لعديد من الدول، والمشاركة في المؤتمرات أو الاجتماعات واللقاءات التي لها علاقة بالملف الفلسطيني، وعلاقات الحركة الخارجية، مما يرجح اختيار مشعل لهذا المنصب كونه يقيم في قطر منذ سنوات عدة.

نخبة سياسية

فيما يعد مشعل الأقرب إلى خلافة هنية في منصب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، ينافسه بقوة على هذا الدور كل من خليل الحية (64 سنة) نائب رئيس الحركة في قطاع غزة، وأسامة حمدان عضو في المكتب السياسي للحركة وممثلها في لبنان ومسؤول العلاقات الدولية فيها، وموسى أبو مرزوق، وهم من أبرز وأهم القادة المخضرمين لحركة "حماس" وأكثرهم تأثيراً.

والحية الذي ينحدر من غزة ويعيش في المنفى، يراه كثر مثل هنية متوازناً ومرناً وله علاقات دولية مهمة وعلاقات جيدة مع الجناح العسكري وكذلك مع إيران وتركيا و"حزب الله"، كما ترأس وفداً ذهب إلى سوريا في عام 2022 لتوطيد العلاقات.

في حين يلعب حمدان دوراً كبيراً في فترة الانتقال الحالية نظراً إلى علاقاته القوية في المنطقة بخاصة مع إيران الداعم الأول للحركة. وعلى رغم أن أبو مرزوق يعد أقل بروزاً مقارنة بالمرشحين الآخرين، فإنه يظل ضمن الشخصيات المحتملة لتولي قيادة "حماس" نظراً إلى دوره السابق في رئاسة الحركة بين 1992 و1996 إضافة إلى علاقاته المتنوعة.

ويرى آخرون أن القيادي زاهر جبارين، عضو المكتب السياسي ونائب رئيس حركة "حماس" في الضفة الغربية، من بين المرشحين الأوفر حظاً لقيادة موقتة إلى حين إجراء انتخابات لقيادة الحركة خلفاً لهنية، فهو إلى جانب أنه من مؤسسي جناح "حماس" العسكري ولعب دوراً بارزاً في تجنيد الطلبة الجامعيين في صفوفها، يتولى أيضاً مسؤولية ملف الأسرى في الحركة.

المزيد من تقارير