Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بنغلاديش تستعيد بعض الهدوء ومحمد يونس مستعد لترؤس الحكومة

الرئيس يحل البرلمان والشرطة تعلن الإضراب وحصيلة القتلى ترتفع إلى 432

ملخص

كانت العلاقة بين الشيخة حسينة والولايات المتحدة جيدة في الغالب، لكن واشنطن وجهت في الآونة الأخيرة انتقادات متزايدة لحسينة، خصوصاً نزعتها الاستبدادية. فماذا يحمل المستقبل لبنغلاديش؟

أبدى محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام، اليوم الثلاثاء، استعداده لتولي رئاسة حكومة انتقالية في بنغلاديش غداة تولي الجيش السيطرة على البلاد بعدما أجبرت التظاهرات الواسعة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار إلى الخارج.

وكان قادة الاحتجاجات الطالبية طالبوا بتولي يونس رئاسة حكومة مؤقتة. وكتب القائد في حركة "طلاب ضد التمييز" آصف محمد على "فيسبوك"، "نثق بالدكتور يونس".

وقال يونس البالغ من العمر 84 سنة، "لقد تأثرت بثقة المتظاهرين الذين يريدونني أن أترأس حكومة انتقالية... لقد ظللت طيلة الوقت بعيداً من السياسة... لكن اليوم، إذا كان من الضروري العمل في بنغلاديش، من أجل بلدي، ومن أجل شجاعة شعبي، فسأفعل"، داعياً إلى تنظيم "انتخابات حرة".

وقال يونس في وقت سابق في مقابلة مع صحيفة "ذي برنت"، إن بنغلاديش كانت "بلداً محتلاً" في عهد حسينة، مضيفاً "يشعر جميع سكان بنغلاديش اليوم بأنهم صاروا أحراراً".

أكد الطلاب الذين نظموا الاحتجاجات في بنغلاديش، اليوم الثلاثاء، إنهم سيضغطون من أجل إشراف محمد يونس.

وقال قائد حركة "طلاب ضد التمييز" ناهد إسلام في تسجيل مصور "قررنا بأن يتم تشكيل حكومة موقتة يكون الحائز على جائزة نوبل الدكتور محمد يونس الذي يتمتع بقبول واسع، كبير مستشاريها".

حل البرلمان وإجراءات أخرى

وأعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان، الإثنين، في بث على التلفزيون الرسمي استقالة الشيخة حسينة من منصبها كرئيسة للوزراء مؤكداً أن الجيش سيشكل حكومة موقتة.

ونزولاً عند طلب قادة الاحتجاجات الطلابية وحزب بنغلاديش الوطني المعارض، حل الرئيس البرلمان اليوم.

وأُفرج عن رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء بعد أعوام من الإقامة الجبرية، وفق ما أفاد بيان للرئاسة وحزبها الذي يطالب بانتخابات في غضون ثلاثة أشهر.

كما أجرى الجيش تعديلات شملت خفض رتبة عدد من كبار الضباط ممن يُعدون مقربين من حسينة، وأقال ضياء الإحسان، قائد كتيبة العمل السريع التي تشملها عقوبات أميركية.

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

خبير الاقتصاد

ويتوقع بأن يجتمع قائد الجيش مع الطلاب الذين قادوا الاحتجاجات في وقت لاحق اليوم.

ويعود الفضل إلى خبير الاقتصاد يونس (84 سنة)، في انتشال الملايين من الفقر من خلال مصرفه للقروض الصغيرة لكنه واجه انتقادات من حسينة التي اتهمته بـ"مص دماء" الفقراء.

وتولت حسينة (76 سنة) السلطة منذ عام 2009 لكنها اتُّهمت بتزوير الانتخابات في يناير (كانون الثاني) الماضي، ونزل الملايين إلى الشوارع على مدى الشهر الماضي للمطالبة برحيلها.

ويونس حالياً في أوروبا، وأفاد مساعد مقرب منه في وقت متأخر أمس، بأنه لم يحصل حتى اللحظة على أي عرض من الجيش لقيادة الحكومة الموقتة.

حوادث فوضى وسط هدوء عام

وبعد أن خرج الملايين إلى شوارع دكا للاحتفال أمس الإثنين، بدت شوارع العاصمة هادئة إلى حد كبير اليوم بعد أن استؤنفت حركة السير وفتحت المتاجر أبوابها، لكن المقار الحكومية بقيت مغلقة بعد يوم شهد أعمال عنف أودت بـ122 شخصاً على الأقل.

وقال ساجد أحنف (21 سنة) "أشعر بسعادة بالغة"، مشبّهاً ما حدث بحرب الاستقلال التي انفصلت بلاده على إثرها عن باكستان قبل أكثر من خمسة عقود. وأضاف، "تحررنا من الديكتاتورية".

لكن البلد لم تخلُ من حوادث الفوضى والغضب، إذ أعلنت الشرطة أن حشوداً شنّت هجمات انتقامية على حلفاء حسينة، وقتل 10 أشخاص.

وكانت حصيلة القتلى أمس الأعلى خلال يوم واحد منذ بدء الاحتجاجات مطلع يوليو (تموز) الماضي، ليرتفع إجمالي قتلى التظاهرات إلى 432، بحسب تعداد أجرته وكالة "الصحافة الفرنسية" استناداً إلى بيانات صادرة عن الشرطة ومسؤولين حكوميين وأطباء في المستشفيات.

وأمس، اقتحم متظاهرون البرلمان وأحرقوا محطات تلفزيونية وحطّموا تماثيل لوالد حسينة، الشيخ مجيب الرحمن، بطل الاستقلال.

وأضرمت النار في متحف مخصص للزعيم السابق لتلتهم ألسنة اللهب الصور في مشهد لم يكن من الممكن تخيله قبل ساعات فقط، عندما كانت حسينة تحظى بدعم القوات الأمنية لحكمها الاستبدادي. وأفاد شهود عيان بأن مكاتب "رابطة عوامي"، حزب حسينة، تعرضت للحرق والنهب في أنحاء البلاد.

كما أفاد شهود بأن بعض الأعمال التجارية والمنازل المملوكة للهندوس، وهي فئة يرى البعض في الدولة ذات الغالبية المسلمة بأنها كانت مقربة من حسينة، تعرضت لهجمات.

إضراب الشرطة

وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي في بنغلاديش اليوم، إنهم "قلقون جداً" إزاء التقارير التي تحدثت عن هجمات على مجموعات دينية وإثنية وأقليات أخرى.

وعبّر وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار عن "قلقه البالغ إلى حين إعادة فرض القانون والنظام بشكل واضح" في بنغلاديش، مؤكداً لأول مرة بشكل رسمي أن حسينة في الهند التي فرّت إليها أمس.

وأعلنت نقابة الشرطة الرئيسة في بنغلاديش اليوم الإضراب. وأفادت "جمعية شرطة بنغلاديش" التي تمثل آلاف الشرطيين، في بيان أن إضرابها سيستمر "إلى أن يتم ضمان سلامة كل فرد من أفراد الشرطة".

وقالت في بيانها، "نطلب الصفح عما قامت به قوات الشرطة للطلاب الأبرياء" بعدما استخدمت الشرطة العنف وأطلقت النار على المتظاهرين.

"الهدوء وضبط النفس"

في الأثناء، دعت وزارة الخارجية الأميركية جميع الأطراف إلى تجنب العنف في بنغلاديش بعد فرار رئيس الوزراء الشيخة حسينة من البلاد إثر تظاهرات أوقعت مئات القتلى.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين "نحض جميع الأطراف على الامتناع عن مزيد من العنف. لقد فقدت أرواح كثيرة في الأسابيع القليلة الماضية، ونحن ندعو إلى الهدوء وضبط النفس في الأيام المقبلة". وأضاف "نرحب بالإعلان عن حكومة انتقالية ونحض على أن تراعي أي عملية انتقالية قوانين بنغلاديش". وأعرب ميلر عن "حزن عميق" للولايات المتحدة لورود تقارير عن "انتهاكات لحقوق الإنسان وسقوط قتلى وجرحى في نهاية الأسبوع والأسابيع الماضية".

وكانت العلاقة بين حسينة والولايات المتحدة جيدة في الغالب، إذ كانت واشنطن تعتبرها شريكة في تحقيق أولوياتها لا سيما مكافحة التطرف الإسلامي وإيواء لاجئي "الروهينغا" الهاربين من الاضطهاد في بورما.

لكن الولايات المتحدة وجهت في الآونة الأخيرة انتقادات متزايدة لحسينة، خصوصاً نزعتها الاستبدادية، وفرضت قيوداً على منح التأشيرات على خلفية مخاوف من انتهاكات للنظام الديمقراطي.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات