Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما رسائل "حماس" إلى إسرائيل باختيار السنوار؟

قياديون في الحركة أكدوا أنهم على قلب رجل واحد ومراقبون أشاروا إلى التصعيد والتحدي واستمرار المقاومة

بعد توليه زعامة "حماس" في قطاع غزة أكد السنوار في أكثر من موقف على أن إيران هي الداعم الأكبر للحركة (أ ف ب)

ملخص

مراقبون عدوا انتخاب "حماس" السنوار زعيماً للحركة يهدف إلى "بعث رسالة تصعيد مع إسرائيل عبر الرد على اغتيال هنية، باختيار شخصية عسكرية أكثر تطرفاً مكان هنية، الذي كان يعد من المعتدلين في الحركة".

بعد خمسة أيام على اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، انتخبت قيادة الحركة يحيى السنوار خليفة لهنية، فيما عُدت "رسالة تحد لتل أبيب، ولإظهار "وحدة الحركة وترابطها، وتمسكها بالمقاومة".

وأصبح السنوار المطلوب الأول لإسرائيل بسبب اتهامه بالمسؤولية عن هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكنها فشلت منذ بدء الحرب قبل 10 أشهر بقطاع غزة في القضاء عليه، ويقال إنه يختفي في الأنفاق.

ومنذ 2017 يتولى السنوار زعامة حركة "حماس" في قطاع غزة، بعد أن كان منذ خروجه من السجون الإسرائيلية عام 2011 ممثلاً لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) في المكتب السياسي للحركة.

وأصبح السنوار أبرز قادة حركة "حماس" بسبب زعامته الحركة في القطاع الذي يعد الإقليم الرئيس لعمل الحركة ومعقلها، ومركز ثقلها.

وكشف القيادي في حركة "حماس" موسى أبومرزوق لـ"اندبندنت عربية" أن مجلس شورى الحركة انتخب السنوار لزعامتها في ختام اجتماعات استمرت أياماً عدة في العاصمة القطرية الدوحة.

وتتمسك إسرائيل بالقضاء على البنية العسكرية لحركة "حماس" وهيكلها التنظيمي والحكومي في قطاع غزة كأهم أهداف حربها في قطاع غزة، التي أدت إلى قتل نحو 40 ألف فلسطيني، وإلى نزوح معظم سكان القطاع من منازلهم.

ووفق القيادي في حركة "حماس" طاهر النونو فإن الحركة أرادت بانتخاب السنوار وتوقيت القرار تأكيد "وحدتها وتماسكها وحيويتها والتواصل القيادي فيها، وسلاسة عملية الانتخاب، وأنها على قلب رجل واحد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار النونو إلى أن انتخاب الحركة السنوار يبعث رسالة إلى إسرائيل بأن "تهديداتها لا تخيف الحركة، وأن المقاومة تشكل حجر الزاوية في رؤية حماس وسياستها ومنهجها".

وبعد توليه زعامة الحركة في قطاع غزة، أكد السنوار في أكثر من موقف أن "إيران هي الداعم الأكبر بالسلاح والمال والتدريب لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس".

وعقب زيارته طهران في عام 2017 أشار السنوار إلى أن الدعم الإيراني العسكري لـ"حماس" "استراتيجي"، وأن علاقة الحركة مع طهران "أصبحت ممتازة جداً، وعادت إلى سابق عهدها"، في إشارة لبرود تلك العلاقات بسبب موقف قيادة الحركة من الثورة السورية.

وعدّ الباحث السياسي إبراهيم فريحات أن انتخاب "حماس" السنوار زعيماً للحركة يهدف إلى "بعث رسالة تصعيد مع إسرائيل عبر الرد على اغتيال هنية، باختيار شخصية عسكرية أكثر تطرفاً مكان هنية، الذي كان يعد من المعتدلين في الحركة".

ووفق فريحات فإن سرعة انتخاب السنوار تدل على "قوة وتماسك ووحدة الحركة، في رد على إسرائيل التي تقول إن حربها على قطاع غزة تهدف إلى القضاء على حماس".

وأوضح فريحات أن انتخاب السنوار يشير إلى أن "حماس" جاءت بـ"شخصية مقاومة تتقاسم مع المقاتلين الخبز والبارود تحت الأنفاق، في رسالة لرفع الروح المعنوية لمقاتلي الحركة، وتأكيد تسمكها بخيار المقاومة المسلحة".

ومع أن فريحات أشار إلى أن السنوار هو صاحب قرار "طوفان الأقصى"، لكنه شدد على أن الهجوم "جاء تطبيقاً لرؤية قيادة حركة حماس بتصعيد العمل العسكري ضد إسرائيل".

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت إبراهيم ربايعة أن انتخاب السنوار "جاء خارج التوقعات التي كانت ترجح اختيار شخصية من المكتب السياسي لحماس في الخارج يتمتع بالمرونة والقدرة على التحرك".

ووفق ربايعة فإن انتخاب السنوار "يبعث رسالة تحد من حركة حماس لإسرائيل، ويكرس قطاع غزة مركزاً لقرار الحركة، والسنوار زعيماً للحركة بعد أن كان زعيماً لها في غزة فقط".

وعدّ ربايعة أن تزعم السنوار حركة "حماس" يؤكد "انتصار التيار المؤيد لتقوية العلاقة مع طهران في داخل الحركة، على رغم أن العلاقة العسكرية بين كتائب القسام وإيران تعززت خلال السنوات الماضية".

وأوضح ربايعة أن السنوار عمل خلال قيادته حركة "حماس" في غزة ومسؤوليته عن كتائب القسام "على فصل السياسة عن الأمور العسكرية في العلاقة مع إيران"، مشيراً إلى أنه "هو الممسك بقرار حماس وهو من اتخذ قرار شن هجوم السابع من أكتوبر الذي فاجأ به عدداً من قادة الحركة الذين التزموا به، وتبنوه، ودافعوا عنه".

وأشار الباحث في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور إلى أن إسرائيل ترى بانتخاب السنوار رئيساً لحركة "حماس" "رسالة تصعيد وتحد، ورغبة من قيادة حماس في الهرب من الخلافات الداخلية".

وأوضح منصور أن انتخاب السنوار الموجود في قطاع غزة "سيحرر حركة حماس من ضغوط المضيفين، والمحاور الإقليمية، وسيعزز علاقة حماس بطهران، وسيعمل على تشديد مواقف الحركة، ونقل مركز ثقلها إلى غزة، وإزالة المسافات بين الجناحين السياسي والعسكري".

ويرى مدير مركز "ثبات" للدراسات السياسية جهاد حرب أن "حماس" أرادت بانتخاب السنوار "التأكيد للشعب الفلسطيني أنها لم تغير نهج المقاومة، وأنها ترى في السنوار زعيماً لحركة لحماس، وستعمل على تكريسه زعيماً للشعب الفلسطيني".

ووفق حرب فإن الرسالة الثانية هي لإسرائيل "للتشديد على أنها لا تزال حركة قوية في قطاع غزة، وأن زعيمها في القطاع أيضاً، وأن لديها القدرة على مقاومة الاحتلال وإدارة الحكم".

ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس بعد تهجير العصابات الصهيونية أهله من قرية مجدل عسقلان عام 1948.

وحصل على درجة الليسانس في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية في غزة، وأصبح عضواً في مجلس طلبتها، ثم رئيساً لها.

ويعد السنوار من مؤسسي الجهاز الأمني لحركة "حماس"، المكلف ملاحقة عملاء إسرائيل، وحكمت عليه إسرائيل بالسجن مدى الحياة عام 1988، قضى منها 22 سنة، إذ أفرج عنه في عام 2011 ضمن صفقة لتبادل الأسرى.

وبعد الإفراج عنه تولى السنوار التنسيق بين الجناحين السياسي والعسكري في حركة "حماس"، قبل أن ينتخب زعيماً للحركة في قطاع غزة عام 2017، وإسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي للحركة.

المزيد من متابعات