ملخص
يرى رئيس لجنة الاستقرار المالي أن الفوضى في شوارع البلاد لها "تأثير مدمر"
حذرت هيئة تجارية من أن موجة الشغب في المدن والبلدات البريطانية قد تترك "أثراً" على الشوارع التجارية والأعمال، وقال رئيس اتحاد الشركات الصغيرة (FSB) لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن النهب والتخريب للأعمال التي تتعافى من جائحة كوفيد وتحاول التنافس مع التسوق عبر الإنترنت "ليست جريمة بلا ضحايا".
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أحرقت المتاجر واستهدفت الفنادق التي تؤوي طالبي اللجوء في الاحتجاجات العنيفة، على خلفية هجوم طعن في ساوثبورت الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال كانوا يحضرون درساً في الرقص.
التداعيات على الشركات الصغيرة
وقال رئيس لجنة الاستقرار المالي (FSB)، مارتن مكتيغ، لبرنامج "توداي" على "بي بي سي" إن "الفوضى التي تحدث لها تأثير مدمر على الشركات والمجتمعات المحلية، في وقت كانت الشوارع الرئيسة تعاني، والأضرار قد تستغرق شهوراً وملايين الجنيهات لتصليحها"، مطالباً الحكومة المركزية والمحلية بالعمل معاً لدعم الشركات الصغيرة.
ووصف الهجمات على الشركات في بلفاست خلال عطلة نهاية الأسبوع بأنها "مقززة"، وقال "لا مكان للعنصرية في مجتمعنا"، مضيفاً أن أولئك الذين يقفون وراء هذه الأعمال يجب أن "يُحاكموا".
من جانبها، أشارت الدكتورة راشيل دورن من جامعة غولدسميث إلى أن التأثير العام لأعمال الشغب التي شهدتها المدن والبلدات البريطانية سيكون "هائلاً". وأضافت أن الشركات الصغيرة والمستقلة بشكل خاص قد تجبر على إغلاق أبوابها بشكل دائم، بينما تكافح شركات أخرى من الناحية المالية والنفسية لسنوات مقبلة.
وأظهرت أبحاثها السابقة أن أكثر من 2000 من الشركات الصغيرة والمستقلة تأثرت بأعمال الشغب في لندن عام 2011، التي أسفرت عن خمس وفيات ودمرت ممتلكات ومتاجر في أنحاء إنجلترا. وتشير التقديرات إلى أن الأيام الأربعة من العنف كلفت المملكة المتحدة ما بين 200 مليون جنيه استرليني و500 مليون (254 مليون دولار و635.2 مليون دولار) من الأضرار والتجارة المفقودة وكلفة الشرطة.
وقالت الشركة إنها "مصدومة" مما حدث لمتجرها "الجميل" في هال، وكذلك لبقية التجار المحليين. وأكدت رئيسة قسم التجزئة في بريطانيا وإيرلندا، كاسي سويثينبانك، أنها فخورة بكونها جزءاً من "بريطانيا متعددة الأعراق"، وأن مدير المتجر والعمال "عملوا بلا كلل" لإعادة تجهيز المتجر لبدء العمل مرة أخرى، مضيفة "أصلحنا النوافذ والأبواب في الموقع، بينما عمل عمال النظافة طوال الليل بعد تكسير منتجات الصابون على الجدران".
وفي سندرلاند، قال أحد مستشاري السفر في فرع "هايز ترافيل فاين بليس"، إن اثنين من المتظاهرين الشباب رشقوا النوافذ بالطوب خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتساءل عن سبب استهداف الشركة التي تعتبر مؤسسة محلية تحاول تقديم الخير، وقال إن المتظاهرين لا يمثلون المدينة.
ارتفاع سرقة المتاجر إلى مستوى قياسي
وقالت رئيسة اتحاد تجار التجزئة البريطانيين، هيلين ديكنسون، إن عديداً من الأشخاص كانوا متوجهين إلى العمل وهم يخشون أن تكون سلامتهم مهددة بسبب أعمال التخريب التي تجتاح بعض أجزاء البلاد. وأضافت أن بعض عمال التجزئة كانوا يقضون يومهم في تنظيف الأضرار، وفي بعض الحالات قد لا يتمكنون من زيارة متاجرهم المحلية.
تعرض عمال الفنادق أيضاً للصدمة حينما هاجم المشاغبون موقعين لفندق "هوليداي إن إكسبرس" خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقال أشخاص كانوا داخل فندق "روثرهام" إنهم اضطروا لدفع الثلاجات والأثاث ضد الباب لخلق حاجز موقت، فيما وصفت عاملة الفندق، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، التجربة بأنها "مرعبة تماماً".
نقل نحو 240 طالب لجوء كانوا يقيمون في الفندق خلال الليل بعد اشتباكات بين الشرطة وجمهور يضم مئات الأشخاص، وأكدت شركة "أي أتش جي هوتيلز"، المالكة لعلامة "هوليداي" إن سلامة وأمن الضيوف والموظفين كانت دائماً أولوية.
وسأل مكتيغ أيضاً عن كيفية قدرة الشركات على تمويل عمليات التنظيف اللازمة، وقالت جمعية شركات التأمين البريطانية إن الأفراد وأصحاب المنازل والشركات المتضررة سيكونون "مضطربين" و"قلقين" بشكل مفهوم. وأشارت إلى أن الأضرار المادية للمنازل أو الشركات مشمولة كمعيار في معظم وثائق التأمين المنزلي أو التجاري.
وستغطي بعض السياسات أيضاً الشركات التي لم تتعرض مواقعها للأضرار ولكن قد تكون اضطرت للإغلاق وفقدت التجارة في أعقاب ذلك، لكن المتحدث باسم الجمعية قال إنه من الأفضل للشركات التحقق مع شركات التأمين الخاصة بها في أقرب وقت ممكن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ ذلك الحين، خرج السكان المحليون إلى شوارع المدن والبلدات التي شهدت الاضطرابات خلال عطلة نهاية الأسبوع، للمساعدة في عمليات التنظيف ودعم الآخرين في المجتمع.
وقالت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، إن هؤلاء الأشخاص "يمثلون بريطانيا" وليس أولئك الذين شاركوا في العنف.
واجتاحت مناطق العنف موجة من السرقات للمتاجر، وحتى قبل اندلاع الاضطرابات الحالية كانت بلدة شورهام باي سي، تتصدر وباء سرقة التجزئة الذي يجتاح البلاد، إذ ارتفعت سرقة المتاجر إلى مستوى قياسي، وفقاً لـ"تلغراف".
سجلت إنجلترا 104 حالات سرقة للمتاجر وويلز 430 العام الماضي، وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني، وهو أعلى معدل منذ بدء التسجيل في عام 2003.
وخارج وستمنستر، سجلت منطقة أدور التي تضم شورهام باي سي أعلى معدل بالنسبة للسكان، بمعدل 22 جريمة لكل 1000 شخص، وتشاركها بلدة ورثينغ المجاورة ومانسفيلد في نوتنغهامشاير.
في الوقت نفسه، سجلت شرطة ساسكس ثاني أدنى معدل لحل قضايا سرقة المتاجر بنسبة 10 في المئة، بعد شرطة العاصمة فقط.
وفي شورهام سنترال وبيتش، لم تحل 97.6 في المئة من حوادث سرقة المتاجر المبلغ عنها، وفقاً لتحليل الصحيفة.