Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

يوم مناهض للعنصرية في بريطانيا بعد ليلة هادئة

تظاهرات سلمية ترفع لافتة "أهلاً باللاجئين" ومخاوف عنف اليمين تتبدد وقائد الشرطة يشعر بالارتياح

ملخص

مر أسبوع على بدء المواجهات ومشاهد العنف العنصري التي تشهدها المملكة المتحدة، بعد تداول معلومات كاذبة عن المشتبه به المفترض في هجوم بسكين استهدف حصة للرقص.

ساد جو من الارتياح المملكة المتحدة اليوم الخميس، بعدما شهد مساء أمس الأربعاء تظاهرات سلمية مناهضة للعنصرية، بينما تبددت المخاوف من عنف اليمين المتطرف الذي هز البلاد على مدى أسبوع في أعقاب مقتل ثلاث فتيات صغيرات.

وكانت الشرطة وضعت في حال تأهب قصوى استعداداً لعشرات التظاهرات العنصرية والمعادية للإسلام ولاحتمال اندلاع أعمال عنف جديدة، غير أنها بدلاً من ذلك أشرفت على تجمعات سلمية لمتظاهرين مناهضين للعنصرية.

وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن آلاف الأشخاص تجمعوا في شارع وولثمستو في لندن. ورفع نشطاء في جمعية "قفوا في وجه العنصرية" (Stand Up To Racism) العلم الفلسطيني، بينما حمل آخرون لافتات كتب عليها "أوقفوا اليمين المتطرف" و"أهلاً باللاجئين"، في رد مباشر على الأعمال العدائية التي تستهدف منذ أسبوع مساجد وفنادق تؤوي طالبي لجوء.

عمدة لندن 

وأشاد عمدة لندن صادق خان بالعمل المتميز للشرطة في جميع أنحاء العاصمة الليلة الماضية، وشكر الذين خرجوا في تظاهرات سلمية لإظهار أن "المدينة تقف موحدة ضد العنصرية والإسلاموفوبيا الليلة الماضية"، منوهاً بأن أعمال العنف والفوضى المروعة التي شهدتها عدة بلدات ومدن خلال الأيام الأخيرة لم تمتد إلى العاصمة.

وأشار العمدة في بيان حصلت "اندبندنت عربية" على نسخة منه إلى أن الشرطة عملت بلا كلل أو ملل لتوضيح أن الدولة لا تتسامح مع العنف، وأي شخص يسعى إلى الانخراط في الفوضى وزرع الانقسام سيواجه القوة الكاملة للقانون. وذكر خان أنه ما زال على اتصال وثيق بمفوض الشرطة وسيستمر السكان في رؤية وجود أمني متزايد في جميع أنحاء لندن خلال الأيام المقبلة، وذلك في إطار سعي الدولة إلى طمأنة وحماية الجميع.

وشدد خان في بيانه على أنه "لا يوجد مكان للعنف والعنصرية وكراهية الإسلام ومعاداة السامية في المدينة، ولن يسمح لأولئك الذين يسعون إلى تقسيم مجتمعاتنا بالفوز"، فلندن فخورة بتنوعها وبكونها مدينة منفتحة ومرحبة بالجميع وستظل كذلك دائماً، على حد تعبيره.

الوحدة التي تجلت

وأعرب قائد شرطة لندن مارك رولي صباح اليوم الخميس عن ارتياحه الكبير "للطريقة التي سارت بها الأمور" جراء انتشار عناصر الشرطة، وبفضل تعاون السكان.

وأشاد أمام صحافيين بـ"الوحدة التي تجلت، حتى لو حضر جانحون في بعض الأماكن" للانخراط في أعمال "معادية للمجتمع".

 

 

وأشار قائد الشرطة إلى أنه أوقف نحو 20 شخصاً فجر اليوم الخميس، بعد اشتباكات عنيفة جرت الأسبوع الماضي في لندن، معتبراً أن "التلميح إلى أنهم وطنيون يتظاهرون من أجل قضية ما، أمر سخيف"، مؤكداً أنهم "جانحون".

وقالت ساره تريزيليان البالغة 58 سنة لوكالة الصحافة الفرنسية "أعيش في الحي، ولا نريد هؤلاء الناس في شوارعنا"، في إشارة إلى اليمين المتطرف.

وتابعت "علينا أن نشارك لنوصل هذه الرسالة، أعتقد أن من الأهمية بمكان أن نشارك من أجل أصدقائنا وجيراننا".

في برمنغهام في وسط إنجلترا، تجمع مئات الأشخاص أمام مركز مساعدة للمهاجرين. وفي مقاطع فيديو لوكالة الصحافة الفرنسية يمكن سماع هتافات مثل "قولوها بأعلى صوت، قولوها بوضوح، اللاجئون موضع ترحيب هنا"، كذلك ظهر من يحمل لافتات كتب عليها "الفاشية غير مرحب بها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي برايتون شارك ألفا شخص في تظاهرة "سلمية"، وفقاً للشرطة.

ونظمت تظاهرات أخرى في بريستول (غرب)، وليفربول (شمال) قرب مبنى جمعية لمساعدة طالبي اللجوء، وفي شيفيلد (شمال)، وفي نيوكاسل (شمال)، وأيضاً في أوكسفورد (وسط)، ثم تفرق المتظاهرون في هدوء.

في غضون ذلك اندلعت اشتباكات متقطعة في ألدرشوت (جنوب)، إذ أفادت وكالة الأنباء البريطانية "بي آي" بأن الشرطة اضطرت إلى التدخل بين نشطاء مناهضين للعنصرية ومجموعة من الأشخاص الذين كانوا يهتفون "أوقفوا القوارب"، في إشارة إلى المهاجرين الوافدين إلى المملكة المتحدة على متن قوارب مطاطية عن طريق القنال الإنجليزي.

هكذا مر الأسبوع

من جهتها أشادت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر مساء أمس الأربعاء، بعمل عناصر الأمن الموجودين على الأرض "لحماية ودعم المجتمعات المحلية".

ونظمت هذه التجمعات في ظل وجود مكثف للشرطة، على رغم أن السلطات حذرت مثيري الشغب من تكرار أعمال العنف التي وقعت في الأيام الماضية.

وأوقف أكثر من 400 شخص منذ بداية الاشتباكات الأسبوع الماضي، ووجهت تهم لـ120 في الأقل وفقاً للنيابة، كما صدرت إدانات في حق بعضهم.

 

 

وقال رئيس الحكومة كير ستارمر، الذي ضاعف رسائل الحزم في مواجهة مثيري الشغب، "هذا هو الإجراء السريع الذي نتخذه".

مر أسبوع على بدء المواجهات ومشاهد العنف العنصري التي تشهدها المملكة المتحدة، بعد تداول معلومات كاذبة عن المشتبه به المفترض في هجوم بسكين استهدف حصة للرقص محورها أعمال النجمة الأميركية تايلور سويفت في ساوثبورت شمال غربي إنجلترا، وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاث فتيات تراوحت أعمارهن بين ست وتسع سنوات.

وانتشرت إشاعات في البداية على وسائل التواصل الاجتماعي أفادت بأن المهاجم طالب لجوء مسلم، لكن عرف عن المشتبه به لاحقاً على أنه أكسيل روداكوبانا المولود في ويلز، وذكر الإعلام البريطاني أن والديه من رواندا.

ووضعت الحكومة خلال الأسبوع الراهن 6 آلاف عنصر من الوحدات الخاصة بالشرطة في حال جهوزية للتعامل مع نحو 100 تظاهرة لنشطاء اليمين المتطرف ولتظاهرات مضادة دعي إليها، كما سيخصص 567 موقعاً لسجن مثيري الشغب.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات