Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معركة "ترمب - هاريس" تدخل "ساحة الحشود"

الديمقراطية تجمع 14 ألف ناخب في فيلادلفيا والجمهوري يعقد مؤتمراً صحافياً بفلوريدا لمواجهة تقدمها

الآن مع مخاطبة هاريس حشوداً كبيرة تنافس أو تتفوق على حشود ترمب يختفي الاعتقاد بأن الأخير المرشح المفضل (أ ف ب)

ملخص

ترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي خلق نوعاً جديداً من المنافسة أمام المرشح الجمهوري، مع حضور آلاف الأشخاص التجمعات التي تشارك فيها.

كثيراً ما تميزت التجمعات الانتخابية للرئيس السابق دونالد ترمب بحضور أعداد كبيرة من مناصريه مقارنة بالحشود الأصغر حجماً التي اجتذبها الرئيس جو بايدن قبل انسحابه من الانتخابات، غير أن ترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي خلق نوعاً جديداً من المنافسة أمام المرشح الجمهوري، مع حضور آلاف الأشخاص التجمعات التي تشارك فيها.

أول من أمس الثلاثاء، احتشد نحو 14 ألف ناخب متحمس في ساحة فيلادلفيا لحضور تجمع انتخابي لهاريس، كذلك الأمر في اليوم التالي عندما امتدت طوابير من آلاف الأشخاص في مدينة أو كلير في ويسكونسن للمشاركة في تجمع انتخابي لها.

إنها تصنع التاريخ

وقبل أيام، حضر حشد ضخم إلى مطار في ديترويت بولاية ميشيغان للقاء المرشحة الديمقراطية للرئاسة وتيم وولز الذي اختارته ليكون نائبها. ومن هؤلاء كينا جونسون (46 سنة) التي تعمل في شركة "ستيلانتيس" لصناعة السيارات والتي أكدت لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الجميع متحمسون" بانتظار وصول هاريس.

وفي إشارة إلى التجمعات الانتخابية للديمقراطيين، قالت جونسون "أعتقد بأنها ستكون أكبر وأكثر إيجابية"، مضيفة أنه "أمر جيد بالنسبة إلى النساء في الوقت الحالي، إنه يصنع التاريخ".

من جهته، بدا وولز حاكم مينيسوتا مذهولاً أمام حشد المؤيدين في ميشيغان التي تُعدّ ساحة حاسمة في المعركة الانتخابية، وفي ما قدر موظفو الحملة عدد الحاضرين بنحو 15 ألف شخص، قال والز إن هذا "أكبر تجمع للحملة" الانتخابية.

 

 

وكان مشهد حضور هذا العدد الكبير من الأميركيين لحدث سياسي ديمقراطي أكثر شيوعاً خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، عندما كسر مرشح شاب أسود يتمتع بكاريزما عالية الحواجز ليصبح رئيساً.

لكن خلال الأعوام الـ12 التي تلت أوباما، بات هذا الأمر نادراً للغاية لدى الحزب الديمقراطي، وساعد ذلك ترمب على أن يركز على مسألة التفاوت في أرقام الحشود خلال حملته الانتخابية، بناء على إدراكه للعبة الأرقام وإصراره على أن الحشود الكبيرة ترتبط بالدعم الواسع.

ولكن أفضلية ترمب في هذا المجال تبخرت قبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية، في ظل ضخ هاريس وولز دفعة من الزخم عبر قاعدة الحزب الديمقراطي.

وانعكس ذلك في أعداد الحاضرين التي تجاوزت التوقعات مقارنة بالحشود الأصغر حجماً والأكثر هدوءاً التي شاركت في التجمعات الانتخابية للرئيس جو بايدن قبل انسحابه، أو قبل أربعة أعوام عندما فاز خلال جائحة "كوفيد" التي لم يتم خلالها تنظيم تجمعات كبيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على رغم كل ذلك، لم يتمكن بايدن والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية عام 2016 هيلاري كلينتون، من منافسة العرض المتنقل الذي غالباً ما اتسم بالفوضى لحملة ترمب الانتخابية والذي كان يتميز بحشود غفيرة وأنصار متحمسين كانوا يخيمون طوال الليل لضمان مقاعد في الصف الأمامي للحدث الانتخابي.

لكن مع انسحاب بايدن من السباق الانتخابي لهذا العام، أظهرت منافسة ترمب الجديدة بسرعة أنها أكثر من قادرة على تحدي المرشح الجمهوري في لعبة حجم التجمعات، مما يبدو أنه أثار غضب ترمب.

مقاعد كثيرة فارغة

في نهاية الأسبوع الماضي، تمكنت هاريس من جذب العدد الكافي من المناصرين الذين ملأوا ساحة تتسع لـ10 آلاف شخص في أتلانتا بولاية جورجيا، في أول تجمع كبير لها منذ أن أصبحت المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي، واستعانت باثنين من نجوم الـ"هيب هوب" لإثارة حماسة الجمهور.

بعد أربعة أيام، جمع ترمب العدد نفسه من المناصرين في الساحة ذاتها، حيث هاجم هاريس واصفاً إياها بـ"كامالا المجنونة" ومتحدثاً عن "مقاعدها الكثيرة الفارغة".

وقال ترمب للحشد "لست بحاجة إلى فنانين. أنا أملأ الساحة لأنني أعيد لأميركا عظمتها"، ولم يتوقف عند هذا الحد، فقد بدا غاضباً أثناء اتهامه المستضيفين بمنع ألف شخص إضافي من حضور الحدث الانتخابي.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة "ويسكونسن-ماديسون" باري بوردن لوكالة الصحافة الفرنسية، "كان من دواعي الفخر بين أنصار ترمب أن تجمعاته اجتذبت حشوداً أكبر بكثير من تلك التي اجتذبها بايدن عام 2020 أو كلينتون عام 2016".

وأدى هذا الدعم الظاهر خلال تجمعات ترمب الانتخابية إلى تأجيج شكوك ناخبيه في شأن صحة نتائج انتخابات عام 2020.

 

 

وفي هذا الإطار، أضاف بوردن "الآن مع مخاطبة هاريس حشوداً كبيرة تنافس أو تتفوق على حشود ترمب، يختفي الأساس المنطقي للاعتقاد بأن ترمب هو المرشح المفضل".

وكان ترمب استغل هذه الأفضلية منذ بداية حياته السياسية، ففي 2015 ملأ ملعب كرة القدم في ألاباما بنحو 30 ألف شخص.

وعندما كان رئيساً، كان يستخدم طائرة الرئاسة كدعامة أساسية لحملته الانتخابية، إذ كانت تحط على مرأى من مؤيديه الذين كانوا يلتقطون له الصور عبر هواتفهم المحمولة أثناء نزوله منها.

غير أن هاريس استعانت بهذه الدعامة الانتخابية أمس الأربعاء، عندما توجهت إلى تجمعها في ديترويت على متن الطائرة الرئاسية الثانية التي يستخدمها نائب الرئيس.

من جهة أخرى، غالباً ما يسعى ترمب إلى احتكار سوق الشعارات الوطنية، فلا تزال ظهوراته الانتخابية تقابل بهتافات "الولايات المتحدة الأميركية، الولايات المتحدة الأميركية".

لكن العبارة نفسها صدحت خلال تجمع هاريس الصاخب في فيلادلفيا، مما كان نادر الحدوث أثناء فعاليات بايدن.

من يملأ الساحة؟

وأعلن دونالد ترمب اليوم الخميس أنه سينظم مؤتمراً صحافياً بمقر إقامته الفخم في مارالاغو بولاية فلوريدا، بينما تتقدم منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في استطلاعات الرأي.

وكتب الجمهوري على شبكته "تروث سوشيال"، "سأعقد مؤتمراً صحافياً عاماً في الساعة 14:00 (18:00 ت غ) في مارالاغو ببالم بيتش. شكراً".

والوضع الذي وجد نفسه فيه كان مستبعداً قبل بضعة أسابيع، عندما تعرض الجمهوري لمحاولة اغتيال ووحّد حزبه خلفه.

لكن انسحاب جو بايدن في اللحظة الأخيرة ودخول كامالا هاريس نائبته، قائمة المرشحين أعاد خلط أوراق حملة انتخابية غير مسبوقة، وأخيراً المرشحة الديمقراطية هي التي تتقدم.

وفي استطلاعات الرأي تمكنت هاريس من تقليص الفارق مع الرئيس الجمهوري السابق وحتى تقدمت عليه بعد تراجع جو بايدن، بينما جمع التبرعات آخذ في الارتفاع.

وبحسب الصحافة الأميركية، فإن دونالد ترمب منزعج من هذا التقدم الديمقراطي الجديد والتغطية الإعلامية التي يحظى بها الحزب.

وقال لأحد المقربين منه خلال مكالمة هاتفية بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، "من غير العادل أن أكون هزمته وأُضطر الآن إلى أن أهزمها أيضاً" في إشارة إلى جو بايدن وكامالا هاريس.

وأبدى جمهوريون وجهات مانحة قلقهم للرئيس السابق، وتتعثر حملته الانتخابية، لا سيما بسبب جي دي فانس الذي اختاره ليصبح نائبه إذا تم انتخابه، إذ تراجعت شعبية السيناتور البالغ من العمر 40 سنة خلال الأسابيع الأخيرة على خلفية عودة ظهور عدد من مقاطع الفيديو المثيرة للجدل التي سخر في أحدها "من النساء التعيسات"، في إشارة إلى الأشخاص الذين يختارون العيش من دون شريك أو طفل، وسرعان ما انتقد كثير من الأميركيين هذه التعليقات.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات