Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما سبب اهتمام إيلون ماسك بأعمال الشغب البريطانية؟

من نشر تعليقات حول "حتمية" الحرب الأهلية إلى تغريدته حول فضيحة عصابة الاستغلال الجنسي للأطفال في روذرهام - يعرف الملياردير الأميركي بالضبط كيف يستغل منصته

وفقاً للملياردير تتجه المملكة المتحدة بصورة "حتمية" نحو "حرب أهلية" (رويترز)

ملخص

إيلون ماسك يستخدم منصته لإثارة الجدل وزيادة التفاعل بغض النظر عن عواقب تصريحاته المثيرة، مثل توقعه لـ"حرب أهلية" في المملكة المتحدة بعد أعمال الشغب ويستمر في استفزاز الجمهور لتحقيق مكاسب مالية محتملة على ما يبدو

صار إيلون ماسك الآن خبيراً في أعمال الشغب البغيضة في لندن (على ما يبدو). نعم هذا صحيح: كان أغنى رجل في العالم يبث آراءه حول العنف الذي يضرب شوارع بريطانيا، والجرائم التي يرتكبها "بلطجية" اليمين الذين يبدو أنهم يعتقدون بأن الوطنية تنطوي على إشعال الحرائق وإساءة معاملة المسلمين والإغارة على واجهات المتاجر قبل الاستيلاء على أي شيء [من المحتويات] يمكنهم وضع أيديهم عليه.

وبحسب رجل الأعمال الذي تحول إلى سلطة بارزة في الشؤون العالمية في أماكن ربما لم يزُرها أبداً، أصبح "حتمياً" الآن أن تمضي المملكة المتحدة إلى "حرب أهلية".

وكان يسخر أيضاً من كير ستارمر رئيس الوزراء في شأن فضيحة عصابة الاستغلال الجنسي للأطفال في روذرهام (من بين أمور أخرى)، حتى إنه ألمح إلى أن المجتمعات المحلية تُعامل بصورة مختلفة بموجب ما يسمى "الشرطة ذات المستويين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مستخدماً منصته الخاصة لنشر سلسلة من التعليقات الغريبة على نحو متزايد، ردّ ماسك على تأكيد ستارمر (الصائب) أن ما يحدث "ليس احتجاجاً" ولكنه في الواقع "عنف خالص". وقال ستارمر إنه "لن يتسامح مع الهجمات على المساجد أو المجتمعات المسلمة" التي كانت تتعرض لتلك الاعتداءات.

وهنا تحداه ماسك متسائلاً "ألا يجب أن تشعر بالقلق من الهجمات على //جميع// المجتمعات؟".

إن الشيء الوحيد الحتمي هو رد الفعل من قبل الجمهور، إذ تدخلت شخصيات حسنة النية، وربما كانت أعربت عن صدمتها وشعرت بالرعب مما انطوت عليه كلمات ماسك. على سبيل المثال، ردّ روري ستيوارت "بجد؟ منذ متى زعمت أنك تفهم المجتمعات البريطانية أو السياسة البريطانية؟ وكم عدد الأيام التي قضيتها بالضبط مع هذه المجتمعات؟ هل خطر ببالك أن هذا ربما يكون الوقت الخطأ للتحدث عن موضوع لا تعرف عنه شيئاً؟".

لا يمكن لأحد أن يخدع ستيوارت بسهولة، كما أنه ليس مخطئاً. بيد أن تدخله على رغم ذلك، أدى إلى وضع ماسك في مركز الحوار الدائر عبر الإنترنت، وهذا كما أظن هو بالضبط ما أراده ماسك في المقام الأول.

لم يحقق موقع "تويتر"/ "إكس" الذي أجبر ماسك إلى حد ما على شرائه بعد أن غرد باقتراح يفتقر إلى الحكمة حول عملية استحواذه (وقد اعترف بذلك في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية) نجاحاً مذهلاً منذ توليه السيطرة عليه. ففي يناير (كانون الثاني) من هذا العام، كشف موقع "أكسيوس" الإخباري عن أن "فيديليتي"، وهي شركة إدارة أموال أميركية كبيرة، خفضت قيمة حصتها في شركة التواصل الاجتماعي [إكس] بنسبة 71.5 في المئة بعدما كانت ساعدت في تمويل عملية الاستحواذ التي بلغت قيمتها 44 مليار دولار (35 مليون جنيه استرليني).

كان هذا مبنياً على تقييم "فيديليتي" لأصول الشركة وقد تكون لدى المساهمين الآخرين آراء أخرى. غير أن أحداً لا يروق له أن يتحمل انخفاض قيمة استثماراته، وأقلهم استعداداً لذلك شركة "فيديليتي". بالتالي يمكننا أن نعطي مزيداً من القيمة لآرائها حول أداء "تويتر/ إكس" في ظل إدارة ماسك.

الآن إطرح على نفسك السؤال التالي: ما الذي قد يغير بصورة جذرية ما يبدو أنه كان أسوأ قرار استثماري اتخذه ماسك؟ [افتعال] معركة، هذا صحيح. فالجدل يجذب الانتباه، مما يؤدي إلى استقطاب المعلنين، وهذا بدوره يدرّ عائدات نقدية. ومع ذلك، هناك أخطار تجارية، إذ إن الاضطرابات المستعرة على وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي إلى تنفير بعضهم بصورة فاعلة.

لقد شعرت مجموعة من الشركات بالقلق على نحو واضح العام الماضي عندما قام ماسك بتزيين إحدى المناقشات بتغريدة معادية للسامية. واعترف منذ ذلك الحين بأن ذلك كان [تصرفاً] "أحمق"، إلا أنه مع ذلك ألقى اللوم على وسائل الإعلام لافتعالها ردود الأفعال.

وحفزت تغريدته بسرعة على مقاطعة للموقع، وإن كانت موقتة في بعض الحالات. ثم حاول ماسك على ما يبدو التراجع عن تعليقه، فقام بزيارة خاصة لإسرائيل ومخيم أوشفيتز-بيركيناو برفقة المعلق المحافظ بن شابيرو.

لذا، فإن إثارة التوترات العنصرية ليست جديدة عليه، والفرق هذه المرة هو أن الطرف المستهدف هم المسلمون.

ما يقلقني هو أنه في حين يدعي ماسك أنه يدافع عن حرية التعبير، فإنه يقوم بعمل جيد في تحضير المسرح لأعدائها باستخدام قوة منصته للقيام بذلك (ويا للأسف، لا مثيل لمنصته حتى الآن، في الأقل من حيث الشعبية).

وأجد أنه من المقلق بقدر مماثل أنه إذا كانت الاضطرابات التي تشهدها الشوارع ترقى إلى مستوى الإرهاب، كما قيل، فليس هناك من يراقب "تويتر/ إكس" مراقبة كافية. من الواضح أنها أرض خصبة لوجهات نظر عنصرية ويمينية متطرفة، فضلاً عن قيامها بتسهيل تنظيم أعمال الشغب.

ومع ذلك، على رغم مخاوفنا المشتركة الحقيقية في شأن ماسك وأعماله، فإننا جميعاً ما زلنا هنا نستعمل "تويتر/ إكس". وأنا أرفع يدي. [كواحد من مستخدميها]

لا يسعني إلا أن أفكر في أن الكاتبة كيت موس كانت أفضل من ردّ على سلوك ماسك حين كتبت في وقت سابق في تغريدة يفترض أن تكون الأخيرة بالنسبة إليها، قائلة "هذا يكفي. وداعاً. كنت رائعاً يا ’تويتر‘. لكنه بات مخيفاً الآن. يمكن لجميع من يتابعونني من البشر أن يعثروا عليّ على ’إنستغرام‘ تحت اسم katemossewriter".

وأعترف بأن السبب وراء استمراري في استعمال "تويتر" هو وجود مجتمع نشط من الأشخاص الذين وجدت أنهم أكثر فائدة من "هيئة خدمات الصحة الوطنية" البريطانية عندما واجهت مشكلات مع حالات صحية، مثل مرض السكري من النوع الأول. أعرف أن هذا أمر محزن للغاية، ولكنه يُظهِر أيضاً أن هناك بصيصاً من الضوء وسط الظلام على منصة "تويتر/ إكس". ومن المؤسف أن ما كان ماسك يشجعه قد يطفئ بسهولة هذا البصيص تماماً.

ولكن ربما تحلّ أعماله الأخرى هذه المشكلة. ويبدو أن شركة "تيسلا" تعاني متاعب جدية، مع الانخفاض السريع لسعر سهمها. ما هو سبب تورط إيلون ماسك في أعمال الشغب حقاً؟. قد يقول المتشككون بيننا إن الأمر كله يتعلق بالنقود.

ولعل أزمة السيولة النقدية التي تواجهها "تيسلا" ستؤدي إلى تحويل انتباهه عن المشكلات البريطانية، من أجل التفكير في مشكلاته الخاصة...

© The Independent

المزيد من تحلیل