Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا أقدمت أوكرانيا على توغل جريء في مقاطعة كورسك الروسية؟

في حين أن هذا الهجوم لن يغير مسار الحرب لكن لا يجب التقليل من أهميته الرمزية ودوره في رفع المعنويات

مدينة سودجا بعد توغل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك (رويترز)

ملخص

التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية لن يغير مسار الحرب بطريقة جذرية، ولكن لا ينبغي التقليل من أهميته الرمزية سواء بالتأثير في الحلفاء الغربيين أو رفع معنويات الأوكرانيين أو إحراج الكرملين

مما لا شك فيه أن التوغل المباغت والجريء والعابر للحدود الذي شنته كييف على منطقة كورسك الروسية أثار حفيظة موسكو، ففي وقت ندد فلاديمير بوتين بالهجوم واصفاً إياه بـ "الاستفزاز الواسع النطاق"، اجتمع مسؤولو إدارته لتطمينه بأن الوضع تحت السيطرة على رغم استمرار القتال لليوم الثالث أول من أمس الخميس، واضطرار آلاف الأشخاص إلى إخلاء المنطقة.

وتعاني أوكرانيا نقصاً في عدد الجنود الذين يمكنها نشرهم في ساحة المعركة، وكانت تحاول زيادة وتيرة التجنيد، ولهذا قد يتساءل بعضهم عن سبب استنزافها للموارد بهدف تنفيذ توغل إلى الداخل الروسي، خصوصاً في وقت تضغط قوات موسكو على قوات كييف في مواقع أخرى من الخطوط الأمامية التي تمتد لـ 600 ميل (1000 كيلومتر) بما في ذلك حول بلدة بوكروفسك الشرقية الرئيسة في منطقة دونيتسك التي تبعد بضع مئات من الكيلومترات.

ولكن في وقت من المستبعد أن تخلق العملية في كورسك فرصة إستراتيجية طويلة الأمد بالنسبة إلى كييف، نظراً إلى أن الجيوش ستكون عاجزة عن تثبيت نفوذها على أية أراض تستحوذ عليها لوقتٍ طويل، فهناك عدد من الأسباب الرمزية التي تكمن خلف التوغل عبر الحدود، ويتمثل السببان الرئيسان في رفع المعنويات ودفع موسكو والحلفاء الغربيين نحو التفكير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولنبدأ من النقطة الأخيرة، فمن شأن اختراق مجموعتين من الخطوط الدفاعية الروسية والوصول إلى مسافة تراوح ما بين ستة و10 أميال (10و15 كيلومتراً) إلى الداخل الروسي أن يجبر جيشها على إعادة إمداد خطوطه وتعزيزها، ومن المرجح أن يسحب من قواته المشاركة في الهجوم على منطقة خاركيف الأوكرانية الواقعة في الجهة الأخرى من الحدود مباشرة، حيث كان يحقق مكاسب ضد الجيش الأوكراني، وسيؤدي هذا الأمر إلى تخفيف بعض الضغط على خطوط الدفاع الأوكرانية، حتى وإن كان ذلك لفترةٍ موقتة وقصيرة، كما أنه سيجعل موسكو أكثر حذراً من الإفراط في الالتزام بمنطقة خاركيف وترك نفسها ضعيفة أو مستباحة على هذا النحو مرة أخرى.

ويُظهر هذا أيضاً لحلفاء كييف في الغرب بأن جيشها لا يزال قادراً على إحداث مفاجآت في أرض المعركة حتى عندما يرزح تحت الضغط، وبوسعه أن يبقي العمليات سرية عن العدو.

وتأمل كييف في أن تلعب هذه القدرة على المناورة دوراً في تذكير داعميها بأن إرسال مزيد من الأسلحة البعيدة المدى والقذائف والطائرات الحربية لن يكون هدراً، وبأن أوكرانيا قادرة على التصرف بدقة وسرعة حتى عندما تكون قواتها أقل عدداً وتسليحاً من أعدائها.

وفي حين لم يتطرق كبار المسؤولين الأوكرانيين بشكل مباشر إلى الهجوم، أشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي في إطلالة علنية الخميس الماضي بقدرة جيشه على "المفاجأة" و"إحراز النتائج".

وإضافة إلى ذلك لن تفوت أوكرانيا أي فرصة لإحراج فلاديمير بوتين والكرملين، وقد شكّل الحدث إحراجاً بالفعل، سواء ضم التوغل مئات الجنود أو 100 جندي، فقد أظهر الهجوم للشعب الروسي بأن موسكو قادرة على ارتكاب الأخطاء، وذكرهم بأن هذا التوغل قد ينقلب نحو الداخل الروسي.

وفي حين أن المسؤولين الروس أعلنوا في البيانات العامة التي تطرقت إلى الهجوم الحدودي بأن الوضع تحت السيطرة لكن تلك المزاعم أثارت السخرية بسبب القتال الذي امتد لثلاثة أيام حتى الآن، (وربما أكثر).

وفي المقلب الآخر شكل الهجوم دفعاً كبيراً للمعنويات، سواء بالنسبة إلى القوات في الخطوط الأمامية أو للشعب الأوكراني في أنحاء البلاد، بعد أن تعرض لهجمات متكررة ومتزايدة بالمسيرات والصواريخ طاولت مدنها خلال الأشهر الماضية، كما جرى تتبع هذا التوغل والاحتفال به. وفي المقابل تجري متابعة تصريحات المدونين العسكريين الروس بشغف، والتي تميل إلى تقديم صورة أكثر دقة إن ليست دقيقة بالكامل، حول التوغل الأوكراني في ساحة المعركة، من تلك التي يقدمها الكرملين، ولا شك في أن التوغل في منطقة كورسك لن يغير مسار هذه الحرب بطريقة جذرية، ولكن لا ينبغي التقليل من أهميته الرمزية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات