Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اللاجئون في أولمبياد باريس... من هم وماذا قدموا؟

سيندي نغامبا تحقق ميدالية تاريخية تحت رعاية العلم الأولمبي

الكاميرونية سيندي نغامبا صاحبة الميدالية الأولى في تاريخ فريق اللاجئين الأولمبي (رويترز)

ملخص

فريق اللاجئين يصنع التاريخ للمرة الأولى بتحقيقه برونزية، والعدد الأكبر في المشاركة الثالثة في تاريخ الأولمبياد

انتهت منافسات دورة الألعاب الأولمبية في باريس، أمس الأحد، بعد تنافس قوي بين أميركا والصين على صدارة ترتيب الأكثر تتويجاً بالميداليات في النسخة التي أقيمت في الفترة بين الـ24 من يوليو (تموز) الماضي حتى الـ11 من أغسطس الجاري في العاصمة الفرنسية.

وتمكنت أميركا من حسم صدارة ترتيب أولمبياد باريس برصيد 126 ميدالية متنوعة بتحقيق 40 ذهبية و44 فضية و42 برونزية، وجاءت الصين وصيفة بعد أن كانت متصدرة حتى الساعات الأخيرة برصيد 91 ميدالية بتحقيق 40 ذهبية و27 فضية و24 برونزية، وكانت متصدرة بسبب عدد الذهبيات الأكبر الذي يجعل صاحبه متصدراً حتى إذا كان مجموع الميداليات أقل.

ما هو فريق اللاجئين؟

ومثل أي نسخة من الأولمبياد يوجد ضمن المشاركين فريق اللاجئين الذين يشاركون تحت رعاية اللجنة الأولمبية الدولية، الذي وافق عليه رئيس اللجنة توماس باخ في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، وذلك من أجل مشاركة الرياضيين اللاجئين في بلاد بعيدة من موطنهم الأصلي مجبرين بسبب الاضطهاد أو الحرب أو العنف، وتم تأسيسه من أجل زيادة الوعي العالمي والاهتمام بأزمة هؤلاء وما يتعرضون له في حياتهم بصورة عامة.

وقال باخ في تصريحات صحافية آنذاك بعد موافقة المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية على مشاركته في 2016، "نريد إرسال رسالة أمل لجميع اللاجئين في عالمنا بترحيبنا بفريق الرياضيين الأولمبيين اللاجئين في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو 2016".

وأضاف، "تكوين فريق اللاجئين إشارة إلى المجتمع الدولي بأنهم إخواننا، سيثبت هؤلاء الرياضيون اللاجئون للعالم أنه على رغم ما يتعرضون له، بأن هناك مساحة لأي شخص للمساهمة في المجتمع من خلال مشاركة مواهبهم".

وفي عام 2016، شارك في فريق اللاجئين 10 رياضيين فقط، كانوا ثنائياً في الجودو وستة في ألعاب القوى بصورة خاصة في العدو، إلى جانب سباحين.

وكان خماسي من بينهم من جنوب السودان ولكنه يعيش في كينيا، والسباحان من سوريا الأول كان يعيش في بلجيكا والآخر في ألمانيا، ولاعبا الجودو من الكونغو الديمقراطية ويعيشان في البرازيل.

وفي طوكيو 2020، شارك 29 رياضياً في فريق اللاجئين، أبرزهم كان بمشاركة سبعة في ألعاب القوى، وستة في الجودو، ووجدوا أيضاً في ألعاب الكاراتيه والسباحة والتايكوندو والمصارعة ورفع الأثقال والرماية والريشة الطائرة، وكان من بينهم 19 رجلاً و10 سيدات، ولكن لم يحققوا أي ميدالية في الدورة التي أقيمت في عام 2021 بعد تأجيلها بسبب اجتياح فيروس كورونا للعالم في 2020.

فريق اللاجئين 2024

وارتفع عدد الرياضيين في فريق اللاجئين الأولمبي في نسخة باريس 2024 إلى 37 رياضياً بـ15 جنسية مختلفة وشاركوا في 12 رياضة مختلفة.

وانقسم الفريق إلى 24 رجلاً و13 سيدة، من بينهم ثمانية في ألعاب القوى وستة في الجودو وخمسة في التايكوندو وأربعة في الكانوي والكياك، واثنان في كل من الملاكمة وسباق الدراجات والرماية والسباحة والمصارعة ورفع الأثقال، ورياضي واحد في لعبتي الريشة الطائرة والبريك دانس.

وسيطرت الجنسية الإيرانية على الظهور الأكبر في فريق اللاجئين بـ14 رياضياً، ومن بعدها سوريا وأفغانستان بخمسة رياضيين، واثنين لكل من كوبا وإريتريا وإثيوبيا وجنوب السودان والسودان، ورياضي واحد من الكاميرون وفنزويلا والكونغو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشارك في ألعاب القوى تحت العلم الأولمبي، كل من الكونغولي دوريان كيليتيلا، والسوداني موسى سليمان ومواطنه جمال عيسى، وثنائي جنوب السودان دومينيك لوبالو وبيرينا لوكيري، والسوري محمد أمين والإثيوبية فريدة أباروجي، وفي رياضة الريشة الطائرة شارك الإيرانية دورسا يافاريفافا وفي الملاكمة ظهر مواطنها أوميد أحمد، والكاميرونية سيندي نغامبا، وفي البريك دانس وجدت الأفغانية مانيزا تالاش، وفي الكانون والكياك شارك الإيراني أمير رضا نجاد ومواطناه سعيد فازلولا وسامان سلطاني والكوبي فيرناندو جورجي، وفي سباق الدراجات شارك الأفغاني أمير أنصاري والإثيوبية إيرو تيسفوم.

وفي لعبة الجودو شارك الإيرانيان محمد رشنونزهد ومحبوبة بربري، والثنائي السوري عدنان خانكان ومنى داهوك، والأفغانية نيغارا شاهين، وفي الرماية شارك الفنزويلي فرانشيسكو إيديلو والإريترية لونا سولومون، وفي السباحة السوري علاء ماسو والإيراني ماتين بالسيني، وفي منافسات التايكوندو ظهر الثلاثي الإيراني هادي تيران وكاسرا مهدي بور نجاد ودينا بوريونيس والأفغاني فارزاد منصوري والسوري يحيى الغوتاني، وفي رفع الأثقال الكوبي روماريو مورا والإيرانية يكتا جمالي وفي المصارعة الثنائي الإيراني إيمان مهدوي وجمال فاليزاده.

الميدالية الأولى

وحقق فريق اللاجئين أول ميدالية في تاريخه في نسخة باريس 2024 وكانت في لعبة الملاكمة عندما فازت الكاميرونية سيندي نغامبا عندما حققت برونزية منافسات وزن 60 كيلوغراماً بعد الخسارة في نصف النهائي أمام بطلة بنما أثينا بيلون بنتيجة (4-1).

وقالت رئيسة بعثة فريق اللاجئين في أولمبياد باريس 2024 معصومة علي زادة، عقب تحقيق البرونزية " فخورون جداً بما حققته سيندي، منذ أن أصبحت جزءاً من هذا الفريق، مثلتنا بكل رقة وجاذبية، ستكتب في التاريخ كأول من حقق ميدالية في تاريخ فريق اللاجئين الأولمبي، ولن ينتزع ذلك منها أحد أبداً".

وأضافت معصومة خلال تصريحاته كاشفة تفاصيل استعدادات سيندي للمشاركة في الأولمبياد، إذ قالت، "كانت سيندي تحظى بدعم كبير وجيد من الجمعية الأولمبية البريطانية والاتحاد البريطاني للملاكمة وتدربت مع منتخب بريطانيا قبل المشاركة في باريس 2024 بدعم كبير من مؤسسة اللاجئين الأولمبيين والتضامن الأولمبي".

وتعد سيندي (25 سنة) من القصص الملهمة في الرياضة بصورة عامة بعد أن انتقلت إلى بريطانيا مع عائلتها في سن الـ11، وكانت ملزمة إمضاء بعض الأوراق كل أسبوع من أجل البقاء هناك، وتعرضت لكثير من الصعوبات في حياتها قبل أن تخوض مشوار الرياضة التي بدأته مع عالم كرة القدم.

تعرض سيندي للتنمر بسبب لغتها الضعيفة ووزنها الكبير، جعلها تتجه إلى الرياضة وممارسة كرة القدم ولكن بعدها بفترة استقرت على ممارسة الملاكمة التي تألقت بها.

وقال سيندي في تصريحات سابقة لها "في ذات مرة كان سيتم ترحيلي بسبب وضعي القانوني، وأرسلت من قبل لمعسكر اعتقال".

ولكن مشوار سيندي نحو الميدالية لم يكن سهلاً، إذ اصطدمت في بداية مشوارها بدور الـ16 أمام الكندية تامارا ثيبولت وفازت بنتيجة (3-2)، وفي ربع النهائي حققت الانتصار على الفرنسية دافينا ميشيل بنتيجة (5-0)، حتى جاءت خسارة نصف النهائي أمام بطلة بنما لتحصل على البرونزية.

وقال سيندي في تصريحاته عقب التتويج، "أود أن أقول لجميع اللاجئين في جميع أنحاء العالم وليسوا اللاجئين الرياضيين فقط، أنه يتعين عليكم الاستمرار في العمل الجاد والاستمرار في الثقة والإيمان بأنفسكم، يمكنكم تحقيق أي شيء تريدونه".

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة