Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هجوم إسرائيل الأخير يقوض فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار

الغارة الجوية على مدرسة ومسجد "التابعين" التي أسفرت عن سقوط أكثر من 100 قتيل وجريح وصفتها تقارير بأنها تصعيد جديد

مجمع مدرسة ومسجد "التابعين" الذي كان يحتمي فيه نازحون، تعرض للقصف في مدينة غزة (غيتي)

ملخص

قالت منظمة خيرية إن "جميع هذه المدارس كانت مليئة بمدنيين نازحين باحثين عن ملجأ آمن، وهذا الأمر يثير مخاوفنا من أن تكون هناك سياسة متعمدة لاستهداف المدارس التي تحولت إلى ملاجئ"

لم يكد يمر يوم واحد على كشف الولايات المتحدة عن خططها لتقديم 3 مليارات و500 مليون دولار إضافية من المساعدات العسكرية لإسرائيل، حتى بدأت تتوالى صور الدمار الناجم عن الضربة الأخيرة التي وجهتها قواتها إلى غزة.

وكان من بين الأهداف مدرسة ومسجد "التابعين" اللذان لجأ إليهما النازحون في مدينة غزة.

فقد أظهرت مقاطع فيديو من مكان الحادثة قطعاً من اللحم وبركاً من الدماء متناثرة عبر بقايا المبنى المتفحم.

وفي ما يتعلق بحصيلة الهجوم، أفادت "هيئة الدفاع المدني الفلسطينية" في قطاع غزة عن مقتل أكثر من 90 شخصاً، منهم 11 طفلاً وست نساء، في حين ذكرت الحكومة التي تقودها حركة "حماس" في غزة أن عدد القتلى يقترب من 100.

أحد كبار الجراحين في "مستشفى الأهلي"، إذ يتم تقديم العلاج للمصابين، أكد لـ"اندبندنت" أن المستشفى استقبل ما لا يقل عن 70 جثة تم التعرف إلى أصحابها، إلى جانب 10 أشلاء بشرية لم يحدد هويات أصحابها بشكل دقيق. وقال في رسالة صوتية: "كانوا عبارة عن أشلاء - من رؤوس وأطراف علوية - ولم نتمكن من التعرف إلى أصحابها بأي شكل من الأشكال".

الجيش الإسرائيلي لم يستجب بصورة مباشرة لطلب تقدمت به "اندبندنت" للتعليق على الحادثة، واكتفى بالإشارة بدلاً من ذلك إلى بيان على موقع "إكس" - المعروف سابقاً بـ"تويتر" - للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني، الذي زعم أن 20 عنصراً من مسلحي حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بمن فيهم قادة كبار، كانوا يتخذون من مجمع المدرسة مقراً لأنشطتهم، ويستخدمونه لشن هجمات إرهابية.

الناطق العسكري الإسرائيلي أضاف أن المجمع - بما فيه المسجد الذي جرى قصفه - كان يستخدم كمنشأة عسكرية نشطة من جانب "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وشكك في المقابل بأرقام الضحايا التي أعلنتها سلطات غزة.

إلا أن بعض شهود العيان الذين كانوا موجودين على الأرض في القطاع الضيق، أفادوا بأن المنطقة كانت مكتظة بأكثر من 300 أسرة نازحة، بما في ذلك النساء والأطفال، الذين كانوا من بين الضحايا.

هذه ليست حادثة معزولة، فقد سبق أن سجلت حالات عدة مشابهة في الماضي، عندما تعرضت مدارس كانت تؤوي نازحين لهجمات إسرائيلية. وقد قال لي مفاوضون مشاركون في مناقشات الهدنة غير مرة، إن كل هجوم كبير على المدنيين يزيد بشكل كبير من الضغوط على محادثات وقف إطلاق النار، التي كان من المقرر أن تستأنف في غضون خمسة أيام فحسب.

إسرائيل من جانبها نفت أن تكون قد استهدفت البنية التحتية المدنية عمداً أو ارتكبت أي جرائم حرب في صراعها المدمر في غزة، وهي الحرب التي اندلعت إثر هجمات دموية شنتها حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وخلفت وفقاً لتقارير إسرائيلية، أكثر من 1000 قتيل، وأسفرت عن احتجاز أكثر من 250 إسرائيلياً رهائن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غير أن المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أكد السبت أن ما لا يقل عن 10 مدارس - بما فيها مدرسة "التابعين" - جرى استهدافها في الأسابيع الأخيرة، معتبراً أنه "لا يوجد أي مبرر لهذه المجازر".

وأعرب المسؤول الأوروبي في منشور على حسابه عبر منصة "إكس"، عن قلقه من الخسائر الفادحة في الأرواح، كما أعرب عن "صدمته من عدد القتلى"، مشيراً إلى أن "أكثر من 40 ألف فلسطيني قتلوا منذ بدء الحرب".

وبحسب منظمة "العمل من أجل الإنسانية" Action for Humanity (وهي مؤسسة خيرية دولية غير حكومية لديها خبرة تزيد على 11 عاماً في الاستجابة للأزمات وحالات الطوارئ)، فإن إسرائيل قامت خلال الأيام السبعة الأخيرة وحدها، بقصف سبع مدارس كانت تؤوي مدنيين نازحين، وذلك بمعدل هجوم واحد كل يوم (يشار إلى أن "اندبندنت" اتصلت بالجيش الإسرائيلي للتعليق على هذا البيان ذلك، لكنها لم تتلق رداً حتى الآن).

وقالت المنظمة الخيرية التي تتخذ من مدينة مانشستر في بريطانيا مقراً لها إن "جميع هذه المدارس كانت مليئة بمدنيين نازحين باحثين عن ملجأ آمن، وهذا الأمر يثير مخاوفنا من أن تكون هناك سياسة متعمدة لاستهداف المدارس التي تحولت إلى ملاجئ".

وفيما دعت منظمة "العمل من أجل الإنسانية" حكومة المملكة المتحدة على وجه التحديد، إلى تعليق مبيعاتها من الأسلحة لإسرائيل، كانت وزارة الخارجية الأميركية تعلن الجمعة الماضي عن تقديم 3 مليارات و500 مليون دولار أميركي إضافية على شكل مساعدات عسكرية لإسرائيل، لشراء أسلحة ومعدات عسكرية أميركية.

وعلى رغم ذلك، تواصل كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الدعوة إلى التوصل إلى اتفاق هدنة بين الطرفين، لوقف الخسائر الفادحة في الأرواح بين المدنيين، ومنع مزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وضمان إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالت حياتهم في خطر كبير.

يشار هنا إلى أن المدنيين في قطاع غزة - وهي المنطقة التي تجاوز عدد سكانها قبل الحرب مليوني نسمة - يجدون أنفسهم تائهين ومحاصرين وسط أوامر الإخلاء المتضاربة التي يتلقونها من الجيش الإسرائيلي، وكان أحدثها قد صدر هذا الأسبوع حول خان يونس. هؤلاء المدنيون يستهدفون بنيران الطائرات والسفن البحرية والطائرات المسيرة والدبابات والجنود، بينما يعانون حصاراً أدى - وفقاً لمسؤولين من الأمم المتحدة - إلى ظروف مجاعة شديدة.

ويبقى الأمل الوحيد بالنسبة إليهم، أن يصار إلى الاتفاق على وقف للنار والإفراج عن الرهائن، وهو ما كان منتظراً أن يحدث مع عودة المفاوضين إلى محادثات كان من المقرر أن تعاود الخميس إما في العاصمة القطرية الدوحة أو المصرية القاهرة.

وفي ظل الضغوط العالمية المتزايدة على الطرفين لإنهاء النزاع المتصاعد الذي تجاوز حدود غزة، أيد الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، البيان الداعم للمحادثات المقرر عقدها في الـ15 من أغسطس (آب) الجاري.

وفي هذا الإطار، غني عن القول إن الضربة الأخيرة على مدرسة كان يحتمي فيها مدنيون نازحون، لن يكون من شأنها سوى تعقيد هذه الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق، وجعلها أكثر استحالة.

© The Independent

المزيد من آراء