ملخص
تضع أميركا كل ثقلها الدبلوماسي والسياسي لمنع نشوب الحرب الكبرى في المنطقة، وفي هذا الإطار أعلن البيت الأبيض، أن "كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، سيتوجه إلى القاهرة ومنها إلى الدوحة"، فيما وصل المبعوث الأميركي الخاص أموس هوكشتاين إلى بيروت في زيارة غير مخطط لها من قبل
بات بحكم شبه المؤكد أن لا رد في الأفق القريب من إيران على إسرائيل "انتقاماً" منها على اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران فجر الأربعاء الـ31 من يوليو (تموز) الماضي، ولا من "حزب الله" بسبب اغتيال القيادي فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت في الـ30 من يوليو الماضي.
على الصعيد اللبناني، الأسباب والقراءات عدة لتأخر الرد بين من يقول إن الانتظار ضمن الحرب النفسية التي يعتمدها الحزب ليس أقل صعوبة على الإسرائيليين، وآخرون يعللون التأخير بأن تحديد الهدف لم يتم بعد.
وتضع أميركا كل ثقلها الدبلوماسي والسياسي لمنع نشوب الحرب الكبرى في المنطقة، وفي هذا الإطار أعلن البيت الأبيض، أن "كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، سيتوجه إلى القاهرة ومنها إلى الدوحة"، فيما وصل المبعوث الأميركي الخاص أموس هوكشتاين إلى بيروت في زيارة غير مخطط لها من قبل، وهي الخامسة له منذ بدء الصراع قبل 10 أشهر، ضمن المساعي الأميركية لخفض التوتر في المنطقة، قبل ساعات من انطلاق جولة مفاوضات جديدة في شأن الحرب في غزة.
مبعوث بايدن في بيروت
هوكشتاين الذي التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قال من عين التينة "لا نزال نؤمن بأن الحل الدبلوماسي ممكن الوصول إليه لأن لا أحد يريد حرباً شاملة بين لبنان وإسرائيل"، وأضاف "تحدثت مع بري في شأن الأوضاع والحاجة إلى تخفيف التصعيد والرئيس بايدن يعمل من دون كلل للقيام بذلك وطلب مني العودة إلى لبنان قبل بدء المفاوضات في شأن غزة هذا الأسبوع".
وتابع هوكشتاين "رسالتي إلى اللبنانيين بسيطة وهي أن أميركا توافق مع الشعب اللبناني الذي يريد أن يستعيد حياته بسلام وأمن وازدهار وألا يكون عليه أن يعيش تحت التهديد المستمر بالنزاعات والحرب والمنطقة عانت بما يكفي".
فيما قال بعض إن المبعوث الأميركي، الذي وصل إلى لبنان قادماً من أوروبا وليس من إسرائيل، حمل من دون شك معه اقتراحات أو رسائل إسرائيلية لإنهاء الصراع جنوب لبنان وإنه سيشدد على المسؤولين اللبنانيين بضرورة ألا يؤدي رد "حزب الله" إلى اندلاع صراع عسكري أوسع، قلل البعض الآخر مما قد تنتجه هذه الزيارة على الصعيد الميداني، وبخاصة أن التصعيد جنوباً لا يزال على حاله، بل تزداد الجبهة حماوة، معتبرين أن زيارته الحالية لن تختلف بشيء عن زياراته السابقة ولن تقدم مخرجاً واضحاً وعملياً للوضع الحالي.
وكانت قناة الحدث أفادت بأن المبعوث الأميركي بحث مع جوزيف عون حاجات الجيش اللبناني للانتشار في الجنوب.
أميركا تحاول تجنب الحرب
يقرأ المحللون السياسيون في المساعي الدبلوماسية الأميركية، بأنها محاولة حثيثة من واشنطن للاستفادة من تهديد إيران و"حزب الله" بتوجيه رد ضد إسرائيل، لإقناع الإسرائيليين بالعمل على تحقيق اتفاق مبدئي يوقف الحرب في غزة والمعارك جنوب لبنان، وتجنب الحرب في المنطقة، وبخاصة أن الإدارة الأميركية الحالية بقيادة بايدن، بحاجة إلى "نصر" خارج حدودها لتعزيز فرص فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، على المنافس الجمهوري دونالد ترمب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما أن أميركا، لا تجد منفعة لها في اندلاع حرب كبرى في المنطقة، وهي التي ستجد نفسها معنية بصورة مباشرة في هذه الحرب إن اندلعت دفاعاً عن حليفتها الكبرى إسرائيل. وفي هذا الإطار يرى مدير مؤسسة "الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري" الدكتور رياض قهوجي، أن "أميركا لا تريد الدخول في حرب جديدة بالشرق الأوسط، وهي تحاول أن تتجنب بصورة واضحة الدخول في أية مواجهة مع إيران. لكن في الوقت نفسه، ترسل واشنطن تعزيزات وتجهيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط، تشمل "ما يقارب ثلاث حاملات طائرات ومجموعات كبيرة من القوة الضاربة البحرية وأسراباً من الطائرات تشمل ’أف 22 رابتور‘"، وذلك لهدفين حسب قهوجي، "الهدف الأساس الردع بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية المساعدة في إجلاء المواطنين والرعايا الأميركيين من المناطق التي قد تشهد سخونة، فضلاً عن المساعدة في عمليات الدفاع الجوية عن إسرائيل في حال حصول هجوم من إيران كما هو متوقع".
ويؤكد قهوجي أن "أميركا في نهاية الأمر لا تريد هذه الحرب إنما هي تستعد اليوم وتنشر قواتها بهدف الردع بصورة أساسية، وأيضاً لتكون مستعدة لجميع الاحتمالات من دفاع وهجوم في المرحلة المقبلة".
خطط لإجلاء الرعايا
في سياق آخر أفاد وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس في حديث صحافي بأن بلاده أكملت الإعدادات لإجلاء محتمل للأجانب من لبنان وإسرائيل. وقال كومبوس إن قبرص يمكن أن تستضيف عدداً كبيراً من الأشخاص، من بينهم مدنيون من دول أوروبية أخرى ودول ثالثة، بشرط أن يعودوا إلى بلادهم في الوقت المناسب.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة النهار اللبنانية نقلاً عن مسؤول حكومي أميركي أن "خططاً لإجلاء الرعايا الأميركيين من لبنان قد تشمل نحو 100 ألف شخص، وهي قد تكون الأكبر مقارنة بعمليات إجلاء الأميركيين من فيتنام عام 1975 ومن كابول عام 2021".