Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة تنتظر ضوءا أخضر لإدخال مساعدات إلى السودان

يتواصل المفاوضون مع ممثلي "الدعم السريع" الحاضرين في سويسرا ويشغلون الاتصالات مع قادة الجيش الغائبين عن الاجتماعات

ملايين السودانيين في أمس الحاجة لمساعدات إنسانية طارئة (أرشيفية - أ ف ب))

ملخص

بدأت محادثات إنهاء الحرب في السودان قبل يومين في جنيف برعاية الولايات المتحدة والسعودية وسويسرا وتستمر 10 أيام على أبعد تقدير، وترغب واشنطن في إشراك الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقبين.

رحبت الأمم المتحدة اليوم الجمعة بقرار السودان إعادة فتح معبر أدري الحدودي بين تشاد ودارفور، وهي تحشد جهودها لتكون جاهزة لإيصال المساعدات الإنسانية بمجرد حصولها على الضوء الأخضر من الحكومة.

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات "الدعم السريع" بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وفي واشنطن، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل أمس الخميس إن معبر أدري المغلق منذ أشهر سيعاد فتحه، بعد مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والبرهان.

ومن جهتها، قالت الناطقة باسم "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة في السودان ليني كينزلي في مؤتمر صحافي اليوم إن المنظمة "ترحب بهذه الأخبار". وأضافت متحدثة عبر الفيديو من نيروبي أن برنامج الأغذية العالمي "يحشد جهوده لجمع مواد غذائية حيوية لشحنها إلى معبر أدري خلال الأسابيع المقبلة".

وذكرت كينزلي "يفترض أن تمر شاحنات عبر هذا الممر كل يوم من أجل ضمان وصول منتظم للمساعدات في المنطقة"، مشيرة إلى أنه في الوقت الراهن "يتم تحميل ستة آلاف طن من الأغذية لنحو نصف مليون شخص".

وأوضحت أن هذه المساعدة قد تُشحن نحو "المناطق المهددة بالمجاعة في مناطق شمال دارفور ووسطه وغربه بمجرد تلقي التراخيص الرسمية من الحكومة"، مضيفة أن هذا الإعلان يأتي في "وقت حرج"، إذ أصبح المعبر الحدودي الآخر الوحيد بين تشاد ودارفور عبر مدينة تيني غير صالح للعبور بسبب الأمطار الغزيرة.

وحالياً هناك أكثر من 50 شاحنة تحمل 4800 طن تقريباً من مساعدات برنامج الأغذية العالمي تكفي لنحو 500 ألف شخص عالقة في نقاط مختلفة داخل كل أنحاء السودان، وغير قادرة على الوصول إلى وجهتها النهائية بسبب الفيضانات.

 

 

وقالت كينزلي إن "برنامج الأغذية العالمي يحتاج إلى أن تفتح كل المعابر الأخرى إلى السودان بصورة عاجلة، ليتمكن من استخدام كل طرق الإمداد الممكنة لإيصال المساعدات الإنسانية".

مفاوضات جنيف

يغيب ممثلو الجيش السوداني عن محادثات وقف إطلاق النار التي دعت إليها الولايات المتحدة وبدأت هذا الأسبوع في سويسرا، إلا أن المبعوث الأميركي توم بيرييلو يؤكد أن التواصل يجري معهم عبر الهاتف يومياً، ويتيح تحقيق تقدم على صعيد المساعدات للمتضررين من الحرب بين الجيش وقوات "الدعم السريع".

واندلعت المعارك منتصف أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات "الدعم السريع" بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي". واتسع نطاق الحرب لتطاول مناطق واسعة من البلاد، وتتسبب بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وأشار بيرييلو إلى أن فريق إدارة التفاوض يتواصل مع ممثلي "الدعم السريع" الحاضرين في سويسرا، ويشغل الاتصالات مع ممثلي الجيش الغائبين عن الاجتماعات، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية".

وبدأت المحادثات أول من أمس الأربعاء في جنيف برعاية الولايات المتحدة والسعودية وسويسرا، ويفترض أن تستمر 10 أيام على أبعد تقدير. وترغب واشنطن في إشراك الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقبين.
 

 

وقال بيرييلو، "نقوم بإجراء الاتصالات الهاتفية بكثافة... يمكن للجميع في هذا التحالف الدبلوماسي التحدث إلى قيادة القوات المسلحة السودانية وقيادة قوات ’الدعم السريع‘". وأضاف "نحن نتواصل يومياً مع قيادتي القوات المسلحة و’الدعم السريع‘، طرفي هذه الحرب".

وقف للقتال

وتهدف المحادثات التي يشارك فيها متخصصون وأفراد من المجتمع المدني، إلى تحقيق وقف للقتال وضمان إيصال المساعدات الإنسانية وتطبيق تفاهمات يوافق عليها الطرفان.

وأشار المبعوث الأميركي توم بيرييلو إلى وجود "اقتراحات عدة" في شأن آليات ضمان تنفيذ الاتفاقات التي يتم إبرامها، موضحاً "نلحظ زخماً هائلاً وطاقة سعياً إلى الاتفاق على هذه الآليات ووضعها موضع التنفيذ".

وعلى رغم غياب الجيش، فإن المبعوث الخاص شدد على أن المحادثات تحقق بعض النجاح لكونها في الأقل أتاحت تسليط اهتمام دولي على الحرب في السودان في وقت "بدا أن اهتمام العالم ينصرف بعيداً" من النزاع المستمر منذ عام ونصف العام تقريباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعقد المحادثات وفق صيغة تواصل المنسقين مع كل طرف على حدة، عوضاً عن حديث الجيش و"الدعم السريع" إلى بعضهما البعض بصورة مباشرة.

واعتبر بيرييلو أن "ما يثير الحماسة فعلاً هو أننا نجري ما يطلق عليه محادثات عن قرب، وهو أننا تواصلنا بفاعلية يومياً مع القوات المسلحة السودانية وقوات ’الدعم السريع‘".

وأكد أن المصريين والسعوديين والإماراتيين والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي "يساعدون في قيادة جزء كبير من (جهود) الوساطة"، إلا أنه أقر بأن تحقيق تقدم في شأن وقف النار والمساعدات الإنسانية كان "أسهل... حضورياً، لكن بفضل سحر الهواتف وأمور أخرى، رفض الحضور (من قبل الجيش) لم يؤد إلى تراجعنا".

وسبق لطرفي النزاع أن أجريا سلسلة جولات من المحادثات خصوصاً في مدينة جدة، من دون التمكن من تحقيق خرق جدي أو الاتفاق على وقف مستدام للنار.

وفي نهاية يوليو (تموز) الماضي، دعتهما واشنطن إلى جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا أملاً في وضع حد للحرب المدمرة، في حين قبلت قوات "الدعم السريع" الدعوة، أبدت السلطات بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان تحفظها على آليتها وعبرت عن اختلافها مع واشنطن في شأن المشاركين.

هنا الفاشر

وأوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى، وفق الأمم المتحدة التي وعلى غرار منظمات غير حكومية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تندد بعوائق توضع أمام العمل الإنساني.

وأرغم النزاع أكثر من خمس السكان على النزوح، بينما يواجه نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان السودان، "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وفق ما أفاد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي.

دفعت الحرب بمخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر المحاصرة في إقليم دارفور غرب البلاد إلى المجاعة. وأعلن الجيش أنه سيفتح معبر أدري الحدودي مع تشاد في غرب البلاد لمدة ثلاثة أشهر للسماح بإدخال المساعدات. وسبق لكثير من المنظمات الإنسانية أن شكت من أن إغلاق هذا المعبر يعرقل إيصال المساعدات إلى إقليم دارفور.

 

 

وأكد بيرييلو "نواصل فعلاً لمس تقدم في الجانب الإنساني"، مشيراً إلى أن فتح المعبر "كان مطلباً أساساً على مدى أشهر، للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى بعض أنحاء دارفور التي واجهت أقسى ظروف الجوع والمجاعة".

وأعرب المبعوث الأميركي عن أمله في "الحصول على التزامات من قوات ’الدعم السريع‘ للاستجابة بأمور مثل ضمان وصول آمن من دون عوائق" للمساعدات. وأضاف "نرى نتائج يومياً في شأن تقدم سيعني مزيداً من الغذاء والدواء لمزيد من الناس، لكن يتبقى لنا الكثير للقيام به، وكان ذلك ليكون أسهل لو حضر الجيش" المحادثات.

المزيد من متابعات