Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حيفا... خزان وقود إسرائيل تحت التهديد

تقع المدينة الساحلية على بعد 30 كيلومتراً فقط من الحدود اللبنانية وقيادة الجبهة الداخلية "على اتصال دائم" بجميع المنشآت للحفاظ على "صورة كاملة... عن مخزون المواد الخطرة"

مشهد عام لمدينة حيفا الإسرائيلية (أ ف ب)

ملخص

منذ بدء حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023، يتبادل "حزب الله" اللبناني إطلاق النار بصورة شبه يومية مع إسرائيل في إطار دعم الفلسطينيين.

تصل رائحة الوقود من خزانات قريبة إلى شقة دوفي سوني مما يثير غضبه منذ وقت طويل، لكن قلقه ازداد منذ إعلان "حزب الله" اللبناني أن هذه المنشأة في حيفا تقع في مرمى نيرانه، خصوصاً مع نشره الدائم لصور تلتقطها مسيرات "الهدهد" فوق مدن إسرائيلية.

لا يملك دوفي سوني (66 سنة) أية فكرة عما يمكن أن يحصل إذا أصاب صاروخ للحزب الموالي لإيران إحدى الحاويات الدائرية الشاهقة الواقعة على بعد نحو 100 متر من المبنى الذي يسكنه.

وكما هي حال جميع سكان المدينة الإسرائيلية الساحلية التي تقع على بعد 30 كيلومتراً فقط من الحدود اللبنانية، لم يتم إبلاغه بالأخطار المرتبطة بالمنطقة الصناعية، مما يدفعه إلى الخشية من حدوث الأسوأ. وتظهر الخزانات والمبنى الذي يسكنه سوني في الصور التي التقطتها طائرة من دون طيار وبثها "حزب الله".

ومنذ بدء الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تتبادل الجماعة اللبنانية إطلاق النار بصورة شبه يومية مع إسرائيل في إطار دعم الفلسطينيين، وفقاً لما يؤكده "حزب الله".

 

 

ويقول سوني بينما يضرب على صدره بقبضة يده للإشارة إلى تصاعد نبضات قلبه "عندما نسمع صفارات الإنذار (جراء إطلاق صواريخ)... يكون الأمر مرعباً". يضيف سوني وهو موسيقي يعزف في فرقة روك "خلال حرب الخليج، سقط صاروخ في مكان ليس بعيداً من هنا. إنه أمر مخيف فعلاً".

تأمين الخزانات

يتبع شارع كريات هاييم حيث يسكن، لبلدية حيفا حيث يعيش إسرائيليون عرب ويهود، ولكن تفصله عن المدينة المنطقة الصناعية الأكبر في حيفا ومصفاتها وأيضاً مستودع تخزين النفط الضخم فيها.

تقول المستشارة السابقة للشؤون البيئية في بلدية حيفا هيلا لوفر إن "السكان لا يعرفون فعلاً عدد الخزانات الممتلئة وتلك الفارغة". وتعرب عن أسفها لنقص المعلومات، بينما تعيش هي أيضاً على مسافة ليست ببعيدة من هذه الخزانات.

من جهتها تؤكد السلطات الإسرائيلية أنه تم تأمين الموقع من خلال إفراغ عدد من الخزانات، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما الناشطون الذين قادوا حملات لإبعاد المنطقة الصناعية من الأحياء السكنية، فقد فشلوا في تحقيق ذلك.

وتقول لوفر "منذ أعوام، كنا نحذر في شأن الوضع. ماذا سيحدث عندما يأتي اليوم الذي نتعرض فيه لهجوم من الشمال، من إيران، من كل مكان؟".

ويؤكد الجيش الإسرائيلي لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" أنه أمر "كإجراء احترازي بمراقبة المواد وفحصها وتقييد نقلها في مصانع عدة بالشمال" لكن من دون "وقف كامل للنشاط". ويضيف أن قيادة الجبهة الداخلية المسؤولة عن حماية المدنيين "تبقى على اتصال دائم" بجميع المنشآت، خصوصاً عبر إجراء "مراجعات يومية" للحفاظ على "صورة كاملة... عن مخزون المواد الخطرة".

لم ترد شركة "تاشان" العامة المسؤولة عن موقع تخزين الوقود على سؤال لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" في هذا الشأن. غير أن مجموعة "باسان" وهي شركة خاصة تدير المصفاة الأقرب إلى وسط المدينة أكدت توجيهات الجيش من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

"قمع وإخفاء"

من جهته، ندد موقع "ميكوميت" المستقل، بثقافة "القمع والإخفاء" المنتشرة في المنطقة الصناعية، كما شبه ما يمكن أن يحدث بالانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت عام 2020 الذي خلف 220 قتيلاً و6500 جريح في الأقل، وأدى إلى تدمير أجزاء كاملة من العاصمة اللبنانية.

لا يزال المستشار لدى بلدية حيفا رجا زعتري، يتذكر المعركة التي خاضتها المدينة مع الشركات الخاصة والعامة، خصوصاً من أجل نقل مخزون الأمونيا إلى صحراء النقب جنوباً.

وفي النهاية يشير إلى أن "بلدية حيفا طالبت وأجبرت هذه الشركات على خفض الكميات، خصوصاً في المناطق القريبة من الأحياء السكنية".

حتى هو الذي كان يعمل في هذا المجال يقر بأنه لم يعرف "بالضبط ما هي المواد الموجودة هناك". ويقول "نحن نعلم أنها مواد خطرة وملوثة. وأنها في حال وقوع حرب، يمكن أن تصبح قنبلة ضخمة".

وفي هذا الإطار، تحذر لوفر من أنه بعد ذلك سيضاف خطر وقوع كارثة بيئية. وسواء وقعت حرب أو لا، سيبقى دوفي سوني في حيفا حيث لا يندم إلا على شيء واحد هو إلغاء النشاطات الثقافية. ويقول متأسفاً "لا توجد موسيقى" في الأوقات العصيبة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات