ملخص
قال مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين، في تصريحات خلال الرحلة إلى تل أبيب، إن المحادثات للتوصل إلى اتفاق للهدنة وإعادة الرهائن المحتجزين في غزة وصلت الآن إلى "نقطة تحول"، موضحاً أن بلينكن سيؤكد لجميع الأطراف أهمية التوصل إلى هذا الاتفاق.
قالت حركة "حماس" اليوم الأحد إنها تأكدت مرة أخرى بعد استماعها إلى الوسطاء في جولة المفاوضات الأخيرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يزال يضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق"، مشددة على أنه "يضع شروطاً ومطالب جديدة بهدف إفشال جهود الوسطاء وإطالة أمد الحرب".
وأضافت الحركة في بيان صحافي أن "المقترح الجديد يستجيب لشروط نتنياهو ويتماهى معها، بخاصة رفضه لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال مفترق نتساريم ومعبر رفح وممر فيلادلفيا، ووضع شروطاً جديدة كذلك في ملف تبادل الأسرى وتراجع عن بنود أخرى، مما يحول دون إنجاز صفقة التبادل".
وحملت الحركة نتنياهو "كامل المسؤولية عن إفشال جهود الوسطاء وتعطيل التوصل إلى اتفاق والمسؤولية الكاملة عن حياة أسراه الذين يتعرضون للخطر نفسه الذي يتعرض له شعبنا، جراء مواصلة عدوانه واستهدافه الممنهج لكل مظاهر الحياة في قطاع غزة".
وأكدت "حماس" التزامها بما وافقت عليه في الثاني من يوليو (تموز) الماضي والمبني على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن، داعية الوسطاء إلى "تحمل مسؤولياتهم وإلزام الاحتلال تنفيذ ما تم الاتفاق عليه".
زيارة أميركية
وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم إلى تل أبيب في زيارة تهدف إلى تكثيف الضغوط الدبلوماسية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع ينهي إراقة الدماء المستمرة منذ أشهر بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن سيجتمع غداً الإثنين مع كبار القادة الإسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو خلال زيارته الـ10 إلى المنطقة منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ومن المقرر أن يتوجه بعد زيارته لإسرائيل إلى مصر ضمن جولة في الشرق الأوسط.
"نقطة تحول"
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحافيين في تصريحات خلال الرحلة إلى تل أبيب، إن المحادثات للتوصل إلى اتفاق للهدنة وإعادة الرهائن المحتجزين في غزة وصلت الآن إلى "نقطة تحول"، موضحاً أن بلينكن سيؤكد لجميع الأطراف أهمية التوصل إلى هذا الاتفاق، وأضاف "نعتقد بن هذا التوقيت حرج".
ولم ينجح الوسطاء، قطر والولايات المتحدة ومصر، حتى الآن في التوصل إلى اتفاق على رغم استمرار المفاوضات بصورة متقطعة على مدى أشهر واستمرار إراقة الدماء في غزة حتى اليوم.
وأعلنت السلطات الصحية الفلسطينية أن غارات إسرائيلية أودت بحياة 21 شخصاً في الأقل من بينهم ستة أطفال في قطاع غزة اليوم.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن الأطفال الستة وأمهم قتلوا بغارة جوية إسرائيلية على منزل في دير البلح وسط القطاع، ولم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي على هذه الواقعة حتى الآن.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه دمر منصات إطلاق صواريخ تستخدم لاستهداف إسرائيل من مدينة خان يونس جنوب القطاع وقتل 20 مسلحاً فلسطينياً، علماً أن المدينة شهدت معارك شرسة خلال الأسابيع الماضية.
ومن المقرر أن تستأنف المحادثات بوساطة أميركية ومصرية وقطرية هذا الأسبوع في القاهرة بعد اجتماعات عقدت الخميس والجمعة الماضيين في الدوحة.
وزادت الحاجة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وسط مخاوف من التصعيد في المنطقة، إذ إن إيران توعدت بالثأر من إسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران في الـ31 من يوليو الماضي.
حزن في المستشفى
في مستشفى الأقصى بدير البلح، تجمع أقارب حول جثث الأم وأطفالها الستة الذين كانوا ملفوفين بأكفان بيضاء تحمل أسماءهم، وقال جدهم محمد خطاب خلال الجنازة إن أصغرهم يبلغ من العمر 18 شهراً.
وأضاف متسائلاً "ما ذنبهم؟ ما ذنبهم أمام العالم؟ قتلوا أحداً من اليهود؟ أطلقوا صواريخ على اليهود؟ دمروا دولة إسرائيل؟ ماذا فعلوا؟ ما ذنبهم؟".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين أثناء مطاردتها لمقاتلي "حماس"، وتتهم الحركة بتنفيذ عمليات من داخل منشآت مدنية مثل المدارس والمستشفيات، مما تنفيه "حماس".
ومع مرور أكثر من 10 أشهر على اندلاع الحرب، يزداد يأس الفلسطينيين في قطاع غزة من إيجاد مكان آمن، وقال تامر البرعي الذي يعيش في دير البلح مع عدد من أقاربه، "لم يعُد لنا إلا البحر، تعبنا من كثرة النزوح. يضغطون الناس في مناطق ضيقة بدير البلح والمواصي التي صارت مثل طنجرة الضغط، الدبابات على بعد 1.5 كيلومتر فقط".
وأمر الجيش أول من أمس الجمعة بإخلاء مناطق شمال خان يونس وشرق دير البلح حيث لاذ مئات آلاف النازحين وسط أوضاع متردية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أول من أمس إن تلك الأوامر التي شملت مناطق أخرى في القطاع خارج تلك المخصصة للإغاثة الإنسانية قللت من مساحة "المنطقة الإنسانية" المصنفة على أنها آمنة من القوات الإسرائيلية إلى نحو 11 في المئة من المساحة الكلية لقطاع غزة.
محادثات "معقدة"
واندلعت الحرب بين إسرائيل و"حماس" في السابع من أكتوبر 2023 عندما شنت الحركة هجوماً على إسرائيل التي تقول إنه أدى إلى مقتل 1200 واحتجاز نحو 250 رهينة.
وتفيد السلطات الصحية في قطاع غزة بأن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ ذلك الحين حصدت أرواح أكثر من 40 ألف فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين وحولت مساحات شاسعة من القطاع إلى أنقاض، فيما تتحدث تل أبيب عن أنها قتلت 17 ألفاً من مقاتلي "حماس".
ووصف مكتب نتنياهو المحادثات بأنها "معقدة"، وأوضح في بيان بعد اجتماع لمجلس الوزراء أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بشدة بالمبادئ الموضوعة للحفاظ على أمنها في المقترحات المقدمة في الـ27 من مايو (أيار) الماضي.
وقال نتنياهو أمام الاجتماع "أريد أن نؤكد أننا نجري مفاوضات وليس سيناريو نعطي فيه ونعطي فقط. هناك أمور يمكننا أن نكون مرنين في شأنها، وهناك أخرى لا يسعنا فيها ذلك، ونحن نصر عليها"، مضيفاً أن "الضغط القوي على الصعيدين العسكري والدبلوماسي هو السبيل لضمان إطلاق سراح رهائننا".
لكن "حماس" ذكرت أن تعليقات واشنطن "تحاول إشاعة أجواء إيجابية كاذبة" واتهمت نتنياهو بوضع شروط جديدة في محاولة لإفشال المفاوضات.
وعلى رغم عدم الكشف عن تفاصيل المحادثات، توجد نقاط خلافية حول عدد من القضايا الرئيسة، من بينها موقف القوات الإسرائيلية من الوجود في غزة بعد انتهاء القتال، لا سيما على امتداد محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود مع مصر، إضافة إلى تفتيش المتجهين لشمال غزة من الجنوب الذي تقول تل أبيب إنه ضروري لمنع المسلحين من الوصول إلى شمال القطاع.
وتريد "حماس" أن يشمل اتفاق وقف إطلاق النار إنهاء الحرب، بينما تريد إسرائيل تطبيق هدنة موقتة فقط.