Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

2023 يسجل رقما قياسيا للقتلى في صفوف العاملين الإنسانيين

الأمم المتحدة تندد بالعنف "غير المقبول" في حق هؤلاء وتحذر من حصيلة أكبر في 2024

سيارة منظمة "المطبخ المركزي العالمي" التي استهدفها القصف الإسرائيلي في غزة في  الثاني من أبريل 2024 (أ ف ب)

ملخص

قتل 280 عاملاً إنسانياً في 33 بلداً العام الماضي، أكثر من نصفهم سقطوا في قطاع غزة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر.

استنكرت الأمم المتحدة أمس الإثنين، أعمال العنف "غير المقبولة" التي تستهدف العاملين في المجال الإنساني الذين قتل 280 منهم في جميع أنحاء العالم في 2023، وهو رقم قياسي أسهمت فيه الحرب الدائرة في قطاع غزة ويخشى ارتفاعه خلال عام 2024.

وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، نائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا، لمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، إن "التعامل مع العنف في حق العاملين الإنسانيين على أنه أمر مألوف وعدم المحاسبة أمران غير مقبولين وغير جائزين وفي غاية الخطورة بالنسبة إلى عمليات المساعدة الإنسانية في أي مكان".

وتوجهت إلى قادة الدول بالسؤال، "ما المطلوب أكثر لكي تتحركوا؟".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على "إكس"، "في غزة والسودان وعديد من الأماكن الأخرى، يتعرض عمال الإغاثة للهجوم والقتل والإصابة والخطف. نطالب بوضع حد للإفلات من العقاب ومحاكمة المسؤولين عن ذلك".

وأكد أن "2023 هي السنة التي سجلت أكبر عدد من القتلى في المجتمع الإنساني، وإحياء ذكراهم في اليوم العالمي للعمل الإنساني لا يكفي".

 

الحصيلة الكبرى في غزة

وقتل 280 عاملاً إنسانياً في 33 بلداً العام الماضي، بحسب "قاعدة بيانات أمن عاملي الإغاثة" (Aid Worker Security Database) التي يستند إليها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وبذلك تكون 2023 هي السنة التي سجلت أكبر عدد من القتلى منذ بدء تسجيل البيانات في 1997، مع ارتفاع عدد القتلى بنسبة 137 في المئة عن 2022 عندما سجل 118 قتيلاً.

وبحسب هذه البيانات، فإن أكثر من نصف القتلى عام 2023 أي 163، هم عاملون إنسانيون سقطوا في قطاع غزة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ومعظمهم في ضربات جوية.

بعد الحرب في غزة، فإن دولة جنوب السودان التي تشهد أعمال عنف والسودان حيث تدور حرب ضارية بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، هما البلدان اللذان سجلا أكبر عدد من القتلى بين العاملين الإنسانيين مع سقوط 34 و25 قتيلاً في النزاعين على التوالي.

وبين الدول الـ10 التي سجلت مقتل أكبر عدد من العاملين الإنسانيين، إسرائيل وسوريا مع سبعة قتلى في كل من الدولتين، وإثيوبيا وأوكرانيا مع ستة قتلى في كل منهما، والصومال خمسة قتلى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار حيث قتل أربعة في كل منهما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حصيلة 2024

ونوهت الأمم المتحدة بأنه في حين أن حصيلة 280 قتيلاً عام 2023 تعد "مخزية"، فإن عام "2024 قد يكون بصدد تسجيل حصيلة أعلى".

وبحسب "قاعدة بيانات أمن عاملي الإغاثة"، قتل هذه السنة 176 عاملاً إنسانياً بين الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي والتاسع من أغسطس (آب) الجاري، بينهم 121 في الأراضي الفلسطينية، وهو رقم يتخطى الحصيلة الكاملة لمعظم السنوات السابقة، إذ تعود أعلى حصيلة للقتلى بين العاملين الإنسانيين إلى 2013 حين قتل 159.

ومنذ أكتوبر الماضي، قتل أكثر من 280 عاملاً إنسانياً في غزة، معظمهم موظفون في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بحسب الأمم المتحدة.

وتحيي الأمم المتحدة في الـ19 من أغسطس من كل سنة اليوم العالمي للعمل الإنساني، في يوم ذكرى الاعتداء على مقرها في بغداد عام 2002.

وأسفر ذاك الاعتداء عن مقتل 22 شخصاً بينهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق سيرغي فييرا دي ميلو، وإصابة نحو 150 عاملاً إنسانياً محلياً وأجنبياً.

دعوة إلى حماية المدنيين

وإن كان عدد القتلى من العاملين الإنسانيين بلغ حداً قياسياً، فإن "قاعدة بيانات أمن عاملي الإغاثة" تشير في المقابل إلى تراجع عدد المخطوفين منهم عام 2023 إلى 91 مخطوفاً، وهو أدنى رقم يسجل منذ خمس سنوات بعدما بلغ مستوى قياسياً عام 2022 مع تسجيل 185 مخطوفاً.

وفي ختام اجتماع مغلق عقده مجلس الأمن الدولي أمس، قال سفير سيراليون في الأمم المتحدة مايكل عمران الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس لشهر أغسطس الجاري، إن المجلس "يأسف لأن عام 2023 كان الأكثر دموية" بالنسبة إلى العاملين في المجال الإنساني.

وأضاف متحدثاً باسم أعضاء مجلس الأمن الـ15 أجمعين، أنه "إذا خذل المجتمع الدولي العاملين الإنسانيين، فإننا نخذل كل من يحتاج إلى مساعدات إنسانية"، مذكراً أطراف النزاعات بأن من "واجبها" احترام القانون الدولي.

وأمس أيضاً، طالبت أكثر من 400 منظمة غير حكومية ووكالة أممية في رسالة مفتوحة، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بـ"حماية المدنيين، بما في ذلك طواقمها".

وأضافت المنظمات، ومن بينها خصوصاً اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي، أن "الهجمات التي تقتل أو تجرح مدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني والطبي، شائعة بصورة كارثية، وعلى رغم الإدانة الواسعة النطاق، فإن الانتهاكات الجسيمة لقواعد الحرب غالباً ما تمر من دون عقاب".

وشددت الرسالة على أن "هذا الوضع الراهن مخز ولا يمكن أن يستمر". وأرفقت هذه المطالبة بنداء إلى الجمهور لتأييدها على شبكات التواصل الاجتماعي تحت وسم "آكت فور هيومانيتي".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات