الكرة الإسبانية تحافظ على هيمنتها الأوروبية وسط "أزمات روبياليس"

تمكنت الكرة الإسبانية خلال السنة الأخيرة من مواصلة الهيمنة على المنافسات في القارة الأوروبية، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، على رغم بعض الأزمات التي لحقت بها، خصوصاً مشكلة رئيس الاتحاد الإسباني السابق لويس روبياليس مع لاعبة المنتخب لكرة السيدات جينيفر إيرموسو، واستبعاده من منصبه بسبب الاتهامات التي وجهت إليه بالتحرش بها.

ومر عام على واقعة احتفال روبياليس بحصول منتخب إسبانيا للسيدات على بطولة كأس العالم، وقبلته الشهيرة لإيرموسو على منصات التتويج، مما أثار هجوماً على رئيس الاتحاد الإسباني السابق، قبل أن تتحرك اللاعبة قانونياً ضد ما حدث وتتهمه بالتحرش وتقبيلها بهذه الصورة أمام الجميع أثناء مراسم تسلّم الكأس.

وخرج روبياليس في الـ21 من أغسطس (آب) 2023 في اليوم التالي للواقعة، في مقطع فيديو يعتذر خلاله مما بدر منه تجاه إيرموسو وأن الأمر جاء عن غير قصد، ولكن طالبت بعض الأصوات بمحاكمته بعد قيامه بهذا الفعل، ولم يستجِب رئيس الاتحاد السابق لأي ضغوط للاستقالة في اجتماع لمجلس الإدارة، ورفض تقديمها وأصر على الاستمرار في منصبه.

وجاءت القرارات الرسمية الأولى في هذا الصدد عندما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الـ26 من أغسطس إيقاف روبياليس بصورة موقتة من أجل التحقيق في الواقعة بحسب المادة 51 من قانون التأديب.

وتعرضت والدة روبياليس، أنجليس بيجار لوعكة صحية خلال الأيام التالية للقرار، بسبب إضرابها عن الطعام لما يعانيه ابنها، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج في نهاية أغسطس 2023.

وفي سبتمبر (أيلول) 2023، بدأت مرحلة جديدة من الأزمة بإدلاء إيرموسو بأقوالها أمام مكتب المدعي العام الإسباني حول الواقعة، وقالت "القبلة لم تكُن بالتراضي، وشعرت بعدم الاحترام كلاعبة وكشخص"، لتزداد الأمور سوءاً مع روبياليس ويتم توجيه اتهام مباشر له من المدعي العام في الثامن من الشهر نفسه، إذ تم وصف الواقعة في الشكوى أنها جريمة عدوان مقصودة وبالإكراه.

وتحرك الاتحاد الإسباني لكرة القدم في الـ11 من سبتمبر 2023، وأعلن في بيان رسمي إقالة روبياليس من منصبه على إثر هذه الواقعة، وخضع بعدها لجلسة استماع أمام المحكمة الوطنية، ونفى أن القبلة كانت بالإكراه، وتم فرض قيد عليه بعدم الاقتراب من إيرموسو نحو 200 متر.

واتخذت التحقيقات مساراً آخر عندما تم إصدار قرار بالتفتيش في بعض المخالفات المحتملة تخص العقود في الاتحاد الإسباني لكرة القدم أثناء فترة روبياليس في الـ20 من مارس (آذار) الماضي، مرتبطة ببعض البطولات التي أقيمت مسبقاً.

وظل روبياليس لفترة ليست قليلة مقيماً في جمهورية الدومينيكان، قبل أن يقرر العودة لإسبانيا ويعتقل على خلفية اتهامه بقضية فساد أخرى تسمى "برودي" وتتعلق ببعض التجارات غير القانونية وغسيل الأموال، وتم إطلاق سراحه بعدها مستغلاً حقه في عدم الإدلاء بشهادته.

ووُجه طلب إلى المحكمة الوطنية بأن تكون عقوبة روبياليس نحو عامين ونصف من السجن بتهمة الاعتداء الجنسي بالنسبة إلى قبلة إيرموسو، وهو ينتظر في الوقت الحالي المحاكمة في الثالث من فبراير (شباط) 2025 لمعرفة القرار النهائي حول هذه القضية.

مواصلة الهيمنة

وعلى رغم الأزمات الإدارية، استمرت الهيمنة الإسبانية على الكرة الأوروبية واستمر التفوق على جميع المستويات، فحقق فريق برشلونة للسيدات لقب دوري أبطال أوروبا في الـ25 من مايو (أيار) الماضي على حساب أولمبيك ليون الفرنسي بنتيجة (2-0).

ولحق فريق ريال مدريد للرجال ببطولة جديدة للكرة الإسبانية في الأول من يونيو (حزيران) الماضي، عندما حقق دوري أبطال أوروبا للمرة الـ15 في تاريخه بعد الفوز على نظيره بوروسيا دورتموند الألماني بنتيجة (2-0) في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب "ويمبلي".

وفي بطولة يورو 2024 التي أقيمت في ألمانيا، لم يستطِع أحد إيقاف التألق الإسباني في كرة القدم، عندما توج المنتخب الأول لكرة القدم للرجال بالبطولة للمرة الرابعة في تاريخه بعد الفوز على إنجلترا في النهائي بنتيجة (2-1).

واختتمت الإنجازات الإسبانية بذهبية الرجال في منافسات كرة القدم ضمن دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت أخيراً بباريس، بعد الفوز على فرنسا في المباراة النهائية بنتيجة (5-3).

وحافظت كرة القدم الإسبانية بذلك على هدوئها على رغم الأزمة التي هزت أرجاءها بسبب القضية التي أطاحت بالشخصية الرياضية الأكبر التي تدير اللعبة في البلاد.