Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا وأوكرانيا تتبادلان التصدي لـ"هجوم المسيرات"

كييف أسقطت 50 طائرة الليلة الماضية ودفاع موسكو الجوي أحبط 11 "درونز" كانت تحلق فوق العاصمة

صورة نشرتها خدمة الطوارئ الأوكرانية تظهر رجال الإنقاذ وهم يطفئون حريقاً في منشأة صناعية بمدينة ترنوبل (أ ف ب)

ملخص

في حال تأكيد أوكرانيا سيطرة روسيا على مركز نيو-يورك فإنه قد يشكل نجاحاً تدريجياً آخر لروسيا، وقد يفتح الباب أمام مكاسب محتملة مهمة استراتيجياً. 

قال الجيش الأوكراني اليوم الأربعاء، إن قواته أسقطت 50 من أصل 69 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجوم الليلة الماضية.

وقالت القوات الجوية، إنه جرى على الأرجح إسقاط 16 طائرة مسيرة في حرب إلكترونية خلال الهجوم، الذي تضمن أيضاً صاروخين باليستيين وصاروخ كروز نجحت القوات في إسقاطه.

وأضاف الجيش أن إحدى الطائرات المسيرة دخلت أوكرانيا عبر بيلاروس وعادت أخرى إلى روسيا.

من جة أخرى، قالت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي في روسيا (روزافياتسيا) اليوم الأربعاء إن العمليات بمطارات موسكو عادت إلى طبيعتها بعد فرض قيود موقتة الليلة الماضية في ثلاثة مطارات بالعاصمة الروسية في أعقاب هجوم أوكراني بطائرات مسيرة.

وقال رئيس بلدية موسكو إن أوكرانيا شنت إحدى أكبر هجمات الطائرات المسيرة على المدينة اليوم الأربعاء، إذ أسقطت وحدات الدفاع الجوي الروسية 11 طائرة مسيرة كانت تحلق صوب العاصمة.

وذكرت "روزافياتسيا" على تطبيق تيليغرام للتراسل أنه جرى فرض قيود موقتة في مطارات فنوكوفو ودوموديدوفو وجوكوفسكي من الساعة 02:31 صباحاً بتوقيت موسكو (2331 بتوقيت جرينتش) حتى الساعة 06:30 صباحاً. ولم يتم فرض قيود على مطار شيريميتيفو الرئيس.

كان الكرملين أعلن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الشيشاني رمضان قديروف تفقدا قوات ومتطوعين شيشانيين يستعدون لمحاربة أوكرانيا، في أول زيارة لبوتين منذ 13 عاماً إلى الجمهورية الواقعة في شمال القوقاز.

تأتي الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقاً إلى الجمهورية ذات الأغلبية المسلمة، والتي تعد جزءاً من روسيا، في الوقت الذي تقاتل فيه موسكو لطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك بعد أسبوعين من اقتحامها للحدود في أكبر غزو لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال بوتين للقوات في جامعة القوات الخاصة الروسية في جوديرميس في الشيشان، وفق نص على موقع الكرملين على الإنترنت، "ما دام لدينا رجال مثلكم، فلن نقهر على الإطلاق".

 

وأضاف، "إطلاق النار في ميدان الرماية هنا شيء، وتعريض حياتك وصحتك للخطر شيء آخر، لكن هناك حاجة داخلية للدفاع عن الوطن والشجاعة لاتخاذ مثل هذا القرار". وأبلغ قديروف بوتين في اجتماع منفصل أمس الثلاثاء بأن الشيشان أرسلت أكثر من 47 ألف جندي منذ بداية الحرب لقتال أوكرانيا، بينهم نحو 19 ألف متطوع.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قديروف في 2020 بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان، وفي 2022 في ما يتعلق بتعبئة قوات شيشانية لمحاربة أوكرانيا.

وفي إشارة إلى التوغل الأوكراني المفاجئ في الأراضي الروسية ومنطقة دونباس الأوسع في جنوب شرقي أوكرانيا، التي تسيطر عليها القوات الروسية جزئياً، قال بوتين، "مثلما حاربنا الإرهابيين، يتعين علينا اليوم محاربة الذين يرتكبون جرائم في منطقة كورسك، في دونباس". وأضاف، "سنعاقب المجرمين. لا شك في ذلك".

هجوم أوكراني على موسكو

أعلن مسؤولون روس أن أوكرانيا شنت هجوماً واسع النطاق بطائرات مسيرة على روسيا اليوم الأربعاء، قبل أن تدمر وحدات الدفاع الجوي ثلاثاً منها على بعد 38 كيلومتراً تقريباً جنوب الكرملين، و15 فوق منطقة بريانسك الحدودية.

وذكر رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين على تطبيق "تيليغرام" للتراسل، إن الطائرات الهجومية الثلاث المتجهة نحو موسكو أُسقطت فوق مدينة بودولسك في منطقة موسكو. وقال سوبيانين، "تشير البيانات الأولية إلى عدم وجود أضرار أو إصابات في الموقع الذي سقط فيه الحطام".

ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا أو أضرار في أعقاب الهجوم بطائرات مسيرة على منطقة بريانسك الحدودية في جنوب غربي روسيا، بحسب ما كتب ألكسندر بوجوماز حاكم المنطقة على "تيليغرام". وأفادت وكالة الإعلام الروسية الرسمية أيضاً بأن الدفاعات الجوية دمرت طائرتين مسيرتين فوق منطقة تولا التي تحد منطقة موسكو من الشمال.

وفي إطار منفصل، قال فاسيلي جولوبيف حاكم منطقة روستوف في جنوب غربي روسيا، إن قوات الدفاع الجوي دمرت صاروخاً أطلقته أوكرانيا فوق المنطقة، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

ولم يتضح عدد الطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقتها أوكرانيا. ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من التقارير. ولم تعلق أوكرانيا حتى الآن.

وكثفت كييف في الأشهر القليلة الماضية هجماتها الجوية على الأراضي الروسية، قائلة إن هدفها هو تدمير البنية التحتية الأساسية لجهود موسكو الحربية. كما تقول إن هجماتها رد على الضربات الروسية المستمرة على الأراضي الأوكرانية.

هجوم روسي عنيف

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الأوكراني أن قواته تعرضت لهجمات روسية متعددة على مدار أمس الثلاثاء على جبهتي توريتسك وبوكروفسك في شرق أوكرانيا.

وأضاف في بيان أن القوات الروسية هاجمت مواقع أوكرانية حول توريتسك، بما في ذلك بلدة نيو-يورك، لكنه لم يذكر نتيجة تلك المعركة.

وكانت روسيا ذكرت في وقت سابق أن قواتها سيطرت على نيو-يورك، لكن لم يتسنَ من التحقق من ذلك بشكل مستقل.

وقال الجيش الأوكراني، إن جبهة بوكروفسك هي المكان الذي تركز فيه روسيا هجومها الرئيس. وأضاف أن قواته صدت 49 هجوماً روسياً أمس الثلاثاء، وأن 13 اشتباكاً آخر لا يزال دائراً.

وكانت روسيا أعلنت أمس أن قواتها سيطرت ما وصفته بالمركز اللوجيستي الاستراتيجي المهم نيو-يورك في شرق أوكرانيا، في إطار حملة موسكو للسيطرة على منطقة دونيتسك بأكملها.

وتسعى القوات الأوكرانية إلى التقدم في منطقة كورسك الروسية بعد هجوم مفاجئ عبر الحدود بدأ في السادس من أغسطس (آب)، لكن مصير نيو-يورك يذكر بأن القوات الروسية لا تزال تمضي قدماً في هجومها في شرق أوكرانيا.

تشكيل مجموعات عسكرية

وأعلنت روسيا بشكل منفصل عن تشكيل مجموعات عسكرية جديدة في كورسك ومنطقتين حدوديتين أخريين في محاولة لصد التوغل من دون تحويل القوات من خطوط المواجهة في عمق أوكرانيا.

 

وقال وزير الدفاع أندريه بيلوسوف، إن هيئة تنسيق جديدة بدأت "بالفعل" العمل على مدار الساعة للتنسيق بين السلطات الإقليمية وقادة القوات ووزارة الدفاع.

لكن توقيت إعلانه، بعد أسبوعين كاملين من اقتحام القوات الأوكرانية للحدود الغربية لروسيا، يسلط الضوء على استجابة موسكو المتأخرة في التعامل مع الأمر. ولم يذكر لماذا لم يكن هذا التنسيق السلس ممكناً في السابق.

وقال القائد الأعلى للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الثلاثاء، إن قواته توغلت ما بين 28 و35 كيلومتراً داخل الأراضي الروسية واستولت على 1263 كيلومتراً مربعاً من الأراضي بما يشمل 93 تجمعاً سكنياً، وهي أرقام لم يتسن التأكد منها من مصادر مستقلة. وتعهدت روسيا بسحق التوغل لكنها لم تظهر أي علامة على أنها تقترب من طرد القوات الأوكرانية.

نجاح تدريجي

في حال تأكيد أوكرانيا سيطرة روسيا على مركز نيو-يورك فإنه قد يشكل نجاحاً تدريجاً آخر لروسيا، وقد يفتح الباب أمام مكاسب محتملة مهمة استراتيجياً. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فقد تعرضت نيو-يورك للدمار بسبب القصف العنيف الذي شنته القوات الروسية التي استخدمت طائرات مسيرة لطرد القوات الأوكرانية من المواقع المحصنة.

وتقع المدينة على خط السكك الحديدية المؤدي إلى سلوفيانسك، إحدى مدن دونيتسك التي تسعى موسكو منذ فترة طويلة للسيطرة عليها. وكان عدد سكان المدينة قبل الحرب نحو 10 آلاف نسمة فر الآلاف منهم منذ ذلك الحين بسبب القتال.

ودونيتسك هي واحدة من أربع مناطق أوكرانية تقول روسيا، إنها ضمتها على رغم أنها لا تسيطر عليها بالكامل.

 

وقال مراسل التلفزيون الحكومي الروسي يفغيني بودوبني الذي نجا هذا الشهر من هجوم مسيرة أوكرانية على سيارة كان يستقلها، إن السيطرة على نيو-يورك ستسمح للقوات الروسية بالاقتراب من قطع طريق بوكروفسك-كوستيانتينيفكا السريع الذي يزود الجيش الأوكراني في الشرق بالإمدادات.

 

روسيا: دول من الـ"ناتو" شاركت في الإعداد للتوغل

ذكرت صحيفة "إزفستيا" اليوم الأربعاء نقلاً عن جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أن أجهزة استخبارات من الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا شاركت في الإعداد لتوغل أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية.

ونقلت "إزفستيا" عن جهاز الاستخبارات الخارجية القول "التحضير لعملية القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة كورسك جاء بمشاركة أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية والبولندية".

وأضافت، "خضعت الوحدات المشاركة فيها لتنسيق قتالي في مراكز تدريب في بريطانيا وألمانيا".

وقال البيت الأبيض في وقت سابق، إن الولايات المتحدة لم تتلق إخطاراً مسبقاً من كييف بأنها تخطط لتوغل عسكري في كورسك.

أسرى روس يأملون بمبادلتهم

لم يعد لدى الجنود الروس الذين أُسروا خلال الهجوم الأوكراني المباغت على منطقة كورسك، سوى أمل واحد يتمثل في إجراء عملية تبادل. وتمكنت وكالة الصحافة الفرنسية من التحدث لفترة وجيزة مع عدد من أسرى الحرب الروس في مكان احتجزوا فيه في منطقة سومي الواقعة في شمال أوكرانيا وقبالة كورسك.

يجلس أحد المجندين الروس (22 سنة) على سريره مرتدياً سروالاً منقطاً، ويتذكر لحظة احتجازه في واحد من أكبر الهجمات التي شنتها القوات الأوكرانية منذ بدء الحرب في عام 2022. ويقول، "كل شيء كان طبيعياً، كل شيء كان على ما يرام. ثم غيرت هذه اللحظة غير المتوقعة كل شيء"، مؤكداً أن "القيادة تخلت ببساطة" عنه وعن رفاقه عندما عبرت القوات الأوكرانية الحدود.

"كان الأمر غير متوقع"، يضيف الشاب الذي كان يؤدي خدمته العسكرية منذ 10 أشهر عندما اقترب الجنود الأوكرانيون من موقعه. ويوضح أنه ينتظر الآن أن تتم مبادلته، مشيراً إلى أنه يريد العودة إلى بيته والاجتماع بعائلته.

على نقيض الجنود المتعاقدين، لا يقاتل المجندون الروس في أوكرانيا، بل يؤدون خدمتهم العسكرية الإلزامية لمدة عام واحد على الأراضي الوطنية. وغالباً ما يكونون شباناً يفتقرون إلى خبرة عسكرية فعلية.

يروي أسير آخر هو حارس حدود يبلغ 42 سنة وُضعت ضمادات على ساقه، أنه تم احتجازه في اليوم الأول من الهجوم الأوكراني. ويقول "كان الطوق كاملاً، لم يكن هناك إمكان للاختراق. ولذلك اتُخذ القرار بالاستسلام"، موضحاً أنه يرغب هو أيضاً في أن تتم مبادلته. ويتابع "هذا أكثر ما أتمناه بالطبع".

يعرب فولوديمير نائب مدير المبنى الذي وضع فيه الأسرى، عن رضاه عن "العدد الكبير" من الجنود الروس الذين تم احتجازهم خلال هذا الهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية. ووفق كييف، استسلم مئات الجنود الروس منذ بداية الهجوم.

وبينما لم يتم الكشف عن عدد محدد، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"صندوق تبادل". وأشار إلى أنه يعول على إجراء تبادل بين أسرى روس "على المدى القصير" وجنود أوكرانيين أسرتهم موسكو. وقال، "هذه العملية أصبحت أكبر استثمار لنا في إطار عملية تحرير الأسرى الأوكرانيين في روسيا".

المزيد من دوليات