ملخص
لكي تستمر سوق السيارات الكهربائية داخل أوروبا في الإنتاج والنمو يجب ألا يكون من طريق الدعم والتحفيز والتدخل الحكومي، وهنا المعضلة الأساس في طريق السيارات الكهربائية
كشف المتخصص في شؤون الطاقة فؤاد الزاير أن سوق السيارات الكهربائية تواجه تحديات عدة على رغم علم الجميع أن هناك توجهاً حقيقياً وفعالاً لأعوام كثيرة نحو السيارات الكهربائية، وكذلك قصة نجاح شركة "تيسلا" كمثال وسيارات أخرى كذلك في الصين وغيرها.
وأكد أن "حجم السوق العالمية للسيارات الكهربائية يقدر بنحو 400 مليار دولار، وخلال العام الماضي كان هناك نمو كبير معظمه جاء من الصين التي تجيء كأقوى الأسواق بعدما أنتجت خلال عام 2022 نحو 7 ملايين مركبة كهربائية، وتعد السوق الصينية مهمة جداً في هذا الموضوع وأتوقع أن تستمر على النهج نفسه خلال الأعوام المقبلة".
وحول السوق الأوروبية قال الزاير "الصورة تبدو قاتمة نوعاً ما إذ إن معظم مؤشرات النمو في إنتاج ومبيعات السيارات الكهربائية داخل أوروبا جاء مدعوماً من الحكومات"، موضحاً أن الحكومات الأوروبية شجعت المواطنين ببرامج تحفيزية لتملك هذا النوع من السيارات عبر برامج أطلق عليها "مكافات البيئة" تصل إلى آلاف اليوريوهات، لذا يجدها المستهلك فرصة للتمتع بحوافز ومزايا ضريبية وتوفير مبالغ على سبيل المثال.
تراجع حاد
واستدرك المتخصص في شؤون الطاقة "لكن الحكومات لديها تراجع، فمثلاً ألمانيا وهي إحدى الدول التي قدمت برنامج ’مكافآت للبيئة‘ وحوافز قبل أن تتوقف عنها مطلع هذا العام، إذ إن لها أولويات أخرى كجزء من إجراءات تقشفية مما تسبب في تراجع حاد في مبيعات السيارات الكهربائية بنحو 48 في المئة في ألمانيا تحديداً وبنحو 20 في المئة في أوروبا بصورة عامة، بعدما عزف المستهلكين عن شراء السيارات الكهربائية بعد إلغاء الحوافز عائدين إلى السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع أنه "لكي تستمر سوق السيارات الكهربائية داخل أوروبا في الإنتاج والنمو يجب ألا يكون من طريق الدعم والتحفيز والتدخل الحكومي، وهنا المعضلة الأساس في طريق السيارات الكهربائية، إذ تعتمد كثير منها على الدعم والتدخل الحكومي الذي قد يتغير من عام إلى آخر نتيجة تغير سياسات الدول مثلما حدث في ألمانيا".
وحول التحديات الأخرى قال الزاير "قطعاً هناك تحديات أخرى منها على سبيل المثال بطاريات الشحن التي تعد بمثابة الماكينة وأهم عنصر رئيس في السيارات الكهربائية التي يدخل في إنتاجها مادة مهمة وهي مادة الليثيوم، وهناك صعوبة في الوصول إلى تلك المادة من مصنعي السيارات الكهربائية وكذلك ارتفاع أسعارها"، لافتاً إلى أن كثيراً من الدول اتجهت إلى مجال التعدين ومنها الصين التي لديها توجه في السوق الأفريقية وأميركا اللاتينية
صعوبة القيادة لمسافات طويلة
ولفت إلى أنه من بين المعضلات أيضاً التي تواجه السيارات الكهربائية صعوبة القيادة لمسافات طويلة إذ تتطلب إعادة شحن البطاريات. واكتشف المستهلك أن هذا النوع من السيارات غير ملائم للسفر في مسافات طويلة بين المدن، ولا يوفر المرونة التي يحتاج إليها السائق.
وأكد أن كل ما سبق يعد من التحديات التي تواجه سوق السيارات الكهربائية ويجب أن تدرس تلك التحديات حتى نصل إلى حلول مستدامة، وبعض الشركات المتخصصة حققت خسائر مثل شركة "لوسيد" الأميركية التي اضطرت إلى زيادة رأسمال الشركة نظراً إلى ارتفاع كلفة إنتاج بطاريات وكلفة إنتاج السيارات الكهربائية بصورة عامة.
وقال الزاير "يجب أن تتوافر البنية التحتية اللازمة، كبناء محطات لإعادة الشحن تكون موجودة بصورة جيدة. والدول العربية ودول الخليج تحديداً لديها توجه نحو هذه السوق لكنها تعاني عدم توافر بنى تحتية جيدة لدعم سوق السيارات الكهربائية ولا تتوافق مع قدر الطموح، كذلك يجب ألا ننسى زمن شحن بطاريات السيارة الكهربائية التي تستغرق وقتاً أطول مقارنة بملء خزان الوقود التقليدي، مما يسبب إزعاجًا لمن يعتمدون على سياراتهم طوال اليوم، وبخاصة أنه اعتاد الوقوف في محطات التزود بالوقود أقل من خمس دقائق. لذلك يجب أن تتطور بطاريات الشحن السريع الموجودة حالياً والتي لا تزال تستغرق وقتاً طويلاً، إضافة إلى أن كلفة وصيانة البطارية تعد إحدى المعضلات إذ يجب تغيرها كل فترة".
واختتم الزاير حديثه أنه "على أية حال لا يعني ذلك أن السيارات الكهربائية لن تنتشر لكن في الوقت نفسه يجب إزالة العقبات من أمام السيارات الكهربائية بضرورة عودة التحفيز الحكومي وتطوير البنى التحتية حتى تعبر مطب الخسائر الذي اعتبره مطباً موقتاً، وبعده ستستعيد السيارة الكهربائية عافيتها من جديد".
Listen to "تحديات تكبح نمو سوق السيارات الكهربائية" on Spreaker.