Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سر هوليوود الدفين تفضحه عمليات شد الوجه المصغرة

تحولت العملية التي تكتسب شعبية في أوساط المشاهير وغير المشاهير على حد سواء إلى "الإجراء" الذي ينشده الجميع

ما زال التقدم في السن من المحرمات بالنسبة إلى المشاهير لذلك يبحث كثيرون عن طرق لإبطاء ظهور علاماته (غيتي)

ملخص

تعد عمليات شد الوجه المصغرة التي أصبحت موضة منتشرة بين المشاهير وغير المشاهير، بديلاً أقل تدخلاً من عمليات شد الوجه التقليدية، لكن هذا لا يعني أنها تنطوي على أخطار أقل

هل خضعوا للعملية أم لا؟. تعلمون عمن نتكلم - المشاهير الذين يبلغون الأربعينيات والخمسينيات أو أكثر من العمر، ويبقى مظهرهم شاباً بصورة خارقة للطبيعة ويبدو أن الزمن لم يمر على محياهم منذ عشرات السنين. وفي هذا الإطار، تتبادر إلى الذهن بعض الأسماء مثل أنجلينا جولي وبراد بيت وجنيفر لوبيز وتوم برايدي. فهل يُعزى ذلك فقط إلى شيء من البوتوكس وأسلوب حياة صحي كما يحب بعضهم أن يزعم أم أن في الموضوع تدخلاً جراحياً؟.

إن نظرنا إلى تضاعف شعبية الإجراء المُسمى "شد الوجه المصغر"، نجد أن الخيار الثاني هو الاحتمال الأكبر. وفي الواقع، قد يكون هذا "التدخل الجراحي المعتدل"- كما يصفه الجراح المتخصص في تجميل الوجه ميغيل ماسكارو الحائز شهادتين معتمدتين من البورد الأميركي والمقيم في فلوريدا - سر هوليوود الدفين.

وفقاً لماسكارو، حصلت زيادة كبيرة في عدد الطلبات على هذا الإجراء بين المشاهير. زيادة بنسبة "ألف في المئة" كما يقول. يوافقه آخرون الرأي، إذ يقول جراح المشاهير التجميلي في لوس أنجليس، بين تاليه "خلال الأعوام الأخيرة، أظهر المشاهير استعداداً أكبر للخضوع لعمليات شد الوجه بدلاً من إجراءات أخرى مثل العلاج بالترددات الراديوية وغيره من العلاجات التي تقوم على الحرارة. وهم يطلبون عمليات شد الوجه المصغرة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والآن، بحسب يانيس ألكسندرايدس، الجراح التجميلي في شارع هارلي الذي شهد "زيادة كبيرة جداً في الطلب خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة"، يتنامى هذا التوجه في المملكة المتحدة.

ويلفت ماسكارو إلى أن "مشاهير الصف الأول يظلون تحت الأنظار وتتوافر مجموعة من الصور الجاهزة لهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الأفلام أو التلفزيون. ولأن شكلهم لا يخفى على أحد أبداً، تستقطب التغيرات الكبيرة في مظهرهم انتباهاً سلبياً، لذلك فإن إبطاء مسيرة الوقت عبر إحداث تغيرات صغيرة هو أهم ما يمكن فعله. فمن المهم جداً استباق الأمور".   

مهما ذاع صيت هذا الإجراء الوقائي في هوليوود (أو لم يذع)، فهو ليس محصوراً بالمشاهير، ويقول ألكسندرايدس إن "عدد الاستفسارات التي نتلقاها حول هذه الجراحة هو الأعلى على الإطلاق بصورة عامة". 

ويتابع "فقد مررنا بفترة ’كوفيد‘ فكان الجميع يحدقون في وجوههم على زوم ويريدون أن يبدوا بأفضل مظهر ممكن. كما لدينا ’إجهاد الفيلر‘ [الضعف أو الترهل المزعوم لأنسجة الوجه بعد تلقي حقن الفيلر] الذي تسببه المشكلات الناجمة أحياناً عن حقن الفيلر في الوجه، مثل انتقال الفيلر إلى موقع غير الموقع المستهدف وتكون الأورام التي منها الأورام الحبيبية كذلك".  

ومن بين أخطار الإفراط في استخدام الفيلر مظهر الوجه غير المتجانس، وهذا يزيد الاهتمام بإجراءات شد الوجه المصغرة بين المرضى الأصغر سناً. ويشرح جراح المشاهير المتخصص في العمليات التجميلية في نيويورك سام رزق أن "كثيراً من الأشخاص ابتعدوا من الفيلر بسبب تورم وجههم. ولديك بالتالي نساء في منتصف الأربعينيات من العمر سعين إلى إذابة كافة حقن الفيلر في وجههن. وأصبح جلد وجههن بالتالي مترهلاً، وهو لن يعود لسابق عهده".

ويكمل "لقد تمدد الجلد بفعل الفيلر وعليهن الآن أن يخضعن لإجراء من أجل شده. تزداد شعبية إجراء شد الوجه المصغر بين الأشخاص الأصغر سناً الذين قد لا يرغبون في تجميل أعناقهم، بل كل ما يريدونه هو تحسين مظهر الوجنتين والجلد المترهل حول الفك".  

ومن ناحية أخرى، أسهم انتشار "وجه أوزمبيك" الناجم عن خسارة الوزن السريعة بسبب هذا الدواء في تسارع الطلب على إجراء شد الوجه هذا. وتتميز هذه الحالة بارتخاء معالم الوجه وترهل الجلد وهي حالة يفيدها إجراء شد الوجه المصغر لأنه يستهدف تراخي الجلد، وفقاً لرزق.

ويقول يانيس "نرى كثيراً من الأشخاص الذين مروا بهذه التجربة ونحن نعالجهم عبر شد الوجه والعنق"، مضيفاً أنه في هذه الحالة يقوم كذلك بالزراعة بتقنية الـميكروغرافت micrograft التي تتطلب استئصال جزء صغير من الدهون من جسم المريض ومعالجته قبل إعادة حقنه بدقة في مناطق الوجه الجوفاء.

ويبدو بالفعل أن التوجه نحو إجراء شد الوجه المصغر خفض سن البدء بالخضوع لعمليات شد الوجه بـ10 أعوام. 

ويقول يانيس "أجد أن الذروة الآن هي في منتصف الأربعينيات من العمر. فقد انخفضت مقارنة بما كانت عليه منذ بضع سنوات، أي في منتصف الخمسينيات. فالشباب لا يريدون الانتظار، بل يفضلون أن يتقدم بهم العمر وهم بمظهر جيد لذلك يحافظون على هذا المظهر قبل أن يتدهور كثيراً". 

ما هو إجراء شد الوجه المصغر إذاً؟

من الصعب تحديد التعريف الدقيق لشد الوجه المصغر. فلن تجده في أي كتاب طب بينما تختلف مقاربته بين الجراحين. لكن خصائصه العامة هي أنه يتطلب إحداث شقوق صغيرة فيما تستغرق عملية التعافي منه فترة أقصر.

تُخفى الشقوق حول الأذنين. ولا تمتد إلى منبت الشعر كما يحدث في عمليات شد الوجه التقليدية، فلا تُمس السوالف ومنبت الشعر. ونتيجةً لتقليص مساحة العمل، تتركز عملية الشد إجمالاً على جلد الفك المترهل.   

ويشرح ماسكارو أن "شد الوجه المصغر يتركز إجمالاً حول خط الفك. فأنت لا تستهدف الوجنتين أو الخطوط والطيات بين الأنف والفم كما تفعل في عمليات شد الوجه التقليدية". 

هناك نسخ متعددة من هذا الإجراء، ومن ضمنها إجراء غشاء السفاق تحت العضلات (المعروف اختصاراً بـ "سماس") SMAS الذي يرفع الأنسجة الليفية والدهون تحت الجلد وإجراء آخر يتعمق أكثر فيرفع العضلات ويحرر بعض الأربطة.

لمزيد من الوضوح، يفضل رزق استخدام التسميات التي تصف الحالة بصورة أكبر، مثل شد غشاء السفاق الذي يخلف ندبات صغيرة أو شد الوجه العميق الذي يخلف ندبات صغيرة. في لندن، يطرح يانيس إجراء معدلاً آخر هو شد الوجه على شكل حرف الواي بالإنجليزية Y الذي يركز على العنق من دون إحداث شق تحت الذقن، مما يعتبر عادة ضرورة في أي عملية شد للرقبة. ويقول الجراح الحاصل على إجازة من هيئة الاختصاص "تبدو النتائج طبيعية جداً، وتدوم لفترة طويلة". 

إلى متى تدوم النتائج؟

يعتمد ذلك على نوع عملية الشد. فشد SMAS يدوم بين أربعة وخمسة أعوام، فيما تسفر عملية الشد الأعمق عن نتائج أكثر استدامة - تدوم لفترة ثماني سنوات تقريباً، برأي رزق.

من هم المرشحون المناسبون لهذا الإجراء؟

أفضل المرشحين هم الذين بدأت علامات شيخوخة الوجه تظهر على محياهم والذين لديهم ترهل معتدل في منتصف وجههم وحول فكهم. وأكثر المؤشرات شيوعاً وفقاً ليانيس هي ترهل الجلد حول الفك وتعمق الطيات بين الأنف والفم والتراخي العام للجلد وفقدان الحجم.

ويقول ماسكارو "أهم نقطة في عمليات شد الوجه المصغرة هي أنه يجب ألا يكون لدى الشخص كثير من الجلد الزائد".

كم تستغرق فترة التعافي من العملية؟

يقول رزق إن فترة التعافي تراوح ما بين أسبوع و10 أيام وهي بالتالي فترة شفاء "أسرع بكثير" من عمليات شد الوجه التقليدية التي تتطلب بين ثلاثة وأربعة أسابيع في الأقل من أجل التعافي. ويشرح أن هذا "أحد الأسباب التي تدفع المشاهير إلى الخضوع لها، إذ يبدو مظهرهم جيداً جداً بعد أسبوع".

ويقول ماسكارو "عندما أعمل مع أحد المشاهير، يتم ترتيب كل الإجراءات وفقاً لجدول أعماله، فيتسنى له التعافي خلال أسبوعين لا يكون فيهما تحت أنظار الجمهور. عندما يعودون للعمل، لا يمكن لأحد أن يلاحظ خضوعهم لإجراء تجميلي، وكل ما يراه الآخرون هو أنهم لا يشيخون. فمظهرهم لا يتغير ويبدو رائعاً".    

هل من علامات بارزة على الخضوع للجراحة؟

سيقول لك جراح التجميل إن الجراحة الجيدة لا تترك أثراً واضحاً لكن لا تزال هناك بعض الإشارات التي يمكن أن تكشفها إن عرفت أين تنظر- لا سيما حول الأذنين. قد تبدو بعض الندوب واضحة أمام الأذن وقد يتغير شكل الأذن نفسها كذلك. يمكن النظر إلى توم برايدي كمثال.

وتكشف المقارنة بين صورتين له، واحدة من عام 2014 والثانية من 2024 عن وجود بعض الندوب فوق أذنيه وتغيّر في شكل شحمة الأذن والزنمة، أي الغضروف البارز أمام الأذن. ويقول يانيس في إشارة إلى صور نجم كرة القدم الأميركي "لا يسعني سوى أن أخمن، لكنني لا أرى أي ندبة تمتد داخل الشعر، وهذا يعني أنه إجراء شد وجه بندبات صغيرة".  

ويسارع يانيس للإشارة إلى بعض العيوب في الجراحة تتعلق بتغير شكل الأذن "نرى أن شحمة الأذن سُحبت إلى الأمام وهذا ما يحدث عندما يضع الجراح ضغطاً كبيراً على الجلد، فيتسبب بما نسميه مظهر أذن الجني [غير مرغوب فيه]".

استناداً إلى الصور، يعتقد يانيس أيضاً بأن جنيفر لوبيز ربما خضعت لإجراء شد وجه مصغر كما يبدو من خلال الندوب الخفيفة قرب أذنيها - مع أن النجمين نفيا الخضوع لأي جراحة تجميلية.

ومن الأخطار الأخرى تغيّر الرقبة بصورة غريبة. ويقول تاليه "عندما يُجري المرء عمليات شد وجه مصغرة، من الشائع أن يُمارس ضغطاً كبيراً على العنق وينتهي الأمر برؤية تجويف في وسط الرقبة. عندما تُنفذ العملية بطريقة جيدة - سواء كانت مصغرة أو تقليدية - لا ترى أيّاً من هذه المظاهر".

كم يكلف هذا الإجراء إذاً؟

يختلف السعر بصورة كبيرة طبقاً لعوامل عدة من بينها الموقع والجراح ونوع المخدر المُستخدم في العملية (الذي يكون عادة تخديراً موضعياً أو عاماً). استعدوا لدفع مبلغ يراوح ما بين 16 و55 ألف جنيه استرليني (20 و70 ألف دولار). 

كلمة تحذير

على رغم استخدام تسمية "مصغر" أو حتى "صغير جداً" لوصف عمليات الشد ذات الندوب الصغيرة، فلا شيء لطيف فيها. في النهاية لا يزال هذا الإجراء عملية جراحية قد يصحبها عدد من التعقيدات المحتملة. ويحذر ماسكارو من أن عمليات الشد المصغرة تنطوي على الأخطار نفسها كعمليات شد الوجه التقليدية. 

وهذا يعني وجود احتمال، ولو نادر، بحدوث التهاب أو ورم دموي أو تضرر في الأعصاب. 

إضافة إلى ذلك، أدت الرغبة في الخضوع لهذه الإجراءات إلى الإفراط في استخدامها. فهل يمكن المبالغة في الخضوع لهذه الإجراءات؟. "طبعاً" كما يقول ماسكارو، ويضيف أن هذا "شيء رأيناه أخيراً مع بعض المشاهير. أهم نقطة عندما يخطط المرء للخضوع لهذه الإجراءات الصغيرة هو أن عليه الانتظار لكي يتراخى الجلد بما فيه الكفاية".

ويتابع "إن لم تعطِ نسيج الوجه وقتاً كافياً لكي يكتسب هذه المرونة، سينتهي بك الأمر وقد شددت الجلد أكثر من اللازم وغيرت موقع وشكل الفم والعينين وكبرت حجم مناطق أخرى في الوجه وغيرت موقع الندوب أو حتى تركت ندوباً واضحة جداً في مواقع لا تريد أن تراها فيها".

في نهاية المطاف، تُعدّ عملية شد الوجه المصغرة إجراءً يتطلب جهداً تقنياً بسبب محدودية موقع العمل في الوجه، بالتالي، يعتبر العثور على جراح ماهر أمراً جوهرياً. لكن قياساً إلى شعبيته المتنامية، الأكيد أنه لن يبقَ سراً خاصاً بهوليوود طويلاً.

© The Independent

المزيد من منوعات