Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عقدة فيلادلفيا... خريطة إسرائيلية إلى القاهرة "محدثة" من دون تغيير

نقل ثقل الجيش من الجنوب إلى الشمال والبقاء في غزة يعرقل التفوق في لبنان

"خريطة محدثة" تتضمن بعض التقليص الإضافي لنطاق قوات الجيش الإسرائيلي، لكنها تظهر انتشاره الكامل على طول محور فيلادلفيا بأكمله (صورة أرشيفية – أ ف ب)

ملخص

شكلت سبل التعامل مع الجبهة الشمالية خلافات بين متخذي القرار والمؤسستين السياسية والعسكرية، في أعقاب سقوط ما لا يقل عن 200 صاروخ ومسيرة على بلدات الشمال والجولان والجليل أول من أمس الأربعاء، وتصعيد حرب الاستنزاف المستمرة منذ 10 أشهر، التي يرى عسكريون ووزراء ونواب من الائتلاف الحكومي، ضرورة إعلان فوري لحرب على لبنان، فيما المستوى السياسي لم يناقش حتى اللحظة أية خطة قدمها الجيش لحرب كهذه.

على رغم الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة أسرى قريبة ووصول الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة، فإن ما يحمله الوفد من مقترحات معدلة للموقف الإسرائيلي، حول نشر قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وعدم التراجع عن نشر الجيش على طول محور فيلادلفيا، تشكل عرقلة كبيرة أمام نجاح الصفقة.

وحذر دبلوماسيون إسرائيليون وعسكريون من تداعيات عدم الليونة في الموقف الإسرائيلي في مختلف بنود الصفقة، في وقت يتصاعد فيه التوتر في الجبهة الشمالية تجاه لبنان، ونقلت المؤسسة العسكرية ثقل الجيش إلى الشمال بكل ما يحتاج إليه من موارد وآليات لاحتمال سيناريو تصعيد قد يتسع إلى حرب، ودعا الضالعون في وضعية الجيش وخطورة مثل هذه الحرب، إلى عدم اتخاذ خطوات تصعيدية من إسرائيل طالما جبهة غزة مفتوحة للقتال، في وقت حذر الرئيس السابق لوحدة العمليات في الجيش يسرائيل زيف من أخطار مثل هذا التصعيد طالما الجيش الإسرائيلي يواصل انتشاره على طول محور فيلادلفيا.

 

"خريطة محدثة"

الوفد الإسرائيلي إلى المفاوضات، وبعد خلافات ونقاشات حادة مع رئيس الحكومة بنيامين نتيناهو، رفض خلالها ممثل الأسرى في الجيش نيتسان ألون المشاركة لعدم منح صلاحية حسم القرار للوفد، توجه ليل الخميس إلى العاصمة المصرية، برئاسة رئيس "الموساد" ديفيد برنياع، ورئيس "الشاباك" رونين بار، ورئيس القسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي إليعازر توليدانو، بدل ألون. وكشف مصدر مطلع على التفاصيل عن أن الوفد سيعرض ما سماه الإسرائيليون "خريطة محدثة" تتضمن الموقف الرسمي والنهائي لإسرائيل في ما يتعلق بنشر الجيش على طول محور فيلادلفيا.

الخريطة كشفت عن أنها تتضمن بعض التقليص الإضافي لنطاق قوات الجيش الإسرائيلي، لكنها تظهر انتشاره الكامل على طول محور فيلادلفيا بأكمله، بعد رفض نتنياهو التنازل عن مطلبه على رغم المحادثة الأخيرة بينه وبين الرئيس الأميركي جو بايدن الذي دعاه إلى تقديم مزيد من الليونة والتنازلات للتوصل إلى الصفقة، التي يراها الإسرائيليون الفرصة الأخيرة لإعادة أسرى أحياء، وحمل أهالي الأسرى نتنياهو المسؤولية بعد أن تبين أن الأسرى الستة، الذين أعادت إسرائيل جثثهم في عملية عسكرية معقدة، قتلوا جراء القصف الإسرائيلي خلال عملياته في خان يونس. وبحسب الخبير العسكري ألون بن ديفيد فإن العثور على الجثث داخل نفق وإلى جانبهم جثث عناصر "حماس" الذين كانوا يحرسونهم، ومعهم أسلحتهم، يؤكد مقتلهم جراء قصف أو تفجيرات قام بها الجيش، مضيفاً "ما علم من تحقيقات أولية فإن الاحتمال الأكبر أنهم خنقوا جراء انبعاث غاز سام يتولد من قنابل تلقى في غزة من سلاح الجو أو يستخدمها، وهناك احتمالات إما قنابل ألقتها الوحدات العسكرية خلال عملياتها في خان يونس وأصابت النفق الذي وجدوا فيه، وإما نتيجة تراكم غاز من تفجيرات أخرى تشكل غيوم غاز سام تنتشر إلى أماكن أخرى".

هذه التفاصيل استخدمها الأهالي في احتجاجاتهم أمس الخميس، ودعوا الوفد إلى عدم العودة من دون اتفاق، محذرين أنه من "دون ذلك يعني استمرار القتال في غزة واستمرار قتل أبنائنا"، لكن مقربين من نتنياهو أعلنوا أن رئيس الحكومة وللحاجة الأمنية يرفض تقديم تنازلات في بند محور فيلادلفيا.

"حوار الطرشان"

من جهته اعتبر الرئيس السابق لوحدة "تسالسيل" في "الموساد" أودي ليفي أن محادثات الصفقة "حوار طرشان"، وقال "هذه هي حقيقة الحوار الذي لا تتمخض عنه نتيجة. الواضح أن صفقة الأسرى وصلت إلى طريق مسدود ويبدو أن ’حماس‘ وإسرائيل ليستا ناضجتين للوصول إلى اتفاق، إذ إن لهما مصلحة مشتركة بالبقاء في غزة، مما يستوجب من الطرفين نصراً مطلقاً. بالنسبة إلى السنوار (رئيس حماس يحيى السنوار) المطلوب وقف الحرب وإعمار غزة، ومن ناحية نتنياهو المطلوب بقاء حكمه، أما المقترح المطروح على الطاولة فغير مرض لأي من الطرفين ولا يتوافق مع أهدافهما المذكورة".

وتابع ليفي "تنازل السنوار عن الشروط الإسرائيلية لا يشكل أي تهديد استراتيجي على ’حماس‘ ويمكنه أن يرمم قدراتها في غزة، ’حماس‘ تخرج من الحدث الأخير معززة القوة، مع بنى تحتية وفرصة غير صغيرة لإعادة بناء قدراتها، وأساساً تدعو إلى أن تكون ممثلة للشعب الفلسطيني".

ضمانات أميركية

وكان مكتب بنيامين نتنياهو قد أكد إصرار رئيس الحكومة على موقفه الرافض انسحاب الجيش الإسرائيلي، عند رده على تقارير بأن إسرائيل تدرس نشر قوة دولية على محور فيلادلفيا، بقوله "إنها عارية عن الصحة" وبأن نتنياهو "يصر على السيطرة عليه لمنع إعادة تسليح حركة حماس".

وبحسب التقارير فإن إسرائيل اقترحت إقامة ثمانية أبراج مراقبة على طول المحور، في حين حاولت الولايات المتحدة تقديم تنازلات من خلال اقتراح برجين، ورفضت مصر الاقتراحين.

ونُقل عن مسؤولين بأن مصر تسعى للحصول على ضمانات أميركية، بأنه حتى لو غادرت إسرائيل المحور في المرحلة الأولى لأي اتفاق، فإنها لن تعود في المراحل اللاحقة إذا تعثرت العملية.

لكن نتنياهو وبحسب ما أكد مكتبه يريد إبقاء الجيش على طول المحور بمسافة حوالى 15 كيلومتراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا نصر في الشمال طالما الجيش في فيلادلفيا

في الأثناء اعتبر الرئيس السابق لوحدة العمليات في الجيش يسرائيل زيف وأمنيون وعسكريون إسرائيليون أن ما يحمله الوفد إلى محادثاته في القاهرة والتمسك بنشر الجيش على طول محور فيلادلفيا، بمثابة إعلان واضح وخطر، ليس فقط بفشل الصفقة ووصولها إلى باب موصود، إنما إعلان يصعد التوتر الأمني في الشمال تجاه لبنان ويكثف القتال في الجنوب، وهو ما يجعل الفشل أمام إسرائيل في الملفات الثلاثة.

أضاف زيف "من أجل حل مشكلة الشمال وتحقيق هدفي ضمان الأمن وعودة السكان النازحين والتفوق في الحرب في الشمال، يجب إنهاء الحرب في الجنوب ونقل الجنود والموارد والآليات إلى الشمال، وضمان التدريب والاستعداد الكامل لضمان إدارة الحرب هناك"، ولكن حذر زيف من أنه "لا يمكن أن نهدد ونشعل حرباً في لبنان نريدها أن تكون ناجحة من دون إنهاء حرب غزة أولاً، ومن أجل ذلك يجب إنهاء صفقة الأسرى، ولكن هذا لا يحدث بل هناك إصرار على محور فيلادلفيا، وبالتالي هذا الوضع لن يحل أية مشكلة، وإذا ما قررنا حرباً على لبنان، فإسرائيل وإن حققت إنجازات في غزة، فستفشل في الشمال وسنبقى عالقين في فيلادلفيا".

تحذيرات الأمنيين تأتي في ظل تقارير عسكرية تتحدث عن حاجة الجيش إلى عشرات آلاف الجنود في سلاحي البر والجو وتعبئة مخازن الأسلحة، إلى جانب إنهاك الجنود من حرب مستمرة منذ أكثر من 10 أشهر.

وشكلت سبل التعامل مع الجبهة الشمالية خلافات بين متخذي القرار والمؤسستين السياسية والعسكرية، في أعقاب سقوط ما لا يقل عن 200 صاروخ ومسيرة على بلدات الشمال والجولان والجليل أول من أمس الأربعاء، وتصعيد حرب الاستنزاف المستمرة منذ 10 أشهر، التي يرى عسكريون ووزراء ونواب من الائتلاف الحكومي، ضرورة إعلان فوري لحرب على لبنان، فيما المستوى السياسي لم يناقش حتى اللحظة أية خطة قدمها الجيش لحرب كهذه.

وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي أجرى جلسات تقييم في قيادة الشمال، أكد أن تل أبيب لم تسقط عن طاولة أبحاثها إمكان التوصل إلى تسوية دبلوماسية تضمن أمن الحدود والسكان، وقال "مركز ثقلنا يتحرك من الجنوب إلى الشمال، وإزاء هجمات ’حزب الله‘ علينا أن نسعى إلى ضمان عودة وأمان السكان. حتى الآن نحاول الحل الدبلوماسي، وإذا فشل، فالطريق مفتوحة لحرب سنقوم بتنفيذها بتكثيف إطلاق النيران في موازاة الاستخبارات كبداية، ثم هجوم القوات التي تكثف تدريباتها واستعدادها لمختلف السيناريوهات".

نتنياهو هو الآخر صعد تهديداته، وقال من قاعدة سلاح الجو "رمات ديفيد" في الشمال، "أنا هنا في قاعدة سلاح الجو لمراقبة استعداداتنا عن كثب ضد التهديدات القريبة والبعيدة، نحن مستعدون لأي سيناريو سواء في الدفاع أم الهجوم. سلاح الجو هو قبضتنا الحديدية التي تعرف كيف تضرب البطن الرخو لأعدائنا، ولن نتردد في ضرب العدو وبقوة".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط