Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل بدأت إسرائيل حربها الاستباقية على لبنان؟

كثفت القصف أخيراً ووسعت مداه مستهدفة مخازن أسلحة في عمق البقاع

سيارة استهدفت بالقصف الإسرائيلي في بلدة النبي شيت البقاعية (أ ب)

ملخص

الأسلوب الإسرائيلي في التصعيد "سيستمر حتى يستدرج ’حزب الله‘ إلى رد ما يكون مبرراً لتطوير الحرب من قبل إسرائيل، مستفيدة من وجود الأساطيل الأميركية في المنطقة".

يعيش لبنان منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في حال ترقب وحذر، هل تنزلق المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" إلى حرب شاملة؟ لكن القلق تفاقم منذ اغتيال القيادي الكبير في الحزب فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية أواخر يوليو (تموز) الماضي، وتوعد كل من إيران و"حزب الله" إسرائيل برد قوي. وعلى رغم ترقب تل أبيب الرد الذي لم يحصل بعد، يواصل الجيش الإسرائيلي استفزازاته لـ"حزب الله"، إذ صعد في الأيام والأسابيع الماضية وتيرة قصفه ووسع مروحة أهدافه من جنوب لبنان إلى البقاع في عمق البلاد.

تصعيد إسرائيلي

في الأسبوع الجاري فحسب، قصف الجيش الإسرائيلي في ليلتين متتاليتين البقاع بسلسلة من الغارات، مستهدفاً ما قال إنها مخازن أسلحة لـ"حزب الله".

مساء الإثنين الماضي استهدف القصف الإسرائيلي بلدات قصرنبا وتمنين التحتا وسهل النبي شيت في البقاع، مما أسفر عن جرح 11 شخصاً، حسب مركز عمليات الطوارئ في وزارة الصحة.

وليل الثلاثاء - الأربعاء، طاول القصف بلدات بوداي وسرعين والنبي شيت ووادي حامول في البقاع، وأعلن مركز عمليات الطوارئ مقتل شخص وإصابة 20 آخرين جراء الغارات، بينهم ثمانية أطفال وامرأة حامل.

وانتشرت لقطات على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تطاير صواريخ انفجرت بفعل القصف الإسرائيلي مساء الإثنين. وعلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على هذه اللقطات في منشور على "إكس" قال فيه "مستودعات الأسلحة التي زرعها ’حزب الله‘ الإرهابي في قلب المناطق المدنية والصواريخ التي تنطلق وتنفجر هي خير مثال على واقع لبنان هذه الأيام".

وعلى مدى أيام الأسبوع كثف الجيش الإسرائيلي قصفه على القرى الحدودية جنوب لبنان، مستهدفاً ما قال إنها منصات إطلاق صواريخ ومبان عسكرية ومخازن أسلحة تابعة لـ"حزب الله". وأسفر عن وقوع مزيد من الجرحى والقتلى، لا سيما في صفوف "حزب الله" الذي صعد بدوره القصف على الجانب المقابل من الحدود.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الحرب الاستباقية

وفيما تواصل إسرائيل التصعيد تكثر التساؤلات في شأن موعد ونوعية رد "حزب الله" على اغتيال شكر وعلى القصف الكثيف في الآونة الأخيرة، فضلاً عن احتمال الانجرار إلى الحرب الكبرى.

الباحث الأمني والاستراتيجي ناجي ملاعب يرى أنه "ما دام توعد أمين عام ’حزب الله‘ حسن نصرالله بالرد على اغتيال فؤاد شكر، وهو أحد المؤسسين ومن الرعيل الأول للحزب، فهذا يعني أنه سيرد، لكن كلامه كان أن الرد سيكون بالعنف والحكمة". ويعتقد ملاعب أن الحكمة هي أولاً "في الأسلوب الذي درج عليه ’حزب الله‘ بألا يستهدف مدنيين في الجهة المقابلة حتى ألزم إسرائيل بألا تستهدف مدنيين"، وثانياً في أن "يكون هناك تعاون في محور المقاومة بقيادة إيران علماً أن طهران كذلك ألزمت نفسها الرد على اغتيال هنية، لذلك فالموضوع قيد الدراسة والبحث". ويشير الباحث إلى أن هذا المحور يحاول توظيف الإطالة في الرد في سياق الحرب النفسية التي يحاول نقلها إلى إسرائيل لتبقى مستنفرة لوقت طويل.

في المقابل، يرى ملاعب أن إسرائيل ترد على ما يبدو بـ"حرب استباقية تلزم ’حزب الله‘ إما بالرد أو بأن يتحمل الضربات القادمة هو وبيئته". ويوضح أن تل أبيب "وسعت ضرباتها من جهة المدى ومن جهة الأسلحة المستخدمة، إذ بدأت باستخدام قنابل فراغية وقنابل اختراقية، كذلك بدأت باستخدام المدفعية والمسيرات والطائرات"، ويضيف "لذلك نحن أمام ما يمكن تحليله في هذا الوضع بأنه عملية استباقية متدرجة إسرائيلية ما دامت تمتلك الأسلحة والدعم الأميركي الكافيين".

ويشير ملاعب إلى أن "الجميع يعرف ألا أحد سوى إسرائيل يريد وقوع الحرب، لا ’حزب الله‘ ولا إيران بكامل محورها ولا حتى الولايات المتحدة التي استقدمت أساطيلها إلى المنطقة وهي تبحث فعلاً عن كيفية وقف إطلاق النار وليس تطوير الجبهة".

ويرى الباحث الأمني أن الأسلوب الإسرائيلي هذا في التصعيد "سيستمر حتى يستدرج ’حزب الله‘ إلى رد ما يكون مبرراً لتطوير الحرب من قبل إسرائيل، مستفيدة من وجود الأساطيل (الأميركية) في المنطقة ومن تعهد الرئيس (الأميركي جو) بايدن عند قدومه إلى تل أبيب بعد السابع من أكتوبر 2023 عندما قال ’لن نبقي إسرائيل تحت التهديد مستقبلاً‘".

كيف نرصد مستودعات الأسلحة؟

بدوره، يقول المحلل العسكري رياض قهوجي إن "استهداف مخازن الأسلحة يفقد ’حزب الله‘ بعض احتياطه من الصواريخ والذخائر ومن ثم يؤثر في قدراته في كثافة النيران والاستمرار بالمعركة على المدى الطويل".

وعلى وقع التصعيد، يعيش اللبنانيون ولا سيما سكان المناطق المؤيدة لـ"حزب الله" حال قلق من المدى الذي قد تصله صواريخ إسرائيل، بعدما قصفت مخازن أسلحة تبين أنها موجودة قرب الأماكن المدنية، وبعدما اغتالت قادة عسكريين في مناطق ومبان سكنية.

في هذا السياق، يوضح قهوجي أنه "حتى الآن المستودعات المستهدفة كانت في منطقة بيئتها صديقة للحزب. ليس من المنطقي أن تكون له مستودعات في مناطق غير صديقة ولا يستطيع عناصره الدخول والخروج منها وإليها متى شاؤوا".

ورداً على سؤال في شأن المؤشرات التي يمكن رصدها في شأن احتمال وجود مستودعات أو مخازن أسلحة، يقول قهوجي ألا علامات واضحة "فالحزب يحاول أن يبقيها (مستودعاته) سرية ويتم تمويهها على أنها مخازن بضائع أو مشاغل ومعامل".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير