Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الغرف الآمنة... ملاجئ منزلية للإسرائيليين هربا من الصواريخ

تتألف من جدران بيضاء ونافذة مربعة وأرضية من البلاط وفي داخلها أريكة

  ملجأ بجوار منزل لزوجين إسرائيليين في تل موند وسط إسرائيل (أ ف ب)

ملخص

بات أمام الإسرائيليين ما بين 15 و90 ثانية فقط لبلوغ مكان آمن بعد انطلاق الصفارات أو تلقي إشعار عبر الهاتف لذلك، تحض السلطات السكان على بناء غرف محصنة ملحقة بمنازلهم.

أقامت أفيفا برتزوف وجيف ليدرر لأعوام من دون ملجأ في منزلهما الواقع وسط إسرائيل، لكنهما شرعا أخيراً ببناء غرفة محصنة في ظل التهديدات الصاروخية وأخطار تصعيد واسع النطاق.

يأمل ليدرر وبرتزوف بأن توفر غرفة من الخرسانة المسلحة بدأت تنبثق من قالب خشبي في باحة منزلهما بتل موند شمال تل أبيب، الحماية لهما ولأحفادهما.

عند إنجازها، ستتألف هذه "الغرفة الآمنة" من جدران بيضاء ونافذة مربعة يحميها مغلاق من الحديد، وأرضية من البلاط. وستوضع في داخلها أريكة.

قالت متخصصة علم النفس برتزوف، إنه في فترات النزاعات السابقة "كنا في كل مرة نقول إنه ربما يجدر بنا أن نبني ملجأ في المنزل، لكننا لم نفعل شيئاً". وأضافت "هذه المرة، وبعدما بدا أن (الهجمات) تقترب من منطقتنا، قلت لنفسي إنه لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو".

 

 

تعرضت مناطق عدة في إسرائيل لهجمات صاروخية على مدى الأشهر الماضية. فالمنطقة الجنوبية القريبة من قطاع غزة حيث تدور حرب بين إسرائيل و"حماس" منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، طاولتها صواريخ أطلقتها الفصائل الفلسطينية، وإن تراجعت وتيرتها أخيراً.

أما في الشمال، فتتبادل الدولة العبرية و"حزب الله" اللبناني القصف عبر الحدود بصورة شبه يومية منذ أشهر.

وفي أبريل (نيسان) الماضي، شنت إيران هجوماً غير مسبوق على إسرائيل بالصواريخ والمسيرات، رداً على قصف منسوب إلى إسرائيل استهدف قنصليتها لدى دمشق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما كررت إيران وحليفها "حزب الله" على مدى الأسابيع الماضية، التوعد بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية في طهران بعملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية.

وتزامناً مع حرب غزة، أعلنت جماعات مسلحة مدعومة من طهران منها "المقاومة الإسلامية في العراق" والحوثيون في اليمن، استهداف مناطق إسرائيلية بصواريخ ومسيرات.

بالنسبة إلى برتزوف وليدرر، يبقى "حزب الله" الذي يملك ترسانة صاروخية ضخمة، التهديد الأكبر. وقال الطبيب البالغ 79 سنة، ليدرر، "الآن نقلق أكثر لأن صواريخ "حزب الله" يمكنها أن تصل إلينا". وأضاف "نخشى أيضاً أن تطلق إيران النيران في اتجاهنا".

قلص تنامي القدرات الصاروخية للجماعات المعادية لإسرائيل من الوقت المتاح لسكانها للاحتماء من الهجمات.

فعند بناء أول الملاجئ العامة في إسرائيل خلال خمسينيات القرن الماضي، كانت صفارات الإنذار تنطلق قبل 30 دقيقة من سقوط الصواريخ.

واعتبر مسؤول الهندسة في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية اللفتنانت كولونيل موشيه شلومو أن هذه المدة "كانت تكفي لإعداد كوب من القهوة" قبل الاحتماء.

 

 

لكن حالياً، بات أمامهم ما بين 15 و90 ثانية فقط لبلوغ مكان آمن بعد انطلاق الصفارات أو تلقي إشعار عبر الهاتف. لذلك، تحض السلطات السكان على بناء غرف محصنة ملحقة بمنازلهم.

وقال شلومو في قاعدة عسكرية قرب تل أبيب، إن "مستوى التهديد في إسرائيل مرتفع للغاية". وأشار إلى أن بعض الدول "تهددنا بالصواريخ والصواريخ الباليستية... هذه الغرف (الآمنة) تنقذ الأرواح، هذا ما رأيناه في هذه الحرب".

تصمم الغرف الآمنة لتحمل عصف انفجار طن من المتفجرات على مسافة 15 متراً، وهي معزولة ومزودة بنظام تهوية خاص في حال التعرض لهجوم بيولوجي أو كيماوي، وفق ما أكد شلومو. وتراوح كلفتها ما بين 30 و65 ألف دولار.

اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنته "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1199 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 105 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش وفاتهم.

وتوعدت إسرائيل "القضاء" على "حماس"، ويشن جيشها منذ ذلك الحين قصفاً مدمراً وعمليات برية في غزة، مما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 40334 شخصاً وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.

 

 

وبعد الهجوم، باتت أبواب الغرف الآمنة الجديدة تزود بأقفال يتم التحكم بها من الداخل. وبحسب التقديرات الرسمية، تفتقد 55 في المئة من المنازل لغرف مثل هذه، إما بسبب الكلفة أو ضيق المساحة، أو حتى التسليم للقدر.

وأوضح شلومو "عدد من المسنين يقولون، لا أريد شيئاً، أنا هنا منذ 80 أو 90 عاماً، وسأنجو مهما حصل... نحاول أن نقنعهم. بعض المتدينين لا يريدون أن يحموا أنفسهم ويقولون إن اتكالهم على الله".

وفي محاولة لإقناع مزيد من الإسرائيليين ببناء غرف آمنة، قلصت قيادة الجبهة الداخلية المدة الزمنية لنيل ترخيص إلى 14 يوماً، وأنجزت 4500 طلب في الأشهر السبعة الماضية.

اقتنع برتزوف وليدرر ببناء هذه الغرفة خوفاً على أحفادهما. وأوضحت برتزوف "لدينا عدد من الأحفاد يأتون للنوم هنا لأنهم لا يقيمون في مكان قريب... لذا فإنه يأتي من الشعور بالواجب".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط