Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البشر اصطادوا الماموث الجبار حتى الانقراض

خوازيق برؤوس من حجارة مسننة شكلت سلاح إنسان ما قبل التاريخ في قتل تلك الحيوانات الضخمة

نقش عن صيد البشر القدماء للماموث المغطى بالوبر (نقش من إرنست غريس)

ملخص

لم يمثل الرمي بالرماح الطريقة الرئيسة التي اعتمدها بشر ما قبل التاريخ في اصطياد الماموث الجبار وحيوان ماستادون الضخم، بالأحرى استخدموا رماحهم خوازيق مستندة إلى الأرض باعتبارها  طريقة لكسر شوكة تلك الحيوانات الضارية

بحسب دراسة جديدة، اصطاد البشر القدماء في أميركا الشمالية، حيوان الماموث إلى حد مشارفته على الانقراض باستخدام رماحهم باعتبارها خوازيق مائلة مغروزة بالأرض، بدلاً من استعمالها نبالاً تُرمى وفق ما ساد الظن به حتى الآن.

وتندرج "رؤوس رماح كلوفيس" ضمن أكثر المصنوعات استخراجاً من المواقع الأثرية في أميركا الشمالية، ويعود تاريخها إلى ما قبل 13 ألف عام. وتتألف من أطراف مسنونة مصنوعة من نحت صخور كالصوان واليُشب وخام الصوان غير النقي.

وتتفاوت أحجام تلك الأسلحة الخاصة التي اشتُقتْ أسماؤهم من اسم بلدة في ولاية نيو مكسيكو، حيث اكتُشِفتْ للمرة الأولى، بين حجم الإبهام وجهاز آيفون. وتتميز بحواف حادة تظهر في قاعدة ندبة محفورة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعُثِر على "رؤوس رماح كلوفيس" في مواقع آثار العصر الجليدي في أميركا، وبعضها منغرس في عظام الماموث. ولفترة طويلة، ثار الجدل عن الطريقة المحددة التي استخدم البشر القدماء فيها تلك الأسلحة الحادة. 

واقترحت بعض النظريات أن أطرافاً من نوع خاص ثُبِّتت إلى الرماح، واستعملت في تطويق وتثبيت الماموث، فيما نادى آخرون بأنها استعملت في تقطيع الحيوانات الجريحة.

ولا يتوافر سوى عدد محدود من الصخور المناسبة التي يمكن إعطاؤها أشكالاً محددة على غرار أسنة الرماح، لذا، حاجج العلماء بأن البشر القدماء لم يجازفوا برميها أو استعمالها بطرق اعتباطية. وكذلك أشارت التجارب إلى أن إطلاق الرماح المزودة برؤوس حجرية على الماموث لم يكن ليُشكل سوى وخز إبر في تلك الوحوش التي تصل أوزانها إلى نحو تسعة أطنان.

وحملت دراسة جديدة نُشرت الأربعاء الماضي في مجلة "بلوس وان" PLoS One الشبكية المفتوحة المصدر، أدلة على أن الصياديين ربما ثبَّتوا تلك الرماح بالأرض ووجهوا "رؤوس رماح كلوفيس" كي تُخوزِقْ الحيوان المندفع باتجاههم.

وبحسب المؤلف المساعد للدراسة، يون سونسيري، "إن الطاقة التي يمكن الحصول عليها من يد الإنسان، ليست شيئاً يُذكر بالمقارنة مع تلك المتولدة لدى الحيوان المندفع. إن منظومة أمدية القوة مختلفة [في الحالتين].

واستكمالاً، شاع استعمال ذلك التكتيك في المعارك بهدف وقف تقدم الأحصنة، لكن ليس من دليل على استعماله قبل التقدم في الأسلحة الحديدية.

ولاحظ البحاثة أن القوة المختزنة في تلك الخوازيق المائلة من شأنها غرز الرماح عميقاً في جسم ضحاياها، والتسبب بأذى أكبر مما قد يتأتى من أشد الصيادين قوة في زمن ما قبل التاريخ.

وفي هذه الدراسة، راجع بحاثة الأدلة التاريخية عن طرق الصيد البشرية بواسطة الرماح المزروعة، وكذلك نفذوا دراسة اختبارية عن أسلحة حجرية استُخدمت خوازيق.

واستكمالاً، عمد البحاثة أنفسهم إلى صنع منصة اختبار بهدف تقييم تفاعل نظام الرماح مع القوة المتولدة من الحيوان المندفع صوبها، وقاسوا أيضاً القوة التي تستطيع الرماح تحملها قبل أن تنكسر "رؤوس رماح كلوفيس".

ومن ثم، وجد أولئك العلماء أن الصخور المسننة المثبتة عند قمم ذلك النظام من الأسلحة، تعمل بطريقة تتشابه مع تأثير الرصاصات المزودة بمقذوف مجوف، لجهة قدرتها على التسبب بـ"جراح خطرة" لحيوانات ماستادون وثور بيسون الضخم والقطط ذات الأسنان الخِنجرية.

ووفق سكوت بيرام، المؤلف المساعد للدراسة، "إن نهوض قدماء سكان أميركا الشمالية بصنع هذا التصميم، يشكل ابتكاراً في إستراتيجيات الصيد. وتقدم هذه التقنية المحلية الأصيلة المميزة، مدخلاً إلى تقنيات الصيد والصراع من أجل البقاء، التي استُخدِمَتْ على مدار آلاف الأعوام في معظم أرجاء العالم".

وكذلك أورد البحاثة أن أسنة كلوفيس تصلح شهادة على عبقرية الشعوب المحلية القديمة، في سكن مناطق واسعة وباردة، والعيش مع قطعان من الحيوانات الضخمة التي باتت مندثرة الآن، مثل ماستادون والماموث.

وبحسب الدكتور بيرام، "على عكس الحال مع أسنة الرماح التي تبقى سليمة، تمثل هذه الأسنة [رؤوس رماح كلوفيس] سلاحاً محورياً. والأرجح أنها استُخدِمَت بصورة دفاعية".

وأضاف سونسيري، "لقد صُممت تلك الرماح كي تفعل فعلها ذلك، بهدف حماية مستخدميها".

© The Independent

المزيد من علوم