Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

شهادة من داخل البنتاغون... هناك كائنات فضائية

قدم لويس إليزوندو في كتابه "الوشيك" أسراراً عن عالم الأجسام الطائرة المجهولة

البحث في لغز ضخم بحجم الأطباق الطائرة لو أجري أكاديميا لاحتشد له فريق رفيع المستوى من الباحثين (أيه بي سي نيوز)

ملخص

لعل من يشاهدون منا فيديوهات تأكيد وجود الأطباق الطائرة والكائنات الفضائية والأرض المجوفة والأخرى المسطحة وغير ذلك، ثم لا يعنون بالتحقق من صدق مراجعتها، إنما يعزفون عن ذلك استصغاراً لشأن الأمر كله أو استبعاداً له.

لويس إليزوندو اسم أثق أنكم ستستمعون إليه على مدار عقود كثيرة مقبلة، ما لم يحدث غزو كائنات فضائية يبيدكم وإياي وينهي الحضارة الإنسانية برمتها وعلى رأسها مواقع التواصل الاجتماعي التي تتغذى على أمثال هذا الاسم. ولكنني أتنبأ، ولم لا؟ بأنكم لن تسمعوا اسم إليزوندو كثيراً، ولن تسمعوه في سياقات جديرة بالثقة، إنما ستقابلونه على فترات متباعدة، في فيديو من فيديوهات المؤمنين بوجود كائنات ذكية في الكون تتواصل مع أفراد من البشر منذ آلاف السنين.

سينسب أحد أولئك الدعاة إلى إليزوندو أن أطباقاً طائرة تظهر حقاً بين الحين والآخر، وأن الاتصال بين البشر وكائنات من خارج الأرض قائم منذ القدم ومستمر إلى اليوم، وأن تقنيات أكثر تطوراً مما يمكن أن نتخيل موجودة لدى كائنات أذكى منا وتمثل تهديداً وجودياً علينا، وسيؤكد الفيديو أن هذا كله كلام لا يرقى إليه شك، لأنه صادر عن مسؤول رفيع سابق في البنتاغون، ولأنه يرد في كتاب صدر بعد مراجعة من وزارة الدفاع الأميركية استمرت مدة عام كامل. وكالعادة لن تتحققوا من وظيفة الرجل أو من وجود الكتاب، لأن أسماء مماثلة، لضباط استخبارات وعلماء ومفكرين في بلاد مختلفة ترد في أمثال هذه الفيديوهات طوال الوقت فلا يكاد أحد يعني بالتثبت من حقيقة وجودها.

غير أن لويس إليزوندو موجود حقاً، وبوسعكم أن تتأكدوا من ذلك بالرجوع إلى صحف أميركية صدرت في عام 2017 بخبر استقالته من منصبه في البنتاغون، حين كان مسؤولاً رفيع المستوى عن إدارة برنامج سري للتحقق من "الأجسام الطائرة الغامضة" وإدانته علناً للإفراط في السرية ونقص الموارد والمعارضة الداخلية التي قال آنذاك إنها تعوق عمله.

والكتاب الذي ألفه أيضاً موجود ويمكنكم أن تجدوا مراجعات له، أو تغطيات إخبارية لصدوره، في صحف بحجم "نيويورك تايمز"، فضلاً عن وجوده وبيعه من خلال المواقع العملاقة لبيع الكتب. والكتاب الصادر عن دار وليم مورو التابعة لهاربر كولينز، وهي أيضاً ناشر ثقيل الوزن في صناعة الكتاب الأميركية والعالمية، عنوانه هو "الوشيك: من داخل مطاردة البنتاغون للأجسام الطائرة المجهولة".

 

 

لعل من يشاهدون منا فيديوهات تأكيد وجود الأطباق الطائرة والكائنات الفضائية والأرض المجوفة والأخرى المسطحة، وغير ذلك، ثم لا يعنون بالتحقق من صدق مراجعتها، إنما يعزفون عن ذلك استصغاراً لشأن الأمر كله، أو استبعاداً له. ولعلهم يفعلون ذلك لأن انتماء شخص إلى هيئة ذات شأن من قبيل البنتاغون لا ينفي عنه بالضرورة شبهة الكذب، أو يمنع كونه محدود القدرات العقلية، أو مخرفاً. فأمثال هذه الهيئات أفرزت من أشخاص "رفيعي المستوى" ثبت كذبهم أو جهلهم، أو محدودية قدراتهم العقلية، في أمور أخطر تبعات وأسرع أثراً من وجود كائنات ذكية في الكون من عدمه.

لكننا نجافي الحقيقة لو قلنا إن هذه النظريات ليست مادة مثيرة للمتابعة، ونحيد عن الحقيقة لو قلنا إن لدينا في هذا العصر الاستهلاكي سريع الإيقاع ملاذات كثيرة نأوي إليها فنأنس إلى شيء من الغموض، أو نجد خامة لحلم يقظة، أو نقع على احتمال لوجود قوة كامنة يمكنها أن تصلح بين عشية وضحاها خلل هذا العالم المستفحل. منا من يبحث عن هذا الأمل في الدين، ومنا من يطلبه في الخرافة. أما أهل المجموعة الأولى فيستعصرون نصوصهم القديمة باحثين من وراء ظاهرها الروحاني الجميل والكافي بذاته عن نبوءات تكشف عن المستقبل، بينما تتأمل المجموعة الثانية رسومات معابد من آلاف السنين، فيرون في العصافير نماذج طائرات واضحة، وفي أرغفة الخبز سفناً فضائية يكادون يشمون عوادمها! فضلاً عن أنه لا يبدو من مانع يحول دون أن يبحث كل فريق في ما في جعبة الفريق الآخر.

في تقرير عن "الوشيك" لرالف بلومنثال وليزلي كين المنشور بصحيفة "نيويورك تايمز" في الـ16 من أغسطس (آب) الجاري، كتب أن "إليزوندو على مدار سنين كان ضابط استخبارات عسكرية رفيع المستوى، أدار برامج فائقة السرية تابعة للبيت الأبيض ومجلس الأمن الوطني. وفي عام 2009 عين في البرنامج المتقدم للتعرف على الأخطار الجوية، الذي يحقق في تقارير مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة، وفي كتاب (الوشيك) وصف إليزوندو صعوبات داخل البرنامج واجهت البحث في هذه الظاهرة".

كتب إليزوندو أن البحث في لغز ضخم بحجم الأطباق الطائرة والمشاهدات المزعومة لكائنات غير بشرية لو تم "في الوسط الأكاديمي، لاحتشد له فريق رفيع المستوى من الباحثين المتخصصين في الحقول المتصلة، يضم متخصصاً في فك الأنظمة المشفرة، وعالم لغة متخصصاً في أنظمة الكتابة، وباحثين متخصصين في الأديان والأساطير، وموازنة كافية لإتمام العمل على نحو منطقي. وعندما يستعمل أولئك المتخصصون قواهم العقلية لحل المشكلة، فإنهم يكتبون أبحاثهم وينشرونها في الدوريات العلمية ليراها العالم كله. وهكذا يكون العلم في العالم الواقعي في شفافية تامة، هي الطريقة المثلي لتدفق الأفكار، ولكن ذلك ما كان يحدث أبداً مع تحقيق حكومي. فمن أجل مراعاة اعتبارات الأمن الوطني، كنا نادراً ما نحصل على تصريح لإسناد هذا النوع من العمل إلى جهات خارجية. ولم تكن لدينا الموازنة اللازمة لذلك أصلاً".

لم تقتصر عوائق القواعد الحكومية على عمل إليزوندو في البرنامج، بل امتدت لتشمل عمله حتى بعد استقالته، فكتابه "الوشيك" لم يصدر إلا بعد مراجعة أمنية طويلة من البنتاغون استغرقت سنة كاملة بحسب ما ذكر رالف بلومنثال وليزلي كين في تقريرهما، فضلاً عن ذلك يضع البنتاغون مزيداً من العوائق ليضمن للكتاب وللمؤلف أقل قدر ممكن من الصدقية، إذ نقل تقرير "نيويورك تايمز" عن سيو غاف المتحدثة باسم وزارة الدفاع قولها إن البرنامج الذي عمل له إليزوندو "لم يكتشف معلومات يمكن التحقق منها حول أي مزاعم بوجود برامج تتعلق بحيازة أو هندسة عكسية لمواد غير أرضية، سواء كانت هذه البرامج وجدت في الماضي أم في الوقت الراهن".

 

 

وعلى رغم هذا النفي القاطع كتب إليزوندو في كتابه، "أنه على مدار السنين انتشلت بقايا تكنولوجية وحيوية غير بشرية الأصل من حوادث تحطم"، فضلاً عن أن مزاعمه منذ استقالته أثارت "لغطاً كبيراً، ودعمتها مقاطع فيديو متفجرة وشهادات من طيارين سابقين واجهوا ظواهر جوية غامضة، وأدى ذلك كله إلى استجوابات في الكونغرس وتشريع، وجلسة استماع في مجلس النواب عام 2023 شهد فيها ضابط سابق في الاستخبارات الأميركية بأن الحكومة الفيدرالية انتشلت أجساماً من أصل غير بشري من حوادث تحطم" بحسب نيويورك تايمز.

ولا يكتفي لويس إليزوندو بذلك، بل يسرد في كتابه مشاهدات ضابط الشرطة لوني زامورا الذي رأى في وادي سوكورو في نيومكسيكو في عام 1964 جسماً بيضاوي الشكل عليه بعض العلامات، ويقول إن "القوات الجوية حذرته تحذيراً شديداً من إطلاع المدنيين على ما رآه، فالتزم بكلمته لهم". ويستند إلى "ما رواه كثير من الشهود على حوادث التحطم في روزويل عام 1947 لمسؤولين حكوميين عن رؤيتهم كتابات بالهيروغليفية على قطع من الحطام، ثم طولب أولئك الشهود بعدم مناقشة ذلك علناً، وما رواه شهود ظاهرة جوية مجهولة في غابة ريندلشام عام 1980 أفادوا بأنهم رأوا رموزاً مماثلة على مركبة، وثمة أمثلة كثيرة من هذا النوع".

وإضافة إلى تلك الروايات الحديثة، أو القريبة منا زمنياً، يمضي إليزوندو إلى كتابات دينية، بعضها منحول، باحثاً في آيات الكتب المقدسة أو شبه المقدسة عن آثار فضائية، فيكتب:

"لفت انتباهي بشدة سفر أخنوخ، وهو سفر لا وجود له في الكتاب المقدس الذي يعرفه معظم المسيحيين اليوم، بل يعد منحولاً. وهو أسبق من الأناجيل، لكنه كان في زمنه بالغ الأهمية حتى إن المسيح وكثيراً من حوارييه كانوا على علم به. لقد كان ذلك أول نص عبري يرحل فيه إنسان إلى السماء، ويقابل الرب، ويعلم تراتبية الملائكة، ولعله السابق النظري لقيامة المسيح وصعوده إلى السماء".

"تمتلئ رحلة أخنوخ بالقصص السماوية، ومنها أوصافه لتراتب الملائكة والشياطين والعرش الإلهي والحرس الإلهيين المقربين، وحتى لغة السماء. ولا تبدو رحلات أخنوخ السماوية منقطعة الشبه بأخبار المقابلات مع غير البشر".

 

 

وبعيداً من الكتب المنتحلة يرصد إليزوندو في السفر السادس من سفر التكوين أربع آيات تسبق قصة سفينة نوح عليه السلام، ويرد فيها ذكر كائنات من غير الأرض جاءت إلى كوكبنا وتزاوجت مع نساء منا، فتسميهم بعض الترجمات (المردة)، بينما تصفهم ترجمات أخرى بـ(الزائرين)، أو تستعمل في الإشارة إليهم كلمة (نيفيليم) العبرية التي يقول بعض الدارسين إنها تعني شيئاً من قبيل الملائكة الساقطين، أو الملائكة التي تتسبب في سقوط الآخرين. ويكتب أن كتاب أخنوخ ـ وهو وفق بعض الروايات جد نبي الله نوح ـ يقول إن كائنات سماوية تأتي للتزاوج من نساء الأرض، و"يسمي هذه الكائنات السماوية بالمراقبين وإن 200 منهم نزلوا إلى الأرض من أجل" هذا التزاوج.

يكتب إليزوندو أنه لا يناصر فرضيات القدامى الفضائية، ولا يرمي إلى الانتقال من نيفيليم إلى المراقبين إلى الملائكة، ومنهم جميعاً إلى الكائنات الفضائية، إنما يقول "إنني أوضح ببساطة تماثلات مثيرة للاهتمام. فالإنجيل وفقاً لقراءته المعتادة اليوم يعرض لنا تفاصيل عجلة حزقيال وسلم يعقوب. فهل هذه محض قصص إرشادية، أم هي محاولات بسيطة من البشر لتفسير دهشتهم من تكنولوجيا غير أرضية؟".

ستجدون إذا استشرتم "غوغل" ـ مثلما استشرته ـ في أمر مركبة حزقيال وسلم يعقوب، أن لهما ذكراً في الإنجيل، فالمركبة واردة في الإصحاح الأول من سفر حزقيال والثانية في سفر التكوين (إذ رأى يعقوب حلماً "وإذا سلم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء")، وستجدون أيضاً من يقدمون تفسيرات كالتي يلمح إليها إليزوندو فيتساءل أحدهم، هل كانت عجلة حزقيال المذكورة في الكتاب المقدس مركبة فضائية؟

يكتب إليزوندو عن رسوم في غرب أستراليا عمرها 4 آلاف عام تصور كائنات وانديجنا الروحانية ذات الرؤوس البيضاء والأعين الكبيرة والأفواه الصغيرة أو المنعدمة، وعن رسم عمره ألف و300 عام في بيرو لأحد ملوك المايا في ما يشبه مركبة فضائية، وعن أسطورة لدى شعب شيروكي حول أناس وضائين هبطوا إلى الأرض وأقاموا فيها قليلاً بين شعب الشيروكي ثم صعدوا فصاروا نجوماً في السماء. ويقول إن "هذه حكايات تفصل بينها قرون وقارات، ولكن بينها تماثلات لا تنكر، فهل هذه محض خيالات بشرية، أم أن فيها ما هو أكثر من ذلك؟".

ولا يبدو أن هذه القراءات للتراث الديني قراءات شخصية مقصورة على إليزوندو، فهو يحكي في كتابه قائلاً "ذات يوم وصلت إلى مكتب مجموعتنا فوجدت جيم واثنين آخرين يتبادلون الأفكار في شأن رسم تصوره جيم. كتب في أعلاه كلمة الرب، وفي أسفله كلمة البشر، وفي ما بينهما كلمة الملائكة. وإذ ذاك تعثر الحوار، كانت المهمة الموكولة إلينا صعبة في ذاتها، ولا ينقصها أن نصارع تلك الأسئلة اللاهوتية. كنا نقضي وقتاً صعباً في الحديث إلى المسؤولين عن الظواهر الجوية المجهولة، فكيف بالتحدث عن هذا العنصر الآخر من دون استفزاز قوى قد يؤدي إلى إيقافنا؟".

ويمضي فيكتب أن جيم "أراد أن يستمر في هذا الخط من التفكير، مهما تكن المخاطرة. لا أعتقد أنه كان بالضرورة مؤمناً به، لكنه بوصفه عالماً حقيقياً كان يستكشف كل المسارات، مها يكن ما تفضي إليه، كان يرى أنه لا يمكن تقفي بعض الأسئلة المطروحة على نحو ذكي دونما تعمق في كل فكرة تتراءى لنا. ولم ألمه في ذلك، بخاصة وقد علمت بشكل مباشر بأمور مدهشة تتعلق بظواهر جوية مجهولة".

 

 

وليس كتاب "الوشيك" يحثا في اللاهوت قائماً على المصادر الدينية وحسب، بل روى إليزوندو أيضاً عن مشاهدته شخصياً ظواهر مجهولة، ومن ذلك أنه وصف "كرات خضراء متوهجة بحجم كرات السلة كانت تغزو بيته بين الحين والآخر على مدار سبعة أعوام (في أثناء عمله لحساب وزارة الدفاع)، وكانت تلك الأجسام قادرة على النفاذ من الجدران، كما أنها كانت تتصرف وكأنها خاضعة لسيطرة ذكية. وشهدت زوجته وابنتاه وجيرانهم على رؤية هذه الأجسام" ويعلق كاتبا تقرير "نيويورك تايمز" بقولهما إنه "لا يبدو أن أصحابنا الأجانب أولئك محسنون، قد يكونون محايدين، وقد يكونون خطراً على الإنسانية، لكن إليزوندو يكتب قائلاً إنه "لم يعد في وسعنا أن ندفن رؤوسنا في الرمال، فنحن نعلم أننا لسنا وحدنا".

هل تكتسب هذه المزاعم قيمة أكبر حين تسبقها مقدمة بقلم نائب مساعد وزير الدفاع السابق لشؤون الاستخبارات كريستوفر ميلون؟ أياً ما يكون الأمر، فإن ميلون يكتب في مقدمته للكتاب أنه لولا إليزوندو "لظلت حكومة الولايات المتحدة تنكر وجود الظواهر الجوية المجهولة، وتعجز عن استقصاء ظاهرة قد تمثل أعظم اكتشاف في تاريخ البشرية".

العنوان: Imminent: Inside the Pentagons Hunt for UFOs: the Former Head of the Program Responsible for Investigating UAPs Reveals Profound Secrets

تأليف: Luis Elizondo

الناشر:  William Morrow

المزيد من كتب