Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل توافق على "هدنات إنسانية" في غزة للتلقيح ضد شلل الأطفال

مقتل 16 فلسطينيا بينهم قائد بـ"الجهاد" في الضفة الغربية وبوريل يبحث معاقبة وزراء في تل أبيب

ملخص

أعلن مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية أن الهدن الإنسانية في غزة لتطعيمات شلل الأطفال ستكون لمدة 6 ساعات يومياً بين الساعة 6 صباحاً و3 عصراً.

أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس أن إسرائيل توافق على "هدنات إنسانية" في غزة للتلقيح ضد شلل الأطفال.

وأعلن مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية أن الهدن الإنسانية في غزة لتطعيمات شلل الأطفال ستكون لمدة 6 ساعات يومياً بين الساعة 6 صباحاً و3 عصراً.

من جانبه أكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل 16 مقاتلاً فلسطينياً خلال عمليته العسكرية الواسعة النطاق في عدد من البلدات ومخيمات للاجئين في شمال الضفة الغربية التي تتواصل لليوم الثاني على التوالي، بينهم سبعة اليوم الخميس.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية عن 15 قتيلاً منذ بدء العملية الإسرائيلية أمس الأربعاء، بينهم ثلاثة تبلغت الوزارة باحتجاز الجيش الإسرائيلي لجثامينهم.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم "خلال عملية نفذها أفراد الوحدة الشرطية الخاصة وقوات جيش الدفاع في طولكرم وبعد تبادل لإطلاق النار، قضى أفراد الوحدة الشرطية الخاصة بتوجيه من جهاز ’شاباك‘ (جهاز الأمن الداخلي) على خمسة مخربين اختبأوا داخل مسجد"، مشيراً إلى أن من بين هؤلاء محمد جابر الملقب بـ"أبو شجاع".

وأوضح المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني في وقت لاحق أن جابر "كان رئيساً لشبكة إرهابية في مخيم ’نور شمس‘، وزعيماً يحرض ويقود عشرات من الشباب إلى النشاط الإرهابي ضد الإسرائيليين".

الرواية المضخمة

بحسب شوشاني، "حصل تبادل إطلاق نار بين الإرهابيين المسلحين المختبئين داخل المسجد وقوات إسرائيلية".

وأكدت حركة "الجهاد الإسلامي" في بيان "مقتل محمد جابر (أبو شجاع)، قائد ’كتيبة طولكرم‘ التابعة لـ’سرايا القدس‘ وأحد مؤسسيها الأوائل، مع عدد من إخوانه في الكتيبة".

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل مسلحين آخرين في جنين خلال عمليته المتواصلة في الضفة الغربية، وكان ذكر أمس أنه قتل تسعة عناصر في عمليته التي تشمل جنين وطولكرم وطوباس، حيث تنشط خصوصاً مجموعات فلسطينية مسلحة.

ونفى محافظ طولكرم مصطفى طقاقطة الرواية الإسرائيلية، قائلاً "هذا تضخيم للرواية، تم إطلاق صاروخ على بيت وليس على مسجد، المسجد إلى جانب البيت"، ومؤكداً أنه "لم يكُن هناك قتال أو اشتباك".

وأفاد شوشاني بأن عدد القتلى ارتفع إلى 16، سبعة في جنين وخمسة في طولكرم وأربعة في مخيم "الفارعة".

وبحسب المتحدث باسم الجيش، جرح عنصر من القوات الإسرائيلية في العملية التي قتلت جابر، مضيفاً أنه "تم اعتقال أكثر من 10 مطلوبين وتدمير عشرات العبوات الناسفة ومصادرة أسلحة".

وتحدث "نادي الأسير الفلسطيني" عن توقيف القوات الإسرائيلية 45 شخصاً منذ أمس.

وصباح اليوم، قال سكان لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الجيش الإسرائيلي انسحب من مخيم "الفارعة" في طوباس.

ونفى شوشاني صدور أية أوامر إخلاء لسكان المناطق التي تشملها العملية العسكرية، مؤكداً أنه "لا توجد أوامر إخلاء للسكان في تلك المناطق، وإذا رغبوا في المغادرة فهناك طرق آمنة يمكنهم استخدامها"، ونفى كذلك التقارير التي تحدثت عن إغلاق القوات الإسرائيلية الطرق المؤدية إلى المستشفيات، مضيفاً "نحن لا نمنع الدخول أو الخروج من المستشفى، لكننا نتأكد من عدم دخول إرهابيين إلى المستشفيات، ومن أية سيارة إسعاف قادرة على الدخول والخروج".

ومنذ بداية الحرب بين إسرائيل و"حماس" في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ازدادت أعمال العنف في الضفة الغربية وقتل خلالها 637 فلسطينياً، بحسب الأمم المتحدة، وقتل كذلك ما لا يقل عن 19 إسرائيلياً، بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون أو خلال عمليات عسكرية، وفقاً لبيانات إسرائيلية رسمية.

في مسجد طولكرم

وبدأت عملية مسجد طولكرم التي قال شهود إنها لم تنتهِ بعد في ساعة مبكرة من صباح أمس بمداهمات شارك فيها مئات الجنود الإسرائيليين وبدعم من طائرات هليكوبتر وطائرات مسيّرة وناقلات جند مدرعة لمدينتي طولكرم وجنين ومناطق في غور الأردن.

وانقطعت شبكة الاتصالات التابعة لشركة "جوال" بالكامل، وهي واحدة من شركتي الاتصالات الرئيستين في قطاع غزة والضفة الغربية.

وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 12 فلسطينياً في الأقل قتلوا خلال عمليات أمس.

وفي جنين، سارت الجرافات اليوم في الشوارع الخالية، بينما دوت أصوات الطائرات المسيّرة في السماء.

وواصلت القوات الإسرائيلية تفتيش سيارات الإسعاف في شوارع جنين التي خلت من المارة وأمام المستشفى الرئيس في المدينة، وأغلق الجيش أمس الطرق المؤدية إلى المستشفى لمنع المقاتلين من الاحتماء فيه.

وذكرت إسرائيل أن أحد المسلحين الخمسة الذين قتلوا في مسجد طولكرم هو محمد جابر، المعروف باسم "أبو شجاع"، قائد شبكة من المقاتلين في مخيم "نور شمس" المجاور للمدينة.

وقال الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في المدينة (سرايا القدس- كتيبة طولكرم) "في إطار الرد الأولي على اغتيال قائدنا تمكّن مقاتلونا من إيقاع قوة مشاة في كمين مركب في محور المنشية خلف مسجد أبو عبيدة"، مضيفاً أن "وحدة الهندسة استطاعت تفجير عبوة معدّة مسبقاً في القوة وإمطارها بزخات من الرصاص موقعة إصابات مباشرة".

ووصفت منظمة العفو الدولية ضمن بيان تصعيد القتال في الضفة الغربية بأنه مثير للقلق، مردفة أن إسرائيل ملزمة، كقوة احتلال، حماية المرافق الصحية والفلسطينيين ومنازلهم وبنيتهم التحتية.

وتصاعدت الاشتباكات في الضفة الغربية منذ بدأت حرب إسرائيل مع مقاتلي حركة "حماس" في قطاع غزة قبل نحو 11 شهراً.

حرب بمعنى الكلمة

وتتهم إسرائيل إيران بتقديم الأسلحة والدعم إلى الجماعات المسلحة في الضفة الغربية وتكثف العمليات هناك.

وفي إشارة إلى أحدث هجوم في الضفة الغربية، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على منصة "إكس" الليلة الماضية "هذه حرب بكل معنى الكلمة، ويتعين أن ننتصر فيها"، واتهم طهران بالعمل على زعزعة استقرار الأردن وإنشاء جبهة شرقية مناهضة لإسرائيل مثلما فعلت في غزة وفي لبنان، حيث تتبادل إسرائيل إطلاق النار بصورة يومية تقريباً مع جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران.

وأردف كاتس أن إسرائيل ستضطر، من أجل التصدي للتهديد المتمثل في جبهة شرقية، إلى استخدام "كل الوسائل اللازمة بما فيها حالات القتال العنيف، والسماح بإخلاء السكان موقتاً من بلدة إلى أخرى لمنع تعرض المدنيين للضرر".

وفي قطاع غزة، أدت أوامر الإخلاء إلى نزوح ما يقارب 2.3 مليون شخص من سكان القطاع مرات عدة، مما تسبب في انتشار الجوع والمرض على نحو مهلك.

ورجحت منظمة العفو الدولية أن يسفر تكثيف العملية الإسرائيلية في الضفة الغربية عن زيادة في النزوح القسري وتدمير البنية التحتية الحيوية وتدابير "العقاب الجماعي" التي كانت الركائز الأساسية لما سمته "نظام الفصل العنصري" في إسرائيل.

وتنفي تل أبيب ممارسة أي نوع من العقاب الجماعي أو الفصل العنصري في الضفة الغربية، قائلة إنها لا تريد إلا إلحاق الهزيمة بالمسلحين الفلسطينيين الذين يهددون أمنها.

وبدأت الجولة الأحدث من العنف الإسرائيلي - الفلسطيني في السابع من أكتوبر 2023 بعدما اقتحم مسلحون من "حماس" جنوب إسرائيل من غزة في هجوم تذكر إحصاءات إسرائيلية أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن حملة إسرائيل على غزة منذ ذلك الحين أدت إلى مقتل أكثر من 40500 شخص وتدمير مساحات واسعة من القطاع.

اغتيال قيادي بـ"الجهاد"

وأعلنت حركة "الجهاد" في بيان اليوم الخميس اغتيال أحد أبرز قادتها في الضفة الغربية المحتلة، في العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة لليوم الثاني في مناطق عدة في الضفة.

وأفادت الحركة في بيان عن "مقتل محمد جابر (أبو شجاع) وهو قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس، وأحد مؤسسيها الأوائل، مع عدد من إخوانه في الكتيبة"، وكان الجيش الإسرائيلي أعلن قتل "خمسة إرهابيين" في طولكرم.

وأكد بيان "الجهاد" أن جابر "نجا من عدد من محاولات الاغتيال والاعتقال سابقاً"، خلال عمليات عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي في مخيمات وقرى فلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها الدولة العبرية منذ عام 1967.

ويتهم الجيش الإسرائيلي جابر بأنه "متورط في هجمات إرهابية عدة"، وأنه "أمر بإطلاق النار في يونيو (حزيران) الماضي في عملية قتل خلالها مدني إسرائيلي".

ونعت حركة "حماس" في بيان "القائد أبو شجاع وشهداء شعبنا كافة"، مؤكدة أن "استمرار عدوان الاحتلال على الضفة لن يكسر شعبنا ومقاومتنا".

ويعيش في مخيم نور شمس، الذي افتتح في عام 1952 لإيواء فلسطينيين لاجئين، نحو 13 ألف شخص في مساحة لا تزيد على خمسة كيلومترات مربعة.

ومخيم نور شمس واحد من بين 19 مخيماً للاجئين في الضفة الغربية المحتلة التي تفتقر إلى البنى التحتية المتطورة، وفقاً للأمم المتحدة.

العقوبات الأوروبية

في الأثناء، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم إنه بدأ عملية لسؤال الدول الأعضاء عما إذا كانت تريد فرض عقوبات على "بعض الوزراء الإسرائيليين".

وقال بوريل في تصريحات للصحافيين قبل اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل "بدأت الإجراء لسؤال الدول الأعضاء عما إذا كانوا يعتقدون أنه من المناسب أن ندرج في قائمة العقوبات لدينا بعض الوزراء الإسرائيليين، الذين يبعثون برسائل كراهية غير مقبولة ضد الفلسطينيين ويطرحون أفكاراً تتعارض بوضوح مع القانون الدولي".

ولم يحدد بوريل بالاسم أياً من الوزراء الذين يشير إليهم.

هجوم المستوطنين 

وكان قائد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة قال أمس الأربعاء إنه "فشل في حماية" قرية فلسطينية من هجوم دام شنه مستوطنون في منتصف أغسطس (آب) الجاري وتسبب في مقتل فلسطيني، وذلك كونه تأخر في إرسال قوات.

ووصف الجنرال آفي بلوث الهجوم على قرية جيت في الـ15 من أغسطس، بأنه "عمل إرهابي خطر للغاية" أثار استنكاراً دولياً واسعاً.

وأكد في بيان في شأن تحقيق الجيش حول الهجوم، أن "القضية لم تغلق ولن تغلق ما لم يقدم الجناة إلى العدالة".

وأضاف بلوث "هذا عمل إرهابي خطر للغاية، خرج فيه إسرائيليون بهدف متعمد هو مهاجمة سكان قرية جيت، وفشلنا لأننا لم نتمكن من الوصول في وقت مبكر لحمايتهم".

وخلص تحقيق الجيش إلى أن "نحو 100 إسرائيلي ملثم" تمكنوا من إضرام النار في ثلاث سيارات ومبنيين في جيت، لأن وصول القوات إلى القرية استغرق 12 دقيقة في الأقل.

وكشف عن أن "القوة الأولى (المرسلة) لم تتمكن من تقدير الوضع كما يجب، وكان ينبغي عليها التصرف بطريقة أكثر حزماً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح أنه "في بداية (الهجوم)، وصل أفراد عدة من وحدة من المدنيين المتطوعين الذين سلحتهم الدولة لحماية مستوطنتهم المجاورة الذين لم يكونوا من جنود الاحتياط من دون تصريح، ويرتدون الزي الرسمي وتصرفوا بشكل مخالف لصلاحياتهم، مع فصل عنصرين من هذه الوحدة ومصادرة أسلحتهما".

الخميس الماضي أعلنت الشرطة والاستخبارات الإسرائيلية توقيف أربعة أشخاص، بينهم قاصر، للاشتباه في "تورطهم في أحداث إرهابية ضد فلسطينيين" في جيت.

ومساء الـ15 من أغسطس، هاجم نحو 100 مستوطن مسلحين بالسكاكين والأسلحة النارية، بحسب شهود، قرية جيت الفلسطينية، مما أسفر عن مقتل الفلسطيني رشيد السدة البالغ 23 سنة بالرصاص، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وقال بيان الجيش إن إطلاق النار الذي أدى إلى مقتل السدة وإصابة فلسطيني آخر وقع قبل أن تتمكن قوات إضافية من تفريق المهاجمين.

وأضاف أن عناصر التعزيزات "تصرفوا بحزم، وخاطروا بحياتهم، واحتووا مثيري الشغب، ودفعوهم إلى خارج البلدة باستخدام وسائل تفريق الحشود وإطلاق النار في الهواء".

وتابع البيان "بعد نصف ساعة من بدء الحادثة، أجلي جميع الإسرائيليين من البلدة".

ودان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ "بشدة" الهجوم على جيت إثر وقوعه.

 

وأثار الهجوم موجة من الإدانة على المستوى الدولي، وكذلك داخل الطبقة السياسية الإسرائيلية.

من جهتها أعلنت الولايات المتحدة أمس الأربعاء فرض عقوبات جديدة تستهدف مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وحثت إسرائيل على التصدي لهذه الجماعات "المتطرفة" المتهمة بتأجيج العنف.

وتزامن الإعلان مع بدء الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية المحتلة، أسفرت حتى الآن عن مقتل تسعة مسلحين فلسطينيين بحسب الجيش.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان "إن عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية يتسبب بمعاناة إنسانية شديدة، ويضر بأمن إسرائيل، ويقوض احتمالات السلام والاستقرار في المنطقة".

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في بيان أمس الأربعاء إن "إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى فرض عقوبات على مواطني إسرائيل، إن القضية هي موضع نقاش مع الولايات المتحدة".

 

وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي يعيش فيها نحو 490 ألف مستوطن غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتعتبرها الأمم المتحدة عقبة أمام السلام الإسرائيلي - الفلسطيني.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، قتل ما لا يقل عن 637 فلسطينياً في الضفة الغربية بنيران القوات الإسرائيلية أو المستوطنين، وفق الأمم المتحدة.

وفي الفترة نفسها قتل ما لا يقل عن 19 إسرائيلياً، بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.

المزيد من الشرق الأوسط