Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محاصرة المستشفيات... إسرائيل تعتمد أسلوبا عسكريا مختلفا في الضفة

إعادة هندسة النواحي الجغرافية والديموغرافية لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين وتقليل الوجود البشري فيها

أوضح الجيش الإسرائيلي أن عملياته الأوسع منذ عملية "السوار الواقي" عام 2002 ستستغرق أياماً عدة بمشاركة قوات برية وسلاح الجو (أ ف ب)

ملخص

قالت مصادر فلسطينية لـ"اندبندنت عربية" إن القوات الإسرائيلية تستخدم تكتيكات جديدة في العمليات العسكرية، التي تختلف عن سابقاتها في الأساليب وحجم القوات والوسائل

على رغم أن العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة الغربية لم تتوقف منذ ثلاثة أعوام، فإن العملية الحالية تعد الأكبر من ناحية عدد القوات المشاركة فيها ومناطق تنفيذها ومدتها الزمنية.

وبصورة متزامنة بدأت العملية ليل أمس الأربعاء في محافظات جنين وطولكرم وطوباس، بهدف "القضاء على الخلايا المسلحة والحد من التطور في صناعة المتفجرات، والقلق الإسرائيلي من ذلك".

وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية فإن الاقتحامات السابقة "لم تحقق نتائجها المرجوة"، ولذلك فإن إسرائيل تريد "فعل شيء يغير الواقع في الضفة... كي لا تصبح الأخيرة جبهة تعرقل القتال في غزة ولبنان".

أساليب مختلفة

ووفق تلك المصادر فإن العبوات الناسفة هي "المحرك الأساس لإطلاق العملية الجارية الآن، وبخاصة بعد محاولة تنفيذ عملية انتحارية في تل أبيب قبل أيام".

وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 700 فلسطيني منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، معظمهم في شمال الضفة الغربية.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن عملياته الأوسع منذ عملية "السور الواقي" عام 2002 ستستغرق أياماً عدة، بمشاركة قوات برية وسلاح الجو.

وقالت مصادر إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي "يلجأ إلى أساليب مختلفة في عمليته الحالية، فهو بادر إلى حصار المستشفيات كي لا يلجأ إليها المسلحون، وحاصر المخيمات في جنين وطولكرم وطوباس".

وتمكن الجيش الإسرائيلي من قتل أكثر من 17 فلسطينياً منذ بدء عمليته بينهم قائد كتيبة طولكرم محمد جابر (أبو شجاع) وعدد من مسلحي الكتيبة وذلك بعد فشل عدة محاولات لاغتياله، إضافة إلى اعتقال بيرح قصاص من قادة الكتيبة.

وقالت مصادر فلسطينية لـ"اندبندنت عربية" إن القوات الإسرائيلية تستخدم تكتيكات جديدة في العمليات العسكرية.

وأوضحت تلك المصادر أن الجيش أغلق بصورة كاملة غرب مخيمي طولكرم ونور شمس وأبقى الناحية الجنوبية الشرقية منهما مفتوحة، "كي لا يهربوا إليها باعتبار أنها مفتوحة وغير مأهولة".

وتعمل تلك القوات على حصار المسلحين في مناطق معينة داخل المخيمين قبل الانقضاض عليهم، وفق تلك المصادر.

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي إيال عليما إن العملية العسكرية الحالية تختلف عن "سابقاتها في الأساليب وحجم القوات والوسائل، وبأنها تشكل مرحلة جديدة في عمل الجيش الإسرائيلي داخل الضفة الغربية".

وأوضح عليما أن قيادة الجيش الإسرائيلي "أزالت معظم القيود عن قواتها في طبيعة الوسائل التي يستخدمونها داخل الضفة من ناحية استعمال المسيرات والطائرات الحربية".

تصنيع عبوات ناسفة

وبحسب عليما فإن إسرائيل "تخشى من ازدياد قدرة الفلسطينيين على تصنيع عبوات ناسفة، واستئناف العمليات الانتحارية في قلب إسرائيل".

هذا وتوعد رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل بالعودة إلى العمليات "الانتحارية"، وذلك لأنه "لا يصلح في الأوضاع الحالية إلا الصراع المفتوح، هم يقاتلوننا بصراع مفتوح ونحن نواجههم بصراع مفتوح".

وأشار عليما إلى أن العمليات العسكرية الماضية "لم تؤد إلى وقف الهجمات المسلحة الفلسطينية، وبقينا في دائرة مغلقة من العنف، فمزيد من القوة العسكرية الإسرائيلية يقابله مزيد من الهجمات الفلسطينية".

هذا وقلل المحلل الأمني الفلسطيني عدنان الضميري من قوة الجماعات المسلحة عدداً وتسليحاً وتنظيماً، "مجموعات من الشبان عاشوا الحصار الإسرائيلي والقتل وتصاعد الاستيطان والأوضاع الاقتصادية الصعبة".

وأوضح أن العملية العسكرية "لا ترقى لأن تكون في حجم عملية ’السور الواقي‘ عام 2002 التي شملت الضفة الغربية كلها"، مضيفاً أن العمليات العسكرية لم تتوقف منذ أشهر خصوصاً في شمال الضفة.

وبحسب الضميري فإن إسرائيل تعمل على "تضخيم قوة المسلحين في الضفة الغربية لخلق ذريعة، من باب أن تضخيم قوة العدو يوفر لإسرائيل الشرعية للدفاع عن النفس كما تقول للعالم".

ووفق الضميري فإن العبوات الناسفة لدى المسلحين "محلية الصنع وضعيفة"، مضيفاً أن "الفلسطينيين يحصلون على السلاح من سوق إسرائيل السوداء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تغيير الوضع القائم

وأشار الضميري إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على "إرضاء المستوطنين، وتنفيذ أجندته السياسية بمنع إقامة دولة فلسطينية"، محذراً من وجود خطة إسرائيلية لضرب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين باعتبارها الشاهد على قضيتهم إلى جانب وكالة "أونروا".

لذلك فإن الجيش الإسرائيلي بحسب الضميري يعمل على "تدمير البنى التحتية في المخيمات لتصبح غير صالحة للعيش"، فيما يقول الجيش الإسرائيلي إنه يدمر العبوات الناسفة المزروعة في الشوارع.

واعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي يؤاف شتيرن أن "الهدف المعلن للعملية العسكرية هو القضاء على الخلايا المسلحة داخل المخيمات في ظل عدم سيطرة السلطة الفلسطينية عليها".

وأشار إلى أن تلك العملية تأتي في ظل محاولة جهات يمينية متطرفة تشارك في الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى "تغيير الوضع القائم في الضفة والقدس واستغلال حال الانشغال العالمي بما يجري في غزة".

وأوضح شتيرن أن تلك القوى المتطرفة تجد من خلال الوضع الحالي "فرصة ذهبية لتنفيذ أجندتها ومصادرة أراضي الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان".

ويرى المحلل السياسي جهاد حرب أن "العملية العسكري هي الأوسع منذ أعوام على المستويين الجغرافي والزمني، وتهدف إلى القضاء على المقاتلين الفلسطينيين وضرب حاضنتهم الشعبية".

لكن حرب شدد على أن تلك العملية لها أهداف بعيدة المدى، فنتنياهو يريد "إقامة إسرائيل من النهر إلى البحر، وتدمير ما تبقى من اتفاق أوسلو من خلال الضغط العسكري والاستيطان".

وعن موقف السلطة الفلسطينية مما يجري أوضح حرب أنها "تعمل على المستويين السياسي والقانوني لمواجهة ذلك"، إضافة إلى "تعزيز صمود الفلسطينيين في أرضهم وتوفير الخدمات الأساس لهم".

وأشار حرب إلى أن إسرائيل تواصل إضعاف السلطة الفلسطينية، وتعزيز احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة.

ويرى الباحث السياسي سليمان بشارات أن العملية العسكرية الإسرائيلية تشكل "محطة مفصلية في طبيعة علاقة إسرائيل مع الضفة الغربية، وتستهدف استعادة السيطرة الكاملة على الضفة انطلاقاً من شمالها".

وأوضح بشارات أن الأهداف السياسية لتلك العملية "هي جوهرها، لأنها تهدف إلى إعادة هندسة النواحي الجغرافية والديموغرافية لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وتقليل الوجود البشري فيها، وذلك لأنها تعد الخزان البشري للفلسطينيين".

وبحسب بشارات فإن طبيعية التركيبة الاجتماعية والسياسية لأبناء المخيمات تمثل "نقاط تمرد وتحديات جدية لإسرائيل بسبب صعوبة السيطرة عليها عكس المدن".

وأشار بشارات إلى أن الضفة الغربية مكشوفة أمنياً وعسكرياً لإسرائيل عكس قطاع غزة، لذلك فإنها تستطيع تقديم "إنجازات عسكرية فيها".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير