Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تنهي عملية عسكرية استمرت شهرا في جنوب ووسط غزة

التطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع يعتمد على توقف القتال وخطر توسع الحرب إقليمياً "ما زال كبيراً"

الدمار في خان يونس بعد العملية العسكرية الإسرائيلية فيها (رويترز)

ملخص

تقول منظمة الصحة العالمية إن الجيش الإسرائيلي و"حماس" وافقا على ثلاث هدن منفصلة في أماكن محددة تستمر كل منها ثلاثة أيام في أماكن محددة، للسماح لوكالات الأمم المتحدة بإجراء الجولة الأولى من التطعيمات ضد شلل الأطفال بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية.

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أنه أنهى عملية استمرت شهراً في جنوب ووسط قطاع غزة، وقال إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 250 مسلحاً فلسطينياً.

وأفاد بيان عسكري بأن "قوات الفرقة 98 أكملت عمليتها في منطقتي خان يونس ودير البلح، بعد نحو شهر من النشاط العملاني المتزامن فوق وتحت الأرض"، مضيفاً "كجزء من العملية قضت القوات على أكثر من 250 إرهابياً ودمرت عشرات البنى التحتية للإرهاب".

وأكد متحدث عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية أنه لا عمليات أخرى تجري في هاتين المنطقتين خلال الوقت الحالي.

ووصف سكان خان يونس مشاهد الدمار الواسع النطاق في المدينة الرئيسة جنوب قطاع غزة بعدما عادوا إليها اليوم.

وأشارت أمل الأسطل (48 سنة) إلى ما رأته عند عودتها إلى خان يونس من دمار وجثث متحللة، قائلة "عندما عدنا لنتفقد منطقتنا وجدنا بيتنا مدمراً وبيت جيراننا أيضاً... وجثة أحد جيراننا متحللة هناك". وأضافت "مآس (في كل مكان)، ولم نستطع التعرف على معالم الحي التي اختفت كلها".

 

حملة تطعيم للأطفال

في الأثناء، يستعد مسؤولون في الأمم المتحدة لإطلاق حملة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال في قطاع غزة الأحد المقبل، لكن هذه الحملة ستعتمد على سلسلة من فترات التوقف المحدود زمنياً للقتال بين القوات الإسرائيلية وعناصر "حماس" المتحصنين في القطاع المحاصر.

وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تحتاج إلى تطعيم ما لا يقل عن 90 في المئة من الأطفال داخل غزة حتى تنجح الحملة، لكنها أشارت إلى وجود تحديات هائلة في القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب المستمرة منذ 11 شهراً تقريباً.

وأطلقت الحملة بعد أن قالت منظمة الصحة العالمية خلال الـ23 من أغسطس (آب) الجاري إن طفلاً أصيب بالشلل جراء إصابته بفيروس شلل الأطفال من النمط الثاني، وهي أول حالة من نوعها في الأراضي الفلسطينية منذ 25 عاماً. وناشدت المنظمة وكالات الأمم المتحدة بذل جهود تطعيم عاجلة.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريك بيبركورن إن نحو 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال جرى تسليمها لقطاع غزة بالفعل، قبل بدء الحملة التي تستهدف تطعيم أكثر من 640 ألف طفل. وأضاف بيبركورن أن 400 ألف جرعة أخرى في الطريق إلى الأراضي الفلسطينية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تفاصيل الهدن الموقتة

ولا ترتبط عمليات التهدئة المزمعة للقتال بالمفاوضات الجارية منذ أشهر من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين والأجانب، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين محتجزين في إسرائيل.

وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق وهي وكالة إسرائيلية تتولى أعمال التنسيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنها ستنسق وقف القتال ضمن سلسلة من الهدن الإنسانية التي تنفذ بصورة دورية منذ بدء الحملة الإسرائيلية على غزة.

ووافقت "حماس" على وقف القتال الذي تقول الأمم المتحدة إنه ضروري لبدء الحملة. وسوف تكون هناك حاجة لإطلاق جولة ثانية من التطعيمات بمجرد اكتمال الجولة الأولى.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن الجيش الإسرائيلي و"حماس" وافقا على ثلاث هدن منفصلة في أماكن محددة تستمر كل منها ثلاثة أيام في أماكن محددة، للسماح لوكالات الأمم المتحدة بإجراء الجولة الأولى من التطعيمات بالتنسيق مع وزارة الصحة الفلسطينية.

وتلقى أكثر من 2180 موظفاً جلسات تدريبية على تقديم التطعيمات وتزويد سكان غزة بمعلومات عن الحملة.

وسوف يستمر وقف القتال لمدة ثلاثة أيام بين الساعة السادسة صباحاً والثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (من 03:00 إلى 12:00 بتوقيت غرينتش) في وسط غزة، قبل أن تتجه حملة التطعيمات إلى جنوب غزة ثم شمالها. لكن مسؤولين في منظمة الصحة العالمية يقولون إنهم قد يحتاجون ليوم آخر لكل جولة بسبب التحديات اللوجيستية والأمنية.

وتشير بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن معظم مستشفيات غزة تعرضت لدمار كامل أو جزئي. ولم يعد يعمل سوى 17 مستشفى من أصل 36 في القطاع بصورة جزئية، في حين أن أقل من نصف مراكز الرعاية الصحية الأولية البالغ عددها 132 مركزاً هي التي تقدم خدمات طبية حتى الآن بينما توقفت المراكز المتبقية عن العمل.

 

خطر توسع الحرب "كبير"

واندلعت الحرب بعدما أدى هجوم حركة "حماس" على جنوب إسرائيل خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إلى مقتل 1199 شخصاً معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وخطف 251 شخصاً في ذلك اليوم لا يزال 103 منهم محتجزين داخل غزة، بينهم 33 أعلن الجيش موتهم.

وتسبب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة رداً على هجوم "حماس" بمقتل ما لا يقل عن 40602 شخص، وفقاً لآخر أرقام وزارة الصحة التابعة لـ"حماس". وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

وفي الأثناء، اعتبر رئيس بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في العالم جان بيار لاكروا اليوم أن خطر توسع الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" إقليمياً ما زال "كبيراً"، محذراً من الاعتقاد أن الأطراف المعنية لن تتجاوز خطوطاً معينة.

وقال لاكروا خلال مؤتمر صحافي في بروكسل "قد يكون لدى البعض شعور بأن هناك قواعد لا يرغب أي من الأطراف في تجاوزها، بالتالي نحن في وضع أكثر استقراراً مما يبدو"، متداركاً "في الحقيقة ما زال خطر التصعيد على المستوى الإقليمي كبيراً جداً".

وشدد على هامش اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي الـ27 قائلاً "ما زلنا في وضع خطر جداً".

تصعيد "غير مقصود"

وغداة هجوم السابع من أكتوبر فتح "حزب الله" عبر الحدود اللبنانية ما سماه "جبهة إسناد" لقطاع غزة، ويقول إنه يستهدف مواقع عسكرية إسرائيلية في هجماته اليومية. وترد إسرائيل منذ ذاك الحين بقصف مناطق عدة في لبنان مؤكدة أنها تستهدف بنى تحتية للحزب وعناصره.

ويتبادل الطرفان القصف يومياً منذ أكثر من 10 أشهر مما أدى إلى مقتل مئات من عناصر الحزب الموالي لإيران، وتسبب بأضرار جسيمة ونزوح أكثر من 100 ألف شخص على جانبي الحدود.

وشدد المسؤول الأممي على خطر التصعيد "غير المقصود" والناتج من "سوء فهم". وأوضح أن "أحد الأخطار خصوصاً في جنوب لبنان هو أن كلا الجانبين لا يفهم بالضبط ما هي حسابات الجانب الآخر".

وفي هذا السياق المشتعل مدد مجلس الأمن الدولي أول من أمس الأربعاء لمدة عام تفويض قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، والتي تضم نحو 10 آلاف عسكري.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط