ملخص
من المرجح أن يؤدي الصدام بين نتنياهو وغالانت إلى تعقيد جهود إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق في شأن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
قالت منظمة "أنيرا" للإغاثة الإنسانية، ومقرها الولايات المتحدة، إن ضربة جوية إسرائيلية على قافلة مساعدات تحمل الغذاء والوقود إلى مستشفى في غزة أسفرت عن مقتل أربعة فلسطينيين أول من أمس الخميس، بينما زعمت إسرائيل أنهم "مهاجمون مسلحون" وهو ما نفته المنظمة.
وقالت "أنيرا" في بيان أمس الجمعة إن الفلسطينيين الأربعة كانوا في السيارة الأولى لقافلة مساعدات متجهة إلى مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي في رفح جنوب قطاع غزة. وأضافت أنه بعد وقت قصير من مغادرة القافلة معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل إلى غزة "استولى أربعة فلسطينيين من المنطقة على السيارة التي تقود القافلة، مشيرين إلى مخاوفهم من أن الطريق غير آمن ومعرض لخطر النهب".
وأضافت المنظمة "تزعم السلطات الإسرائيلية أن السيارة التي تقود القافلة كانت تحمل أسلحة عديدة. وتشير كل التقارير الأولية من أولئك الذين كانوا في مكان الحادثة إلى عدم وجود أسلحة".
وكانت الخطة التي تم الاتفاق عليها مع السلطات الإسرائيلية تقضي بوجود حراس أمن غير مسلحين في القافلة. وذكرت "أنيرا" أنه لم يتم التحقق من هويات الأربعة أو التنسيق معهم من قبل السلطات الإسرائيلية، لكن القافلة لم تعتبرهم تهديداً.
وقالت المنظمة إنه لم يكن هناك أي تحذير أو اتصال قبل الغارة الجوية الإسرائيلية. ولم يصب أي من موظفي المنظمة. وأضافت أنه بعد مقتل الأربعة، قام بقية أفراد القافلة بتسليم المساعدات.
وفي بيان نقلته وسائل إعلام متعددة قال الجيش الإسرائيلي "سيطر عدد من المهاجمين المسلحين على السيارة في مقدمة الموكب وبدأوا في قيادتها".
وأضاف البيان "بعد السيطرة والتأكد من إمكانية توجيه ضربة دقيقة للسيارة التي استخدمها المهاجمون المسلحون تم تنفيذ ضربة".
ولم يتسن على الفور الوصول إلى الجيش الإسرائيلي أو السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن للحصول على مزيد من التعليقات.
وسبق أن تعرضت منظمات الإغاثة والمنظمات الإنسانية للقصف خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. ففي أبريل (نيسان) الماضي استهدفت ثلاث غارات إسرائيلية قافلة من سيارات الإغاثة، مما أسفر عن مقتل سبعة من موظفي منظمة "وورلد سنترال كيتشن". وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي إن إحدى مركباته أصيبت بـ10 رصاصات بالقرب من نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية.
صراخ غير مسبوق
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة أنه أنهى عملية استمرت شهراً في جنوب ووسط قطاع غزة، كشف تقرير عن أن "صراخاً غير مسبوق" اندلع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني.
وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن غالانت دعا خلال الاجتماع إلى المضي قدماً نحو التوصل إلى اتفاق مع "حماس" في أقرب وقت ممكن. وقال المسؤولون إن وزير الدفاع قال إن الصفقة لا تتعلق فقط بإطلاق سراح الرهائن، بل إنها أيضاً "منعطف استراتيجي" لإسرائيل.
حرب إقليمية
وأضاف غالانت أنه إذا اختارت الحكومة الإسرائيلية المسار الذي يؤدي إلى اتفاق، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل التوترات الإقليمية مع إيران و"حزب الله" والسماح للقوات الإسرائيلية بإعادة التجميع والتسليح والتفكير في استراتيجيتها وتحويل تركيزها من غزة إلى تهديدات إقليمية أخرى. وتابع، "لكن إذا اختارت إسرائيل عدم المضي قدماً في صفقة، فإنها ستترك الجيش الإسرائيلي متورطاً في غزة، بينما يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتي قد تؤدي إلى حرب إقليمية".
وأوضح الموقع أن اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي عقد وسط مفاوضات جارية بين إسرائيل و"حماس" بوساطة مصر والولايات المتحدة وقطر في شأن صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة. وقال إنه خلال المناقشة أطلع نتنياهو الوزراء على الوضع الحالي للمفاوضات، وأشار إلى أنه من بين القضايا التي تحدث عنها نتنياهو مطلبه بأن يظل الجيش الإسرائيلي منتشراً بكامل قوته على طول ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة أثناء تنفيذ اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار، وتعارض "حماس" ومصر هذا المطلب.
وقال مسؤولون إن نتنياهو عرض على الوزراء خرائط انتشار الجيش الإسرائيلي على طول الحدود بين مصر وغزة، وقال إن الجيش الإسرائيلي هو الذي رسمها وأقرتها إدارة جو بايدن. وأضافوا أن غالانت اتهم نتنياهو بفرض الخرائط على الجيش الإسرائيلي على رغم من أن موقف الجيش هو أنه يستطيع التخفيف من أخطار سحب القوات من المنطقة من أجل التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"إعدام الرهائن"
وأدى تدخل غالانت إلى غضب نتنياهو وضرب يده على الطاولة، واتهم وزير الدفاع بالكذب وأعلن أنه سيعرض الخرائط للتصويت في مجلس الوزراء على الفور، حسب المصدر نفسه. ورد غالانت بهجوم حاد من جانبه، وقال لنتنياهو، بحسب أحد مساعدي غالانت، "بصفتك رئيساً للوزراء يحق لك طرح أي قرار تريده للتصويت، بما في ذلك إعدام الرهائن". وقال للوزراء إن تمرير القرار من شأنه أن يعطي زعيم "حماس" يحيى السنوار مزيداً من النفوذ في المفاوضات.
وقال غالانت، بحسب أحد مساعديه، "يتعين علينا الاختيار بين فيلادلفيا والرهائن. لا يمكننا أن نختار الاثنين. إذا صوتنا، فقد نجد أن الرهائن إما سيموتون أو سنضطر إلى التراجع لإطلاق سراحهم".
وأكد "أكسيوس" أن مساعدي غالانت قالوا إنه لا ينوي الاستقالة في الوقت الحالي، لكن هذه الحلقة قد تدفع نتنياهو إلى التفكير مرة أخرى في إمكانية إقالته. ومن المرجح أن يؤدي الصدام بين نتنياهو وغالانت إلى تعقيد جهود إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق.
انتهاء عملية في جنوب ووسط غزة
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة أنه أنهى عملية استمرت شهراً في جنوب ووسط قطاع غزة، وقال إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 250 مسلحاً فلسطينياً.
وأفاد بيان عسكري بأن "قوات الفرقة 98 أكملت عمليتها في منطقتي خان يونس ودير البلح بعد نحو شهر من النشاط العملاني المتزامن فوق وتحت الأرض". وأضاف "كجزء من العملية قضت القوات على أكثر من 250 إرهابياً ودمرت عشرات البنى التحتية للإرهاب".
وأكد متحدث عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية أنه لا عمليات أخرى تجري في هاتين المنطقتين في الوقت الحالي. ووصف سكان خان يونس مشاهد الدمار الواسع النطاق في المدينة الرئيسة في جنوب قطاع غزة بعدما عادوا إليها الجمعة.
شلل الأطفال
وتبدأ الأمم المتحدة في إعطاء لقاحات ضد شلل الأطفال لنحو 640 ألف طفل في مناطق محددة من قطاع غزة الأحد المقبل في حملة تعتمد على فترات توقف لمدة ثماني ساعات يومياً للقتال بين القوات الإسرائيلية و"حماس".
وتأتي الحملة المعقدة التي تستهدف الأطفال دون سن العاشرة بعد تأكيد صدر الأسبوع الماضي مفاده أن طفلاً أصيب بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاماً.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تحتاج إلى تطعيم ما لا يقل عن 90 في المئة من الأطفال في غزة مرتين مع وجود فاصل مدته أربعة أسابيع بين الجرعتين حتى تنجح الحملة، لكنها أشارت إلى وجود تحديات هائلة في القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب المستمرة منذ 11 شهراً تقريباً.