ملخص
في ظل زيادة حالات الإصابة بفيروس "كوفيد-19" في الولايات المتحدة، وافقت الهيئات التنظيمية على تطعيم الأفراد بلقاحات جديدة تستهدف أحدث متحورات "أوميكرون"، في ما عدا بعض الأشخاص الذين يستحسن أن يؤجلوا اللقاح قليلاً.
في ظل موجة متزايدة من حالات الإصابة بفيروس "كوفيد" في الولايات المتحدة، وافقت الهيئات التنظيمية الأميركية الأسبوع الماضي على تطعيم الأفراد بلقاحات جديدة.
وقد تم تصميم هذه اللقاحات كي تستهدف على وجه التحديد أحدث متحورات "أوميكرون". وفي الوقت الحالي توصي "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" Centers for Disease Control and Prevention (وهي هيئة وطنية في الولايات المتحدة، تُعنى بتعزيز الصحة العامة وبحماية الأفراد من الأمراض) بأن تكون هذه اللقاحات متاحة لجميع الأميركيين الذين تبلغ أعمارهم ستة أشهر وما فوق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتستعد شركتا "فايزر" و"موديرنا"، اللتان قامتا بتطوير اللقاحات المحدثة، للبدء فوراً بتوزيعها، بعد الحصول على موافقة "إدارة الغذاء والدواء" Food and Drug Administration (FDA). ومن المتوقع أن تصل هذه اللقاحات إلى الصيدليات والمستشفيات والعيادات في جميع أنحاء البلاد خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقد أعلنت شركة "موديرنا" عن جدول زمني قريب لتوزيع جرعات اللقاح، وذلك في منشور حديث على مدونتها. وفي الوقت نفسه، أكدت شركة "نوفافاكس" الأسبوع الماضي أنها تعمل بالتعاون مع "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية بهدف الحصول على ترخيص لاستخدامه في حالات الطوارئ.
وأفاد جون جاكوبس رئيس مجلس إدارة شركة "نوفوفاكس" ورئيسها التنفيذي "إن هدفنا هو توفير لقاحنا باعتباره خياراً متاحاً للمستهلكين خلال هذا الموسم".
يأتي ذلك في وقت سجلت فيه زيادة في حالات الإصابة بفيروس "كوفيد - 19" في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بالتزامن مع اقتراب موسم الذروة للمرض، إذ تشير بيانات "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" إلى أن معدلات الاختبارات الإيجابية لجهة الإصابة بالعدوى، بلغت في أغسطس (آب) الجاري نحو 18 في المئة، وذلك على رغم تراجع عدد الأشخاص الذين يخضعون للاختبارات. في المقابل، زادت في أغسطس الجاري نسبة زيارات المصابين بالفيروس إلى أقسام الطوارئ والطلب على الاستشفاء.
يُشار إلى أن جهاز تتبع العدوى لدى "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" يعتمد في الوقت الحالي بصورة أساسية على بيانات مياه الصرف الصحي، ويحدد أن المتحورة الرئيسة المتفشية في الولايات المتحدة هي فرع من سلالة "أوميكرون"، وتُسمى "كي بي 3. 1. 1" KP.3.1.1. وقد جرى تصميم اللقاحات الجديدة لاستهداف المتحورة الفرعية "أوميكرون كي بي 2" KP.2، لكن من المتوقع أن توفر الحماية ضد متحورة "كي بي 3. 1. 1" بسبب تشابههما.
ويؤكد مسؤولو الصحة الأميركيون على أهمية تطعيم فئات عمرية محددة، مثل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة أو أكثر، والأفراد غير المطعمين أساساً، والأشخاص الذين يعيشون في دور الرعاية السكنية طويلة الأجل، والأفراد المعرضين لخطر الإصابة بعدوى شديدة، والنساء الحوامل أو اللواتي قد يحملن أو الأمهات المرضعات.
إلا أن "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" تنصح بعض الأميركيين - في ظل ظروف محددة - بالتريث في تلقي اللقاح الجديد.
على سبيل المثال، إذا كان الشخص قد تعافى أخيراً من الإصابة بفيروس "كوفيد - 19"، قد يكون من المستحسن أن ينتظر لمدة ثلاثة أشهر قبل أن يتلقى اللقاح.
كذلك توصي "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" الأفراد بالتريث قبل الحصول على التطعيم، إذا كانوا يعانون في الوقت الحالي "متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة" عند البالغين Multisystem Inflammatory Syndrome in Adults (MIS-A)، أو بـ "متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة عند الأطفال" Multisystem inflammatory syndrome in children (MIS-C)، أو إذا أصيبوا بهما أخيراً. فهؤلاء يتعين عليهم الانتظار حتى يتعافَوا تماماً، وبأن ينتظروا مرور نحو 90 يوماً في الأقل على تشخيصهم، قبل أن يحصلوا على اللقاح.
هناك أيضاً اعتبارات أخرى قد تستوجب تأخير التطعيم. ففي حين أن المناعة حيال اللقاحات قد تتضاءل مع مرور الزمن، قد يختار بعض الأشخاص الانتظار لبعض الوقت إلى حين اقتراب الموجة المستقبلية لفيروس "كوفيد". ووفقاً لكلية الطب في مؤسسة "جونز هوبكنز ميديسين" Johns Hopkins Medicine (وهي مؤسسة طبية في "ولاية ماريلاند"، تدير "مستشفى جونز هوبكنز" وكلية الطب في "جامعة جونز هوبكنز" ومستشفيات وعيادات طبية أخرى) فإن الفيروسات التنفسية - بما فيها "كوفيد" - تنتشر بصورة أسرع في الأماكن المغلقة، ويُحتمل أن يؤثر الهواء البارد في فاعلية الدفاعات المناعية للجسم ضد هذه الفيروسات.
وفيما قد تواصل المتحورات المنتشرة تطورها على مدى الأشهر القليلة المقبلة في الولايات المتحدة، ترى "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" أن حفاظ الأفراد على تلقي التطعيمات اللازمة، والبقاء على اطلاع دائم على آخر اللقاحات في هذا المجال، هما أمران بالغا الأهمية للتقليل من الأخطار، والحدّ من احتمال الإصابة بعدوى "كوفيد طويل الأمد"Long Covid .
وتلفت هذه الهيئة الاتحادية أخيراً إلى أن الآثار الجانبية لهذه اللقاحات المحدثة هي مشابهة لتلك التي ظهرت مع اللقاحات السابقة، وكذلك عمليات التصنيع، وتؤكد أن فوائدها تفوق أي أخطار محتملة.
أسهمت وكالة "أسوشيتد برس" في إعداد محتوى هذا التقرير
© The Independent