Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سباق الرئاسة الأميركية يقسم "وادي السيليكون"

المشاحنات العلنية حول المرشحين الرئاسيين وترت الصداقات وأشعلت الخلافات في الصناعة ذات الميول اليسارية

يقول مؤيدو ترمب، إن المرشح الجمهوري سينهي التدقيق المتزايد على عمليات الاندماج والاستحواذ التي بدأت في عهد الرئيس بايدن (أ ف ب)

ملخص

يخشى مؤيدو ترمب في قطاع التكنولوجيا من رفع هاريس الضرائب على الأفراد والشركات الثرية وفرض عوائق تنظيمية على الصناعات الناشئة مثل العملات المشفرة.

تشتعل اليوم حرب كلامية غير مسبوقة تدور علناً في "وادي السيليكون"، إذ يتبادل بعض من أكبر الأسماء في مجال التكنولوجيا الانتقادات مع أصدقاء وزملاء سابقين في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية.

وقال المتخصص في العلاقات العامة الذي أدار حملات لمصلحة سياسيين ديمقراطيين سام سينغر لصحيفة "وول ستريت جورنال"، "وادي السيليكون يشهد توتراً كبيراً الآن بسبب وجود معسكرين متعارضين من الأفراد الذين يمارسون الأعمال معاً، وهذه وضعية غير عادية".

وتنتعش جهود الديمقراطيين مع ترشح كامالا هاريس التي تتحدر من منطقة خليج سان فرانسيسكو لمنصب الرئيس، وقبل بضعة أسابيع حضرت نائبة الرئيس فعالية لجمع التبرعات في سان فرانسيسكو شارك في استضافتها المؤسس لشركة "لينكد إن"، ريد هوفمان الشريك وجرى جمع أكثر من 13 مليون دولار.

ويقول مؤيدو هاريس من قطاع التكنولوجيا، إن خطاب قبولها في المؤتمر الوطني الديمقراطي تضمن مكاسب غير متوقعة.

وتحدثت هاريس عن توفير الفرص ورأس المال ليس فقط لأصحاب الأعمال الصغيرة ولكن أيضاً للمؤسسين ورواد الأعمال، وتطرقت إلى أهمية الابتكار والحاجة إلى الريادة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، في حين فسر مؤيدوها هذا الكلام على أنه إشارة إلى عزمها دعم سياسات موالية للتكنولوجيا.

ورد كبار المديرين التنفيذيين الذين يدعمون ترمب بتشكيك على وسائل التواصل الاجتماعي، وسعى بعضهم إلى إبراز تأييد المرشح الرئاسي المستقل روبرت كينيدي جونيور لترمب.

وغرد أحد المتبرعين البارزين في "وادي السيليكون"، ديفيد ساكس بصورة للرجلين وهما يتصافحان قائلاً، "فريق الأحلام".

ورد مدير شركة "بوكس" التنفيذي ليفي قائلاً، "أحد تلك الأحلام التي تراها عندما تأخذ دواء نايكويل".

ترمب والتدقيق على الاندماج والاستحواذ

ويخشى مؤيدو ترمب من قطاع التكنولوجيا أن ترفع هاريس الضرائب على الأفراد والشركات الثرية وفرض عوائق تنظيمية على الصناعات الناشئة مثل العملات المشفرة، كما يقولون إن ترمب سينهي التدقيق المتزايد على عمليات الاندماج والاستحواذ التي بدأت في عهد الرئيس بايدن، بحسب ما قالت المحامية التي مثلت ترمب وتعمل عضواً في اللجنة الوطنية الجمهورية عن ولاية كاليفورنيا هارميت ديلون.

وقالت ديلون، "نشهد توتراً بين مليارديرات وادي السيليكون، وللمرة الأولى في ذاكرتي، بدأ بعضهم في ترك القطيع والتفكير والتصرف بمفردهم".

وهذا النوع من الصراع الداخلي كان نادراً في الانتخابات الرئاسية السابقة، إذ كان قطاع التكنولوجيا يميل تاريخياً نحو اليسار، لكن في هذه الانتخابات، فتحت مجموعة صغيرة ومؤثرة من القادة، بمن في ذلك إيلون ماسك، بفتح محافظها لدعم ترمب وأصبحوا أكثر صراحة في التحدث عن تغيير انتماءاتهم الحزبية، مما أثار ردود فعل عنيفة من الآخرين الذين كانوا تاريخياً يحتفظون بآرائهم السياسية لأنفسهم.

ويؤثر الانقسام السياسي الحاصل سلباً على العلاقات التجارية ويختبر صداقات قديمة.

استقطاب غير مسبوق

وفي منشور على "لينكد إن" في أغسطس (آب) الماضي، انتقد المستثمر في تكنولوجيا المناخ جوش فيلسر، ترمب بعدما كان من مؤيديه، وقال "أتساءل كيف سأشعر عندما أكتشف أن مزيداً من الأصدقاء أو الزملاء ينضمون إلى جماعة ترمب... من المحتمل أن تتغير علاقاتنا إلى الأبد، وأشك في أن التاريخ سينظر إليهم بعين الرضا".

وبدأت عديد من العاملات في قطاع التكنولوجيا تشكيل مجموعات مثل "فاوندرز فور كامالا" و"في سي فور كامالا" و"تيك فور كامالا"، لحشد الدعم لكامالا هاريس.

وقالت الشريكة المؤسسة لمجموعة "تيك فور كامالا"، إيدا كولينز كولمان، "نحن نشهد استقطاباً غير مسبوق".

في حين أظهر استطلاع أجرته مجموعة في "سي فور كامالا" الذي نشر الأسبوع الماضي، أن معظمهم يعتقدون أن أصوات بعض المليارديرات الذين يدعمون ترمب لا تمثل رأي صناعة التكنولوجيا، وأفاد 225 شخصاً شاركوا في الاستطلاع بأن آراءهم تتماشى بصورة عامة مع هاريس، وأنه يجب على واشنطن تسهيل حصول العاملين في مجال التكنولوجيا على تأشيرات، من بين أمور أخرى.

التوترات الحاصلة في "وادي السيليكون" اليوم، كانت بدأت في الغليان منذ فترة، ففي منتصف أغسطس الماضي، هاجم الشريك المؤسس لشركة "أندريسين هوروويتس" بن هورويتز رئيس مجلس إدارة "سكوايا كابيتال "السابق مايكل موريتز الذي يمول جزئياً موقع الأخبار "ذا سان فرانسيسكو ستاندرد"، وقد استثمرت شركتا الرجلين في بعض الشركات نفسها.

فيما اتهم المتبرع الديمقراطي السابق الذي أصبح من مؤيدي ترمب موريتز بتحرير مقال يشكك في سبب تغييره وزوجته انتماءهما السياسي، وكان قد تبرع سابقاً لقضايا ديمقراطية.

وكتب على منصة "إكس"، "السير مايكل موريتز يجعل الآن صحيفته الزائفة والمضللة تختلق مقالات هجومية ضد خصمه التجاري، وقد اختار مهاجمة زوجتي".

وتناول المقال تبرعات الزوجين السياسية واعتبر تحولهما من ديمقراطيين إلى جمهوريين لغزاً، فيما نفى الموقع الإخباري أي تدخل من موريتز الذي لم يرد بدوره على طلب للتعليق.

"لقد تجاوزنا جميعاً الحدود"

ويشعر اليوم بعض المؤسسين والمستثمرين الذين يعملون في مجال الطاقة الخضراء والذين كانوا من معجبي إيلون ماسك بالغضب لأنه لم يتخذ موقفاً بعدما تجاهل ترمب المخاوف البيئية خلال حديث طويل مع رئيس شركة "تيسلا" على منصته للتواصل الاجتماعي.

وفي يوليو (تموز) الماضي تشاجر ريد هوفمان وبيتر ثيل اللذان كانا صديقين سابقاً، حول آرائهما السياسية في مؤتمر "صن فالي" البارز.

وكان هوفمان الشريك المؤسس لشركة "لينكد إن" تبرع بأكثر من 10 ملايين دولار في هذه الانتخابات لدعم حملتي بايدن وهاريس الرئاسيتين، بينما أعلن ثيل علناً أنه سيصوت لترمب وأسهم في تمويل حملة مجلس الشيوخ لـ"جي دي فانس".

وعمل هوفمان وثيل معاً في "باي بال" إلى جانب ماسك وساكس، وقال هوفمان في المؤتمر، إن المليارديرات لم يعودوا يتحدثون مع بعضهم بعضاً بسبب الآراء السياسية لثيل.

والجمعة الماضي كان هوفمان ضيفاً في "بودكاست All-In " الذي يستضيفه ساكس وآخرون، وهو المكان الذي شارك فيه بعض مؤيدي ترمب في "وادي السيليكون" آراءهم، وكانت المحادثة حادة ولكنها ودية.

قادة التكنولوجيا من بين أكبر المتبرعين

ويعد قادة التكنولوجيا من بين أكبر المتبرعين للطرفين، إذ جمعت لجنة حملة هاريس، نحو 204 ملايين دولار في الشهر الماضي، بينما جمعت لجنة حملة ترمب 47.5 مليون دولار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المؤسس لشركة ناشئة في سان فرانسيسكو وسيم ضاهر، إنه تبرع للمرة الأولى لمرشح رئاسي، مضيفاً "هذه المرة شعرت أن الأمر مختلف، إذ يبدو التهديد للديمقراطية الأميركية حقيقياً".

وساعد ضاهر في جمع 80 ألف دولار لحملة هاريس، وتعهد مطابقة التبرعات حتى مليون دولار من الآخرين.

ويخطط الرئيس التنفيذي لمسرعة الشركات الناشئة "واي كومبينيتر" غاري تان لجمع تبرعات آخر لمصلحة هاريس، فيما يرغب بعض المديرين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا في وضع حد لكل هذه المشاحنات العلنية.

وقال الشريك المؤسس لشركة ألعاب الفيديو "زينغا" مارك بينكوس، إنه لا يدعم أياً من المرشحين في هذه الانتخابات، بعدما تبرع سابقاً لقضايا ديمقراطية.

وكتب بينكوس على "لينكد إن"، "نحن نؤمن بعمق بأن جانبنا هو الجانب الصائب لدرجة أننا نحكم أخلاقياً على الجانب الآخر، لقد تجاوزنا جميعاً الحدود".

اقرأ المزيد