عودة الجدل من جديد في الدوري الإنجليزي بسبب "تقنية الفيديو"

بدأت الحالات التحكيمية الجدلية في الدوري الإنجليزي تلقي بظلالها على المنافسات بعد مرور ثلاث جولات فقط من موسم 2024 – 2025، على رغم التعديلات التي أجرتها لجنة الحكام برابطة "البريميرليغ" قبل انطلاق الموسم الحالي، من أجل تفادي بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الحكام خلال المواسم الماضية.

وسادت حال من الاعتراضات على حكم مباراة أرسنال وبرايتون أمس السبت ضمن منافسات الجولة الثالثة، وذلك بعد أن انتهى اللقاء بالتعادل بين الفريقين إيجاباً بنتيجة (1-1)، وجاء الجدل في هذه المباراة بسبب احتساب الحكم كريستوفر كافانا بطاقة صفراء ثانية ضد نجم أرسنال ديكلان رايس خلال الدقيقة 49 وإشهار البطاقة الحمراء في وجهه.

وكانت نتيجة المباراة تشير إلى تقدم أرسنال بهدف دون رد وجاء التعادل عقب الطرد، مما زاد حال الاعتراض من اللاعبين والجماهير، وبخاصة أنهم يرون أن الواقعة لا تستحق البطاقة الصفراء الثانية، إذ تعرض رايس للضرب من لاعب برايتون عندما كان يحاول تعطيل اللعب.

وكانت لجنة الحكام برابطة الدوري الإنجليزي أطلقت بداية الموسم الحالي حساباً رسمياً عبر منصة "إكس" من أجل توضيح أسباب بعض القرارات التحكيمية في المباريات، حتى يصل إلى الجماهير التفسير الصحيح لقرارات الحكم.

وقال الحساب الخاص بالحالات التحكيمية عن حالة ديكلان رايس إن اللاعب حصل على البطاقة الصفراء الثانية بسبب تعطيل اللعب، بعد أن تعمد الوقوف أمام الكرة أثناء تنفيذ لاعب برايتون ضربة حرة مباشرة.

وجاء ذلك بعد الاعتراض في الشوط الأول من المباراة أيضاً على لعبة كان يرغب الجهاز الفني لأرسنال واللاعبون في الحصول منها على ركلة جزاء بسبب ارتطام الكرة بيد لاعب برايتون لويس دانك، ولكن بعد العودة لتقنية الفيديو لم يحتسب الحكم شيئاً.

وقال الحساب الخاص بالحالات التحكيمية عن هذه الواقعة إن أرسنال لا يستحق ركلة جزاء في هذه الحالة، وذلك بسبب وجود يد لاعب برايتون في وضعها الطبيعي أثناء ارتطام الكرة بها.

وجاء قرار الحكم وفقاً لما أكدته لجنة الحكام برابطة الدوري الإنجليزي قبل انطلاق الموسم خلال بعض القرارات التي من شأنها تطوير اللعبة، وبخاصة الدقائق المهدرة في شأن الكرات خارج الملعب من أجل استرداد اللاعب لها سريعاً لاستئناف اللعب مباشرة، إذ سيتم وضع أقماع يكون أعلاها الكرات ولن يتدخل الأطفال حاملو الكرات بإعادة الكرة للاعب، ولكن ستكون مهمتهم إعادتها إلى الأقماع فحسب، ولكن خلف حارس المرمى ستكون مهمتهم إرجاعها للحارس وهذا هو الاستثناء الوحيد، وستوجد 15 كرة داخل الملعب في كل مباراة، إلى جانب أن أي عنصر من أي فريق سيتعرض للإنذار في حال تعمده أو محاولته تعطيل اللاعب بالإمساك بالكرة أو ركلها بعيداً.

وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي ليفقد أرسنال مبكراً نقطتين في المنافسة على لقب الدوري وذلك في الجولة الثالثة من البطولة، مما جعل المدير الفني لأرسنال ميكيل أرتيتا ينتقد هذه القرارات عقب المباراة.

وقال أرتيتا في تصريحاته بعد اللقاء "ما حدث مع ديكلان رايس فعله لاعب برايتون في الشوط الأول ولم يحصل على بطاقة صفراء، يجب على الحكم ألا يكون متناقضاً في قراراته، فكان يجب طرد لاعب برايتون أيضاً واللعب بـ10 لاعبين ضد 10".

وأضاف المدير الفني الإسباني قائلاً "نستحق الفوز على رغم النقص العددي. خسرنا نقطتين وبدأنا المباراة بصورة جيدة ولكن الطرد غير سير الأمور تماماً".

وكانت البطاقة الحمراء لـديكلان رايس هي الـ16 للاعبي أرسنال منذ أن تولى أرتيتا تدريب الفريق، وهو العدد الأكبر في الدوري الإنجليزي خلال هذه الفترة، ويأتي من بعده وولفرهامبتون وإيفرتون بـ13 بطاقة.

ويمتلك أرسنال خلال الوقت الحالي سبع نقاط من ثلاث مباريات، بعد أن حقق الفوز على وولفرهامبتون وأستون فيلا بالنتيجة نفسها (2-0) في الجولتين الأولى والثانية.

تعديلات لجنة الحكام

وكانت لجنة الحكام برابطة الدوري الإنجليزي أجرت تعديلات على بعض البنود والتي من شأنها تحقيق العدالة بصورة أكبر وعدم إهدار الوقت.

وكشفت رابطة الدوري الإنجليزي في بيان لها أن هناك تطويراً كبيراً لتطبيق تقنية التسلل الآلي، من أجل أن تشمل معرفة أن هناك أي لاعب في حالة تسلل، وذلك عندما تعود للإعادات عند الحسم في أمر حالة أخرى سواء كانت ركلة جزاء أو هدفاً أو بطاقة حمراء وذلك من أجل التأكد أن القرار صحيح، وذلك بزيادة عدد الكاميرات في الملعب مما يزيد النقاط البيانية للكرة واللاعب التي تزود الطاقم داخل غرفة تقنية الفيديو بتفاصيل الحالة، وأن الهدف من ذلك أن يتخذ القرار بمتوسط 30 ثانية أسرع من الموسم الماضي.

وفي ما يخص الوقت الإضافي، قال بيان رابطة الدوري الإنجليزي إن احتسابه سيكون بصورة أكثر دقة، فعلى سبيل المثال لن يتم احتساب وقت ضائع أثناء احتفال اللاعب بالهدف إلا بعد مرور 30 ثانية من بعد التسجيل، وذلك سيسهم في إعطاء الفريقين وقتاً كافياً لاستعادة أماكنهم مرة أخرى لاستئناف المباراة.

وكانت رابطة الدوري الإنجليزي تتيح لكل فريق أن يجري ثلاثة لاعبين فقط عمليات الإحماء على خط التماس أثناء سير المباراة، ولكن في الموسم الحالي رفع العدد إلى خمسة لاعبين، وذلك من أجل التوافق مع عدد التغييرات المتاحة لكل فريق خلال الوقت الحالي.