ملخص
أصبح فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى المدعوم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي أول فيلم مصري يفوز بجائزة بينالي البندقية في مهرجان "فاينال كات".
حققت المنصة السعودية للسينما "مهرجان البحر الأحمر" نتائج سريعة قياساً بعمرها الزمني في صناعة تتسم فيها الخبرات بالحاجة إلى التراكم والتكامل. ففي غضون عامين حققت صدى لافتاً في أعراس الصناعة الرئيسة في "كان" و"البندقية".
وفي هذا السياق طار فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى المدعوم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي إلى موقع متقدم بين عناوين الأفلام العربية المقبلة إلى مدينة الفنون والجواهر السينمائية في القديم والحديث. وهكذا أصبحت "عائشة" أول فيلم مصري يفوز بجائزة بينالي البندقية في مهرجان "فاينال كات".
ويحكي الفيلم الذي حصد إجمالي خمس جوائز خلال المهرجان قصة امرأة صومالية تعتني بوالديها المسنين في القاهرة، بينما تشهد التوترات بين الجماعات العرقية المختلفة التي يتألف منها مجتمع المدينة.
وضمت لجنة التحكيم لهذا العام واين بورج من "نيوم" ومونيكا سيارلي من "مينيرفا بيكتشرز" ودينيس روه المدير السابق لسوق الفيلم الأوروبي.
وفي بيانها وصفت لجنة التحكيم قصة مصطفى بأنها "قوية وأصيلة"، فهي على رغم كونها أول فيلم روائي طويل، فإنها "أظهرت إخراجاً واثقاً وصوتاً سينمائياً مميزاً، إذ تركت واقعية الفيلم الجريئة والاهتمام بالتفاصيل والسرد المؤثر انطباعاً قوياً علينا".
لكن "عائشة" ليس منفرداً، إذ فازت ثلاثة أفلام أخرى مدعومة من مؤسسة البحر الأحمر السينمائية في المملكة العربية السعودية بجوائز في "فاينال كت" وهي "رائحة أبي" للمخرج المصري محمد صيام و"في هذا الظلام أراك" للمخرج اللبناني نديم تابت و"رؤى أسلاف المستقبل" للمخرج السينمائي وكاتب السيناريو من موسوتو ليموهانج جيرميا موسيس.
يأتي ذلك بعد أن شاركت المؤسسة بستة أفلام من دعمها واُختير أربعة منها لعرضها.
ويعد مهرجان البندقية أول المهرجانات السينمائية عبر التاريخ وأحد أهم ثلاثة مهرجانات سينمائية دولية في الوقت الحالي حيث يلتقي فيه أهم صناع الأفلام الدوليين إلى جانب ما يعرضه من أفلام تمثل الاتجاهات الفنية المؤثرة في السينما العالمية فضلاً عن تكريمه شخصيات بارزة في الصناعة السينمائية.
كوكبة من الأفلام المدعومة للعرض
وكان "البحر الأحمر" قدم دعمه لستة أفلام مشاركة في المهرجان، وهي فيلم "عايشة" للمخرج التونسي مهدي البرصاوي الذي عرض ضمن قسم "أوريزونتي" المرموق، وكان الفيلم حصد جائزة سوق البحر الأحمر في الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. أما فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" لمخرجه المصري خالد منصور فعرض ضمن "أوريزونتي إكسترا" في إنجاز جديد للسينما المصرية التي تعود اليوم إلى منافسات مهرجان البندقية بعد 10 أعوام من الانقطاع، وفيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى و"حتى بالعتمة بشوفك" للمخرج اللبناني نديم تابت، وعرضا ضمن مبادرة "فاينل كت" التي تدعمها المؤسسة للعام الثالث على التوالي، وكذلك فيلم "سودان يا غالي" للمخرجة التونسية الفرنسية هند المدب، ومن شمال شرقي آسيا فيلم "قتل حصان منغولي" للمخرجة الصينية شياوشوان جيانغ، ضمن قسم "جورنات دجلي أوتوري".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واُختير أربعة منها لعرضها ومنهم فيلم "عائشة" و"البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" و"سودان يا غالي" و"لقتل حصان منغولي".
السعودية توسع دعمها للأفلام الآسيوية
وتعليقاً على هذه المشاركة الواسعة، قالت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي جمانا راشد الراشد، "إن المؤسسة فخورة بدعمها ستة أفلام استطاعت الوصول إلى مهرجان دولي عريق مثل مهرجان البندقية السينمائي، مما يجسد قوة وأهمية السينما التي تنتجها منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا"، مشيرة إلى حرص المؤسسة على الاستمرار في دورها الداعم للإبداع والتنوع الفكري والثقافي، لا سيما أنها توسعت هذا العام نحو آسيا عبر الدعم الذي قدمته للمخرجة الصينية شياوشوان جيانغ. من جهة أخرى نوهت الراشد إلى أهمية استمرار الشراكة مع برنامج "فاينل كت" التي أثمرت حتى الآن عن مشروعين سينمائيين مبدعين لصناع أفلام موهوبين من جميع أنحاء المنطقة.
مقتطفات من حفل صناع الأفلام الذي استضافته #مؤسسة_البحر_الأحمر_السينمائي على هامش الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، والذي أقيم احتفاء بالأفلام التي حصلت على دعم من #صندوق_البحر_الأحمر و #سوق_البحر_الأحمر و #معامل_البحر_الأحمر وتم اختيارها للعرض في البندقية. pic.twitter.com/cOH8TjqbuS
— RedSeaFilm (@RedSeaFilm) September 1, 2024
تجدر الإشارة إلى أن صندوق البحر الأحمر السينمائي دعم منذ تأسيسه عام 2021 أكثر من 250 مشروعاً سينمائياً من العالم العربي وأفريقيا وآسيا، إضافة إلى إطلاقه عدداً من المبادرات لدعم رواية القصص وصناعة السينما في المنطقة.
مشاركات البحر الأحمر بالمشاريع السينمائية
وعلى هامش مهرجان البندقية السينمائي، تواصل مؤسسة البحر الأحمر للعام الرابع على التوالي دعمها حفل "أمفار" الخيري، بقيادة جمانا راشد الراشد إلى جانب شخصيات أخرى بارزة في الصناعة السينمائية، من بينهم أكيلي بوريولي ويليم دافو وماتيو فانتاشيوتي وأليخاندرا غيري وأندريه جيلوت وهاري غوودوينز وتي رايان غرينوالت ولوسيان لافيسكونت وجوليان لينون وتوني مانسيلا وكيفين مكلاتشي وكاثرين أوهارا وفين روبرتي وكارولين شوفيله وديفيد تايت وأمير أوريار، وجون واتس.
يذكر أن "فاينل كت" التي تدعمها مؤسسة البحر الأحمر على هامش مهرجان البندقية السينمائي هي مبادرة تطويرية تقدم منذ عام 2013 دعماً ملموساً للأفلام من قارة أفريقيا، ومن خمس دول من الشرق الأوسط هي العراق ولبنان وفلسطين وسوريا. وتأتي هذه المبادرة ضمن برنامج "جسر البندقية للإنتاج"، أحد برامج مهرجان البندقية السينمائي بإشراف ألبرتو باربيرا وتنظيم لا بينالي دي فينيسيا. يتيح البرنامج الفرصة لتقديم الأفلام التي لا تزال قيد الإنتاج إلى محترفي السينما الدوليين لتسهيل مرحلة ما بعد الإنتاج والوصول إلى أسواق الأفلام الدولية بسلاسة.
امتد البرنامج ثلاثة أيام من الأنشطة والفعاليات بين الأول والثالث من سبتمبر (أيلول) الجاري في ليدو البندقية خلال الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي، إذ تعرض مجموعة من الأفلام أمام نخبة من المنتجين والموزعين ومبرمجي المهرجانات السينمائية.
يذكر أن الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ستنطلق في جدة بين الخامس والـ14 من ديسمبر 2024.