غالانت يلمح لدور إيراني في الهجوم على "معبر الأردن"

أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت إلى دور إيراني في الهجوم الذي وقع عند معبر جسر الملك حسين (جسر اللنبي) اليوم الأحد على الحدود بين الأردن والضفة الغربية المحتلة.

وقال غالانت في تصريحات اليوم الأحد، خلال زيارة لمحور نتساريم في قطاع غزة، "إن الجيش الإسرائيلي سيزيد استعداداته وإجراءاته لمواجهة المحاولات الإيرانية في نشر الإرهاب، سواء في الضفة أو شمال إسرائيل".

وأوضح أنه مستعد لتحريك القوات الإسرائيلية من غزة إلى الشمال بسرعة (عند الحدود اللبنانية).

كذلك أردف أن القوات الإسرائيلية مستعدة لإحباط تلك المحاولات الإيرانية في كل الساحات القريبة والبعيدة.

إلى ذلك اعتبر أن "زعيم حماس يحيى السنوار ليس محصناً تماماً مثل محمد الضيف ومروان عيسى، وسيرتكبون خطأً وسنصل إليهم".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد بدوره أنه أبلغ الجيش بضرورة تغيير الوضع في الشمال.

كما اعتبر أن بلاده تواجه محور الشر الإيراني في تكرار لاتهامات سابقة وجهتها تل أبيب لطهران زاعمة أنها تدعم الهجمات الفلسطينية في الضفة.

هوية منفذ الهجوم 

كشف مصدر أمني أردني هوية منفذ الهجوم على معبر الملك حسين (جسر اللنبي) الحدودي بين الضفة الغربية والأردن، وأنه يدعى ماهر الجازي.

وأشار المصدر لقناة "العربية الحدث" إلى أن الأسماء المتداولة لمنفذ إطلاق النار غير صحيحة، وذلك بعد تداول كمّ من الصور والإشاعات المغلوطة حول هوية منفذ الهجوم، لافتاً إلى أن اسمه ماهر الجازي.

بدوره أعلن الجيش الإسرائيلي أن منفذ الهجوم أردني الجنسية ويدعى ماهر الجازي (39 سنة)، مضيفاً أنه يتحدر من منطقة أذرح شرق البتراء جنوب الأردن، وفق ما نقلت هيئة البث الإسرائيلية، ناشرة صورة عن جواز سفره، كما أشار إلى أن الشاحنة التي كان يقودها المهاجم قبل أن يترجل منها ويبدأ بإطلاق الرصاص باتجاه القوات الإسرائيلية لم تكن مفخخة.

غلق المعبر

أعلنت السلطات الإسرائيلية غلق المعابر البرية مع الأردن بعد هجوم دام على معبر الملك حسين الحدودي بين الضفة الغربية والأردن أو ما يعرف بـ "جسر اللنبي".

وبعد مقتل ثلاثة إسرائيليين في الهجوم، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد على الحادثة قائلاً "إنه يوم صعب".

واعتبر نتنياهو أن إسرائيل "محاطة بأيديولوجيا قاتلة يقودها محور الشر الإيراني"، مضيفاً أن "هدف الأعداء الرئيس هو زرع الانقسام بيننا".

من جهته يرى وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير أن الحرب ليست ضد غزة أو "حزب الله" فقط، بل أيضاً في الضفة الغربية.

وجاءت تلك التعليقات بعدما أطلق سائق شاحنة آتية من الأردن النار على القوات الإسرائيلية عند هذا المعبر الحدودي، وسط استمرار التوتر في الضفة جراء الاقتحامات والاعتقالات الإسرائيلية التي انطلقت الأسبوع الماضي.

وكشف الجيش الإسرائيلي أن سائق الشاحنة الأردني الذي أردي قتيلاً، فتح النار على العناصر في نقطة التفتيش، بينما أغلق الجيش المعبر بصورة كاملة، وبدأ التحقيق مع الشاحنات كافة التي تكدست في الموقع.

إشادة "حماس"

جهتها أشادت حركة "حماس" بعملية إطلاق نار عند المعبر ووصفتها بـ "البطولية"، وقالت في بيان صحافي اليوم، أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا)، إن "عملية معبر الكرامة تأكيد على رفض الشعوب العربية للاحتلال وجرائمه وأطماعه في فلسطين والأردن، ووقوفها بقوة مع شعبنا ومقاومته الباسلة دفاعاً عن القدس والأقصى".

تفاصيل الهجوم

قتل ثلاثة إسرائيليين اليوم الأحد في "هجوم بإطلاق النار" قرب معبر اللنبي الحدودي بين الضفة الغربية المحتلة والأردن، بحسب ما أعلنت أجهزة الإسعاف وقوات الأمن الإسرائيلية.

وقال جهاز نجمة داوود الحمراء "وجدنا ثلاثة رجال فاقدين للوعي، بلا نبض ولا تنفس، ومصابين بطلقات نارية" مشيراً إلى أنه قام بالتعاون مع فريق طبي عسكري "بمحاولات إنعاش، ولكن للأسف، اضطررنا إلى إعلان وفاتهم" في الموقع.

في المقابل، أعلنت الشرطة والجيش الإسرائيلي مقتل المهاجم من دون تحديد هويته.

وقال الجيش الإسرائيلي إن "إرهابياً" وصل إلى منطقة المعبر في غور الأردن في شاحنة "آتية من الأردن".

وأضاف أن السائق "خرج من الشاحنة وفتح النار على قوات الأمن الإسرائيلية العاملة على الجسر".

وبحسب الجيش فإن القتلى الثلاثة كانوا "يعملون كحراس أمن" وليسوا من قوات الشرطة أو الجيش.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن منفذ الهجوم سائق شاحنة أردني وصل من الأراضي الأردنية إلى المعبر، مشيرة إلى أن التفاصيل الأولية ترجح أنه "خبأ سلاحاً في الشاحنة، ثم أخرجه وبدأ بإطلاق النار على الإسرائيليين العاملين في المكان".

ووقع الهجوم عند معبر اللنبي الحدودي (الملك حسين) الذي يستخدمه المسافرون الفلسطينيون للوصول إلى الأردن ثم للسفر إلى الخارج.

وقتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون إسرائيليون أكثر من 660 فلسطينياً على الأقل في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وقتل 23 إسرائيلياً على الأقل، بينهم عناصر أمن، في هجمات نفذها فلسطينيون في المنطقة خلال الفترة ذاتها، بحسب مسؤولين إسرائيليين.

من جهتها قالت وزارة الداخلية الأردنية اليوم الأحد إن سلطات البلاد بدأت التحقيق في واقعة إطلاق رصاص على الجانب الآخر من جسر الملك حسين، المعروف في إسرائيل باسم جسر اللنبي، وذلك بعد إعلان مقتل ثلاثة مدنيين إسرائيليين جراء الهجوم.