ملخص
كان صيف 2024 الأكثر سخونة على الكرة الأرضية. وتستمر درجات الحرارة في تسجيل سقوف قياسية منذ أكثر من عام نتيجة احتباس حراري مستمر بلا هوادة.
أفادت حصيلة نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في تشاد بأن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت القارة الأفريقية هذا الصيف أسفرت عن مصرع 341 شخصاً وتضرر مليون ونصف مليون آخرين في هذا البلد.
وأوردت الحصيلة أن "مقاطعات البلاد الـ23 تعاني راهناً أزمة الفيضانات التي باتت تتكرر في شكل أكبر خلال الأعوام الأخيرة"، موضحة أن "الحكومة وشركاءها أحصوا تدمير أكثر من 164 ألف منزل و259 ألف هكتار من الحقول، ونفوق 66 ألفاً و700 رأس ماشية".
ولم تدل الحكومة التشادية إلى الآن بحصيلة شاملة للفيضانات التي تضرب البلاد منذ أسابيع عدة.
وقضى 14 تلميذاً ومدرسهم الأسبوع الماضي إثر انهيار مدرسة بعد أمطار غزيرة في مقاطعة واداي بشرق تشاد.
ومنتصف أغسطس (آب) الماضي قضى ما لا يقل عن 54 شخصاً بسبب فيضانات طاولت مقاطعة تيبستي في أقصى الشمال الصحراوي للبلاد.
وقال مدير شبكة الرصد والتوقع المناخي التابعة لوكالة الأرصاد الوطنية إدريس عبدالله حسن إنه في الأوقات الطبيعية "يصل منسوب المتساقطات بصعوبة إلى 200 ملم سنوياً" في هذه المنطقة الجبلية، لكن هذه الظاهرة المناخية تحصل "كل 5 أو 10 أعوام".
وفي عام 2022 تأثر نحو 1.4 مليون شخص بأمطار غزيرة هي الأقوى منذ ستينيات القرن الماضي في 19 من 23 مقاطعة في تشاد، وتسبب ذلك في أزمة إنسانية فاقمت انعدام الأمن الغذائي لدى السكان.
وأتت الفيضانات يومها على أكثر من 350 ألف هكتار من المساحات المزروعة، وأدت إلى نفوق 20 ألف رأس ماشية مع أضرار كبيرة في آلاف المساكن والمدارس والمراكز الصحية والبنى التحتية العامة، بحسب تقرير لـ "أوتشا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فيضانات خطيرة
وكانت الأمم المتحدة حذرت الأسبوع الماضي من تأثير "الأمطار الغزيرة والفيضانات الخطرة" في المنطقة، وخصوصاً في تشاد، داعية إلى "إجراءات فورية وتمويل كافٍ" لمواجهة "الأزمة المناخية".
وكان صيف 2024 الأكثر سخونة على الكرة الأرضية. وتستمر درجات الحرارة في تسجيل سقوف قياسية منذ أكثر من عام نتيجة احتباس حراري مستمر بلا هوادة.
273 قتيلاً في النيجر
في النيجر خلفت الأمطار الغزيرة 273 قتيلاً على الأقل وشردت 700 ألف شخص منذ يونيو (حزيران)، بحسب أرقام نشرتها السلطات بداية سبتمبر (أيلول).
وقالت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" غير الحكومية إن "مئات آلاف الأطفال" في النيجر ونيجيريا ومالي أجبروا على مغادرة مساكنهم قبل العودة إلى المدرسة بسبب أمطار غزيرة وفيضانات وقعت في الأسابيع الأخيرة.
وأضافت المنظمة أن أكثر من 950 ألف شخص نزحوا في البلدان الثلاثة المذكورة بواقع 649 ألفاً و184 شخصاً في النيجر و225 ألف شخص في نيجيريا و73 ألفاً و778 شخصاً في مالي.
جنوب السودان
وتأثر أكثر من 700 ألف شخص بفيضانات خطيرة في جنوب السودان، وفق حصيلة نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الخامس من سبتمبر.
ولم ينج اليمن من العواصف العنيفة في الأسابيع الأخيرة، والتي طاولت بأضرارها نحو 562 ألف شخص، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وفي شمال القارة قضى 18 شخصاً على الأقل بينهم ثلاثة أجانب في فيضانات شهدها جنوب المغرب في نهاية الأسبوع ونجمت عن أمطار غزيرة، فيما لا يزال جارياً البحث عن أربعة مفقودين، وفق حصيلة محدثة أعلنتها السلطات أمس الإثنين.
وقالت وزارة الداخلية المغربية في بيان إنه تم تسجيل "18 حالة وفاة بكل من أقاليم طاطا (10 أشخاص)، والراشيدية (ثلاثة أشخاص، اثنان منهم أجنبيان، أحدهما من جنسية كندية والآخر من جنسية بيروفية) وتزنيت (شخصان)، وتنغير (شخصان، أحدهما أجنبي من جنسية إسبانية)، وتارودانت (شخص واحد)".
ولم توضح الوزارة ما إذا كان الأجانب الذين قضوا سياحاً أم مقيمين بصورة دائمة في البلاد.
كذلك، ضربت هذه الظاهرة المناخية غير المسبوقة الجزائر المجاورة.