Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النجوم أم الجمهور... من يحسم صراع الألقاب؟

محمد عبدالوهاب حطم الرقم القياسي ويوسف وهبي أثار غضب المتدينين وفاتن حمامة أخرجت هند رستم ومريم فخر الدين عن اللياقة

منذ أعوام أشعل لقب "صوت مصر" الصراع بين ثلاث مطربات مصريات هن أنغام وشيرين عبدالوهاب وآمال ماهر (أ ف ب)

ملخص

قائمة الألقاب التي حصل عليها النجوم في الغناء والتمثيل دائماً ما يتم الشك بأصلها وشرعيتها، فبعضهم يؤكد أن النجوم هم من يطلقون هذا الوصف أو ذاك على أنفسهم حتى يتميزوا عن زملائهم.

"صوت مصر" و"شحرورة الجبل" و"صوت كل الأمم" و"نجم الجيل" و"الهضبة" و"الكينغ" و"العندليب" و"كوكب الشرق" و"القيثارة" وغيرها من المسميات، ما هي إلا تفاصيل صغيرة في ظاهرة أزلية ترتبط بهوس النجوم بالألقاب، وهي موضة تتصاعد وتتعقد الآن بصورة تجدد الاهتمام بأصلها وفصلها.

صراع حديث

منذ أعوام أشعل لقب "صوت مصر" الصراع بين ثلاث مطربات مصريات هن أنغام وشيرين عبدالوهاب وآمال ماهر. وعلى رغم انحياز جمهور كل نجمة لها وتدليلها بهذا اللقب بوصفها الأكثر استحقاقاً له، فإنه لم يحسم لمصلحة أي منهن حتى الآن، على رغم قيام أنغام بإنشاء شركة إنتاج غنائية تحمل الاسم نفسه.

ثم جاءت أصالة لتطل بلقب جديد هو "مطربة كل الأمم" الذي منحته لها إحدى المجلات المرموقة، وتم اعتماده من قبل جمهورها وبعض الكيانات الفنية وباركوا لها استحواذها عليه بعيداً من معركة المطربات المصريات.

لكن قائمة الألقاب التي حصل عليها النجوم في الغناء والتمثيل دائماً ما يتم الشك بأصلها وشرعيتها، فبعضهم يؤكد أن النجوم هم من يطلقون هذا الوصف أو ذاك على أنفسهم حتى يتميزوا عن زملائهم، ويصف النجم دائماً الوضع بأنه مفاجئ له، إذ اختار الجمهور له هذه الصفة ومنحه هذا اللقب كنوع من التقدير لجهوده وموهبته الاستثنائية.

كان لنجوم الزمن الجميل باع كبير في هذا المضمار، نظراً إلى تاريخهم الملهم والحافل الذي لم يختلف عليه أحد، إذ لقبت أم كلثوم بـ"كوكب الشرق" و"سيدة الغناء العربي" ومحمد عبدالوهاب بـ"موسيقار الأجيال" وعبدالحليم حافظ بـ"العندليب الأسمر" ونجاة بـ"القيثارة" و"صوت الحب" و"الضوء المسموع" وشادية بـ"معبودة الجماهير" و"الدلوعة" ومريم فخر الدين بـ"حسناء الشاشة" وفيروز بـ"جارة الوادي" وصباح بـ"الشحرورة".

 

 

في مجال التمثيل اشتهر فريد شوقي بـ"وحش الشاشة" و"ملك الترسو"، ولُقبت مديحة يسرى بـ"سمراء النيل" وسعاد حسني بـ"السندريلا"، أما "سيدة الشاشة العربية" فكان من نصيب فاتن حمامة ونسب لقب "دون جوان" إلى رشدي أباظة و"الفارس" إلى الفنان أحمد مظهر لأنه ضابط في الأساس وأيضاً لتجسيده شخصية الناصر صلاح الدين. وحصد الفنان أنور وجدي لقب "فتى الشاشة الأول" وهو اللقب الذي حازه قبله الفنان حسين صدقي، وكان يطلق على زكي رستم لقب "الممثل الجبار" واشتهر الفنان زكي طليمات بـ"عميد المسرح" وسميت الفنانة أمينة رزق بـ"راهبة المسرح".

أما نجوم الكوميديا، فكانت لهم ألقاب شهيرة على مدى رحلتهم، وأبرزهم الفنان علي الكسار الذي اشتهر بـ"تشارلي شابلن العرب" وإسماعيل ياسين لقبه الناس بـ"سمعة" و"أبو ضحكة جنان"، وأطلق على نجيب الريحاني لقب "كشكش بيه" وهو شخصية شهيرة قدمها في أحد أعماله.

واشتهرت هند رستم بـ"مارلين مونرو الشرق" وفاطمة رشدي بـ"سارة برنار العرب" و"صديقة الطلبة" لأنها كانت تفتح المسرح بأسعار مخفضة للطلبة، وفايزة أحمد بـ"كروان الشرق" وسيد درويش باسم "فنان الشعب" و"خادم الموسيقى الشرقية" وعرف أحمد رمزي بـ"الفتى الشقي" وأطلق على عماد حمدي لقب "فتى الشاشة الأول". ونظراً إلى تميزه ومنهجه في المسرح لقب فؤاد المهندس بـ"الأستاذ" ومحمود المليجي بـ"أنتوني كوين العرب".

قيمة مضافة

مع تغير العصور اتخذت الألقاب الفنية للنجوم منحنى جديداً، إذ يحرص النجم على أن يصاحبه لقب من أجل زيادة إيراداته أو رغبة في التميز عن أقرانه. فاشتهرت نادية الجندي بلقب "نجمة الجماهير"، بينما "نجمة مصر الأولى" كان من نصيب الفنانة نبيلة عبيد. وحصل أحمد زكي لموهبته الرائعة على عدد من الألقاب منها "النمر الأسود" و"الإمبراطور"، ولتربعه أكثر من نصف قرن على عرش النجومية والإيرادات منح الجمهور الفنان عادل إمام لقب "الزعيم" بعدما عرض مسرحية بالاسم نفسه لمدة تتجاوز ستة أعوام على المسرح بنجاح كبير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما منح لقب "الساحر" لمحمود عبدالعزيز بسبب تميزه الفني وموهبته الفطرية، إضافة إلى قيامه بعمل سينمائي يحمل الاسم نفسه ولقب المخرج رأفت الميهي الفنانة معالي زايد بـ"حبة كريز السينما المصرية" ولقبت ليلى علوي بـ"تفاحة السينما المصرية".

بالنسبة إلى نجوم الغناء حصل محمد منير على لقب "الكينغ" و"الخال" وأطلق عشاق عمرو دياب عليه لقب "الهضبة"، وحصل كاظم الساهر على لقب "القيصر" ومحمد عبده "فنان العرب" وصابر الرباعي "أمير الطرب" وهاني شاكر "أمير الغناء العربي" ومحمد فؤاد "فؤش" وإليسا "ملكة الإحساس" وسميرة سعيد "الديفا" ونجوى كرم "صوت الجبل" وجورج وسوف "سلطان الطرب".

ثم مرت الأيام وتعددت الألقاب إلى أن قام النجم بنشر اللقب بنفسه مثل محمد رمضان الذي أطلق لقب "نمبر ون" على نفسه وصوّر فيديو كليب وأغنية بهذا الاسم. وتصدرت بعض البيانات الإعلامية ألقاب تخص بعض الممثلات مثل "أميرة الدراما" بالنسبة إلى إيمان العاصي و"وجه القمر" لدينا فؤاد.

منحة ونقمة

يقول الناقد المصري طارق الشناوي إن فكرة إطلاق الألقاب على النجوم أمر قديم جداً، ومثّل هوساً كبيراً عند بعض أساطير الفن، فيظن الفنان أن اللقب يعطيه مكانة مهمة وعلامة مميزة تعيش أكثر من عمره الفني نفسه، فيظل راسخاً في الذاكرة باسم أو كنية يعرفها الجمهور جيلاً بعد جيل.

وفق الشناوي، تظل الألقاب تسيطر على الفنان ويفكر في طريقة لإلصاقها باسمه، وبعضهم يتحرك لفعل ذلك بطرق مختلفة، وآخرون لا يكونون مسؤولين عن ذلك، إذ يطلق عليهم الجمهور أو النقاد أسماء وألقاباً مثل "السندريلا" الذي ارتبط بالفنانة سعاد حسني وكذلك "سيدة الشاشة" للفنانة فاتن حمامة.

ويضيف أن "هناك كثيراً من النجوم الذين شغلهم البحث عن الألقاب، وأبرزهم الفنان يوسف وهبي لدرجة أنه أطلق على نفسه لقب ’مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ المسرح‘مما سبب له مشكلات، إذ اعتبر بعضهم أن اللقب يقترب من وصف الأنبياء، وبعدما حصل على رتبة البكوية أصبح ’يوسف بك وهبي‘ ولقب أيضاً باسم ’فنان الشعب‘، وكان ولعه بالألقاب استثنائياً لدرجة جعلته من أكثر الممثلين ألقاباً".

 

 

ويتابع الشناوي أن "الموسيقار محمد عبدالوهاب تفوق على يوسف وهبي لجهة الألقاب وتعددها وتغيرها، فقد حصل على ثلاثة ألقاب في فترة ما هي ’الكروان‘ و’بلبل مصر‘ و’مطرب الملوك والأمراء‘، وتغيرت الأمور إجبارياً بعد ثورة الـ23 من يوليو (تموز) 1952، إذ لم يكُن ممكناً أن يستمر اللقب المتعلق بالفترة الملكية في مصر فتغير لقبه إلى ’موسيقار الجيل‘ ثم ’موسيقار الجيلين‘ وتطور لـ’موسيقار الأجيال‘، وحصد لقب ’دكتور‘ بعدما منحه الرئيس أنور السادات الدكتوراه الفخرية، و’لواء‘ وهو يستقبل السادات بعد عودته من كامب ديفيد فارتدى زي اللواء، واستقر معه لقب آخر هو ’النهر الخالد‘".

ويكشف الشناوي أن هناك بعض الطرائف التي مرت بها رحلة الألقاب مع بعض النجوم، كما حدث مع الفنانة ماجدة الصباحي، فكان يطلق عليها قبل زواجها لقب ’عذراء الشاشة‘، وبعد الزواج من الفنان إيهاب نافع لم يعُد اللقب مناسباً فتغير إلى ’كوكب الشاشة‘، ولكن لم يلتصق اللقب الأخير بها وظل اسم ماجدة الصباحي فقط هو السائد".

ويشير إلى أن "هناك صراعاً حديثاً اشتعل بين نبيلة عبيد ونادية الجندي، فقررت الأخيرة بحكم الإيرادات التي تحققها في شباك تذاكر السينما أن يكون لقبها ’نجمة الجماهير‘، وتمت كتابة هذا اللقب في تترات كل أفلامها، وبعدها ظهر لقب موازٍ لنبيلة عبيد وهو ’نجمة مصر الأولى‘، ولكن الألقاب قد تزول مع الوقت أو تتحول إلى نقمة مع التغيرات التي تحدث على مستوى الإيرادات والمناخ الفني".

نزاع دائم

الناقد أحمد سعد يقول "عندما يكون اللقب نابعاً من الجمهور فإنه يعيش ويستمر ويظل ملاصقاً للفنان في حياته وبعد وفاته، لكن ما نراه من ترويج مصطنع وزائف من جانب كثير من النجوم لإلصاق الأهمية بتاريخهم عبر أوصاف وألقاب مفتعلة كلها أشياء موقتة لا تدوم، والإعلام يقوم بدور رئيس في الترويج لها حتى تصبح مرادفة للفنان".

ويضيف أن "من النجوم الذين حصلوا على ألقاب حقيقية مثلاً فريد شوقي الذي لقب بـ’ملك الترسو‘ و’وحش الشاشة‘، لكنه كان يتمنى لقب ’فنان الشعب‘ ولم يحصل عليه. ومنحت الجماهير فاتن حمامة لقب ’سيدة الشاشة العربية‘ طوال تاريخها الفني الممتد لعقود، وعام 1996 حظيت بلقب آخر هو ’نجمة القرن‘ وحصدت المركز الأول في استفتاء أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية واعتبرت أهم نجمة في السينما المصرية خلال القرن الـ20".

 

 

ويتابع سعد أن "نجاح فاتن وحصولها باستحقاق جماهيري على تلك الألقاب أثارا حفيظة بعض النجوم ومنهن مريم فخر الدين التي تساءلت ’إذا كانت فاتن سيدة الشاشة، فهل نحن خادماتها؟‘، واعترضت هند رستم كذلك على ألقاب فاتن حمامة وقالت إنها تحمل مبالغة، بخاصة أنها قدمت أدواراً متشابهة طوال تاريخها، بينما سعاد حسني وشادية قدمتا أنواعاً مختلفة من الأدوار".

ويشير إلى أن هناك بعض المفارقات التي تسببت في تلقيب بعض النجوم بأوصاف معينة، فمثلاً الفنان وديع الصافي اسمه الحقيقي وديع فرنسيس، وبعدما غنى وأطرب الجميع أطلق عليه الجمهور لقب "الصافي" من شدة صفاء صوته، كما منحه لقب "صوت الجبل"، والشخص الذي أطلق على أم كلثوم لقب "كوكب الشرق" هو المذيع محمد فتحي الشهير بـ"كروان الإذاعة"، وكان ينقل حفلاتها على الهواء مباشرة طوال الأربعينيات، كما أطلق الشاعر سعيد عقل على فيروز لقب "سفيرتنا إلى النجوم". ولقب عبدالحليم حافظ بـ "العندليب الأسمر" عن طريق الصحافي جليل البنداري، وعرفت صباح بـ"الشحرورة" بعد أن منحته لها المنتجة آسيا داغر.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون