Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفاعل سعودي مع رحلات "بوينغ" البرية وجائزة لأجمل صورة

تقطع 1000 كيلومتر من جدة إلى العاصمة عبر الصحاري والطرق الوعرة لتستقر وسط الـ"بوليفارد"

كانت دهشة ومتابعة السعوديين حاضرة وهي تتابع الطائرات تشق طريقها بين المنازل والجبال (مواقع التواصل)

في مشهد غير مألوف، تواصل ثلاث طائرات من طراز "بوينغ-777" طريقها من جدة في غرب السعودية إلى العاصمة الرياض، عبر رحلة برية تمتد لـ 1000 كيلومتر، مروراً بالجبال والصحاري لتستقر أخيراً في منطقة "ران واي" (Runway) الترفيهية، وتكون جزءاً من الوجهات السياحية خلال فعاليات موسم الرياض.

ومنذ بدأت الطائرات التحرك من جدة كانت دهشة ومتابعة السعوديين لها حاضرة، وهي تشق طريقها بين المنازل والجبال وتعبر الصحراء ببطء، مما دفعهم إلى التقاط صور وفيديوهات وتداولها عبر منصات التواصل، فأعطت زخماً وتفاعلاً ضخماً.

وفي خطوة لتعزيز هذا التفاعل أعلن رئيس هيئة الترفيه السعودية المستشار تركي آل الشيخ تقديم سيارة فاخرة لأجمل صورة أو فيديو تلتقط، مما فتح شهية المصورين بصورة ملاحظة، وأدى إلى تدفق مزيد من الصور والفيديوهات عبر المنصات.

وكتب آل الشيخ عبر حسابه في منصة "إكس" منشوراً قال فيه إن "مشاعركم وفرحتكم في جولة الطائرات إلى أن تصل الرياض أسعدتني جداً وغير مستغربة، لأنكم أهل البلد الطاهر وأجمل بلد، السعودية، لذلك سنعمل مسابقة أجمل تصوير للطائرات في طريقها للرياض سواء فيديو أو صورة، وسيحصل الفائز على سيارة جديدة فاخرة".

 

 

ولفت الأمر رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووصفوا الحدث بأنه تاريخي ولا يتكرر، كما اُستثمر تسويقياً حين جذب الانتباه وصنع تشويقاً، وكانت الطائرات حديث الناس في إشارة إلى أن فعالية "بوليفارد رن واي" ضمن موسم الرياض بدأت قبل موعدها.

وعلق حساب "عشاق عالم الطيران" المتخصص في الطيران عبر منصة "إكس" بأن الحدث سيدخل التاريخ كونها أول طائرات "بوينغ-777" تقطع الصحاري وتسير جنباً إلى جنب مع الجمل، سفينة الصحراء".

ويبدو أن دهشة الناس وتفاعلهم مع الحدث خلقا تحدياً لم يتوقعه المسؤولون عن عملية النقل، وهو تجمهرهم حول الطائرات وهي في طريقها إلى وجهتها، بعد التفاعل الكبير الذي ظهر عبر منصات التواصل ومجالس المجتمع.

وتواصلت "اندبندنت عربية" مع مصدر مسؤول عن عملية نقل الطائرات براً للحديث عن مسارها، وقال "نحن حالياً في عفيف ونشعر بالدهشة من حجم الحشود التي تتجمع على طول الطريق مما دفعنا إلى اتخاذ احتياطات إضافية لضمان سلامة الجمهور وحماية الطائرات أثناء عملية النقل".

وأضاف المصدر أن "الناس يتجمعون على طول الطريق لمشاهدة هذا المشهد الفريد، وربما للمشاركة في مسابقة أفضل صورة".

لماذا اهتم السعوديون بعملية النقل؟

الأكاديمي في التسويق عبيد العبدلي ذكر في حديثه مع "اندبندنت عربية" أن عملية نقل طائرات من جدة إلى الرياض ضخمة، ولفتت انتباه الناس إليها، وإضافة إلى ضخامة موسم الرياض فإنها أعطت زخماً واهتماماً كبيراً عبر مواقع التواصل.

وعن استثمار الأمر تسويقياً علق خبير التسويق الرقمي عبدالله الغدوني بأن "التسويق في الوقت الراهن لم يعد تقليدياً، إذ يعتمد على السرد القصصي ضمن الإستراتيجيات التسويقية، وهو الأساس في هذا الحدث، كما أن استخدام هذا النمط يخلق نوعاً من التفاعل المخطط والفعال، بخاصة عندما يكون هناك حدث غير اعتيادي يجذب الانتباه، مثل رؤية طائرة تسير إلى جانبك في المسار نفسه، وهو حدث يثير الدهشة ولا يتكرر".

وأضاف الغدوني أن" اهتمام الناس بهذا الحدث ومتابعته يشكل سرداً قصصياً رائعاً، إذ يتفاعل الجمهور مع مثل هذه الفعاليات غير التقليدية، وقد لاقى هذا الحدث تفاعلاً كبيراً بفضل قوة تواصل تركي آل الشيخ مع الجمهور الذي قدم دعماً مميزاً أسهم في زيادة وصول الفكرة إلى الناس، مع وضع مسابقة لتحفيز الجمهور على المشاركة من خلال تصوير الحدث مما أسهم في تكثيف الرواج".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن الظهور الإعلامي لشركة "الخطوط الجوية السعودية" أو شركة "المجدوعي للوجستيات" المسؤولة عن عملية النقل، أوضح الغدوني أن ما قامت به الشركات كان جزءاً من العملية التسويقية الذكية، إذ استثمرت هذا الحدث لإظهار علاماتها التجارية وركوب موجة الرواج الحاصلة في محاولة الاستفادة من الانتشار الكبير.

من جانبها، صعّدت الشركة السعودية المسؤولة عن عملية النقل الموجة التسويقية وتفاعلت عبر مواقع التواصل بقولها في إحدى المنشورات، "نفخر بإسهامنا في أعمال نقل الطائرات إلى منطقة بوليفارد (Runway) الجديدة، والتي ستدشن ضمن موسم الرياض في نسخته المقبلة، ليتمتع الزوار بتجربة فريدة".

قصة تفاعلية

بدوره فسّر الأكاديمي في مجال الاتصال بجامعة الملك سعود طارق الأحمري في منشور له عبر منصة "إكس" الحال الاتصالية لعملية نقل لوجستية لطائرات الخطوط السعودية تحولت إلى قصة تفاعلية استثمرها تركي آل الشيخ، وحولها إلى حدث إعلامي تشاركي ذكي يخدم فعاليات موسم الرياض الذي تقيمه هيئة الترفيه.

 

 

وأوضح الأحمري أن "ما قام به تركي آل الشيخ بعرض الصور في حسابه والتعليق عليها لم يوقف التفاعل معها، بل صنع الحدث بإعلانه عن سيارة فارهة كجائزة لأجمل صورة، مما دفع الناس إلى التفاعل بصورة أكبر، وخلق منافسة ذكية لخدمة السياق والقصة الإعلامية".

وأضاف الأكاديمي السعودي أن أجمل وأقوى أنواع التفاعل هي تلك التي ترتفع فيها قيمة "تصاعدية الأحداث" مع خلق فكرة "التشاركية"، منوهاً بأنها حال تستحق الاهتمام من قبل المتخصصين والممارسين، ولا سيما وأن الحدث اللوجيستي لو لم يستثمر إعلامياً لبقي محدوداً، ولم تُصنع منه قصة تفاعلية مميزة.

‏ولفت الأحمري إلى أن "الشركة التي تعمل على نقل الطائرات ذكية في التفاعل، واستثمرت الحدث لإبراز قوتها عبر حسابها ومن خلال بعض المؤثرين، وهو نوع من أنواع التسويق الذكي في هذا الحدث".

وأشار متخصص الاتصال بجامعة الملك سعود إلى أن "القصة لم تنته بعد، وبقيت لها فصول وأحداث حتى بعد وصولها المكان، وستأخذ حيزاً أكبر، وربما استثمر وصولها باستقبال مختلف يعزز لاحقاً تسويق زيارتها والحجز في مطاعمها والحديث عنها عند مشاهدتها في منطقة بوليفارد بالرياض، لأن لها قصة مرتبطة بالناس لن ينسوها بسهولة".

أنواع الطائرات

وفي حديث مدير الاتصال المؤسسي بشركة الخطوط الجوية السعودية المالكة للطائرات عبدالله الشهراني مع "اندبندنت عربية"، أوضح أن الطائرات امتلكتها الشركة عام 1997 وأخرجتها من الخدمة عام 2017، موضحاً أنه من المقرر أن يشرف على تركيبها في الرياض مهندسون سعوديون يعملون في الشركة السعودية لهندسة الطيران، ضمن عقد الشراكة بين هيئة الترفيه والخطوط السعودية".

ونوه مسؤول الخطوط السعودية إلى أن عملية نقل الطائرات معقدة، ففي بعض الحالات يمكن نقل أجزاء منها جواً، لكن مع "بوينغ-777" يبدو الأمر أكثر تعقيداً نظراً إلى حجمها وضخامتها والتي تختلف عن الطائرات الصغيرة من طراز "بوينغ- 737".

 

 

وحول عملية نقل الطائرات من جدة إلى الرياض عبر أسطول من الشاحنات البرية التي صنعت خصيصاً لنقل الحمول الضخمة، ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن "نقل ثلاثة هياكل من طراز 'بوينغ-777' إضافة إلى ستة أجنحة طيران مرافقة، تخضع لإجراءات نقل دقيقة ومخطط لها بعناية، إذ يستخدم خلالها 78 خطاً محورياً من المقطورات التقليدية بواسطة شاحنات ذات نظام دفع سداسي، وكذلك تخصيص محرك إضافي لتسهيل التنقل عبر الطرق الصعبة والتضاريس غير المستوية".

وأشارت صحيفة "الاقتصادية" إلى أن كلفة نقل الطائرات التقديرية تبدأ من 1.2 مليون ريال (320 ألف دولار) بمعدل يتراوح بين 400 و600 ألف ريال (107 إلى 160 ألف دولار) للطائرة الواحدة. 

 

 

ولفتت الصحيفة إلى تحديات الحجم، إذ يبلغ طول الطائرة الواحدة 64 متراً وعرض البدن 6.2 متر، ويعد التحدي الأكبر في نقل هذه الطائرات هو ارتفاعها الذي يتجاوز ستة أمتار، فيما يصل الحد الأعلى المسموح به للمرور تحت الجسور على الطرق السريعة خمسة أمتار.

يذكر أن عملية نقل هذه الطائرات براً لم تكن الأولى في السعودية، إذ نقلت بطريقة مشابهة تماماً طائرة إلى مدينة أبها عام 2014 في إطار مشروع "سما أبها"، الذي كان يهدف إلى إنشاء مطعم سياحي باستخدام هيكل الطائرة، ولكن المشروع تعثر عام 2017 بسبب مشكلات مالية، وبعد سبعة أعوام أعلنت أمانة عسير (الجهة المحلية) نيتها بيع هيكل الطائرة، لتختتم بذلك فصلاً من مشروع "مطعم الطائرة" الذي لم ير النور.

وتأتي عملية نقل الطائرات في إطار كشف هيئة الترفيه عن منطقة "بوليفارد رن واي" التي تمتد على مساحة 140 ألف متر، والتي وُقع عقد الشراكة بينها وبين "الخطوط السعودية" في وقت سابق، إذ سيجري تحويل ثلاث طائرات عملاقة من طراز "بوينغ-777" إلى محال تجارية ومطاعم تشمل 13 تجربة تفاعلية ترفيهية في عالم الطيران.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات