ملخص
وكالة الأمن القومي الأميركية، بعد عقود من السرية، أطلقت بودكاست لتسليط الضوء على دورها في تعقب أسامة بن لادن، ومن خلال حلقاته الأولى كشفت الوكالة كيف ساعدت في تحديد مكان زعيم تنظيم "القاعدة" عبر تحليل الاتصالات.
بعد عقود من الزمن، كسرت وكالة الأمن القومي "أن أس أي" National Security Agency (NSA) التي كانت محاطة تقليدياً بالسرية ومعروفة بحذرها الشديد، بودكاست لمشاركة تفاصيل دورها المحوري في العمليات البارزة، بما في ذلك تعقب وتصفية زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن.
لعقود من الزمان، تميزت وكالة الأمن القومي بسرية صارمة، حتى إن الحرم الجامعي الخاص بها كان يفتقر إلى إشارة "المخرج". وامتدت هذه السرية إلى عملياتها التي تم توثيقها فقط بأكثر الطرق أماناً. ومع ذلك، اختارت الوكالة أخيراً الكشف عن بعض إنجازاتها السرية من خلال بودكاستها الجديد، "نو ساتش بودكاست" No Such Podcast، بهدف تسليط الضوء على إسهاماتها المهمة في الأمن القومي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سلسلة من المقابلات الحصرية مع صحيفة "واشنطن بوست"، شارك مسؤولون سابقون في وكالة الأمن القومي رؤى حول أدوارهم في العملية التي أدت إلى مقتل بن لادن. في حين أن الرواية الأوسع نطاقاً للمطاردة معروفة جيداً من وسائل الإعلام المختلفة، فإن الإسهامات المهمة لوكالة الأمن القومي لم تكُن معروفة بصورة كبيرة. وكشف جون داربي، وهو مسؤول متقاعد من وكالة الأمن القومي، عن أنه بعد هجمات الـ11 من سبتمبر، كُلِّف وضع أساليب جديدة لاعتراض اتصالات تنظيم "القاعدة".
كان دور وكالة الأمن القومي حيوياً في اعتراض وتحليل الاتصالات التي حددت في النهاية هوية أبو أحمد الكويتي بصفته المبعوث أو ناقل الرسائل إلى بن لادن. وكانت هذه المعلومات حاسمة في تحديد موقع مجمع زعيم "القاعدة" في شمال غربي باكستان.
وبدءاً من أواخر عام 2007، اشتبهت وكالة الاستخبارات المركزية في أن أبو أحمد الكويتي كان مرتبطاً بعائلة أحمد سعيد في الكويت. وكان أحد المحللين في وكالة الأمن القومي، والمعروف باسم "الصياد الرئيس"، يقود فريقاً يقوم بفحص نصوص المكالمات بدقة وتتبع الأرقام الأجنبية والاستماع إلى مئات المحادثات لربط المعلومات. وكشفت جهودهم عن أن أحمد سعيد، وهو باكستاني من مواليد الكويت، كان الشخصية المحورية.
وكان خبراء اللغة في وكالة الأمن القومي فاعلين في تحليل أنماط كلام المشتبه فيهم. فقد فحصوا المقاطع الصوتية بحثاً عن الفروق الدقيقة اللفظية المحددة، مما ساعد في تأكيد أن أحمد سعيد والكويتي هما الشخص نفسه. وبحلول أواخر عام 2009، جرى التأكد من الهوية، وحدد مكان سعيد في شمال غربي باكستان، على رغم أن الموقع الدقيق ظل غير معروف.
وفي صيف عام 2010، بينما كانت وكالة الأمن القومي تتعقب الهاتف المحمول للكويتي، نشرت وكالة الاستخبارات المركزية عملاء ميدانيين لتحديد مكانه باستخدام قوة إشارة الهاتف. وحددوا مجمعاً يتميز بخصائص مميزة وراقبوا تحركات الكويتي. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2010، أكدت عملية اعتراض حاسمة أن الكويتي كان لا يزال عضواً نشطاً في تنظيم "القاعدة"، مما عزز التوجه لتنفيذ عملية عسكرية على المقر التي أدت في المحصلة إلى مقتل العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر.
إن إطلاق "نو ساتش بودكاست" قد يمثل تحولاً في نهج وكالة الأمن القومي تجاه الشفافية كما يوفر لمحة نادرة عن عملها الحاسم وإنجازاتها التاريخية غير المعروفة.