Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفارق الرئيس بين أنجي بوستيكوغلو وميكيل أرتيتا الذي سيحسم ديربي شمال لندن

مع مواجهة أرسنال لأزمة في خط الوسط كيف سيتمكن المدرب الإسباني من إيقاف التهديد الكبير الذي يشكله "السبيرز"؟

أنجي بوستيكوغلو المدير الفني لنادي توتنهام الإنجليزي ونظيره في أرسنال ميكيل أرتيتا (أ ف ب)

ملخص

بين أسلوب بوستيكوغلو الاندفاعي الجريء ونظرته الأحادية للهجوم واعتماد أرتيتا على الرياضيات والأرقام، تأتي مواجهة "ديربي شمال لندن" في ظروف صعبة على الطرفين

إنها نوعية المشكلات التي يستمتع ميكيل أرتيتا بالتعامل معها، حتى لو كان يكره السبب الذي دفعه إلى القيام بذلك، ومع احتمال غياب لاعبي خط وسط أرسنال الأساسيين عن تشكيلة المدرب الإسباني بعد غد الأحد، فقد قام هو وطاقمه المعاون بتقييم البيانات حول المدة التي قد يستغرقها توتنهام هوتسبير لقطع الملعب إذا فقدت الكرة في منطقة معينة، وأدركوا الآن قوة خط وسط مدرب الفريق المنافس أنجي بوستيكوغلو. يقول أولئك الذين يعرفون أرتيتا إن هذا جانب غير مقدر في أسلوبه الخاص بكرة القدم، الذي يعطي مساحة لكثير من علوم الرياضيات البحتة.

إذا تركت مساحة في منطقة واحدة، فالأمر يتعلق بالسرعة التي يمكن للخصم استخدامها بها، وتؤثر الأرقام المختلفة في شكل التشكيل، وصولاً إلى مكان لاعبي خط الوسط.

كما أنها تؤثر في أرقام من نوع أكثر بساطة، التي قد تؤطر ديربي شمال لندن هذا، وهو نهج كلا المدربين لإبعاد الأهداف.

ستكون مباراة الأحد بين أفضل دفاع في الموسم الماضي ضد فريق يقع في منتصف الجدول، إذ استقبل 29 هدفاً فقط في مقابل 61 هدفاً، وعلى رغم كل التركيز على خط الوسط، فقد ترجع هذه المباراة إلى تفسيرات مختلفة لكيفية الدفاع.

هذا الاختلاف أكثر وضوحاً لأن كلاً من أرتيتا وبوستيكوغلو تأثرا في شكل كبير بالأيديولوجية الأوسع نفسها، فكلاهما يطبق مبادئ بيب غوارديولا "الهولندية - الإسبانية" الذي هيمن على كرة القدم الحديثة، وتم دمجه بشكل كامل من مجموعة سيتي لكرة القدم.

وعمل أرتيتا مباشرة تحت قيادة غوارديولا كمساعد في مانشستر سيتي، وعمل بوستيكوغلو تحت المظلة التكتيكية الأوسع في يوكوهاما إف مارينوس، إذ تم اختيار الأخير خصيصاً من مستشار مجموعة سيتي لكرة القدم بريان ماروود لتدريب النادي الياباني في عام 2018 لأنه يناسب روح المجموعة.

ويوضح هذا أيضاً كيف أن الارتباط التكتيكي ليس عميقاً تماماً، إذ كان بوستيكوغلو أمضى بالفعل أكثر من عقدين من الزمان في مسيرته التدريبية بحلول ذلك الوقت، ويتجلى ذلك في اللعب على أرض الملعب، وفي الفلسفة التوجيهية للأسترالي.

يقول بوستيكوغلو في سيرته الذاتية الجديدة الممتازة "أنجيل بول" لفينس روغاري "كمدرب عندما أشاهد المباراة لا أشعر بالراحة عندما يكون الخصم في حوزته الكرة، لا أريد أن أكون في موقف حيث أشاهد الخصم يضغط علينا في الملعب أو يبحث عن مساحة، وحتى عملنا الدفاعي لا ينحرف عن معتقدنا الأساسي، فنحن نريد أن نكون فريقاً يمتلك الكرة ونريد أن نكون فريقاً عدوانياً وهجومياً وجريئاً وشجاعاً".

تبدو عدد من هذه الكلمات مثل ما يقوله غوارديولا أو أرتيتا بانتظام، ولكن ليس بشكل كامل، لكن في النهاية الأمر كله يتعلق بالسيطرة.

بوستيكوغلو يتحدث عن الانفجارات والمباريات التي تتحول إلى مشاهد مذهلة.

وأضاف "الهدف النهائي هو أننا نريد فقط تسجيل مزيد من الأهداف أكثر من أي شخص آخر"، وهذه هي القوة التي سيواجهها أرسنال يوم الأحد، ولذلك من الأفضل أن يكونوا مستعدين.

كان هذا هو السبب في جعل توتنهام أحد أسعد الأماكن في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الأشهر القليلة الأولى لبوستيكوغلو.

عاد المشجعون ببساطة للإثارة، ومن لا يستطيع أن يكون كذلك؟ أدى ذلك إلى مباريات ممتعة ولعب مغامر واندفاع الإندورفين في كرة القدم في اللحظات الأخيرة من الفوز.

كان كل الدفاع متقدماً كما يتضح من عدوانية ميكي فان دي فين وكريستيان روميرو.

وكما أن هناك جانباً آخر للعبة غير الهجوم، فقد أدى ذلك إلى جانب آخر من الاندفاع المبكر، وأفسحت حماسة المشجعين المجال تدريجاً لبعض الإحباط، والآن لمحة من عدم الارتياح، إذ بدا أن بوستيكوغلو يقاوم بشكل قاطع معالجة القضايا الدفاعية البسيطة، وامتد ذلك إلى رفض تدريب الكرات الثابتة.

أدى هذا النقاء إلى تغذية الشعور بأن فرق بوستيكوغلو يجب أن تكون مثالية حتى ينجح نهجه، وبخاصة في الضغط لاستعادة الكرة، وإذا كان الأمر كذلك فهو يستحق العناء.

إذا لم يكن كذلك فقد تسوء الأمور كثيراً كما رأينا في عدد من الأهداف التي استقبلتها شباكه، وكانت الهزيمة الأخيرة بنتيجة (1 - 2) أمام نيوكاسل يونايتد مثالاً غير كامل إذا شئت، فقد استقبلت شباكهم مزيداً من النوع نفسه من الأهداف، مع استغلال الفرق المنافسة للمساحات المفتوحة على نطاق واسع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من الصعب عدم فصل ذلك عن الواقع، وغالباً ما كانت ألقاب بوستيكوغلو تضم أغلى فريق في الدوري، بما في ذلك يوكوهاما وسلتيك غلاسكو.

يمكن أن تنجح كرة القدم إذا كان لديك اللاعبون الذين يرتكبون أقل عدد من الأخطاء، وقد تنجح بشكل مذهل إذا كان لديك سيرجيو بوسكيتس أو رودري، ومن دون لاعبين من هذه الفئة، التي ليست ضمن سوق انتقالات توتنهام، انتشر تصور "السذاجة".

يقول بوستيكوغلو والمقربون منه إن هذه الكلمة المحددة ظهرت مراراً وتكراراً في كل وظيفة طوال مسيرته المهنية، فقط لكي يستمر المدير الفني في النجاح.

في النهاية تم التغلب على القضايا الدفاعية بحسابات من نوع مختلف، وهذا لا يعني أنه لا يوجد حد لها، وهو ما قد يمثله أعلى مستوى في الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ أكد أحد مدربي الفرق المنافسة أن الحيلة مع توتنهام هي مجرد إبقاء اللعب محكماً لأن أحد لاعبي قلب الدفاع قد يفعل شيئاً "مجنوناً" في النهاية.

في المقابل يعتمد أرتيتا على التحكم والمنطق، فهو أكثر استثماراً في الجانب التمركزي من أيديولوجية غوارديولا أكثر من بوستيكوغلو، وهنا يأتي دور الرياضيات، إذ يحاول الباسكي الوصول إلى نوع مختلف من الكمال.

يعمل أرتيتا ومساعدوه على تحديد عناصر مثل إذا تغلب لاعب من الفريق المنافس على ضغطك في الزاوية، ومدى سرعة وصوله إلى قلب ملعبك. ويتمثل أحد الأهداف في ضمان سيطرة أرسنال الكافية على المساحة حول المنطقة بحيث يتطلب الأمر تمريرتين إضافيتين، مما يؤدي إلى إبطاء انتقال الخصم إلى سبع أو ثماني ثوان ثم تضيع الفرصة.

قد تكون سرعة لاعبي بوستيكوغلو على الأطراف حاسمة هناك، ويتمثل التحدي الذي يواجه أرتيتا في تكوين فريق حيث تكون الأرقام لتلك المساحة والوقت منخفضة قدر الإمكان، لذلك أصبح الأمر حقاً رياضياً.

سعى أرتيتا إلى فرض هذه السيطرة بشكل أكبر من خلال تغيير ملف فريقه بقدر ما يتعلق بالتكتيكات، فقد ارتفع معدل أطوال وأوزان لاعبي أرسنال في العامين الماضيين، وهو ما يظهر في ديكلان رايس والعملاق ريكاردو كالافيوري، وأضاف ذكاء ويليام ساليبا في اللعب بعداً آخر في عام 2022، إذ بدأ أرسنال أيضاً في أن يكون أكثر حساباً في شأن متى يركض اللاعبون خلف الكرة.

وأدى ذلك إلى خلق شكل تكتيكي أكثر تماسكاً في النهاية من فريق بوستيكوغلو، بمساعدة القوة الشرائية المتفوقة لأرسنال.

هناك فرق آخر في هذا النهج تجاه الكرات الثابتة، إذ كان أرتيتا مستثمراً جداً في هذا العنصر لدرجة أنه يمكنك التحكم فيه حتى أصبح أرسنال الفريق الأكثر تسجيلاً للأهداف من مثل هذه السيناريوهات في الموسم الماضي، وظهر ذلك في الفوز خارج الأرض على توتنهام، الذي أثار مزيداً من الجدل حول موقف بوستيكوغلو نفسه.

تعني مثل هذه التناقضات أن هذه هي المباراة التي يبدو من السهل فيها في الأقل التنبؤ بنمط اللعب، مع حرمان أرتيتا من خط وسطه المعتاد، يبدو من الواضح أن أرسنال سيزدحم بالمساحة حول منطقة جزائه ويسعى إلى ضرب توتنهام في الهجمات المرتدة وفي الكرات الثابتة.

من شأن ذلك أن يضع مزيداً من العبء على جانب بوستيكوغلو لتقديم أداء بمستويات أعلى.

أرسنال مدرك تماماً لسرعة توتنهام على الأطراف، كما أنهم يعرفون أن فريق بوستيكوغلو يمكنه بسهولة أن يهزمك بطريقته.

لدى توتنهام جانبان، لأن المدير الفني لديه رؤية أحادية الجانب في ما يتعلق بالهجوم، وسعى أرتيتا إلى أن يكون أكثر شمولية، وقد يعني هذا أن هذه المباراة، التي تشتهر بأنها المباراة الأكثر تسجيلاً للأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز تتلخص للمرة الأولى في كيفية الحد من تسجيل الأهداف من جانب الفريق الآخر، وهذه مجرد حسابات بسيطة من الاختلافات الأيدولوجية على مستوى أعلى.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة