ملخص
مواقف البريطانيين من بريكست متضاربة ولكن الشباب وخصوصاً أبناء الجيل زد يؤيدون العودة إلى أوروبا
كشف استطلاع جديد للآراء أنه لو أجري استفتاء جديد على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي اليوم، فسيؤدي إلى التراجع عن عملية بريكست.
وعبرت غالبية واضحة من جميع المشاركين في الاستطلاع عن رغبتها في العودة إلى الالتحاق بالاتحاد الأوروبي.
واللافت أن ثلثي أبناء الجيل زد، الذين لم يتسن لهم المشاركة في استفتاء عام 2016 لصغر سنهم عندها، أيدوا خيار التراجع عن قرار المملكة المتحدة بقطع الصلة مع بروكسل.
ويعتقد الرأي العام أن بريكست أسفرت عن تدهور طال جميع القطاعات تقريباً، من الاقتصاد والهجرة وتكلفة المعيشة إلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية (أن أتش أس) والأجور والصادرات ومكانة بريطانيا في الخارج واحتمال بقاء اسكتلندا وإيرلندا الشمالية في الاتحاد.
وفيما تراجع ترتيب بريكست في قائمة اهتمامات الشعب، لا تستبعد إمكانية عقد استفتاء ثان حولها في وقت من الأوقات.
تأتي نتائج هذا الاستطلاع الذي أجرته شركة "ردفيلد وويلتون" عقب تحركات يقوم بها السير كير ستارمر لتعزيز علاقات بريطانيا بالاتحاد الأوروبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم معارضته الشديدة لبريكست، أوضح رئيس الوزراء عدم وجود أي نية لديه بإعادة النظر في القرار المبني على غالبية 52 مقابل 48 في المئة في الاستفتاء الذي نظم منذ ثمانية أعوام.
وفي حديث إلى مراسلين صحافيين في ويلز قبل يومين من الانتخابات العامة في يوليو (تموز)، قال السير كير "تكلمت بوضوح تام عن مسألة عدم العودة إلى الالتحاق بالاتحاد الأوروبي أو السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي أو العودة إلى حرية التنقل".
"وأوضحت كذلك اعتقادي بإمكانية انتزاعنا اتفاقاً أفضل من الصفقة الفاشلة التي أبرمناها في ظل حكم بوريس جونسون- سواء في مجال التجارة أو الأبحاث والتطوير أو الأمن".
يعتقد أنصار السير كير أن إجراء الاستفتاء الثاني سيفضي إلى انقسامات ويشتت التركيز على هدفه الأساسي وهو إصلاح الأوضاع المالية العامة والخدمات العامة.
لكن شخصيات أخرى في حزب العمال تناولت هذه النقطة بصراحة أكبر.
وفي مقابلة مع رئيس تحرير "اندبندنت" جوردي غريغ، قال رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، إن [عملية] بريكست فشلت وأدت إلى "هجرة جماعية غير مسبوقة".
يمنح استطلاع ردفيلد وويلتون حجة جديدة للقائلين إن بريكست لم تنجح.
إذ يقول ما مجموعه 56 في المئة من المشاركين إنهم سيصوتون لخيار الانضمام من جديد إلى الاتحاد الأوروبي في حال انعقاد استفتاء جديد على هذا القرار اليوم.
وتشمل هذه النسبة زهاء ربع (23 في المئة) الذين صوتوا لخيار الانفصال عن الاتحاد في 2016.
في المقابل، يقول ما مجموعه 44 في المئة إنهم سيصوتون لاستمرار الانفصال. ومن بين هؤلاء 17 في المئة ممن صوتوا لخيار البقاء ضمن الاتحاد منذ ثمانية أعوام.
في الواقع، كان عدد الراغبين بإعادة الانضمام إلى الاتحاد أعلى في السابق. لكنه تراجع بنسبة خمسة في المئة منذ يونيو (حزيران)، قبل انعقاد الانتخابات العامة.
وضمن الفئة العمرية 18 إلى 24 عاماً التي تشمل أبناء الجيل زد، أوضح ما مجموعه 61 في المئة أنهم سيصوتون لإعادة الانضمام للاتحاد. بينما قال 28 في المئة إنهم سيصوتون لخيار البقاء خارجه.
وتبين أن الفئة العمرية 25 إلى 44 عاماً تولي دعماً مماثلاً لقرار إعادة الانضمام للاتحاد الأوروبي. أما تأييد خيار البقاء خارج الاتحاد، فهو يظهر بشكل أبرز بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 55 سنة.
ويرغب أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع (52 في المئة) بإجراء استفتاء ثان على بريكست في غضون خمسة أعوام، ومن بين هؤلاء 73 في المئة من الذين صوتوا لصالح البقاء في الاتحاد في عام 2016.
بينما عبر ما مجموعه 34 في المئة عن معارضتهم لإجراء استفتاء ثان.
وللمرة الأولى منذ بدأت شركة ردفيلد وويلتون بإجراء استطلاع للآراء حول هذه القضية في عام 2021، يعتقد المستطلعون أنه من الممكن إجراء استفتاء ثان خلال العقد المقبل.
إذ أفصح ما مجموعه 34 في المئة أنهم يتوقعون إجراء استفتاء ثان في غضون عقد، بينما عارض 31 في المئة هذا الرأي.
لكن بغض النظر عن مسألة رغبتهم بإجراء استفتاء ثان من عدمها، تؤمن غالبية ساحقة من المشاركين بأن الأوضاع في بريطانيا تدهورت نتيجة مباشرة لبريكست، في جميع المجالات.
رداً على سؤالهم إن كان الاقتصاد أقوى أم أضعف من حاله لو لم تحدث بريكست، قال 43 في المئة إنه أضعف بينما اعتبر 22 في المئة أنه أقوى.
ثم طرحت عليهم أسئلة على هذا المنوال تتعلق بمجموعة من المواضيع المتنوعة الأخرى، فجاءت ردودهم لترسم صورة مماثلة عن وجود تدهور بسبب بريكست، إذ:
اعتبر 39 في المئة أن الهجرة أعلى بسبب بريكست مقابل 21 في المئة قالوا إن مستوياتها أدنى
قال 58 في المئة إن كلفة المعيشة أعلى بينما اعتبر 18 في المئة إنها أقل [مما كانت عليه]
قال 31 في المئة إن الأجور انخفضت بينما اعتبر 18 في المئة أنها ارتفعت
رأى 41 في المئة أن بريكست صعبت على بريطانيا عملية بيع السلع إلى الخارج بينما قال 17 في المئة إنها سهلتها
اعتبر 40 في المئة أن نفوذ بريطانيا على الساحة العالمية انحسر بينما قال 21 في المئة إنه ارتفع
كشف الاستطلاع اعتقاد المشاركين بأن دعاة بريكست ضللوهم، ومنهم بوريس جونسون الذي قام بجولته الشهيرة حول البلاد في باص أحمر وضع عليه شعار يقول إن "أن أتش أس" ستتلقى مبلغاً إضافياً وقدره 350 مليون جنيه استرليني كل أسبوع فور انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي.
في المقابل، عبر ما مجموعه 45 في المئة من المشاركين عن اعتقادهم أن أحوال "أن أتش أس" [هيئة الخدمات الصحية البريطانية] تدهورت بسبب بريكست بينما اعتبر 13 في المئة فقط أن الهيئة تحسنت.
رداً على سؤالهم، إن كانت بريكست قد أثرت سلباً أو إيجاباً على المملكة المتحدة إلى الآن، قال 34 في المئة إن أثرها سلبي مقابل 31 قالوا إنه إيجابي.
كما تبين أن هامشاً صغيراً من الناخبين يعتقدون أن بريكست زادت من احتمالات استقلال اسكتلندا في مرحلة معينة، وانضمام إيرلندا الشمالية إلى جمهورية إيرلندا.
وعلى رغم الحكم السلبي إجمالاً على بريكست في الاستطلاع، قال 35 في المئة من المستطلعة آراؤهم، إن عملية بريكست منحت المملكة المتحدة قدرة أكبر على تقرير شؤونها الخاصة، بينما اعتبر 30 في المئة خلاف ذلك، في ظل اللازمة التي يرددها دعاة بريكست، "استعيدوا السيطرة على البلاد".
ومن ناحية أخرى اعتبر أقل من شخص من بين كل أربعة أن بريكست مسألة مهمة "جداً".
علاوة على ذلك، وعلى رغم اعتبار أثرها الحالي سلبياً، عبر 38 في المئة عن اعتقادهم أن بريكست ستخلف تبعات إيجابية على بريطانيا في المستقبل بينما قال 33 في المئة إن أثرها سيكون سلبياً.
وأشار ما مجموعه 44 في المئة إلى أنهم يعدون استفتاء عام 2016 القرار النهائي والحاسم في موضوع بريكست بينما عارضهم 40 في المئة، إذ اعتبروا أنه لم يقل الكلمة الفصل في المسألة.
من جانبه، صرح فيليب فان شلتينغا من ردفيلد وويلتون بأنه "لا شك في أن نتائج الاستطلاع تؤيد خيار 'إعادة الانضمام' لكنها لا تكشف خياراً ساحقاً".
"وفيما يشعر الناخبون بصورة عامة بخيبة أمل تجاه بريكست إلا أنه لديهم أولويات أخرى".
"والأمر متروك للحكومة التي عليها أن تقدر سواء كان السعي لتغيير علاقة المملكة المتحدة بالاتحاد الأوروبي يتماشى مع هذه الأولويات الأهم أم لا".
وشكك السيد فان شلتينغا في رغبة السير كير في توظيف "رأس المال السياسي الذي انتزعه بشق الأنفس" لإعادة فتح النقاش حول بريكست والمخاطرة بأن "يغرق في وحوله".
ويذكر أن شركة ردفيلد وويلتون استطلعت آراء ألفي شخص بالغ في بريطانيا إلكترونياً في 19 أغسطس (آب).
© The Independent