ملخص
نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تورط الولايات المتحدة بـ"أي شكل من الأشكال" في التفجيرات التي شهدها لبنان على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء.
ذكرت رسالة من بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة أن تحقيقات أولية أجرتها السلطات اللبنانية بخصوص أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي انفجرت هذا الأسبوع أظهرت أنها كانت ملغومة بمتفجرات قبل وصولها إلى البلاد.
ووفقاً للرسالة التي أرسلت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، توصلت السلطات أيضاً إلى أن الأجهزة التي شملت أجهزة اتصال "بيجر" وأجهزة اتصال لاسلكية أخرى، تم تفجيرها عن طريق إرسال رسائل إلكترونية إلى الأجهزة، وأضافت البعثة أن إسرائيل مسؤولة عن التخطيط للهجمات وتنفيذها.
وقالت ثلاثة مصادر أمنية لبنانية إن إسرائيل نفذت عشرات الضربات اليوم الخميس في أنحاء جنوب لبنان ووصفتها بأنها كانت من أعنف الضربات منذ بدء الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
الحل الدبلوماسي
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار اليوم أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال يعتقد بإمكان التوصل إلى حل دبلوماسي لوقف التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني.
وقالت في إيجاز صحافي إن بايدن "لا يزال يعتقد بأن ذلك قابل للتحقق، لا يزال الرئيس يعتقد بأن علينا أن نكون متفائلين والحل الدبلوماسي هو الطريقة الفضلى".
توعد إيراني
توعد الحرس الثوري الإيراني اليوم إسرائيل بأنها ستتلقى "رداً ساحقاً من جبهة المقاومة" بعد تفجيرات منسوبة لها استهدفت أجهزة اتصال لعناصر "حزب الله" اللبناني.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي قوله إن "أعمالاً إرهابية كهذه والتي تحصل من منطلق العجز والإخفاق والحبوط والهزائم المتتالية للكيان الصهيوني، ستلقى قريباً رداً حاسماً وماحقاً من جبهة المقاومة ونشهد الزوال الكامل لهذا الكيان السفاح والمجرم".
وندد سلامي في رسالته بـ"الجريمة الإرهابية" التي وقعت أول من أمس الثلاثاء وأمس الأربعاء، مؤكداً أن "العدو لن يجني شيئاً من الهجمات الإرهابية الجديدة الواسعة... عن طريق تفجير أجهزة ’بيجر‘ والأجهزة الإلكترونية ضد النساء والرجال والأطفال في لبنان".
ضربة كبيرة
قال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله اليوم الخميس إن الحزب تعرض "لضربة كبيرة أمنياً وإنسانياً وغير مسبوقة"، متوعداً إسرائيل "بحساب عسير وقصاص عادل" بعد تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية.
وأضاف نصرالله أن إسرائيل لن تكون قادرة على إعادة سكان الشمال إلى المنطقة الحدودية مع لبنان، ما لم توقف الحرب على قطاع غزة.
وأشار الأمين العام لـ"حزب الله" إلى أنهم "في المرحلة الأكثر حساسية ودقة من المعركة" وأن "الحساب سيأتي وفي أضيق دائرة حتى من أنفسنا وسنحتفظ به".
وقال نصرالله "نأمل أن تدخل إسرائيل جنوب لبنان لأنها ستوجد فرصة تاريخية لـ’حزب الله‘"، مؤكداً أن الحزب "رفع جاهزية الأسلحة كافة وجميع المقاتلين"، وأوضح أن "كبار قيادات الحزب لا يحملون طراز أجهزة البيجر التي انفجرت"، وذكر أن الحزب شكل "لجان تحقيق داخلية" حول أجهزة الاتصال "من المنتج إلى... لحظة التفجير".
مقتل عسكريين
يأتي هذا بينما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل عسكريين اثنين الخميس في الشمال قرب الحدود مع لبنان حيث تخوض قواته مواجهات يومية تقريباً مع "حزب الله".
وأفاد بيان للجيش بأن جندي الاحتياط نائل فوارسي (43 سنة) والضابط تومر كيرين (20 سنة) "قتلا أثناء عمليات قتالية" في حادثتين منفصلتين.
تصاعد العنف
غداة موجة ثانية من الهجمات التي فجرت أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها "حزب الله" والتي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات في لبنان، تصاعد القصف المتبادل عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي والحزب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي بعد ظهر اليوم أنه يهاجم أهدافاً لـ"حزب الله" في لبنان "بهدف تجريد قدرات وبنى تحتية إرهابية عسكرية تابعة له". وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على "تيليغرام" إن الجيش يعمل على "خلق حال أمنية في الشمال تسمح بعودة السكان لمنازلهم وتحقيق أهداف الحرب الأخرى كافة".
وأشار أدرعي إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي أنهى جلسة للمصادقة على الخطط للجبهة الشمالية مع لبنان.
وبالتوازي، أعلنت وسائل إعلام لبنانية بأن القصف الإسرائيلي طاول العديد من المناطق في الجنوب، فيما دوت صفارات الإنذار في مناطق عدة شمال إسرائيل.
وترددت في سماء بيروت أصوات ما قالت وسائل إعلام رسمية لبنانية إنها طائرات إسرائيلية تخترق حاجز الصوت، فيما قصف الجيش الإسرائيلي عدداً من القرى جنوب لبنان وشن "حزب الله" هجمات صاروخية على مواقع إسرائيلية عدة.
37 قتيلاً
وقال وزير الصحة اللبناني فراس أبيض إن حصيلة انفجارات الأجهزة اللاسلكية في لبنان أمس الأربعاء، ارتفعت إلى 25 قتيلاً و608 جرحى، فيما بلغت حصيلة انفجارات أجهزة البيجر أول من أمس الثلاثاء 12 قتيلاً و2323 مصاباً. وقال أبيض إن حجم الأجهزة اللاسلكية التي انفجرت أمس كان أكبر لذا سجل عدد أكبر من الإصابات البليغة.
ونعى الحزب المقرب من إيران 20 من عناصره قائلاً إنهم سقطوا "على طريق القدس"، وهي العبارة التي يستخدمها منذ بدء التصعيد لنعي مقاتليه الذين يقضون بنيران إسرائيلية، وقال المصدر المقرب من الحزب إن القتلى الـ 20 سقطوا "بانفجارات اللاسلكي يوم أمس" الأربعاء، وفي وقت لاحق اليوم نعى الحزب كذلك خمسة آخرين من عناصره.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بدوي انفجارات عدة في دمشق ودير الزور في سوريا أمس ناجمة عن تفجير أجهزة لاسلكية، وذلك بالتزامن مع موجه التفجيرات الثانية في لبنان.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن ثلاثة مسؤولي استخبارات طلبوا عدم كشف هوياتهم، إن شركة B.A.C. Consulting المصنعة لأجهزة الـ"بيجر" التي انفجرت في لبنان أول من أمس الثلاثاء، لم تكن سوى شركة إسرائيلية وهمية اتخذت من المجر مقراً. وأضاف التقرير أنه فيما كانت الشركة تصنع أجهزة "بيجر" سليمة للزبائن العاديين، عمدت إلى تفخيخ الشحنة المخصصة لـ"حزب الله" بكميات صغيرة من المواد المتفجرة التي أضيفت إلى البطاريات.
التركيز على الشمال
وتوجه وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب إلى نيويورك للمشاركة في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي ستعقد بعد ظهر غد الجمعة، لبحث الوضع في لبنان بناء على طلب بيروت في ضوء التفجيرات الأخيرة.
ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي مجلس الأمن لاتخاذ موقف "حازم" لوقف "العدوان الإسرائيلي والحرب التكنولوجية" على لبنان.
وتلقى كل من ميقاتي ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اتصالاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث الوضع في لبنان والمنطقة. وخلال اتصاله بميقاتي، دان الرئيس الفرنسي "التفجيرات التي حصلت في اليومين الأخيرين"، معرباً عن "تضامنه وتعاطفه مع لبنان في هذه المحنة الأليمة". ودعا ماكرون "جميع الأطراف إلى ضبط النفس وعدم التصعيد الذي لا يفضي إلى أي حل".
ودان المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان اليوم الخميس "بأشد العبارات" تفجيرات أمس في لبنان، مجدداً التأكيد أن "الأسلوب العشوائي المستخدم غير مقبول بسبب الأضرار الجانبية الحتمية والفادحة في صفوف المدنيين"، مضيفاً أن "من يقف وراء هذه الهجمات يهدف إلى نشر الرعب في لبنان"، وداعياً إلى إجراء تحقيق مستقل.
وحذر بوريل من "خطر التصعيد العسكري، مع العواقب المدمرة على المنطقة بأكملها"، مما يتطلب "حشداً عاجلاً للجهود" لدعم السلام.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الأربعاء إن الحرب، التي تشنها إسرائيل في غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) دخلت مرحلة جديدة مع تحول التركيز الآن إلى منطقة الحدود الشمالية. وأضاف أنه يتم حالياً إرسال مزيد من الوحدات العسكرية والموارد إلى الحدود الشمالية. وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن القوات التي يتم نشرها على الحدود تشمل "الفرقة 98"، وهي نخبة تقاتل في غزة تضم عناصر من القوات الخاصة وقوات المظلات.
وعلى رغم الأحداث التي وقعت خلال الأيام الأخيرة، قال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) في جنوب لبنان أندريا تيننتي لـ"رويترز"، إن الوضع على طول الحدود "لم يتغير كثيراً في ما يتعلق بتبادل إطلاق النار بين الطرفين". وأوضح أن "كان هناك تصعيد في الأسبوع الماضي. والأمر مماثل تقريباً في الأسبوع الجاري. لا يزال هناك تبادل لإطلاق النار. لا يزال الأمر مقلقاً ويدعو إلى الخوف مع وجود حدة في التصريحات".
10 جرحى في إسرائيل
ميدانياً، أصيب اليوم ما لا يقل عن ثمانية أشخاص بجروح جراء هجوم صاروخي شنه "حزب الله" من لبنان، واستهدف مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى، فيما أصيب شخصان آخران في هجوم على الجليل بطائرة مسيّرة انطلقت من لبنان، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.
وأعلن "حزب الله" من جهته استهداف نقطة تموضع لجنود إسرائيليين في موقع المرج، مشيراً إلى أنه أوقع "عدداً من القتلى والجرحى".
كما أعلن الحزب في بيانات منفصلة اليوم أنه شن هجوماً "بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في يعرا"، وهجوماً آخر "بسرب من المسيرات الانقضاضية على مرابض مدفعية العدو في بيت هلل مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابت أهدافها بدقة".
وقال "حزب الله" إنه استهدف موقع راميا وثكنة زرعيت بقذائف المدفعية والصواريخ.
وفي المقابل رد الجيش الإسرائيلي باستهداف مصادر النيران، واستهدف القصف الإسرائيلي اليوم بلدات الخيام وميس الجبل وبليدا والطيبة، وفق الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان.
وألقى الجيش الإسرائيلي اليوم قذائف فوسفورية ودخانية على أطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية مما أدى إلى تصاعد الدخان الكثيف على الحدود وفق ما أفادت به "الوكالة الوطنية".
وأضافت الوكالة أن الطائرات الإسرائيلية شنت فجراً أيضاً ضربات على دفعتين مستهدفة بلدة كفركلا بأربعة صواريخ، وبمعدل صاروخين في كل غارة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه هاجم "مباني عسكرية ومستودع أسلحة" لـ "حزب الله" في سبع مناطق جنوب لبنان خلال ساعات الليل الماضية، بما فيها مناطق شيحين والطيبة وبليدا وميس الجبل وعيترون وكفركلا والخيام.
من جهتها قالت "الوكالة الوطنية" إن الجيش الإسرائيلي أغار أثناء الليل على المنطقة الواقعة بين بلدتي الجبين وشيحين بصاروخين بالتزامن مع قصف مدفعي على أطراف بلدتي ياطر وحداثا، كما طاول القصف مدينة الخيام وبلدات بيت ليف وعيتا الجبل ورامية وجبل بلاط والطيبة لغارة والصالحاني وميس الجبل وبليدا وعيترون، وفق "الوكالة الوطنية".
آيكوم تحقق
من جهتها، قالت شركة "آيكوم" اليابانية التي قيل إن الأجهزة المنفجرة أمس الأربعاء تحمل علامتها، إنها أوقفت قبل نحو 10 سنوات تصنيع طراز أجهزة اللاسلكي التي انفجرت في لبنان.
وأوضحت الشركة في بيان وزعته اليوم الخميس أن "طراز آي سي-في82 هو جهاز لاسلكي محمول كان ينتج ويصدر إلى مناطق منها الشرق الأوسط من 2004 إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2014، وأوقف إنتاجه قبل 10 سنوات تقريباً، ومنذ ذلك الحين لم يشحن من جانب شركتنا".
وأضافت "إنتاج البطاريات الضرورية لتشغيل الوحدة الرئيسة توقف أيضاً، ولم يحدد وجود الدمغة المجسمة المستخدمة لتمييزها عن تلك المزورة، لذا لا يمكن الجزم إن كان المنتج شحن من جانبنا".
وتابعت أن المنتجات الموجهة إلى الأسواق الخارجية تباع حصراً من جانب موزعين معتمدين وأن برنامجها للتصدير يستند إلى الضوابط الأمنية التجارية في اليابان، وأفادت بأن "كل أجهزتنا اللاسلكية تصنع في فرعنا للإنتاج ’واكاياما آيكوم إنكوربورترايد‘ في منطقة واكاياما في ظل نظام إدارة صارم، لذا لا تستخدم في المنتج أية قطع أخرى غير تلك المحددة من جانب شركتنا"، وأضافت "كل أجهزتنا اللاسلكية تنتج في المصنع نفسه ولا نصنعها في الخارج".
وذكرت "آيكوم" في بيان أنه "في وقت سابق من اليوم، زعمت وسائل إعلام حول العالم أن أجهزة إرسال تحمل شعار شركة Icom انفجرت في لبنان"، وأضافت "نحن نحقق حالياً في الوقائع المتعلقة بهذا الأمر، وسننشر المعلومات المحدثة، حال توفرها، على موقعنا الإلكتروني".
اليابان وتايوان
في السياق قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، عندما سئل عن انفجارات أجهزة الاتصال التي وقعت خلال اليومين الماضيين في لبنان، إنه على علم بالتقارير المتعلقة بأجهزة الاتصال اللاسلكية التابعة لشركة "آيكوم"، وإن الحكومة تجمع المعلومات.
ومن ناحية ثانية قال وزير الدفاع التايواني ولنغتون كو إن فريق الأمن الوطني في البلاد "يولي اهتماماً كبيراً" لتفجير آلاف من أجهزة الاتصال اللاسلكية (بيجر) الذي استهدف جماعة "حزب الله" في لبنان، وذلك بعد ربط اسم شركة "غولد أبولو" التايوانية بإنتاج تلك الأجهزة.
كما صرح المتحدث باسم الوزارة سون لي فانغ، الذي كان يجلس بجانب كو، بأن المعلومات المعلنة من الشركة هي أنها لم تصنع أجهزة الاتصال. وأضاف أنه عندما يتعلق الأمر بالتعاون الدولي، فإن تايبه تريد نوعاً من التعاون يساعد في الحفاظ على الاستقرار في مضيق تايوان، و"ليس النوع الذي ينطوي على أي أعمال استفزازية محتملة خارج المنطقة".
وزارة الاتصالات اللبنانية دانت من جهتها في بيان تفجير أجهزة "آيكوم"، مؤكدة أن الأجهزة التي فجرت "لم تشتر عن طريق الوكيل، ولم ترخص من وزارة الاتصالات، علماً أن الترخيص يكون بعد أخذ موافقة الأجهزة الأمنية".
تحذير أميركي
من جانبه حذر البيت الأبيض جميع الأطراف من أي تصعيد في الشرق الأوسط بعد انفجارات شهدها لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء، وطاولت أجهزة اتصال لعناصر في "حزب الله" الموالي لإيران ونسبت إلى إسرائيل.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين "ما زلنا لا نريد أن نرى أي تصعيد من أي نوع، لا نعتقد على الإطلاق أن الطريقة لحل الأزمة الحالية تكمن في عمليات عسكرية إضافية".
وأضاف كيربي "ما زلنا نعتقد أن أفضل طريقة لمنع التصعيد ومنع فتح جبهة أخرى في لبنان هي من خلال الدبلوماسية"، وكانت إيران التي تدعم "حزب الله" امتنعت عن الرد بشكل واسع على إسرائيل بعد هجوم وقع في طهران، وأدى إلى مقتل الزعيم السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية ونسبته طهران إلى تل أبيب.
وتخوض إسرائيل مواجهات منتظمة مع "حزب الله"، منذ الهجوم الذي شنته "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعندما سئل عما إذا كانت إسرائيل تلتزم بالقانون الإنساني الدولي في التفجيرات التي وقعت عبر أجهزة النداء واللاسلكي في لبنان، أجاب كيربي "كما قلنا منذ البداية، فإن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها".
وأضاف أن "الطريقة التي يقومون (الإسرائيليون) بها بذلك تهمنا، ونحن لا نتردد في إجراء مثل هذه المحادثات مع الإسرائيليين بالشكل المناسب"، من دون تأكيد تورط إسرائيل.
أما في ما يتعلق بالولايات المتحدة، فكرر كيربي تصريحات سابقة قائلاً "لم نكن متورطين في حوادث الأمس أو اليوم بأي شكل من الأشكال".
اجتماع خماسي
يجتمع ممثلون للدبلوماسية الأميركية والفرنسية والألمانية والإيطالية والبريطانية اليوم الخميس في باريس لمناقشة الوضع في لبنان ومصير المفاوضات من أجل هدنة بقطاع غزة، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية أمس الأربعاء.
ويأتي الاجتماع غداة زيارة سريعة قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للقاهرة في محاولة لإحياء المفاوضات حول هدنة بين إسرائيل وحركة "حماس"، ومع موجة تفجيرات طاولت أجهزة اتصال يستخدمها عناصر "حزب الله" في لبنان.
من جانبها أعلنت إسرائيل مساء الأربعاء انتقال "مركز ثقل الحرب إلى الشمال"، وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني مشاركته في اجتماع باريس، موضحاً في بيان أن اللقاء سيبحث أيضاً التطورات في أوكرانيا.
وجاء في بيان الوزير الإيطالي أن "الاجتماع سيركز على الأزمة في الشرق الأوسط، مع اهتمام خاص بحال المفاوضات القائمة من أجل وقف لإطلاق النار في غزة، وبالوضع في لبنان. سيتطرق أيضاً إلى قضية تعزيز الدعم لأوكرانيا".
وسيمثل دبلوماسي ألماني وزيرة الخارجية انالينا بيربوك، في حين لم تؤكد لندن مشاركتها إلى الآن.
وأكدت الخارجية الأميركية مشاركة أنتوني بلينكن، لافتة إلى أنه سيلتقي أيضاً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال المبعوث الإيراني لدى الأمم المتحدة إن بلاده "تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات الرد" بعد إصابة السفير الإيراني في بيروت بانفجارات الأجهزة اللاسلكية.
وفي تركيا، اتهم وزير الخارجية هاكان فيدان اليوم إسرائيل "بتوسيع الحرب إلى لبنان".
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "كل الأطراف" من مغبة التصعيد في الشرق الأوسط بعد موجة الانفجارات.
وقالت وزارة الخارجية الإسبانية إن "الهجمات باستخدام الوسائل الإلكترونية في لبنان انتهاك للقانون الدولي وتهدد استقرار المنطقة".