Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بارون ترمب موزع ما بين طموح والده السياسي ورغبات والدته

أصبح الابن الأصغر الخجول للرئيس الأميركي السابق وزوجته في دائرة الضوء أكثر من أي وقت مضى، لكن ما الخطة المعدة له وهل تتسبب بالتوتر خلف الكواليس؟

بارون ترمب، الابن الوحيد لدونالد من زوجته ميلانيا، يرفع إبهامه خلال تجمع انتخابي لحملة والده في فلوريدا (رويترز)

ملخص

يبدو وكأن بارون ترمب، الابن الأصغر لدونالد وميلانيا ترمب، يدخل شيئا فشيئا في مسار والده السياسي، مما أثار دهشة واستحسان مناصري الرئيس السابق، وسط حرص شديد من قبل والدته على الحفاظ على خصوصيته والتزاماته التعليمية.

صحيح أن الحشود في التجمعات السياسية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب معتادة على المفاجآت، إلا أن حضور بارون، البالغ من العمر 18 سنة، لتجمع في فلوريدا في وقت سابق من فصل الصيف خلال يوليو (تموز) الماضي تسبب بدهشة واضحة بين الحضور، على رغم أنه لم يخاطبهم بصورة مباشرة. لقد وقف أصغر أبناء دونالد ترمب من مقعده، واستدار، ورفع يده إلى الأعلى ولوح، وقام بإشارة والده الشهيرة "رفع الإبهام". لم يكُن بحاجة إلى كلمات، مجرد الخروج من عباءة [ظل] والده بهذه الحيوية غير المعتادة، كان كافياً لإثارة حماسة الحضور الذي رد بتصفيق حار.

"انظروا إليه"، صاح ترمب بفخر من المنصة. "هذه المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك". ثم نظر من المنصة إلى بارون، وتابع: "إنها المرة الأولى، صحيح؟ إنك مشهور جداً. قد يكون أكثر شعبية من دون وإيريك [ابني ترمب الآخرين]. دون، علينا التحدث بالموضوع، صحيح؟"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن هذا العرض لم يكُن حركة عفوية قام بها ابن ترمب الوحيد من زوجته الحالية ميلانيا للتعبير عن دعمه لوالده. فبعد شهر، كانت ثمة إشارات إلى أن ذلك كان جزءاً من خطة ترمب لجذب "الجيل زد" [مواليد آخر التسعينيات والعقد الأول من الألفية الثانية]، إذ كشف الرئيس السابق لموظفي البيت الأبيض خلال عهد ترمب، ميك مولفاني، عن أن بارون بات يُسأل عن رأيه حول كيفية جذب الدعم من الناخبين الأصغر سناً.

وكذلك يُقال إن بارون كان وراء مقابلة ترمب مع المؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي أدين روس – وهو حديث مدته 90 دقيقة تم تصويره في قصر ترمب في "مارالاغو" في فلوريدا وبث مباشرة عبر منصة "كيك" Kick. وفي وقت سابق، تم طرد روس من منصة "تويتش" Twitch بسبب استخدامه لغة معادية للمثليين وعرض رسائل عنصرية. لكن بعد ذلك استطاع لقاء الرئيس السابق وقدّم له [أي للرئيس] ساعة "رولكس" وسيارة "تيسلا" من طراز "سايبر تراك". وكان ترمب ظهر سابقاً في بودكاست للمؤثر لوغان بول كجزء من الخطة للوصول إلى الناخبين الذكور الشباب. الرجال الذين كانوا مؤثرين للغاية في صعود اليمين المتطرف في أوروبا.

ولكن السؤال هو ما مدى قيام بارون وميلانيا بدور سياسي جديد لتعزيز صورة ترمب بين الجيل الأصغر سناً. في مطلع سبتمبر (أيلول) الجاري، تم تصوير بارون الطالب عند وصوله إلى الحرم الجامعي في جامعة نيويورك في مانهاتن، كان ذلك خلال يومه الأول في كلية ستيرن لإدارة الأعمال، وكان يترجل من سيارة دفع رباعي مرتدياً قميصاً أبيض وبنطلوناً أسود وحذاء رياضياً من "أديداس"، محاطاً بعملاء الخدمة السرية.

كانت أولى محطاته مكتب عميد كلية إدارة الأعمال الموقت، جي بي إيغرز، وليتم الكشف بعد ذلك عن أن إيغرز كان واحداً من 20 عضواً من أعضاء هيئة التدريس الذين وقّعوا عام 2020 على رسالة مفتوحة إلى قادة الأعمال يدقون فيها ناقوس الخطر حول التهديد المتمثل في ولاية رئاسية ثانية للرئيس ترمب. وورد في نص الرسالة أن ترمب "... يشوه العلم ويروج للأكاذيب ويحرض على العنف ويحاول نزع الشرعية عن الصحافة ويسيس كل شيء من وزارة العدل إلى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى الخدمات البريدية ويسعى إلى تقويض نزاهة الانتخابات الأميركية".

من غير المعروف مدى الإحراج الذي سببه هذا لبارون، ولكن إن كان ترمب يطلب من ابنه الأصغر أن يقوم بدور في الشهرين الأخيرين من الحملة، فإنه يطلب منه وضع الولاء لمسيرة والده المهنية قبل متطلباته الجامعية.

خلال حديث مع أحد المحللين الاستراتيجيين السياسيين قال: "يبدو أن ترمب بحال من اليأس قد تجعله قادراً على تجربة أي شيء لمعرفة ما الذي قد ينجح". وأضاف: "يبدو أن بارون شخص شديد الخصوصية، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأنه قد يرغب في القيام بهذا الدور، أو أنه سيكون حقاً جيداً فيه. سيكون من الأفضل له [ترمب الأب] أن يعتمد على المؤثرين المحافظين مثل أدين روس".

وبالنسبة إلى المحامي الجمهوري والرئيس السابق للمحافظين في مقاطعة غرب تكساس، جاستن تيل، فإن الأمر سيعتمد على رسالة بارون. قال: "يتمتع الديمقراطيون حالياً بالتقدم ووسائل التواصل الاجتماعي تساعد [كامالا] الآن على الانتشار بصورة واسعة. لا أعرف ما إذا كان إرسال بارون إلى التجمعات سيكون كافياً لتحقيق تقدم".

في أوروبا، لوحظ انجذاب الشباب المتعلمين الذين يقودون صعود اليمين المتطرف إلى التركيز على الذكورية والسياسة القومية. هناك أدلة على أن هذه المجموعة من الناخبين ستكون حاسمة بالنسبة إلى الجمهوريين أيضاً، خصوصاً أن الحزب يبحث عن طاقة أكثر شباباً لصرف الانتباه عن السن الكبيرة للرجل في المقدمة.

يعتبر الدكتور جيم هينسون الذي يدير مشروع تكساس للسياسة في جامعة تكساس، أن هناك جانباً أعمق للموضوع، متسائلاً "ما الذي يدفع الشباب، بخاصة الشباب الأبيض في سن التصويت، إلى الاتجاه الشعبوي الرجعي المتمثل في شعار 'لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى'؟". وبحسب هينسون فإن كلا الحملتين الجمهورية والديمقراطية تحاول جذب أعداد صغيرة نسبياً من الناس في الولايات المتأرجحة. ويقول: "إذا كان (ترمب) مستعداً وكانت ميلانيا مستعدة وكانا يعتقدان بأن ذلك سيساعد حملة ترمب، يمكنني التفكير أنهما قد يجربان ذلك. لقد أصبحت المقولة القديمة 'كل صوت مهم' دقيقة إلى حد ما".

"أعتقد بأن الذكور في عائلة ترمب أظهروا اهتماماً كبيراً بوجود شيء مثل سلالة ترمب إذا تمكنوا من إدارتها"

الدكتور جيم هينسون، مدير مشروع تكساس للسياسة

لغاية الأسبوع الماضي، كانت السيدة الأولى السابقة غائبة بصورة ملحوظة عن حملة زوجها الرئاسية. مع ذلك فقد شاركت أخيراً سلسلة من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لنشر مذكراتها التي تحمل عنوان: "ميلانيا".

وركّز الفيديو الأول على تقديم "حقيقتها"، في حين ركز الثاني على "التحديات" المفترضة في شأن حرية زوجها في التعبير، وطالب الثالث بـ"إجابات" عن محاولة اغتياله في يوليو الماضي. أما الفيديو الرابع الذي نُشر خلال هذا الأسبوع على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، فتمحور حول ابنها بارون.

وشاركت ميلانيا في هذا الفيديو صورة داكنة لها وهي تحمل بارون عندما كان طفلاً، وقالت بحماسة "تحديات ومكافآت الأمومة من سهر الليالي إلى بهجة الإنجازات، تجلب رضا هائلاً لا تفهمه سوى الأم". وفي الفيديو نفسه، تظهر صورة من الأرشيف بالأبيض والأسود لميلانيا وهي تضع رأسها على خد ابنها الرضيع وتختتم بالقول: "الدروس التي تعلمتها من هذه التجارب عميقة وشكلت [شخصيتي] بطرق لم أكُن لأتخيلها أبداً".

من الواضح أن الأم والأب يريان أن بارون يقوم بدور حاسم في صياغة قصة كل منهما، لكن المحلل الاستراتيجي الديمقراطي ديفيد لوغان يرى أن وجهات نظرهما قد تختلف حول كيفية القيام بذلك. في مايو (أيار) الماضي، رفضت السيدة الأولى السابقة دعوة وجهت إلى بارون للعمل كمندوب في مؤتمر الحزب الجمهوري لهذا العام. وجاء في بيان صدر حينها: "بينما يتشرف بارون باختياره كمندوب من قبل الحزب الجمهوري في فلوريدا، إلا أنه للأسف يرفض المشاركة بسبب التزامات سابقة".

ومن المعروف عن ميلانيا ترمب حمايتها لابنها. وعندما كان أصغر سناً، كان يتحدث بلهجة شرق أوروبية ملحوظة، على رغم أنه لم يعِش في سلوفينيا [موطن ميلانيا الأصلي] أبداً. وأوضحت ميلانيا في وقت سابق خلال حديث مع مراسل شبكة "سي أن أن": "يقضي [بارون] معظم وقته معي".

وكان يقضي معظم ذلك الوقت في رفاهية. بعد ولادته عام 2006، أرسلت المذيعة التلفزيونية إلين دي جينيريس عربة أطفال ذهبية لعائلة ترمب، في حين أن جناح بارون الخاص في شقة ترمب في مانهاتن - الذي أشارت إليه ميلانيا باسم "غرفة معيشة بارون" - يضم مطبخاً وغرفة معيشة وسكناً للمربيات المكلفات رعايته. لاحقاً، عندما أصبح والده رئيساً، كانت لدى ترمب الصغير حرية التصرف في سينما البيت الأبيض الخاصة وصالة البولينغ والمسبح. وكانت غرفته الخاصة هناك مليئة بوجباته الخفيفة المفضلة، إضافة إلى مستلزمات الاستحمام التي يحب استخدامها.

في أغسطس (آب) الماضي، كتبت ميلانيا على موقع "إكس": "أسرت مدينة نيويورك قلبي منذ لحظة وصولي إليها قبل 28 عاماً من اليوم... هذه المدينة المدهشة ليست موطني فحسب، بل إنها لوحة ملونة تتجسد فيها الأحلام". هل كان المنشور إشارة مبهمة إلى قرار ابنها الالتحاق بالجامعة هناك؟، أم كما تساءل موقع "ذا ديلي بيست" The Daily Beast، "هل كان ذلك سخرية من دونالد ترمب الذي يبدو أنه يكره نيويورك الحالية بقدر ما يكرهه سكان نيويورك؟".

ولكن كلاهما سيدرك سبباً آخر لجعل بارون يدخل في مجال الأعمال العائلية عاجلاً أم آجلاً: السلالة.

في 2019، ألمح دونالد جونيور في "ستوري" على منصة "إنستغرام" إلى احتمال ترشحه للرئاسة عام 2024. لكن في النهاية، قرر والده أنه يريد المحاولة مرة أخرى. ومع ذلك لن يتفاجأ أحد إذا ترشح جونيور في المستقبل، فهو ابن أبيه. وهكذا فإن دوراً مركزياً لبارون ترمب يضمن اكتمال إرث ترمب السياسي.

ويقول هينسون: "أعتقد بأن الذكور في عائلة ترمب أظهروا اهتماماً كبيراً بوجود شيء مثل سلالة ترمب إذا تمكنوا من إدارتها. لكن السلالات السياسية معقدة. إذا نظرنا إلى آل بوش وكينيدي، فإن تلك العائلات كانت مليئة بالتوترات والمنافسات الداخلية".

ولكن ربما يكون آل ترمب، بمشاريعهم المتنوعة، أكثر شبهاً بعائلة روي في مسلسل "الخلافة" Succession.

ويعتقد ديفيد لوغان بأن هناك جزءاً من قاعدة ترمب الانتخابية يحب تقديس فكرة مَلكية ترمب، فيقول: "الرئيس ترمب، يليه ابنه الأكبر في السلطة لمدة ثمانية أعوام، وبعده بارون في النهاية. ولكن إذا خسر ترمب، لا أعتقد بأن ترمب جونيور سيحصل على العرش. سيذهب إلى شبيه [مرشح ترمب لمنصب نائب الرئيس] جي دي فانس بدلاً من ذلك".

أما جاستن تيل فقال: "تميل السلالات إلى الانهيار. وعلى أي حال، من وجهة نظر ترمب فإن إرثه يتعلق به فقط. إنه يريد تماثيل لنفسه. وإذا لم يقُم ببناء تمثال، فإن اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ستفعل ذلك".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات