Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عينها على جيرانها... الجزائر وجهة سياحية علاجية مقبلة

قامت الحكومة بخطوات جادة لتشجيع هذا القطاع منها إصدار 10 آلاف تأشيرة لزيارة الصحراء ووضعت الأطراف المعنية استراتيجية للتكفل بـ 1880 منبعاً حيوياً

أكد الديوان التونسي للسياحة والأسفار أن تونس ما زالت الوجهة السياحية المفضلة للجزائريين (وسائل التواصل)

ملخص

تحتضن الجزائر 280 منبعاً حموياً و1600 مؤسسة فندقية بطاقة استيعاب تقدّر بـ 151 ألف سرير، وثلاثة مراكز للعلاج بمياه البحر، مع برمجة 22 مشروعاً لإنجاز مراكز أخرى على مستوى الشريط الساحلي.

دفع توجه الجزائر لتنويع المداخيل بعيداً من الريع النفطي، إلى البحث عن روافد جديدة من شأنها المساهمة في تحقيق استقلالية اقتصادية. وبعد محاولات عدة في مجالات وقطاعات مختلفة، جاء الدور على السياحة العلاجية التي لا تزال تراوح مكانها على رغم الجهود المبذولة، غير أن الاهتمام المتزايد خلال الأعوام الأخيرة يبعث على التفاؤل، بحسب ناشطين.

مقومات من دون سياح

وتزخر الجزائر بمقومات سياحية طبيعية غير محدودة، لكن لم تتمكن الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال من إعطائها دفعة تحرك عجلتها نحو الأمام، ويبدو أن "العلاجية" نوع استقطب اهتمام السلطات خلال الفترة الأخيرة، فتم تنظيم المؤتمر الدولي للصحة والسياحة العلاجية تحت شعار "الجزائر نحو وجهة استقطابية للسياحة العلاجية".

وتعتبر السياحة العلاجية من أهم أنواع السياحة في العالم التي باتت توليها دول عدة أهمية كبيرة، نظراً إلى زيادة الطلب عليها ولعائداتها المرتفعة. والجزائر واحدة من بين تلك الدول التي تحاول أن تكون رائدة في هذا النوع من السياحة، لا سيما أنها تتوافر على نحو 282 منبعاً معدنياً، وغيرها من المراكز الحموية والاستشفائية الطبيعية.

قبلة للسياحة العلاجية بعد 4 أعوام؟

وفي السياق، قال رئيس الفيدرالية الجزائرية للنقل والسياحة نصر الدين حارك إن الاهتمام بهذا النوع من السياحة ضروري إذ يسهم في النمو الاقتصاد الوطني، مؤكداً أن امتلاك البلاد مقومات طبيعية وفي ظل المشاريع المنجزة والتي تنتظر الإتمام، وكذلك السياسات المنتهجة في هذا القطاع، كلها عوامل يمكن أن تجعل من الجزائر وجهة سياحية بامتياز.

وتوقع حارك أن تصبح الجزائر في غضون أربعة أعوام قبلة للسياحة العلاجية، موضحاً أن الحمامات الطبيعية التي تحتضنها مناظر طبيعية خلابة، تنتظر فقط الترويج لها عالمياً، وشدد على أنه يجري التفكير في جعل بعض المحطات الحموية عصرية، مع زيادة عدد مراكز العلاج بمياه البحر على الشريط الساحلي الجزائري.

مورد مالي وبشري

إلى ذلك، يرى أستاذ الاقتصاد علي حاجي في تصريح إلى "اندبندنت عربية" أن الاقتصاد السياحي العلاجي يُعدّ مورداً مالياً وبشرياً ومحركاً حقيقياً فاعلاً ومتفاعلاً مرتبطاً باقتصاد الدول وصحة مجتمعاتها، سواء كان في الشق الطبي الاستشفائي أو الوقائي، والجزائر واحدة من الدول التي يمكن أن تكون قطباً في هذا المجال، بالنظر إلى ما تمتلكه من مقومات سياحية متنوعة ومتشابكة. وأضاف أن الضغوطات اليومية باتت تهدد صحة الأفراد، مما جعل البحث عن السياحة من أجل الاستجمام وكسر روتين العمل القاتل غير كافٍ، بل أصبح العلاج الصحي والراحة الجسدية وإعادة التأهيل لمواجهة مصاعب الحياة ومقتضيات عصر السرعة والتطور والمشكلات المتعددة، من الأهداف التي يرغب الجميع في الوصول إليها، لذا أولت الجزائر أهمية للسياحة العلاجية أو الصحية كمكسب يسهم في تنويع اقتصاد البلاد المرتبط بالمحروقات.

ويوضح حاجي أن الجزائر قامت بتأهيل كثير من الحمامات الطبيعية والمنتجعات المعدنية، وإنشاء مراكز العلاج بمياه البحر، مبرزاً أن هذا النوع من السياحة لم يعُد مرتبطاً بالطبيعة بعدما انتقل إلى يد الإنسان، إذ وسعت البلاد من دائرة هذه السياحة إلى الصحة العلاجية في المستشفيات والهياكل الاستشفائية.

التكفل بـ 1880 منبعاً حيوياً وإحصاء 1600 مؤسسة فندقية

ومن أجل منح السياحة العلاجية مكانة متقدمة بصورة تجعلها تستقطب السياح الأجانب والمحليين على السواء، كشف مدير الحمامات المعدنية والنشاطات الحموية في وزارة السياحة والصناعة التقليدية الجزائرية محمد كريم شيخي، خلال تنظيم المؤتمر الدولي للصحة والسياحة العلاجية في الجزائر العاصمة، عن أن الجهات الوصية وضعت استراتيجية للتكفل بـ 1880 منبعاً حيوياً بغرض إبراز المؤهلات التي تحوزها البلاد والتي يمكن أن تجعل منها وجهة سياحية علاجية بامتياز.

وأوضح شيخي أن الجزائر تحتضن 280 منبعاً حموياً و1600 مؤسسة فندقية بطاقة استيعاب تقدّر بـ 151 ألف سرير، وثلاثة مراكز للعلاج بمياه البحر، مع برمجة 22 مشروعاً لإنجاز مراكز أخرى على مستوى الشريط الساحلي.

قطاع متأخر

"وعلى رغم كل الإمكانات التي تزخر بها الجزائر، إلا أن القطاع السياحي لا يزال متأخراً مقارنة بدول كثيرة أخرى"، يقول الباحث في الاقتصاد مراد كواشي، مشيراً إلى أن نسبة مساهمة السياحة في الناتج المحلي وفي خلق مناصب العمل تبقى ضعيفة جداً، وأرجع أسباب هذا الوضع إلى محدودية الطروحات إذ إن الحديث عن السياحة في الجزائر ينطلق مع بداية كل موسم صيف، وكأن السياحة مرتبطة فقط بالبحر والاصطياف، وبعد انتهاء الموسم ينتهي معه الحديث عن السياحة، إضافة إلى غياب استراتيجية واضحة لتطوير القطاع لأن الأمر لا يتعلق بالفنادق وعدد الأسرة، بل هو ثقافة وهياكل وطرق ومواصلات وهياكل قاعدية وبنى تحتية وغير ذلك.

وعبّر كواشي عن أسفه لضعف الاهتمام بالسياحة الجبلية والعلاجية والصحراوية وغيرها، مشدداً على أن تأخر السياحة العلاجية في الجزائر يرجع إلى عدم الاستثمار في هذا النوع وعدم توفير الهياكل الضرورية من طرق وفنادق وتحسين الخدمات، وكذلك تجهيز المركبات بالأطباء المتخصصين، فكل هذه الأسباب أدت الى عدم تطور هذا النوع من السياحة في بلادنا، فضلاً عن غياب الترويج والتعريف بهذا النوع من السياحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

استهداف 10 ملايين سائح

وتسعى الحكومة الجزائرية إلى تنويع مصادر الدخل المعتمد حالياً على عائدات الطاقة، ومن بينها العمل على تشجيع السياحة عبر استهداف جذب 10 ملايين سائح بحلول عام 2030، إذ قال وزير السياحة الجزائري مختار ديدوش في تصريحات صحافية إن الحكومة قامت بخطوات جادة لتشجيع السياحة في البلاد، من بينها إصدار 10 آلاف تأشيرة لزيارة صحراء الجزائر، إضافة إلى تسهيلات للجالية المقيمة في الخارج، حيث بلغ إجمالي عدد السائحين الجزائريين المغتربين 3.3 مليون خلال 2023.

على رغم الجهود المبذولة والأرقام المستهدفة، إلا أن السياح الجزائريين لا يزالون يحافظون على المرتبة الأولى من بين سياح العالم الذين يقصدون تونس، مما يطرح استفهامات حول أسباب "الفشل" في الحفاظ على السياح المحليين.

وأكد الديوان التونسي للسياحة والأسفار أن تونس ما زالت الوجهة السياحية المفضلة للجزائريين، وهي تسجل عاماً تلو الآخر أرقاماً قياسية لناحية دخول السياح الجزائريين، وكشف عن دخول أكثر من ثلاثة ملايين سائح جزائري إلى تونس، بارتفاع تجاوز 3.5 في المئة مقارنة بـ 2019.

وأوضح الديوان التونسي أنه في الفترة الممتدة بين يناير (كانون الثاني) حتى الـ10 من يوليو (تموز) من عام 2024، استقبلت الجارة الشرقية 1.419.067 سائح جزائري بارتفاع يقدر بـ17 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، و26 في المئة مقارنة بعام 2019.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات