Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس الأركان الإسرائيلي: العملية العسكرية ضد "حزب الله" مستمرة

دعوات للتهدئة في ظل التصعيد بين الجانبين ومصر تخشى حرباً إقليمية "شاملة" 

تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان مع استمرار التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" في 22 سبتمبر 2024 (رويترز)

ملخص

بعد نحو عام على اندلاع الحرب في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل في الأيام الماضية انتقال الثقل العسكري إلى حدودها الشمالية مع لبنان، واضعة لنفسها هدفاً جديداً يتمثل بإعادة السكان إلى هذه المناطق الحدودية.

فيما هددت إسرائيل وجماعة "حزب الله" اللبنانية بتصعيد هجماتهما عبر الحدود رغم الدعوات الدولية المتكررة لكلا الجانبين للتهدئة وتجنب حرب شاملة، توعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، بـ"ضرب أي طرف يهدد" الإسرائيليين. 

واعتبر هرتسي هاليفي أن العملية العسكرية المستمرة ضد "حزب الله" تشكل "رسالة" إلى أعداء البلاد في المنطقة وخارجها. وتعهد بمواصلة استهداف الحزب حتى يدرك أن الجيش الإسرائيلي سيعيد سكان الشمال إلى منازلهم بسلام.

وقال هاليفي في تصريح مصور إن "هذه العملية ضد الهرمية القيادية في (حزب الله) هي رسالة واضحة إلى (حزب الله)، ولكنها أيضاً رسالة إلى الشرق الأوسط وخارجه: سنضرب أي طرف يهدد مواطني دولة إسرائيل".

مصر تخشى حرباً إقليمية "شاملة"

من جانبه، حذر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الأحد من أن ارتفاع حدة القصف المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله" يهدد باندلاع "حرب إقليمية شاملة"، مشدداً على أن التصعيد "يؤثر سلباً" على مفاوضات الهدنة في غزة.

أدلى الوزير بتصريحاته لوكالة الصحافة الفرنسية قبل يومين من انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تكرر قوى دولية دعواتها إسرائيل و"حزب الله" إلى التخلي عن سياسة حافة الهاوية.

وقال الوزير في مقر الأمم المتحدة في نيويورك "هناك قلق بالغ من حدوث ما حذرت منه مصر، من إمكانية حدوث تصعيد شامل في المنطقة يقود إلى حرب إقليمية شاملة"، لافتاً إلى أن التصعيد الأخير "يؤثر سلباً" على مفاوضات ترمي للتوصل إلى هدنة في غزة، تؤدي في إطارها مصر دور وساطة.

وشدد على أن "مصر ومعها قطر والولايات المتحدة لديها الإصرار الكامل والتزام بمواصلة كل الجهد الممكن" للتوصل إلى اتفاق هدنة. وقال الوزير "كل مكونات الصفقة جاهزة"، مضيفاً "المشكلة تكمن في (عدم) توافر الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي".

وحمل مسؤولية ارتفاع حدة القصف المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله"، حليف حركة "حماس"، لـ"سياسات أحادية واستفزازية" تنتهجها الدولة العبرية.

وقال عبد العاطي "نتحدث مع شركائنا الإقليميين والدوليين بما ذلك الولايات المتحدة بشأن أهمية العمل على وقف التصعيد ووقف السياسات الأحادية والاستفزازية التي تمارسها إسرائيل". وحذر من أن اشتعال المنطقة "لا يخدم مصلحة أي طرف على الإطلاق".

تصريحات عبد العاطي أدلى بها في نهاية أسبوع التقى خلاله في واشنطن مسؤولين أميركيين، بينهم مبعوث البيت الأبيض آموس هوكشتاين الذي يقود جهوداً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دعوات للتهدئة

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد سقوط عشرات الصواريخ التي أطلقت من لبنان، "وجهنا في الأيام الأخيرة سلسلة ضربات لـ(حزب الله) لم يكن يتوقعها أبداً".

 

من جهته، أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم الأحد أن التنظيم دخل في "مرحلة جديدة" من القتال مع إسرائيل.

وشدد نتنياهو بعد مرور قرابة عام على الحرب في غزة والتي أدت أيضاً إلى هجمات شنتها فصائل مدعومة من إيران في مختلف أنحاء المنطقة، أنه "لا يمكن لأي دولة أن تتساهل مع الهجمات على مواطنيها وعلى مدنها. نحن، دولة إسرائيل، لن نتساهل مع ذلك أيضاً".

بدوره، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن العمليات العسكرية "ستستمر حتى نصل إلى نقطة يمكننا فيها ضمان العودة الآمنة لمجتمعات شمال إسرائيل إلى ديارها".

وتابع "هذا هو هدفنا، وهذه هي مهمتنا، وسنستخدم الوسائل اللازمة لتحقيقها".

التصعيد "ليس في مصلحة" إسرائيل

لكن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، قالت إن التصعيد العسكري "ليس في مصلحة" إسرائيل، كما أكد الرئيس جو بايدن أن واشنطن تبذل قصارى جهدها لتجنب توسع رقعة النزاع.

وقبيل انعقاد الجمعية العامة السنوية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خطر تحول لبنان إلى "غزة أخرى"، وقال إنه "من الواضح أن الطرفين لا يبديان اهتماما بوقف لإطلاق النار" في غزة.

وصلت صواريخ "حزب الله" إلى كريات بياليك قرب حيفا، أكبر مدينة في شمال إسرائيل، ما أدى إلى اشتعال النيران في مبنى، وإصابة آخر بشظايا، واحتراق مركبات.

وبعد نحو عام على اندلاع الحرب في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل في الأيام الماضية انتقال الثقل العسكري إلى حدودها الشمالية مع لبنان، واضعة لنفسها هدفاً جديداً يتمثل بإعادة السكان إلى هذه المناطق الحدودية.

وأدت غارة جوية إسرائيلية على حي مكتظ بالسكان في معقل "حزب الله" بضاحية بيروت الجنوبية، الجمعة إلى مقتل قائد "قوة الرضوان" النخبوية التابعة للحزب إبراهيم عقيل. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة أسفرت عن مقتل 45 شخصاً.

وجاءت الغارة بعد سلسلة من الانفجارات المتزامنة لأجهزة اتصالات يحملها عناصر في "حزب الله" الثلاثاء والأربعاء في مختلف أنحاء لبنان وأسفرت عن مقتل 39 شخصاً وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين، وحملت مسؤوليتها إلى إسرائيل.

وتقود "قوة الرضوان" عمليات "حزب الله" منذ بدء التصعيد، وقد دعت إسرائيل مراراً إلى إبعاد عناصرها عن الحدود.

من جهتها، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت إنه "مع اقتراب المنطقة من كارثة وشيكة، نشدد مجدداً على أن لا حل عسكرياً من شأنه أن يوفر الأمان لأي طرف".

وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 150 صاروخاً وقذيفة وطائرة مسيرة أطلقت خلال الليل وفجر الأحد، جلها من لبنان.

وأعلن أنه هاجم أهدافاً لـ "حزب الله" في جنوب لبنان رداً على ذلك "ولمنع هجوم أوسع نطاقاً". وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل ثلاثة أشخاص في ثلاث بلدات مختلفة جراء الضربات الإسرائيلية الأحد.

وأمرت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل بإغلاق كل المدارس في شمال البلاد، وبعضها يبعد 80 كيلومتراً من الحدود، حتى مساء اليوم الإثنين.

المزيد من متابعات