توترات الشرق الأوسط تدفع الذهب لمستوى قياسي جديد

ارتفعت أسعار الذهب لمستوى قياسي جديد اليوم الثلاثاء، بفعل تعليقات من مسؤولين بمجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) تعكس الميل إلى مزيد من التيسير في السياسة النقدية وبسبب تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

وصعد الذهب في التعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 2636.85 دولار للأونصة بعدما بلغ رقماً قياسياً عند 2638.37 دولار في وقت سابق من الجلسة، كما وصل لأعلى مستوى له على الإطلاق أمس الإثنين.

وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4 في المئة لتسجل 2661.60 دولار للأوقية.

كان رئيس "مجلس الاحتياط" في شيكاغو أوستن جولسبي قال أمس، إنه يتوقع "تخفيضات أخرى كثيرة في أسعار الفائدة خلال الـ12 شهراً المقبلين" مع سعي "المركزي الأميركي" إلى "هبوط هادئ" للاقتصاد، يسيطر على التضخم من دون انهيار سوق العمل.

وتحظى تعليقات صناع السياسة في الولايات المتحدة لمتابعة وثيقة بعد قرار مجلس الاحتياط الاتحادي الأسبوع الماضي، بخفض الفائدة نصف نقطة مئوية.

وبرر متحدثون آخرون في مجلس الاحتياط أمس الإثنين، وعلى رأسهم رئيس بنك الاحتياط في أتلانتا رافائيل بوسيك، ورئيس بنك الاحتياط في مينيابوليس نيل كاشكاري الخطوة الكبيرة التي اتخذها البنك المركزي في شأن أسعار الفائدة.

وقال محلل الأسواق لدى "آي جي" ييب جون رونغ، "فتح جبهة حرب جديدة في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحزب الله أدى إلى بعض الإقبال على (شراء) الذهب بوصفه ملاذاً آمناً في محاولة للتحوط من الأخطار الجيوسياسية لأي حرب إقليمية أوسع نطاقاً".

وأضاف، "من المرجح أن يستمر تصاعد التوتر في المنطقة لفترة أطول، مما قد يؤدي إلى بقاء أسعار الذهب في مسار صعودي".

وشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على مواقع لـ"حزب الله" في لبنان أمس مما أسفر عن مقتل 492 شخصاً، وإجبار عشرات الآلاف على الفرار في أدمى يوم تشهده البلاد منذ عقود.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في التعاملات الفورية 1.3 في المئة إلى 31.07 دولار للأونصة، وزاد البلاتين 1.4 في المئة ليسجل 969.35 دولار للأونصة، وصعد البلاديوم 1.1 في المئة إلى 1053.09 دولار للأونصة.

أسهم أوروبا تصعد

وارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم بعدما دعمت إجراءات التحفيز في الصين أسهم شركات السلع الفاخرة والتعدين، وصعد مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" 0.8 في المئة إلى 520.40 نقطة، وارتفع مؤشر "كاك 40 الفرنسي" 1.4 في المئة ليكون الأفضل أداء بين نظرائه.

وأعلنت الجهات التنظيمية الصينية اليوم عن أكبر إجراءات للتحفيز النقدي ودعم سوق العقارات منذ الجائحة، إذ خفضت احتياطات البنوك بمقدار 50 نقطة أساس مع خفض أسعار الرهن العقاري.

وكانت أسهم شركات السلع الفاخرة التي تعتمد بصورة كبيرة على إنفاق المستهلكين الصينيين، أكبر الرابحين على المؤشر، وحققت أسهم "أل في أم أتش" و"إيرميس وكيرينج" و"ديور" مكاسب تراوح ما بين 3.8 و4 في المئة.

وقاد قطاع الموارد الأساسية مكاسب القطاعات، إذ قفز 4.4 في المئة بعدما بلغت أسعار النحاس أعلى مستوى في شهرين بدعم من إجراءات الصين وتحسن الطلب في المنطقة.

وارتفع المؤشر البريطاني "فايننشال تايمز" 0.4 في المئة، بدعم من صعود أسهم شركات التعدين بفضل خطط التحفيز الصينية.

وتترقب الأسواق تعليقات من عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي إليزابيث ماكول التي من المقرر أن تتحدث في وقت لاحق من اليوم.

وعلى صعيد الشركات، هوى سهم شركة الهندسة البريطانية "سميثز غروب" 6.7 في المئة بعدما جاءت أرباحها السنوية أقل من التقديرات.

الدولار الأسترالي يحلق

ارتفع الدولار الأسترالي اليوم إلى أعلى مستوى هذا العام وسط إصرار البنك المركزي على كبح جماح التضخم، بينما قفز اليوان إلى أعلى مستوى في 16 شهراً بعدما اتخذت الصين خطوات تحفيزية جديدة.

وثبت بنك الاحتياط الأسترالي أسعار الفائدة كما كان متوقعاً على نطاق واسع، لكن المتعاملين الذين كانوا يأملون سماع أي تلميحات عن موعد خفض أسعار الفائدة أصيبوا بخيبة أمل مع تأكيد البنك المركزي على أنه "لا يزال مصمماً على إعادة التضخم إلى المستوى المستهدف"، وأشار إلى أن رفع أسعار الفائدة يظل خياراً مطروحاً.

وقال المحلل لدى "آي جي" توني سيكامور، "قرار بنك الاحتياط الأسترالي اليوم يرقى إلى مستوى التمسك بتشديد السياسة النقدية، وهو ما يتفق مع وجهة نظرنا بأن الوقت لا يزال مبكراً جداً للتحول إلى تيسير السياسة النقدية".

وأضاف، "غير أن التحول قد يحدث بسرعة كبيرة... ونعتقد أن احتمال خفض أسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) غير وارد حالياً".

وتلقى الدولار الأسترالي الحساس للتوقعات في شأن الاقتصاد الصيني، بعض الدعم الإضافي من الإجراءات التحفيزية التي أعلنها بنك الشعب الصيني (البنك المركزي).

وارتفع اليوان بفضل إجراءات تحفيزية جديدة اتخذتها الصين وتشمل خفض متطلبات الاحتياط لدى البنوك بنحو 50 نقطة أساس، والإشارة إلى مزيد من الخفض المحتمل في أسعار الفائدة على الإقراض، إضافة إلى تدابير لدعم سوق العقارات.

وعلى رغم أن اليوان انخفض في البداية خلال التعاملات الخارجية بعد الإعلان عن الإجراءات، ارتفع بعد ذلك 0.38 في المئة إلى 7.0310 مقابل الدولار مع تحول التركيز إلى احتمالات زيادة النمو.

وهبط الين 0.36 في المئة إلى 144.12 أمام الدولار بعدما أكد محافظ بنك اليابان (المركزي) كازو أويدا في كلمة اليوم أن البنك "يمكن أن يقضي وقتاً" في مراقبة التطورات في الأسواق والاقتصادات الخارجية قبل تشديد السياسة النقدية بصورة أكبر، فيما لم يطرأ تغير يذكر على اليورو وسجل 1.1117 دولار.

ووصل الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوى في عامين ونصف مع تبني بنك إنجلترا الأسبوع الماضي موقفاً أقل من بنك الاحتياط الاتحادي أو البنك المركزي الأوروبي تجاه التيسير النقدي، وارتفع 0.09 في المئة إلى 1.3360 دولار، وبلغ في وقت سابق 1.3366 دولار للمرة الأولى منذ مارس (آذار) 2022.

أعلى إغلاق لـ"نيكاي"

سجل المؤشر الياباني "نيكاي" اليوم أعلى مستوى إغلاق في ثلاثة أسابيع مع استئناف التداول بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة، وتلقت معنويات المستثمرين دعماً من مكاسب "وول ستريت" الليلة الماضية وتعليقات صدرت الأسبوع الماضي عن بنك اليابان وأظهرت ميلاً للتيسير النقدي.

وأنهى المؤشر تداولات اليوم على ارتفاع 0.57 في المئة عند 37940.59 نقطة وهو أعلى مستوى إغلاق منذ الثالث من سبتمبر (أيلول) الجاري، مرتفعاً بنحو 1.9 في المئة إلى 38427.15 نقطة في وقت سابق من الجلسة متجاوزاً مستوى 38 ألف نقطة للمرة الأولى منذ الرابع من سبتمبر الجاري.