Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الغموض يلف مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة

قامت تل أبيب باحتجاز أكثر من 10 آلاف فلسطيني منذ عملية "حماس" الأخيرة

المعلومات عن وضع الرهائن الإسرائيليين لدى "حماس" شحيحة (أ ف ب)

ملخص

قدر مصدر سياسي عدد الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة بنحو 48 بعد مقتل عدد كبير منهم سواء على يد عناصر من "حماس" أو في غارات إسرائيلية.

يكتنف الغموض مصير الأسرى الإسرائيليين الذين احتجزتهم حركة ''حماس'' إثر هجومها الخاطف على مستوطنات غلاف غزة في الـسابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على ضوء تعثر المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح هؤلاء.

وقدّر مصدر سياسي رفيع المستوى فضل عدم الكشف عن هويته لـ "اندبندنت عربية" لأنه غير مخول بالتصريح عن الأمور العسكرية داخل "حماس"، عدد الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة بنحو 48 بعد مقتل عدد كبير منهم سواء على يد عناصر من الحركة أو في غارات إسرائيلية.

ولم تتوقف عائلات الأسرى الإسرائيليين منذ عام عن الضغط في الشارع على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو من أجل الإسراع بالتوصل إلى اتفاق مع "حماس" يؤدي إلى تحرير ذويهم، مما بات صعب المنال الآن في ظل شبح توسع الحرب الذي يخيم على المنطقة بأسرها.

وقال المصدر السياسي المسؤول من "حماس" وهو مقيم في لبنان إن "نتنياهو لا يريد التوصل إلى اتفاق لأن ذلك يهدد فرص بقائه في منصبه، لذلك يواصل حرب الإبادة من دون التفكير في مصير الأسرى الذين تحاول ’حماس‘ الحفاظ على سلامتهم على رغم صعوبة ذلك في ظل القصف المستمر ومحاولات بعضهم الانتحار".

أوراق ضغط

تاريخياً يشكل الأسرى والرهائن أوراق ضغط سواء بيد إسرائيل أو ما يُسمى "محور المقاومة" في منطقة الشرق الأوسط من أجل ليّ أذرع بعضهم بعضاً والحصول على تنازلات محددة، لكن ذلك يغيب الآن على رغم المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار ويتم بموجبه الإفراج عن الأسرى الموجودين لدى "حماس".

وعام 2011 اضطرت إسرائيل إلى الموافقة على صفقة بدت مدوية بالنسبة إليها، إذ تم بموجبها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط الذي كان بقبضة "كتائب القسام" التابعة لـ"حماس" مقابل إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطينياً كانوا محتجزين لديها.

وعندما شنت "حماس" هجومها في السابع من أكتوبر، سعت إلى استنساخ التجربة نفسها تقريباً، لكن هذه المرة من خلال مقايضة إسرائيل بنحو 250 رهينة نجحت في احتجازهم مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بحسب محللين.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة موري ستيت الأميركية إحسان الخطيب إن "العملية التي قامت بها ’حماس‘ في السابع من أكتوبر كانت ناجحة وشكلت في المقابل فشلاً أمنياً وعسكرياً لإسرائيل، وأعتقد بأن هذا الهجوم قدم فرصة ذهبية لتل أبيب من أجل القضاء على حركة ’حماس‘ وغزة وترحيل أهلها".

وتابع الخطيب في حديث إلى "اندبندنت عربية" أن "نتنياهو الذي يقود حكومة يمينية لا يكترث بمصير الرهائن الإسرائيليين أو حياتهم، فلو كانوا يكترثون لما دمروا غزة بهذه الصورة لأن تدمير القطاع بهذه الطريقة يعني أنه سيتم قتل الغزيين والرهائن أيضاً".

وشدد على أن "تاريخياً كانت إسرائيل تكترث لحياة الأسرى، وهنا يمكن أن نُعطي مثال الطيار رون آراد الذي قامت ’حركة أمل‘ ثم ’حزب الله‘ باحتجازه، وإلى اليوم تبحث إسرائيل عنه على رغم أن الحادثة تعود لعام 1986 وتُقدم الملايين من أجله، وشاليط شخص واحد بادلوه بألف أسير فلسطيني".

واستدرك الخطيب بالقول "لكن الحكومة اليمينية الدينية الموجودة الآن لا تهمها حياة الأسرى ربما لأن غزة كانت دائماً أزمة مزمنة بالنسبة إلى إسرائيل، لذلك وضعت أجندة هذه المرة وهي القضاء على ’حماس‘ وترحيل الغزيين إلى مصر، مما رفضته القاهرة".

إعلانات منفصلة

ومنذ الـسابع من أكتوبر تُصدر "حماس" وإسرائيل إعلانات منفصلة عن تحرير لرهائن وحوادث تؤدي إلى مقتل عدد منهم، مما يُبقي مستقبل هؤلاء في حال من الغموض.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 توصلت إسرائيل و"حماس" إلى هدنة إنسانية تم بموجبها إطلاق سراح 50 رهينة بيد "حماس" شملت نساء وأطفالاً قُصّر مقابل إفراج إسرائيل عن 150 امرأة وقاصر فلسطينيين محتجزين لديها.

وفي مطلع مارس (آذار) الماضي، أعلنت الحركة مقتل سبع رهائن لديها بسبب القصف، ولفتت إلى أن عدد الرهائن الذين قُتلوا جراء استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية قد يتجاوز الـ70.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من خلال عملية وصفها بالمركبة من تحرير أربع رهائن في النصيرات الواقعة وسط قطاع غزة، لكن هذا الإعلان قابله كشف "حماس" عن مقتل ثلاث رهائن خلال هذه العملية بينهم مواطن أميركي.

وفي أغسطس (آب) الماضي أعلنت "حماس" أيضاً عن مقتل رهينة لديها وجرح اثنين آخرين بعد أن أطلق حارسهم النار عليهم، محملة إسرائيل المسؤولية.

وفي الـ20 من أغسطس أيضاً أعلنت تل أبيب استعادة جثث ست رهائن فيما كشفت الحركة عن مقتل رهائن خلال عملية الجيش الإسرائيلي.

ويرفض الجيش الإسرائيلي التعليق على وضع الرهائن، لكنه يصرّ على أنه بإمكانه استعادتهم من خلال الحرب التي يشنها على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غموض

والمعلومات عن وضع الرهائن الإسرائيليين شحيحة في الواقع، إلا أن المصدر السياسي في "حماس" قال إن "وضعهم الصحي جيد، لكن نفسياً كل الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة يواجهون هشاشة في ظل استمرار تلاعب حكومتهم بهم".

وقال الكاتب الصحافي سعيد عريقات "لا نعرف كيف هي حال الأسرى الإسرائيليين الموجودين عند الفصائل الفلسطينية لكن ما نقرأه ونتابعه ونراه من خلال الذين تم الإفراج عنهم في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أنه تمت معاملتهم بإنسانية عكس ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في معاملة الفلسطينيين".

وأردف عريقات في تصريح خاص أن "إسرائيل قامت باحتجاز أكثر من 10 آلاف مواطن فلسطيني منذ الـسابع من أكتوبر، ونتنياهو يعرقل كل الاتفاقات بدعم من الإدارة الأميركية التي من الواضح أنها تدعمه في حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة، بالتالي لن نرى اتفاقاً".

وبيّن أنه "لم نرَ تغييراً في سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه الحرب في غزة وهي التي تقدم أسلحة متطورة لإسرائيل وهي ترى أن بإمكانها أن تحقق أهداف الحرب على رغم أن إسرائيل فشلت تماماً في ذلك على غرار الفشل في تحرير الرهائن".

وشدد عريقات على أن "قدرة الجيش الإسرائيلي على تحرير الرهائن هي فكرة لم تعُد قائمة لأنه يقوم بقتلهم عوض تحريرهم، وهي فكرة يستخدمها نتنياهو من أجل دحرجة الحرب إلى ما بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر المقبل".

مصر وقطر

في أثناء ذلك، برز دور مصر وقطر كوسيطين يسعيان إلى وقف آلة الحرب في قطاع غزة مقابل إيجاد وصفة مناسبة لصفقة بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس"، لكن إلى حد الآن لم تكلل جهودهما بالنجاح.

وذهبت الولايات المتحدة الأميركية التي تواجه انتقادات في شأن دورها في الحرب إلى ما أبعد من ذلك من خلال طرح مقترحات محددة لوقف إطلاق النار في غزة وهي مقترحات لم تنجح واشنطن في إرغام إسرائيل و"حماس" على القبول بها.

وقال سعيد عريقات "أعتقد بأن مصر وقطر لا تقومان بدور تفاوضي في الواقع، فدورهما يقتصر فقط على نقل الرسائل إلى ’حماس‘ لأن التفاوض يتم بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في محاولة للوصول إلى اتفاق ويتم فرضه على فصائل المقاومة الفلسطينية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير