Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إخفاق استخباراتي مع "حماس" ونجاح لافت في استهداف "حزب الله"

في مواجهتها خصمها اللبناني تحصد إسرائيل ثمار تحضيرات دامت عقوداً

خلال تشييع محمد سرور القيادي في "حزب الله" الذي قتل جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس الخميس، الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان الـ27 من سبتمبر 2024 (رويترز)

ملخص

كرست إسرائيل على مدى العقدين الماضيين وتحديداً بعد حرب "تموز" عام 2006، موارد كبيرة للتحضير لصراع واسع النطاق مع "حزب الله" وداعمته إيران

بعد عام من أكبر فشل استخباراتي لإسرائيل والذي تمثل في شن "حماس" هجوماً مفاجئاً ومميتاً خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز نحو 250 رهينة، استعادت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية زخمها بسلسلة من الضربات الناجحة ضد "حزب الله" اللبناني.

ويلفت تقرير نشر في "وول ستريت جورنال" إلى أن هذا الأمر يعكس حقيقة تكريس إسرائيل على مدى العقدين الماضيين وتحديداً بعد حرب "تموز" عام 2006، موارد كبيرة للتحضير لصراع واسع النطاق مع "حزب الله" وداعمته إيران. وعلى النقيض من ذلك كان ينظر إلى "حماس" باعتبارها تهديداً أقل خطورة، مما أدى إلى استخفاف الاستخبارات الإسرائيلية بالهجوم الوشيك من غزة.

ولكن الاستخبارات الإسرائيلية حققت نجاحات كبيرة ضد "حزب الله" خلال الأسابيع الأخيرة. فقد أدت سلسلة من الهجمات الإسرائيلية تمثلت بتفجير آلاف أجهزة الاستدعاء "البيجر" وأجهزة الاتصال اللاسلكية إلى مباغتة "حزب الله" وإضعافه ومقتل 37 عضواً وإصابة الآلاف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاءت هذه العمليات بعد شهرين تقريباً من إثبات إسرائيل قدرتها على اختراق "حزب الله" بقتل القيادي الرفيع فؤاد شكر الذي تمكن من الإفلات من الأميركيين لعقود، وذلك في غارة جوية على شقته في الطوابق العليا من مبنى سكني داخل بيروت، إذ صعد قبلها بقليل بعدما استدعي بمكالمة هاتفية جرى اختراقها إسرائيلياً على ما يبدو.

وتعد الحملة العسكرية الإسرائيلية الحالية التي تشمل قصف أكثر من 2000 هدف في لبنان جزءاً من الاستعدادات لغزو بري محتمل.

ويلفت التقرير إلى أن الفارق الرئيس بين فشل إسرائيل مع "حماس" ونجاحاتها الأخيرة مع "حزب الله" يكمن في جوهر الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، التي تركز بصورة كبيرة على الهجوم بدلاً من الدفاع.

ومنذ حرب عام 2006 راقبت إسرائيل من كثب تراكم القوة العسكرية لـ"حزب الله"، وعلى النقيض من ذلك تبنى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استراتيجية الاحتواء مع "حماس" وقلل من تقدير نية المجموعة لشن هجوم واسع النطاق. وعلى رغم الدلائل الاستخباراتية التي كشفت التدريبات العسكرية التي أجرتها "حماس" فإن المحللين الإسرائيليين اعتقدوا أنها كانت مجرد إيماءات للاستهلاك الداخلي. كذلك وضعت إسرائيل ثقة كبيرة في الجدار العازل الذي بنته حول غزة.

وكان أحد أكبر التحديات الرئيسة التي واجهت إسرائيل هو جمع المعلومات الاستخباراتية البشرية في المناطق المكتظة بالسكان مثل غزة، إذ يمكن التعرف على الغرباء بسهولة. وعلى النقيض من ذلك كان الوصول إلى أشخاص في لبنان أو خارج لبنان مرتبطين بـ"حزب الله" عملاً أسهل.

وعلى رغم النكسات الأخيرة التي تعرض لها "حزب الله" لا يزال لدى المجموعة ترسانة هائلة ومن المتوقع أن ترد عسكرياً. كما أن الإنجازات الاستخباراتية لها حدودها العملانية. وفي نهاية المطاف سيتحدد نجاح إسرائيل ضد أي من المجموعتين على أرض المعركة، ففي المناطق الكثيفة السكان في قطاع غزة هزمت القوات العسكرية الإسرائيلية "حماس" وسوت المباني بالأرض، لكن في تلال لبنان ستواجه إسرائيل عدواً مختلفاً.

المزيد من تحلیل