Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استفادة المراقبة الجوية العسكرية من الطائرات المسيرة

"الدرون" يمكنها تغذية الجيوش بالمعلومات الحاسمة ودعم عمليات الاستطلاع المعزز

يمثل دمج تكنولوجيا الطائرات من دون طيار في الاستراتيجيات العسكرية قفزة كبيرة في ضمان سلامة الجنود (أ ف ب)

ملخص

في شبكة العمليات العسكرية الحديثة المعقدة، تسهل الطائرات من دون طيار الاتصالات التكتيكية وتوفر رابطاً بالغ الأهمية بين مختلف الوحدات المشاركة في عمليات معقدة.

لا شك أن دمج الطائرات من دون طيار في الاستراتيجيات العسكرية يحدث ثورة في كيفية تعامل جيوش الدول مع المخاوف الأمنية وتكتيكات ساحة المعركة، وهي تزود غرف المراقبة الجوية العسكرية بالمعلومات الحاسمة في عديد من المجالات في ساحة المعركة. 

ويمثل دمج تكنولوجيا الطائرات من دون طيار في الاستراتيجيات العسكرية قفزة كبيرة في ضمان سلامة الجنود، وتقدم هذه العجائب التكنولوجية فوائد عديدة من تعزيز الوعي الظرفي إلى تحسين الاستجابة الطبية في ساحة المعركة وغيرها من الأمور، وتالياً تلعب دور محوري في تحديث العمليات العسكرية. 

الاستطلاع المعزز والوعي بالموقف

لعل أبرز ما توفره الطائرات من دون طيار لغرف المراقبة العسكرية هي المعلومات في الوقت الفعلي والمراقبة والاستطلاع، وبتجهيزها بأجهزة استشعار وكاميرات متقدمة، يمكن لهذه الطائرات مسح الأراضي المعادية، وتقديم رؤى قيمة من دون تعريض الجنود للخطر المباشر.

على سبيل المثال، يمكن لهذه الطائرات حماية الوحدات أثناء العمليات الليلية، وبينما يستريح الجنود، يمكن لبعضها التي تم تجهيزها بتقنية الذكاء الاصطناعي أن تظل يقظة وتراقب أي تهديدات محتملة، كما يسمح الذكاء الاصطناعي للطائرة من دون طيار بتحليل أي نشاط مشبوه والإشارة إليه، مما يقلل من الحاجة إلى فرق مراقبة بشرية مكثفة ويقلل من عبء العمل البشري.

إلى ذلك يساعد استخدام الطائرات من دون طيار في التغلب على التحدي التقليدي المتمثل في قيود خط الرؤية، وهي بفضل نقطة المراقبة المرتفعة، توفر مجال رؤية أوسع، وهو أمر حيوي في التضاريس حيث تُستخدم العوائق الطبيعية أو التي صنعها الإنسان لعرقلة خط الرؤية، وهذه القدرة مفيدة بصورة خاصة في سيناريوهات الحرب الحضرية، حيث يمكن للمباني والشوارع الضيقة أن تحد من الرؤية على مستوى الأرض.

تحسين الاستجابة الطبية وعمليات الإنقاذ

تلعب الطائرات من دون طيار دوراً حاسماً في الحرب والطب ومهام الإنقاذ، ويمكنها تقديم مساعدة سريعة تؤثر بصورة كبيرة على نجاة الأفراد المصابين وتعافيهم، وهي بذلك تساعد غرف المراقبة العسكرية في تحديد موقع الجنود المصابين وتقييم وضعهم بسرعة في مناطق القتال.

عندما تكون مجهزة بأجهزة استشعار حرارية، يمكن لهذه الطائرات اكتشاف الأفراد غير القادرين على الحركة، حتى في ظروف الرؤية المنخفضة أو التضاريس الصعبة، وهذه القدرة حاسمة في عمليات البحث والإنقاذ، وتسمح بالتعرف السريع على الجنود المحتاجين إلى رعاية طبية عاجلة.

إضافة إلى الاستطلاع، تعمل الطائرات من دون طيار على إحداث ثورة في توصيل الإمدادات الطبية، ويمكنها حمل المعدات الطبية الأساسية والأدوية للأفراد المصابين في المناطق التي يصعب الوصول إليها بالوسائل التقليدية، ويضمن هذا النظام السريع حصول الجنود على رعاية سريعة، والتي يمكن أن تكون العامل الحاسم بين الحياة والموت في حالات الطوارئ.

تعزيز سلامة الجنود في القواعد العسكرية

تكمن الميزة الفريدة للطائرات من دون طيار في قدرتها على البقاء في الهواء لفترات طويلة، ويضمن هذا الوجود المستمر في السماء اكتشاف أي نشاط غير عادي داخل القواعد العسكرية أو حولها ومعالجته بسرعة، وهذا ما يعزز بصورة كبيرة من سلامة الأفراد على الأرض.

وأحد الجوانب الرئيسة للطائرات من دون طيار هو ارتفاعها التشغيلي، إذ يمكن لبعض هذه الطائرات أن تطير حتى ارتفاع 300 قدم ويمكنها مراقبة مناطق كبيرة لا يمكن للمراقبة الأرضية تغطيتها، فيما تسمح نقطة المراقبة المرتفعة هذه بمراقبة شاملة لمحيط القاعدة، إضافة إلى البنية التحتية الحيوية، مما يوفر ميزة استراتيجية في منع الخروقات الأمنية المحتملة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإلى جانب مراقبة الكاميرات القياسية، يمكن لغرف المراقبة العسكرية تجهيز الطائرات من دون طيار بمجموعة متنوعة من الحمولات لتناسب حالات الاستخدام المتنوعة في ساحة المعركة، فمثلاً يمكنها حمل أجهزة التنصت "إي أم أس أي"، والتي تعد مفيدة في جمع المعلومات الاستخباراتية من خلال اعتراض اتصالات الهاتف المحمول، وتعتبر هذه القدرة ضرورية لتحديد وتتبع الأجهزة المحمولة غير المصرح بها في المناطق الحساسة، وبالتالي تعزيز أمن القاعدة العسكرية.

ويمكن استخدام الطائرات من دون طيار مع حمولات مختلفة لتناسب عديد من الاحتياجات التشغيلية سواء كان الأمر يتعلق بالمراقبة الإلكترونية أو تشويش الإشارات أو غيرها من التطبيقات العسكرية المتخصصة، فيمكنها التكيف لتوفير حلول مخصصة وتلبية الاحتياجات الأمنية المحددة للقاعدة العسكرية، وكل ذلك يجعلها أصلاً لا يقدر بثمن في العمليات العسكرية الحديثة.

الحد من الأخطار في العمليات العسكرية الدقيقة

يمثل استخدام الطائرات من دون طيار إن كان لغرف المراقبة أو في الاستراتيجية العسكرية الحديثة تحولاً عملياً متجذراً بقوة في ضرورة سلامة الجندي، ولا تعمل هذه الأنظمة غير المأهولة على تقليل الأخطار الجسدية التي يتعرض لها الأفراد فحسب، بل توفر أيضاً بديلاً فعالاً من حيث الكلفة لنشر فرق بشرية في سيناريوهات خطيرة.

وفي حين أن فقدان طائرة من دون طيار في مهمة فاشلة له تأثير مالي، إلا أن لذلك تأثير ضئيل مقارنة بالخسارة التي لا يمكن تعويضها في الأرواح البشرية، وتسمح الطائرات من دون طيار للاستراتيجيين العسكريين بتقييم المواقف الخطرة من مسافة آمنة، وتوفر بيانات في الوقت الفعلي ورؤى تحليلية، وهذا يمكن القادة من نشر الموارد والأفراد المناسبين لكل مهمة محددة.

الدعم في عمليات الاتصالات التكتيكية

في شبكة العمليات العسكرية الحديثة المعقدة، تسهل الطائرات من دون طيار الاتصالات التكتيكية وتوفر رابطاً بالغ الأهمية بين مختلف الوحدات المشاركة في عمليات معقدة.

وهذا يمكن ملاحظته في السيناريوهات التي تعمل فيها الوحدات الأرضية في تضاريس وعرة مع اتصالات محدودة في خط البصر المباشر، بحيث يمكن للأنظمة غير المأهولة سد الفجوة عبر تحليقها فوق مثل هذه المناطق، لتضمن بذلك نقل الإشارات اللاسلكية بصورة فعالة بين الوحدات ومراكز القيادة وفرق الدعم.

إضافة إلى ذلك، يمكن تجهيز بعض الأنظمة بحمولات اتصال متقدمة، مثل روابط البيانات المشفرة، والتي تعد حيوية للنقل الآمن للمعلومات الحساسة، وفي العمليات حيث يكون التخفي وأمن البيانات أمراً بالغ الأهمية، تضمن هذه الميزات مشاركة المعلومات الاستخباراتية المهمة من دون خطر التنصت أو المساس بها.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير