Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كابوس ولاية متأرجحة: سيناتور جمهوري عالق بين ترمب والعار الوطني

منذ أن قامت "سي أن أن" بنقل خبر أن نائب الحاكم مارك روبينسون يطلق على نفسه وصف "النازي الأسود" و"المنحرف" على موقع "نيود أفريقا" للأفلام الإباحية، وجد توم تيليس نفسه عالقاً في أحد أكثر المواقف إحراجاً في ولاية متأرجحة لا بد من الفوز بأصواتها. نظرة إلى الف

يظهر توم تيليس إلى جانب ترمب في تجمع حاشد عام 2023. لكن في الأسبوع الماضي، لم يكن تيليس في أي مكان يمكن رؤيته في تجمع ترمب في ويلمينغتون، نورث كارولاينا (غيتي)

ملخص

اتهامات بتعليقات مسيئة على موقع إباحي تعكس الانقسامات داخل الحزب الجمهوري حول دعم الرئيس السابق دونالد ترمب في السباق الرئاسي والمواقف السياسية المختلفة.

لم يكُن المرشح الذي يخوض الانتخابات للفوز بمنصب حاكم الولاية المحاصر مارك روبينسون عضو الحزب الجمهوري الوحيد الغائب عن تجمع الرئيس السابق دونالد ترمب الانتخابي في ويلمينغتون في نورث كارولاينا نهاية الأسبوع الماضي.

ففيما قام عضو مجلس الشيوخ الأصغر عن ولاية نورث كارولاينا تيد باد بتوجيه كلمة للجماهير، كان لافتاً أن سيناتور الولاية المخضرم وعضو مجلس الشيوخ الذي يعتبر من صناع القرار فيها توم تيليس، فضل التزام الصمت. في الأيام التي تلت بث محطة "سي أن أن" الإخبارية خبراً بأن روبينسون كان علق على موقع "نيود أفريقا" للأفلام الإباحية، مطلقاً على نفسه اسم "النازي الأسود" و"المنحرف"، بحسب الادعاء، وأنه كان ليمتلك العبيد لو كان بوسعه أن يفعل ذلك، قام نائب الحاكم الحالي بنفي علاقته بالمسألة بشدة. وهو كان قد قام بتكليف محام من شأنه المساعدة في إثبات أن الادعاءات تلك كانت كلها عارية من الصحة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن تيليس كان قال لصحيفة "اندبندنت" إنه على روبينسون أن يتقدم بالأدلة المتعلقة بادعاءاته بأن وسائل تعمل بالذكاء الاصطناعي كانت وراء تلك المنشورات الإلكترونية.

"ما كنت قد قلته علناً هو إنني أعتقد بأنه على السيد روبينسون أن يبرهن لنا بأن لديه الأدلة التي تثبت العكس"، وجاء ذلك في لقاء مقتضب أجراه مع صحيفة "اندبندنت" الثلاثاء الماضي.

ومن العادل القول إنه ليست هناك علاقة ود تربط بين تيليس وروبينسون. فبالعودة لعام 2023، كان تيليس دعم ترشيح بيل غراهام في الانتخابات التمهيدية للفوز بمنصب الحاكم بدلاً من روبينسون، مما دفع روبينسون إلى اتهام تيليس بأنه "ميت رومني، ولاية نورث كارولاينا". (وذلك بالطبع، يعتبر أمر فيه شيء من السخرية، خصوصاً أن رومني كان نجح في نقل الولاية إلى صفوف الجمهوريين خلال حملات الانتخابات الرئاسية لعام 2012، بعدما كان الرئيس باراك أوباما فاز بها في انتخابات 2008).

 تيليس من ناحيته كان نفى أنه دعم انتخاب غراهام للمنصب بسبب العداء الذي يكنه لروبينسون.

"إن الأساس الذي دفعني إلى دعم ترشيح غراهام في الانتخابات التمهيدية يعود لخبرته الاستثنائية، خصوصاً خبراته التجارية، بحسب ما قاله. وهذا كان قد انفجر في وجه تيليس عندما فاز روبينسون بالمنصب بفارق كبير. لكن تلك الخطوة لا تبدو أنها كانت على ذلك السوء اليوم.

"[الديمقراطيون] سيقومون بتوجيه اللوم للآخرين لأنهم كانوا قد قاموا بدعم ترشيح روبينسون قبل ظهور هذه الادعاءات إلى العلن"، بحسب ما قاله تيليس هذا الأسبوع. "الجميع سيسعون إلى العمل على الربط [بينه وبين] الرئيس ترمب ــ لكن ليس هناك مجال في المطلق أن الرئيس ترمب كان ليدعم تلك الشخصية، لو أن ذلك ثبت بأنه صحيح وأنه كان على علم بالحقائق".

عضو مجلس الكونغرس الجمهوري دان بيشوب، والمرشح لشغل منصب المدعي العام، رفض التعليق على مسألة روبينسون الأربعاء الماضي.

ولدى سؤال صحيفة "اندبندنت"، أجاب بيشوب الذي كان أعرب عن دعمه لروبينسون، "كنت قد أدليت بدلوي بخصوص تلك المسألة في السابق". 

في هذه الأثناء، قال النائب جيف جاكسون، منافس بيشوب الديمقراطي للفوز في السباق لشغل منصب المدعي العام إنه كان قد أثنى على تيليس لإلقائه الضوء على الموضوع.

"إن [تيليس] قام وببساطة بسحب دعمه من مارك روبينسون"، بحسب ما قاله لصحيفة "اندبندنت". "لم يقم كثير من الجمهوريين في ولاية نورث كارولاينا بسحب دعمهم، لذلك يستحق توم الثناء لأنه فعل الشيء الصحيح هنا".

إن روبينسون وتيليس يمثلان نهجين مختلفين في ما يتعلق بالموقف من ترمب والحزب الجمهوري والطريق المستقبلي الذي قد يسلكه الحزب العظيم العتيق. تيليس وفي كثير من الأشكال يمثل التيار المؤيد للجمهوريين الداعين "إلى جعل أميركا عظيمة من جديد". فبعدما منحت ولاية نورث كارولاينا صوتها لباراك أوباما عام 2008، تيليس ــ وهو من ضاحية تشارلوت في منطقة كورنيليوس ــ كان قد باشر العمل وساعد الجمهوريين على الفوز بمجلسي ولاية نورث كارولاينا التشريعيين للمرة الأولى منذ عام 1898 في 2010. وقلب حليفه السياسي، عمدة تشارلوت السابق بات ماكروري، منصب الحاكم عام 2012. وقام المجلسان بصورة مباشرة بالتصويت على قوانين لخفض الضرائب، وسن قوانين تتعلق ببطاقة الهوية وأمور أساسية تعتبر أولويات لدى المحافظين الأميركيين.

وعام 2014، تحدى تيليس السيناتور كاي هاغان الذي كان يشغل منصب عضو مجلس الشيوخ عن الولاية من الحزب الديمقراطي والذي كان فاز بمقعده في العام نفسه حين فاز الرئيس أوباما بالبيت الأبيض. وكان السباق في حينه من الأغلى ثمناً في تاريخ الحملات الانتخابية للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ، والهجمات الشخصانية كانت قد تعاظمت تدريجاً عندما ازدادت حدة السباق. في النهاية، تمكن تيليس من حسم النتيجة لمصلحته بصعوبة شديدة.

ومفاد كل ذلك هو التالي: بأنه نجح في صعود السلم بالطرق التقليدية بالنسبة إلى سياسي من الحزب الجمهوري.

من جانب آخر، روبينسون كان صعوده إلى الصدارة في 2018، يعود بالدرجة الأولى للخطاب الناري الذي كان ألقاه في المجلس البلدي لمدينة غرينبورو، مدافعاً عن الحق بحمل السلاح، بعد عملية إطلاق النار التي كانت وقعت في منطقة باركلاند. الخطاب انتشر بصورة كبيرة، وأدى إلى أن ينجح روبينسون في الفوز بسهولة بمنصب نائب حاكم الولاية عام 2020. وكان ذلك في العام نفسه الذي فاز خلاله تيليس بإعادة انتخابه لولاية ثانية في مجلس الشيوخ الأميركي.
منذ ذلك الحين، أصبح روبينسون أحد الأشخاص المفضلين للرئيس السابق ترمب الذي كان قد أطلق عليه تسمية "مارتن لوثر كينغ المدفوع بمنشطات الستيرويد". في الوقت نفسه، لم يكُن ذلك السياسي الذي يفتقر إلى الخبرة قد أنجز أي شيء في حياته ــ ما عدا قيامه بنشر عدد من التعليقات الكارهة للنساء والمعادية للمثليين والمتحولين جنسياً.

تيليس من ناحيته، بالكاد يمكن اعتباره شخصية معتدلة من أمثال شخصية السيناتور السابق جون ماكين. كان تيليس قد صوت لمصلحة نقض برنامج أوباما للرعاية الصحية الأساسي "أوباماكير"، كما صوّت مؤيداً برنامج التخفيضات الضريبية الذي كان ترمب أصدره، وصادق كذلك على تعيين المرشحين اللذين قدمهما ترمب لشغل منصب قضاة المحكمة العليا الأميركية، وأخيراً ساعد على معارضة حزمة ضريبية كان من شأنها أن تتضمن توسعة برنامج الدعم لضريبة الأطفال. وعلى عكس زملائه، خصوصاً عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نورث كارولاينا السيناتور ريتشارد بور، لم يصوتّ تيليس لإدانة ترمب بسبب نشاطاته المتعلقة بأحداث السادس من يناير (كانون الثاني).

وعلى رغم كل ذلك، يبقى تيليس أحد صناع الصفقات البارعين في واشنطن، وساعد على تمرير إصلاحات في مجال العدالة الجنائية خلال عهد ترمب، كما أسهم في تمرير قانون تمويل البنى التحتية الذي كان دعمه الحزبان خلال عهد الرئيس جو بايدن. وبعد عملية إطلاق النار التي وقعت في منطقة أوفالدي، في ولاية تكساس، عمل تيليس إلى جانب السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس جون كرونين، مع السيناتور الديمقراطي كريس مورفي والسيناتورة الديمقراطية في حينه كيرستن سينما لتمرير تشريعات متعلقة بحيازة الأسلحة النارية. وأسهمت صداقته مع سينما أيضاً في تمرير المشرعين لقانون احترام الزواج الذي تضمن حماية للأزواج المثليين والأزواج من أعراق مختلفة. 

في الواقع، تيليس معجب بالسيناتورة سينما إلى درجة أنه في إحدى مناسبات عيد "هالوين"، ألبس كلبه زياً تنكرياً يشبهها.

وهو كثيراً ما كان مؤيداً قوياً لأوكرانيا أيضاً، ودعم مشروع قرار الحدود [للحد من اللاجئين] وأوكرانيا في الكونغرس الذي قوضه ترمب. لكنه كان حذراً في تغليف كلامه حول مواقفه، وصرّح بأن أنصار ترمب عليهم أن يقولوا له إن مشروع القرار كان تسوية جيدة.

إن ذلك الاستعداد للعمل عبر الحد الفاصل بين نواب الحزبين في الكونغرس تسبب للسيناتور تيليس بالانتقادات من قبل بعض الأوساط في الحزب العظيم العتيق. والعام الماضي، قام الحزب الجمهوري في الولاية بمعاقبته بسبب تعاونه مع الديمقراطيين.

ويعلم تيليس أن عليه أن يتحرك بحذر شديد وهو كثيراً ما كان حذراً كي لا ينتقد ترمب على نحو علني. وبعد أسبوعين من قيام ترمب بتكرار الكذبة بأن اللاجئين من جزيرة هايتي كانوا يقتاتون على الحيوانات الأليفة، مثلاً، تهرّب تيليس من السؤال. وقال "أنا قلق جراء الضرر الذي يتسبب به مليون ونصف المليون من المهاجرين المتسللين [إلى الولايات المتحدة] منذ وصول الرئيس بايدن إلى السلطة"، بحسب ما أوضح لصحيفة "اندبندنت". "وما أنا بصدد قوله هو، إذا كان الأمر صحيحاً أو لا، فإنه لا يرقى إلى كونه مقنعاً بالنسبة إلى الناس الذين لم يقوموا بحسم موقفهم الانتخابي [كمحاولة الحديث] عن الفشل الواضح في ملف الحدود وتعاطي إدارة بايدن وهاريس مع الملف".

ومساء الأربعاء الماضي، نشر تيليس تغريدة هي بمثابة صورة على موقع "إكس/تويتر" لنائبة الرئيس كامالا هاريس مع عمدة مدينة نيويورك المدان إيريك آدمز، جاء فيها: "ديمقراطيو ولاية نورث كارولاينا قالوها بوضوح هذا الأسبوع إنهم يؤمنون بالذنب المشترك". والرسالة كانت جلية للغاية. 

لكن ليس هناك حل سهل لمأزق روبينسون. يعرف تيليس كثيرين من أنصار "اجعلوا أميركا عظيمة من جديد" في الحزب الجمهوري الذين لا يزالون معجبين بروبينسون، حتى إن بدا ترمب أنه يقوم بوضع مسافة بينه وروبينسون بعد قصة قناة "سي أن أن" المسيئة. وحتى لو خسر روبينسون في الانتخابات، فإن على تيليس أن يواصل السعي إلى إرضاء تلك الشريحة من الناخبين، إن كان سيكون له أي مستقبل في حزب ترمب الجمهوري.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير