Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توسع مقلق لاستخدام المنشطات الجنسية في الأردن

العار الاجتماعي يدفع بعضهم إلى الإنترنت والسوق السوداء كبديل عن اللجوء للأطباء

منشطات جنسية غير مرخصة تم ضبطها من قبل السلطات الأردنية  (المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأردنية)

ملخص

أكثر من 60 في المئة من الأردنيين بالمناطق الريفية والصحراوية يعتمدون على الأعشاب كأدوية خاصة للمشكلات الجنسية، و92 في المئة من الذكور الذين يعانون العقم يلجأون إلى المعالجين بالأعشاب، و30 في المئة فقط يلجأون إلى استشارة الطبيب في شأن الصحة الجنسية.

يشهد استخدام المنشطات الجنسية زيادة ملاحظة في الأردن، مدفوعاً بعوامل اجتماعية وصحية كزيادة نسبة كبار السن والتغيرات في نمط الحياة وارتفاع مستوى الوعي بالصحة الجنسية، في بلد لا يزال الحديث فيه عن الجنس من التابوهات الاجتماعية.

فيما بلغ معدل انتشار الضعف الجنسي الشديد 2.7 في المئة للرجال في العشرينيات من العمر، و38.6 في المئة لمن هم في الستينيات، و46 في المئة في عمر 70 سنة فما فوق، وفق دراسات رسمية.

وهم الحبة السحرية

يفسر مراقبون أسباب زيادة الإقبال على هذه المنشطات بعوامل اجتماعية كانخفاض في الوصمة المرتبطة بمناقشة الصحة الجنسية لدى الرجال، وارتفاع معدلات الأمراض المزمنة التي ترتبط بضعف الانتصاب، فضلاً عن عوامل نفسية مرتبطة بازدياد الضغوط النفسية.

وعلى رغم تنظيم الحكومة الأردنية لبيع هذه الأدوية والمنشطات وتشديد رقابتها على السوق، فإنها متاحة بسهولة بالصيدليات التي تشهد منذ سنوات زيادة ملاحظة في مبيعات هذه الأدوية، بموازاة وجود سوق قائمة بذاتها للمنتجات المقلدة وغير المرخصة على منصات التواصل الاجتماعي وفي السوق السوداء، إذ تنشط تجارة غير قانونية للمنشطات الجنسية.

يقول متخصصون إن أكثر أنواع المنشطات الجنسية استخداماً هي الفياغرا والسياليس، بينما يفضل كثيرون المكملات العشبية وقائمة طويلة من المنشطات التي تعج بها منصات التواصل الاجتماعي من دون حسيب أو رقيب، وتحت وهم وبريق" الحبة السحرية".

تجارة غير قانونية

وتشير التقديرات إلى أن حجم التجارة غير القانونية للمنشطات الجنسية في تزايد مستمر، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن نسبة الأدوية المزيفة والمغشوشة تتراوح بين 10 إلى 30 في المئة بالأردن من مجمل ما هو موجود من منشطات في السوق.

 ومنذ دخول الفياغرا إلى السوق الأردنية أواخر التسعينيات زادت مبيعات المنشطات بشكل تدريجي، بعد أن أدى التغيير في النظرة المجتمعية للصحة الجنسية إلى زيادة القبول باستخدام المنشطات وكسر الحواجز الثقافية التقليدية حول تناول مثل هذه الأدوية.أسفل النموذج

وفقاً لمؤسسة الغذاء والدواء أنتجت مصانع الدواء في الأردن خلال الفترة ما بين 2023-2020 نحو مليون ونصف مليون عبوة دواء منشط جنسي ضمت 365 مليون حبة، بينما استورد الأردن في الفترة ذاتها نحو مليونين ونصف مليون عبوة ضمت 125 مليون حبة.

العار الاجتماعي

وخلصت أحدث الدراسات إلى أن الرجال في الأردن يتجبنون الحديث مع الأطباء والممرضين لحل مشكلاتهم الجنسية ويفضلون استخدام مصادر أخرى، بما في ذلك الإنترنت والأصدقاء وأقرانهم الآخرين الذين لديهم المشكلة نفسها، ويحاولون حل مشكلاتهم الصحية الجنسية باستخدام الطب البديل والعلاجات السرية والشعبية قبل طلب الرعاية.

ووفقاً للدراسة التي ترصد سلوك الرجال الذين يعانون العجز الجنسي في الأردن والمنشورة في مجلة الصحة والطب والتمريض، فإن شريحة واسعة من متعاطي المنشطات الجنسية تلجأ إلى أساليب غير مأمونة لطلب المنشطات الجنسية غير المرخصة أو المهربة من دون وصفة طبية ومن خلال السوق السوداء لانخفاض سعرها مقارنة بالمنشطات الجنسية النظامية، مع تأثير كم هائل من الإعلانات على وسائل التواصل والحاجة الماسة إلى حل سريع.

 

تكشف دراسة عن "المكملات العشبية في الأردن" أجراها المركز الأعلى للسكان لمعرفة وجهات نظر صيادلة المجتمع الأردني حول الأدوية والمكملات العشبية المتوفرة في الصيدليات، عن أن المكملات العشبية متاحة بسهولة ومتوفرة في غالب صيدليات المجتمع، نظراً إلى زيادة الطلب من الجمهور، وتوصية الصيادلة باستخدامها، وبحسب التقديرات حلت مستحضرات التخسيس بالمرتبة الأولى تليها المقويات الجنسية والرياضية.

في السياق ذاته تشير الدراسة إلى أن أكثر من 60 في المئة من الأردنيين يعتمدون على الأعشاب كأدوية خاصة في المناطق الريفية والصحراوية، وإن 92 في المئة من الذكور الذين يعانون مشكلات العقم في الأردن يلجأون إلى المعالجين بالأعشاب لعلاج مشكلتهم.

رقابة حكومية

وضمن سياسة الرقابة الصارمة التي تنفذها مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية، تقوم كواردها وبصورة دورية بتنفيذ كمائن محكمة، للإيقاع بالقائمين على الترويج الإلكتروني للمنشطات الجنسية المزورة.

ويشير المدير العام للمؤسسة نزار مهيدات إلى أن هذه المنشطات تحمل أسماء تجارية متنوعة وبتركيز مختلف وجميعها غير مسجلة لدى المؤسسة وغير مجازة التداول وعليه فإنها غير آمنة للاستهلاك، موضحاً أنها تتعرض للإتلاف مباشرة.

تتابع إدارة البحث الجنائي في الأمن العام قضايا المنشطات الجنسية المقلدة خصوصاً التي يروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبيعها من خلال خدمة التوصيل المجاني، بحيث تتتبع الصفحة وتجمع المعلومات عن الأشخاص الذين يستخدمونها لترويج تلك المواد وضبطهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في وسط العاصمة عمان وعلى قارعة الطريق، ومن خلال بسطات منتشرة في الأسواق والأزقة الداخلية، يروج عدد من المنشطات الجنسية التي تحمل معلومات تشير إلى أنها من صنع دول كالهند والصين وتركيا.

يشمل ذلك قائمة طويلة من الكبسولات وأنواع من العسل والكريمات واللبان وغيرها من المستحضرات التي تبيع الوهم، من دون أدنى اهتمام بحجم الأخطار المترتبة عليها، لا سيما مع وجود دراسات تثبت أن هذه المنتجات تحتوي على مكونات خاطئة أو كمية غير دقيقة من العنصر النشط، ولديها عدد من الآثار الجانبية وبعضها قد يكون مهدداً للحياة، نظراً إلى أنها تعمل على توسع الأوعية وخفض ضغط الدم.

الصحة الجنسية

يتحدث استشاري الطب الجنسي وأمراض الذكورة الدكتور إيمان التل عن مدى التقدم الذي شهده هذا المجال في الأردن، وهو يعتني بكل ما يتعلق بالصحة الجنسية للرجال والنساء، مما ينفي الحاجة إلى طرق أبواب تقليدية غير مأمونة.

وفقاً لكلام التل فإن الإحصاءات الرسمية تقول إن 30 في المئة من الرجال الذين شخصت إصابتهم بالضعف الجنسي استشاروا طبيباً، في حين اعترفت النسبة الباقية 70 في المئة أنهم لم يسبق لهم مطلقاً أن طلبوا استشارة طبية في شأن صحتهم الجنسية.

يضيف الدكتور التل أن التوعية الجنسية التصقت طويلاً بثقافة العيب، على رغم أن الصحة الجنسية الأكثر تسارعاً في التطور الطبي، فإن هناك من استغل هذا المجال بحثاً عن الربح السريع وجهل المرضى، وأن المجتمع الأردني تغير صحياً بحيث زادت أمراض الضغط والسكري، ولم يعد بالإمكان إنكار حقيقة أهمية الصحة الجنسية وتأثيرها في الحياة الزوجية ونسب الطلاق.

يشير التل إلى انتشار علاج الدعامات الطبية الجراحية، فضلاً عن العلاجات السلوكية التي تغني عن لجوء الرجال إلى المنشطات الجنسية غير المرخصة أو الوهمية، كما يشير إلى وجود ما نسبته 40 في المئة من المشكلات الجنسية لدى النساء اللاتي يعتبرن أكثر تحفظاً وخجلاً في هذا الموضوع.

تتحدث دراسة بعنوان "الضعف الجنسي لدى الرجال الأردنيين المصابين بالسكري" بقلق عن هذا الجانب، ومن أبرز نتائجها أن معدل انتشار الضعف الجنسي الإجمالي بلغ 62 في المئة، في حين أن 30 في المئة من الأردنيين المصابين بالسكري يعانون الضعف الجنسي الشديد.

الأمر ذاته ينطبق على الأردنيات المصابات بالسكري، إذ خلصت الدراسة إلى أن 94 في المئة منهن لديهن عجز جنسي.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة