Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أمطار الخريف تباشير أم سيول تجري عكس رغبة الموريتانيين؟

أقرت اللجنة الوزارية إنشاء وتفعيل خلايا المراقبة والإنذار في المناطق المهددة

شكلت الحكومة الموريتانية منذ أعوام لجنة وزارية موسعة مكلفة بمتابعة الحوادث المرتبطة بموسم الخريف الماطر (اندبندنت عربية)

ملخص

أقرت اللجنة الوزارية إنشاء وتفعيل خلايا المراقبة والإنذار في المناطق المهددة في عموم موريتانيا ورفع تقارير عن مراقبتها وتضمينها في نشرة يومية مع ما تقدمه مصالح الرصد الجوي من معطيات الحالة العامة للبلاد.

كلما لمع برق في السماء أو دوّى رعد تهيأ الموريتانيون لخروج جماعي من عاصمة بلادهم وبقية المدن الكبرى، بحثاً عن ظل خيمة في سهول وعند جوانب وديان البلد العربي المترامي الأطراف، والذي يجمع مواطنوه على "قدسية" موسم خريف ويستبشر المزارع بقدومه لما يحمله من خيرات وأمطار تروي الأرض والزرع.

لكن هذا الموسم الذي ينتظره عادة الموريتانيون يحمل معه الكثير من الأحزان والحسرة والألم للعديد من الأسر التي فقدت أبناءها في حوادث غرق في البرك والمستنقعات، إذ يشير بيان تصدره وزارة الداخلية الموريتانية إلى أن العشرات ماتوا غرقاً أو بسبب صواعق رعدية أو بسبب السيول التي تجرف أحياناً تجمعات سكنية عند مجرى السيل.

تشكيل لجنة وزارية

شكلت الحكومة الموريتانية منذ أعوام لجنة وزارية موسعة مكلفة بمتابعة وتسيير الأزمات والكوارث الطبيعية، لمواكبة الحوادث المرتبطة بموسم الخريف الماطر في موريتانيا، وتتبع اللجنة للوزير الأول (رئيس الوزراء)، إلا أن اتساع مساحة موريتانيا التي تقدر بمليون كيلومتر مربع يحول دون التدخل السريع في حالات الغرق والكوارث الطبيعية المرتبطة بموسم الخريف الماطر. يقول أحمد المختار المتخصص في عمليات الإنقاذ المدني "نتيجة التساقطات المطرية التي شهدتها البلاد في الأسابيع القليلة الماضية، ظهرت الحاجة الماسة إلى تكوين عناصر مدنية جاهزة في كل عاصمة محافظة، بخاصة في المناطق الأكثر تعرضاً لهطول الأمطار مثل الحوضين ولعصابة ومحافظات الضفة، حيث كان من الضروري وجود عناصر مدربة للتعامل مع الكوارث الطبيعية المماثلة".

وبحسب المستشار البلدي يعقوب ولد افاه، فإن أهم الأخطار المحدقة بالمواطنين الموريتانيين في هذا الموسم ترتبط أساساً بارتفاع منسوب مياه نهر السينغال ووضعية سدي "فم لكليته" و"سكليل" لا سيما أنهما سدان كبيران حاضنان لكميات كبيرة من المياه.

ولفت إلى أن التشاور والتنسيق مع السلطات الإدارية في البلدية والمنتخبين في هذه المحافظات "قد يُسهمان في وضع إجراءات وخطط تدخل استعجالية لإرساء إدارة قريبة من المواطن في مختلف الأوقات".

وكانت اللجنة الوزارية قد أوصت "بضرورة التنسيق بين القطاعات الحكومية المتدخلة مع المصالح الفنية لمنظمة استثمار نهر السنغال من أجل إرساء أحسن السبل لتسيير منسوب مياه سدي ‘ماننتالي‘ و‘دياما‘، ووضع خطط تدخل استعجالية في أسرع وقت مما يسمح بمعرفة وإعداد خريطة المناطق الأولى بالتدخل الاستعجالي، ووضع مصالح فنية متقدمة للرقابة والإنذار على مستوى محافظة كوركل".

وأقرت اللجنة الوزارية إنشاء وتفعيل خلايا المراقبة والإنذار في المناطق المهددة في عموم البلاد ورفع تقارير عن مراقبتها وتضمينها في نشرة يومية مع ما تقدمه مصالح الرصد الجوي من معطيات الحالة العامة للبلاد.

غياب الثقافة المدنية

يُرجع ملاي التقي، شقيق صبي قضى غرقاً في بركة بغداد شرق مدينة تجكجة وسط موريتانيا، أسباب انتشار غرق الأطفال واليافعين إلى غياب ثقافة التحسيس من الأخطار المرتبطة بمياه الأمطار سواء على المستوى الصحي أو في استخدامها كأماكن للاستجمام والسباحة.

وطالب ملاي سلطات بلاده برفع وعي المواطنين من هذه الأخطار "كي لا يتسلل الحزن إلى بيوتهم كما حصل معنا" يقول ملاي.

قسوة الطبيعة

أعادت حادثة وفاة طفل غرقاً الأسبوع الماضي؛ في بركة بغداد (4 كلم شرق مدينة تجكجة عاصمة ولاية تكانت)، إلى الأذهان حوادث الموت التي تنغص على الموريتانيين فرحتهم بموسم الخريف.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن الصبي البالغ من العمر 14 سنة، كان يسبح في البركة.

وتُسجل المصالح الحكومية خلال موسم الخريف في موريتانيا حالات وفيات بسبب الغرق في البرك والمستنقعات والمسطحات المائية التي عادة ما يلجأ إليها الكبار والصغار للسباحة.

وكانت إدارة التوقعات بالهيئة الموريتانية للأرصاد الجوية، قد سجلت هطول كميات متوسطة إلى كبيرة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو آخر شهر من موسم الخريف الحالي، لكن الهيئة قالت إن هذه الأمطار أكثر شمولية من خلال انتشارها لتطاول كل مناطق البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكشف توزيع النسبة المطرية المسجلة في موريتانيا لخريف 2024 مستويات مهمة، على رغم تسجيل فترات توقف طويلة إلى حد ما في بعض المناطق مما أثر على الغطاء النباتي.

كما لاحظ متخصصون في مجال الطقس والمناخ وجود فائض مطري خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبالأخص خلال الأسبوع المنصرم حيث عرف تسجيل تساقطات مطرية فائضة في بعض المناطق كالحوضين ولعصابة وكوركل وكيدي ماغه وتكانت.

وتجاوزت كميات الأمطار المسجلة خلال الأسبوع الماضي في موريتانيا حاجز الـ 100 ملم في كثير من المناطق حيث تم تسجيل 137 ملم و130 ملم و120 ملم تباعاً.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة